تمت اليوم بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون سيامة ١٧ كاهن جديد بيد قداسة البابا تواضروس الثاني كإضافة رعوية للخدمة بكنائس القاهرة وإحدى كنائسنا بأمريكا.
كان قداسة البابا قد صلى قداس السيامة صباح اليوم بالدير وشاركه لفيف من الآباء الأساقفة والكهنة وسط حضور كثيف من الشعب.
وعقب صلاة الصلح تمم قداسته سيامة القس اسطفانوس كاهنًا لكنيسة السيدة العذراء بولاية نيو جيرسي بالولايات المتحدة الامريكية و ١٦ آخرين للخدمة بكنائس القاهرة وهم:
١. القس أنطونيوس كاهن لكنيسة السيدة العذراء بالزيتون بالقاهرة
٢. القس شنودة كاهن لكنيسة السيدة العذراء بالزيتون بالقاهرة.
٣. القس أثناسيوس لكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالمليحة بالقاهرة.
٤. القس مويسيس لكنيسة الشهيد مار جرجس حمامات القبة بالقاهرة.
٥. القس كيرلس لكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس حمامات القبة بالقاهرة.
٦. القس إرميا لكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالتجمع الخامس بالقاهرة.
٧. القس يوحنا لكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالتجمع الخامس بالقاهرة.
٨. القس يوسف لكنيسة القديسة مريم العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالتجمع الخامس بالقاهرة.
٩. القس يوحنا لكنيسة السيدة العذراء والأنبا تكلا بالعبور بالقاهرة.
١٠. القس أنطونيوس لكنيسة السيدة مريم العذراء والشهيد مارجرجس بالشروق القاهرة
١١. القس يوسف لكنيسة السيدة العذراء والأنبا أنطونيوس بمدينة بدر بالقاهرة.
١٢. القس يوسف لكنيسة مارجرجس بالزاوية الحمراء.
١٣. القس توماس لكنيسة مار جرجس بالزاوية الحمراء بالقاهرة.
١٤. القس يوسف لكنيسة الشهيدة بربارة بالشرابية بالقاهرة.
١٥. القس أبرآم لكنيسة الشهيد مار مينا والملاك رافائيل بالألف مسكن بعين شمس بالقاهرة.
١٦. القس جورجيوس لكنيسة الملاك ميخائيل والأنبا موسى الأسود بعزبة الهجانة بالقاهرة.
وفي خلال القداس ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظة، تحدث فيها عن المباديء الخمسة للكاهن الجديد ، قال فيها:
“باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين، في هذا الصباح المبارك نحتفل بأحد أعياد أمنا العذراء وهو تذكار تدشين أول كنيسة في العالم كله على أسم العذراء مريم في مدينة فيلبى بقرية في قارة أوربا ونحتفل أيضًا بمعجزة العذراء حلت الحديد أنه يوم فرح يا أخواتي الأحباء وفى هذا اليوم أيضًا نحتفل بتكريس عدد من أبنائنا الشمامسة لكي ما يصيروا كهنة بالخدمة في القاهرة وشماس يكرس كاهن للخدمة في أمريكا ،فهذا اليوم يمكن أن نعتبره عيد للتكريس سواء تكريس الكنيسة او تكريس النفوس التي تخدم في الكنيسة وتقدم ذواتها في الخدمة من أجل مجد الله اولًا واخيرًا ، قدمت الينا عدد من الترشيحات الكثيرة للشمامسة لكي ما يخدموا في بعض كنائس القاهرة التي تحتاج الى تدعيم خدمة الإباء الكهنة وبعد مراحل كثيرة من الاختيار والصلاة والتذكيات والجلسات الشخصية من المختارين سواء معه هو شخصيًا أو مع زوجته او مع أبنائه إلى ان دبر الله ان نقيم في هذا الصباح سبعه عشر كاهن يخدمون أمام الله بالروح والحق وتمتد خدمة الكنيسة في كل مكان كما نصلي دائماً ونقول ” من جيل الى جيل ” وأود ان اضع امام هؤلاء المختارين الى الخدمة أن أضع أمامهم خمسة مبادئ رئيسية وهذه المباديء ليست لهم فقط بل الى كل من يخدم في الكنيسة خاصة خدمة الأب الكاهن هي خدمة أساسية ومؤثرة في العمل الكنسي بصفة عامة .
لكن قبل ان أتحدث عن هذه المبادئ فليضع كلاً منكم هذه الأية أمام عينه
“آية (مت 19: 30): وَلكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ.” الأية ليست بسيطة قد يكون الأول الذى يخدم في الكنيسة ليس اول في السماء بسب الضعفات التي تظهر منه ليضع كلاً منه أمامه دائماً
اما عن المبادئ الخمسة التي اريد ان اضعه أمام المرشحون للكهنوت والمتقدمين اليه و ايضاً أمام الى كل من يخدم في بيت الرب
المبدأ الأول : أيها الراعي لا تكف عن الصلاة وتطلب من الله وتكون اب حقيقي فالأبوة في كنيستنا ليست مجرد شعار او اجتهاد بل نعمة يطلبها الانسان من الله بانسحاق يبقى بيشتغل اى وظيفة وأي عمل وبعدين عندما يصير كاهناً نقوله ابونا وهي كلمة ساحرة وغالية وكلمة هي الاحتياج الرئيسي للشعب والرعية في كل كنيسة تحتاج ان يكون أبًا بالحقيقة ممكن أن يكون شاطر في الخدمة ولا يكون أبًا ناجحًا لذلك لا تكف عن الصلاة دائماً وعن طلب نعمة ان تكون أب بالحقيقة فالأب ليس بالكلام او باللسان الاب بالفعل وبالمحبة والأب هو من يحتضن الجميع ويحتوى الجميع ويمكن أن ينسحق تحت أقدام الجميع والأب هو من يحب ويستر ويساند ويشجع فصفات الابوة لا تحصر لذلك الابوة في الكنيسة تحتاج الى الصلوات الدائمة ويحتاج الاب الراعي أن يقف أمام الله باستمرار ويقول له من فضلك يارب أعطيني هذه النعمة وأغرسها بداخلي وتظهر في داخلي والابوة ليست شكل وقد يحمل اللقب ولكنه لا يحمل فاعلية اللقب لذلك المبدأ الأول لا تكف عن الصلاة بانسحاق وبإلحاح امام الله وتقول له اجعلنى أباً حقيقيًا والابوة لا تأتى بالدراسة والمعرفة بل هي نعمة خاصة تحتاج صلوات دائمة طوال عمر الأنسان وخدمته ان يسكب الله هذه النعمة على الانسان الذى يصير راعيه .
المبدأ الثاني: لا تقصر في افتقادك
الكاهن تصير له اهتمامه غير الاهتمامات السابقة وهذه الاهتمامات يقف على رأسها افتقاد الرعية والبحث عنهم ومعرفتهم والارتباط بهم بحيث يصير الكاهن كأنه عضو في كل بيت فلا تهمل ولا تقصر في افتقادك
ومن اهتمامات الكاهن ايضًا أن يهتم بأسرته زوجته وأولاده ويفتقد كل بيت وأن يبحث عن كل بيت وهذه الاهتمامات يجب ان تكون ماثلة أمامه ومنظم في هذا الافتقاد وكم يؤلمني أيها الأحباء حينما تأتى أسرة الي وتقول نحن في المنطقة الفلانية ولا يفتقدنا كاهن الكنيسو ونحن كمجتمع قبطي نعرف قيمة دخول الأب الكاهن البيت حين تجتمع الاسرة ويأتي الاب الكاهن ويجلس معهم كل فترة وهذا الشيء يحتاج الى ترتيب وافتقاد الرعية يقف على قمة أولوياتك واهتماماتك وبالذات وانت في سن الشباب والقوة والصحة الجسدية متوفرة … لا تقصر في اهتمامك وافتقادك واسرتك ولا تنساهم في خضم الخدمة والانشغالات الكثيرة وافتقاد الرعية بيت بيت وكل شخص ومن التقاليد الكنسية ان الكاهن في اول عام بعد رسامته لا ينشغل بشيء سوي افتقاد الرعية وهذا العمل الرئيسي
.
المبدأ الثالث: لا تحرم نفسك من السماء بسب أخطائك
الأنسان يخطئ وكلنا تحت الضعف ولكن طوبي للإنسان الذي يعيش في التوبة وتنقية قلبه باستمرار الكاهن اكثر انسان يحتاج الى التوبة الدائمة،لو الواحد فضل في خطيته ونسي نفسه لا يقابل اب اعترافه ولا خلوات فلا تحرم نفسك أيها الراعي من السماء وتذكر ما قاله بولس الرسول ” بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا، انت تحتاج على الدوام ان تقابل اب اعترافك وتمارس توبه حقيقية ولم تستطيع ان تتوب أخرين قبل أن تتوب نفسك ، أن نجحت في تتويب نفسك ستكون رائعًا في تتويب الأخرين ، لا تحرم نفسك من السماء تصور واحد يخدم 20 سنة وبعدها لا يكون له السماء يبقي موقفه ايه ؟ ، ده ممكن يكون ذاتك وعناد فكرك وقلبك سبب قوي يحرمك من السماء قد يكون عدم طاعتك تحرمك من السماء قد تكون عدم نقاوتك تحرمك من السماء ، لذاك أيها الراعي وأيها الكاهن لا تحرم نفسك من الملكوت بسب أخطائك التي لا تتوب عنها ” طوبى للإنسان الذى يعرف أخطائه ويقف أمام الله ويتذلل بدموع ويطلب من الله ان يرفع ويعطيه توبه حقيقيه في قلبه ، في واحد فاكر أن هو الصح وعايش في ذهنه وفى واحد لا يعرف ان يتعاون مع الكهنة الموجودين وياه اللى هما أقدم منه بالطبيعة وفى واحد زي ما بنقول في لغتنا العامية “شايف نفسه ” كل هذه الصور مرفوضة أمام الله ولا هي مقبولة لمن يرعي أذا لم تجد نفسك في هذا الوضع وضع التوبة فكيف ستكون كاهن وكيف يقبل الله صلواتك ؟ ولذلك نقرأ في التاريخ عن الذين كانوا يرشحون للخدمة كهنة واساقفة ويهربون منها خوفًا وارتعادًا والتاريخ يحكي لنا عن القديس يوحنا ذهبي الفم وصديقه باسليليوس وعندما رشحوا للكهنوت هرب يوحنا ذهبى الفم ولم يستطع أن يتقدم للكهنوت وأن صار فيما بعد راهبًا وأسقفًا وبطريركًا، لا تحرم نفسك من الملكوت بسب أخطائك التي لا تتوب عنها .
المبدأ الرابع: لا تنشغل بالأرضيات وتنسي الروحيات
من الأخطاء الموجودة في بعض الأماكن أنشغال الراعي في أمور أرضية واجتماعية مثل الرحلات والمؤتمرات وتلك بتأخذ من وقتنا لا تنشغل بالأرضيات على حساب الروحيات ولا تنشغل بالاجتماعيات وتضيع السماويات في حياتنا وتصير اهتماماتك أرضية قد ينشغل الكاهن بالمباني وتضيع الروحيات ويقولك أنا ببنى المبني ده علشان الروحيات وتكون الروحيات راحت لا تنشغل بالمشروعات الاجتماعية على حساب الروحيات فالكنيسة أولا وأخيرا هي مؤسسة روحية تساعد الأنسان على خلاص نفسه وتوبته فلا تنشغل بالأرضيات ما الفائدة ان نعمل رحلة او مسرح ولكنهم لا يعرفوا ان يصلوا بالاجبية انتبه أيها الكاهن وايها الراعي وان لا تصير الارضيات هي شاغلك لأول وتضيع الروحيات ويجف نبعك العمل الروحي منعش والعمل الأرضي وقتي ويمر .
المبداالخامس: لا تبدأ ثم تتوقف بل أستمر وأستمر
لا تبدأ بالحرارة الروحية ثم تتوقف فالكاهن في بداية خدمته يكون نشاط وحيوي والأيه بتقول ” فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِّلاَّ فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ” لا تبدا ثم تتوقف اول فترة يكون نشيط وحيوي ويحضر كويس ويفتقد ويهتم لذلك أحرص على نفسك باستمرار لا تبدأ ثم تتوقف بل جدد ذاتك وكما تعلمنا المسيحية لا تعرف الشيخوخة أبدًا المسيحية تعيش دائماً حيوية القلب واذا كان السيد المسيح صعد للسماء في عمر 33 سنه يظل الكاهن عمرة 33 سنه أهتم بالدراسة الروحية والقراءات لو شفت حاجه عابر ه تتعلم منها وكيف تستخدمها من أجل تجويد الخدمة هذه المبادئ الخمسة أيها الأحباء يمكن أتصلح لك في بداية الخدمة .
أما انتم أيها الشعب فأنتم تحتاجون دائما ان تصلو من أجل الكاهن ومن أجل الراعي هو يحتاج نعمة الله لكن يحتاج صلوات الراعية في ذاك الوقت وكنيستنا تعلمنا ان نصلي من أجل كل الذين يخدمون والكنيسة تضع لنا صوم الرسل صوم للخدمة من أجل عمل الخدمة وعمل الكنيسة وامتدادها صلواتكم من اجل الكهنة الذين يخدمون امر حيوي وضروري، أهتموا أيها الأحباء ان تصلوا ولا تجعل لك العين الناقضة في واحد لا يري غير الأخطاء وتذكر كيف نري السميح الى المراءة السامرية رغم ان لها أخطاء كثيرة ولكنها عندما بدئت تعترف بكلمات قليلة أجتبى بالصواب وحسنا قلتي ان كان لك ملاحظة يمكن أن تسجل وتقولها بروح المحبة
ومن ضعفات هذا الزمان الذى نعيش فيه ان كل الناس لا ترى سوى الأخطاء فقط ولا تنسوا ان كل اللى بيقول كلمة لا تضيع امام ربنا كل ما تقوله يعطى عنه جوابا ويسأل عن كل كلمة صدرت منه “مسجل في السماء ء ، آية (مت 5: 22): وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. “.
احترسوا ان وجدت امراً لا يعجبك حوله لصلاة حول ملاحظاتك الى صلاة دائماً وستجد وقتها قوة وفعل الصلاة.
نحن نشكر الله انه يعطينا هذه النعم الكثيرة نشكر الله في حضور الإباء الأساقفة الأحباء والاباء الرهبان ونيافة الأنبا صرابامون رئيس دير الأنبا بيشوي العامر،
ونيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان ونشكر الله ان هذه الرسامة تتم في وقت عيد للعذراء مريم وفى مكان مقدس هذا الدير والبرية المقدسة وتكريس هؤلاء المتقدمين للكهنوت فهو يوم عيد ويوم فرح يعطينا الله أن كل أيام افراح وتصير حياتنا تمجده ونعلن اسمه في كل عمل صالح وكل زمان، لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد أمين.