ألقى قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني عظته الاسبوعية من كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجائبى “دير القديس الأنبا أنطونيوس ببلدية أوبرزيبنبرن بالنمسا”
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين
أقرأ بنعمة المسيح جزء من رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي الإصحاح الثالث (25:12)
“12 فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ،
13 مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا.
14 وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ.
15 وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ.
16 لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.
17 وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْل أَوْ فِعْل، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ.
18 أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ.
19 أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ، وَلاَ تَكُونُوا قُسَاةً عَلَيْهِنَّ
20 أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لأَنَّ هذَا مَرْضِيٌّ فِي الرَّبِّ.
21 أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا.
22 أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ.
23 وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ،
24 عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ.
25 وَأَمَّا الظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ، وَلَيْسَ مُحَابَاةٌ.
في هذا الشهرنحتفل بأعياد قديسين كثيرين فمنهم القديس الأنبا موسى القوي والأنبا بيشوي والقديسة مارينا والأنبا شنوده رئيس المتوحدين لذلك نتحدث اليوم عن كيف نزرع القداسة في أبنائنا فنجد القديس أبانوب والأنبا بيشوي كان لهم أب وأم مثلنا ولكن كيف زرعت هذه الأسر القداسة في قلوب أولادها وبناتها وهما صغار. ومن هنا أتحدث معكم في بعض النقاط المحددة
الأسرة المسيحية وحدة نعتبر فيها أن الأبناء عطية من الله “(مز 127: 3): هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ”، الزوج والزوجة والأب والأم. أريد أن أقول لكم على نقطتين رئيسيتين أولادكم يحتاجونها منكم حتى يعيشوا في القداسة
أولًا: “المعين” الأباء والأمهات كونوا معينين لأولادكم.
يحتاج أولادنا الأباء ليكونوا معينين لهم والمعين يعني المساعد والسند وعلى قدر ما يحتاجوا منا أن نكون معينين لهم فيجب أن يجدوا الأب والأم يقدموا الإعانة والمساعدة في أي وقت.
ثانيًا: “النموذج ” يحتاج الأبناء من أبائهم أن يكونوا نموذج.
النموذج يعني المثل أي أن الأولاد يحتاجون أن يروا أبائهم في صورة نموذجية يقتضي بها أولادهم.
وسوف نتحدث عن النقطة الأولى وهي “المعين”
+ المعين
أول خطوة يحتاجها أولادنا لتزرع فيهم القداسة هو أن تكون معين لهم، فلكي تزرع بهم القداسة يجب أن تكون معين لهم ويكبروا مع الأيام وتكون معين لهم في:
1- الصلاة
كن دائم الصلاة من أجلهم ويروك وأنت تصلي من أجلهم وحتى وهم يبكون ويصرخون صلِ من أجلهم لكي يروا هذه الصورة صورة الصلاة ويسمعوا أبائهم يقولون يارب بارك ابني فلان في دراسته وحضانته فكلما تكثر الصلاة من أجلهم سوف تتنمى بداخلهم روح القداسة فمثلا لو ذهبتم لزيارة دير ومحتارين لأي دير تذهبون، اجمع أولادك وصلِ قائلاً يارب ارشدني أي دير أذهب؟ أيضًا الصلوات الخاصة من أجل ابنك فلان واقف وصلى وقول لهم يلا بينا نصلي من اجل الشيء الفلاني ونصلي مع بعض نقول يارب ارشدنا في كل حاجه في حياتنا واكبر معين لأولادنا هو الصلاة من اجلهم .
2- الصديق
لابد أن تكون صديق ابنك من صغره والصديق يحفظ الأسرار وهذه الصداقة تنمو مع الأيام وفي مرة بنت صغيرة ذهبت لتتحدث مع أمها لكنها رفضت بحجة مشغوليتها وبعدها ذهبت إلى والدها لتتحدث معه لكنه رفض ايضًا وظلت البنت حزينة وكانت تبكي وراحت قدام صورة بابا يسوع وقالتله أنا أريد أن أقول لك شيئًا يابابا يسوع فهل أنت سامعني؟ فجوابها وقال لها أنا أسمعك، الصداقة أساس الارتباط الأسري وهنا البنت قالت ماما لا تحبني لكن هذا الموقف جعل الأم تظهر على أنها لا تحب أولادها من الأشياء الجميلة إننا نتعلم من بعضنا اسمع أولادك واجعلهم أصدقائك .
3- المسؤولية
الشعور بالمسؤولية يعني لابد أن تعودوا أولادكم من صغرهم أن يتحملوا المسؤولية أن يفعل شيء يشعر بالأهمية الكبيرة وأحيانًا بابا وماما يسهلوا كل شيء لأولادهم فيجعلهم غير حاسيين بأهمية أي شيء لكن أعطهم مسؤوليات بسيطة في الحياة اليومية وداخل البيت المسؤولية هي أن لكي ينضج ابنك لابد أن يكون عنده قدر من المسؤولية من الحضانة للجامعة، خطوة بخطوة أحيانا الأب والأم يكونوا أميين لكنهم يهتموا جدًا بأولادهم إذًا يا أخواتي الأحباء يجب أن نصلي من أجل أولادنا ونكون أصدقاء لهم حتى نكون معينين لأولادنا.
النقطة الثانية: النموذج
النموذج أنتم صورة للولد والبنت وتذكروا أنت عندما تحتضن ابنك فهنا توصل له رسالة “ربنا بيحبك” وحتى أن تكون نموذج يجب أن تتحلي بالآتي :
– 1″واهب حب”
يعنى الأب الأم يوزعوا علينا الحب اللي بينهم تشبع ابنك وبنتك حب إلعب معهم وأجعلهم في حضنك وكن مصدر حب وكيان حب الأب عندما يقوم بعمل شيء أو يتكلم في شيء وتتكلم معه بنته الصغيرة وتبدأ في تقليده. تذكروا قصة البنت الصغيرة التي كلما ترى شخص تقول له يسوع بيحبك يابابا ياماما يسوع بيحبك كل شيء حتى رأت شخصًا مقبوضًا عليه فقالت له يا مجرم يسوع بيحبك وهنا كانت جملة الطفلة الصغيرة سبب في توبة هذا الرجل وتاب بسب كلمة، كلمة الفرح كلمة ساحرة والأباء والأمهات ناقلين لحب الله.
2-الحوار
اختلق الحوار بينك وبينهم أولادك يحتاجونك ولا تجعل التكنولوجيا تفصل بينكم يعنى تنظر الولد فتجده يحمل الموبيل ومنشغل به طول الوقت وأيضًا يتحدث مع أهله من خلال الرسائل افقدهم التواصل والحب حتى في الناحية الصحية خطر الإشعاع يتعبه. اخلق الحوار مع ابنك اسأله عن يومه؟ انت بتحب أي مادة ؟ تكلم حتى أراك بالحب صورة الحب والحوار لما أولادنا يتكلموا معنا نعلمهم كيف تكون الصلاة مع ربنا ويتعلم يعبر عن نفسه ويحكي الحب والحوار
3- الحرية
اعط ابنك قدر من الحرية ولا تربي ابنك بالطريقة القهرية وبالعنف والضغط احذروا فالتربية التي تبدأ بالأوامر تنتهي بالتجهم احضن ابنك بعد ما تعاقبه يا بابا ويا ماما كونوا دائمًا حاضرين في أذهان أولادكم كل ابن يحتاج بابا وماما بأي صورة ويجب أن نربي أولادنا
+ باللطافة وليس العنف
كن لطيفًا مع أولادك وبناتك في مشاعرهم الاشتراك مع أولادك في كل شيء
+المشاركة والمحبة في نفس واحده “اعطيكم فرحي حتى “تمموا فرحي حتى تفتكروا فكرًا واحدًا ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئًا واحدًا. الرسالة إلى أهل رومية 12
+ التشجيع حاول تشجع بناتك وأولادك على تنمية مهاراته كان هناك طفلاً عمره 5 سنين يركب الأشياء في البيت ويربطها ويجرها على الأرض والأم تعاقبه لهذا الأمر لكن الولد كان يقوم بعمل قطارات داخل البيت مثلما يرى وهو في طريقه إلى الحضانة وعندما كبر أصبح أكبر مهنس قطارات، وكان هناك أم لديها ثلاثة أولاد وزوجها بحار فوجدت أولادها خائفين من البحر ففكرت مع زوجها كيف تشاركهم حياة أبيهم فدهنوا البيت باللون الأزرق ووضعوا داخل البيت شراع ولوحات سمك وسفن كأن البيت كله بحر فأصبح الأولاد يحبون البحر جدًا.. يا بخت الأب والأم الذين يكتشفوا مواهب أبنائهم مبكرًا لا تجبر بنتك أو ابنك أن يكون شيئا غير ما يريده مثل الأم التي كانت تريد ابنتها أن تكون مصممة أزياء وبالفعل شجعتها وأصبحت تصمم فساتين حتى لو كانت غير مقتنعة بما تفعله ابنته.
+ ازرع مخافة الله في قلوبهم بصورة مستمرة
كل ما تفعله لابنك وبنتك في الصغر الله حاضر وموجود.. المخافة وليس الخوف “جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع ، إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي” يعني مثلاً أُقبل الإنجيل بعدما أنتهي من قراءته ازرع المخافة من كلام ربنا بالإنجيل بالتسبحة بالأصوام بحضور الله
كيف ازرع المخافة ؟
+التشجيع “شجعوا صغار النفوس” شجعهم اعطهم الثقه بنفوسهم ابنك أو بنتك شجعها من خلال محبتك له
+وأخيرا كونوا أنتم دائمًا في مجال القداسة تذكروا الطفل عندما سأل شخص على أبوه قال له بابا بيقول لك أنه غير موجود، فأنت بهذا علمته الكذب كن أنت القديس في بيتك وأولادك هيتبعوك.
ربنا يسندكم ويكون معكن ويبارك كل أسرة ويبارك في بناتكم وأولادكم ويكونوا قديسين بالحقيقة.