في إطار زيارته الرعوية الولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأها أمس دشن قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم مذابح كنيسة الملكة هيلانة والملكة آناسيمون بكوينز، التابعة لإيبارشية نيويورك وإنجلند.
كما دشن قداسته المعمودية والفسقية بالكنيسة ذاتها.
أشاد قداسة البابا تواضروس الثاني بكنيسة الملكة هيلانة والملكة آناسيمون بكوينز، التابعة لإيبارشية نيويورك وإنجلند.
جاء ذلك خلال تدشين الكنيسة ذاتها اليوم.
وقال قداسته “بنفرح بكنيستكم الجميلة وتذكروا يوم تدشينها اليوم ٤ توت وكنيستكم بها ملامح جميلة ولمسات فنية جميلة وربنا يبارك. والمهم نفوسنا تكون جميلة أيضًا، وأنا عارف إن هذه الكنيسة امتداد لكنيسة تانية وربنا يبارك الكنيسة الأولى أيضًا.
وأنا عارف إن لها زمن ومن أوائل الكنائس بنيويورك بصفة عامة. وربنا يبارك وتعيشوا وتعمروا وربنا يبارك نيافة الأنبا ديفيد والآباء الكهنه والأراخنة وكل الشعب والشمامسة فى عمل بيت لله وبيت جميل وحلو وتشعر بحالة من السلام بداخلها.
وأضاف: بدأنا إمبارح زيارة أمريكا نيوجيرسى ومعنا نيافة الأنبا دوماديوس أسقف مدينة ٦ أكتوبر وتوابعها ونيافة الأنبا ماركوس أسقف عام ومشرف على دير الأنبا موسى بمنطقة العلمين ،وهى فرصة سعيدة لنتقابل وياكم”.
“نشكر الله مصر بلد كبيرة فيها مئة مليون شخص والحقيقة إن مصر تاريخها كبير يمتد إلى آلاف السنين.
وتاريخ مصر ملئ بالصفحات البيضاء والرمادية والسوداء ولكن نشكر الله أنه من حوالى خمس سنوات بدأت الدنيا تتحسن خطوة بخطوة بعد مرورها بضعفات.
ونشكر الله فيه مؤشرات لتحسن الظروف ودائمًا فيه ناس بتشوف أمور متلخبطة وبنلاقى أمور فيها تحسن. يعنى مثلًا شبكة الطرق في مصر بدأت تتحسن وأضيف حوالى ٣ آلاف كيلومتر. وهناك طرق جديدة كثيرة.
وكل زمن له مشكلاته وإن كانت هناك مشكلات تخص الكنيسة فنحن نحاول أن نحلها بهدوء أو مشكلات مجتمعية بنحلها خطوة بخطوة.
ولا تنسوا أن مصر دولة من العالم الثالث ميزانيتها محدودة وإمكانياتها محدودة ولكن توجد رغبة صادقة في حل المشكلات الموجودة وبدايات جديدة. وخطوه بخطوه الأمور بتتحسن وتتعدل ولكن لا ننكر وجود بعض المتاعب ونشكر الله كثيرًا على هذه الأحوال وعلى ما يتم من تحسين وتقدم في بعض النقاط تحتاج أكثر وأكثر وبنحاول في مصر من أول رئيس الجمهورية ان تبدو مصر على أنها واحدة لأن المشكلة بصفة عامة في منطقة الشرق الأوسط هى “التفتيت” وربنا لا يسمح بهذا ومصر تسمى ” فلتة الطبيعة” “أبوه التاريخ وأمه الجغرافيا” ومصر تقريبًا البلد الوحيدة التي لم تنقسم ولم تندمج.
ومن أول الرئيس عبد الفتاح السيسي بنحاول أن تكون مصر واحدة لأن خطية الانقسام هي الخطية المدمرة فى أي مجتمع وأي بيت.
ونشكر الله الأمور طيبة وبقول هذا الكلام ده بضمير صالح أمام الله كشخص مطلع على أمور كثيرة حتى الغير منشور، ليكون لديكم رؤية إيجابية تجاه الأرض التى خرجتم منها.
ومنذ أسبوعين عملنا أول مؤتمر للشباب القبطى وفيه شباب شاركوا من هنا وقعدوا ويانا ٨ أيام مثل “فيليب” كان معانا وكان من الوفد الذي زار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان فيه فرصة طيبة إن شباب عايش برة يشوفوا مصر مثل الأهرامات وقناة السويس وأماكن فنية راقية مثل الأوبرا وكان فيه تنوع. وزاروا أماكن سياحية ودينية وزيارات الكنيسة كانت فرصة طيبة جدا ليروا مصر وكنيسة مصر ووجه مصر.
وزاورا أماكن كثيرة ورأوا التحسن الكبير وهذا يفرحنا كثيرًا.
ومصر خلال وقت كبير هتتعدل وهتتحسن.
ربنا يحافظ عليكم ويبارك حياتكم ويبارك خدمتكم ونيافة الانبا ديفيد وخدمة الايبارشية الواسعة وربنا يعطيكم اهتمام خاص بالاجيال الثانية والثالثة والأجيال الجديدة وربطها دائمًا بالجذور، ربنا يبارك حياتكم. ولألهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد أمين”.
كلمة قداسة البابا في تدشين مذابح كنيسة الملكة هيلانة والملكة آناسيمون بكوينز
“كل سنة وأنتم طيبين.
يوم التدشين هو يوم ميلاد للكنيسة. هو يوم كتابة شهادة الميلاد للكنيسة. مش كل واحد له شهادة ميلاد علشان كدة بيكون يوم وحيد فى حياة الكنيسة كلها. والكنيسة تعيش مئة أو مئتين سنة.
وصلوات التدشين بتتكون من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: صلوات الشكر والمزامير وقطع صلوات من الكتاب المقدس ودائمًا بيكون مرد الشعب كيري إليسون أي
يارب ارحم.
المرحلة الثانية: لما بنصلى بنبدأ نرشم المذبح بعلامة الصليب بدون زيت الميرون والمرد بيكون “أمين” يعنى استجب يارب وبنحدد المذبح هيبقى اسمه إيه.
+ المرحلة الثالثة والاخيرة : صب زيت الميرون زيت التقديس ونمسح المذبح بزيت الميرون حتى يصير مذبح مقدس ومدشن وساعتها المرد يكون هللويا.
“خدوا بالكم بدأنا بكيريي إليسون يارب ارحم ثم أمين ثم هللويا علامة الفرح”
وبنسمى المذبح زى ما بنسمى أولادنا ربنا لما بيعطيكم طفل جديد بتسموه مينا او جرجس او هيلانة او اناسيمون وبنسمى المذبح بأسماء القديسين او القديسات وبعد كده بنرشم بعلامة الثالوث الآب والابن والروح القدس ثم نصب الزيت ويبدأ الآباء الأساقفة الموجودين معنا بمسح زيت الميرون بخشبة المذبح كله.
ويصير من هذا الوقت مذبح مقدس يقدم عليه الصلوات والقداسات والعشيات وتقام عليه الأسرار بصفة عامة.
والمذبح بالشكل ده يصير مذبح مقدس للصلاة فقط وزى ما احنا بنتعمد مرة واحدة المذبح يدشن مرة واحدة أيضًا ممكن تسأل وقبل كده كنا بنصلى عليه ازاى ؟
تاريخ الأقباط في مصر اخترعوا لوح مقدس بيترشم بزيت الميرون، أبونا ياخذه أي مكان يصلى به القداس، كنوع من الإبداع.
وعملوها كمان جلد حتى يسهل نقله من مكان لآخر.
وكأن أبونا شايل الكنيسة فى جيبه وأي مكان يصير مكان يقام عليه الأسرار.
ثم بدأت صلوات القداس عقب إتمام طقس تدشين الكنيسة ذاتها.
عظة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني من كنيسة القديسة هيلانة والقديسة اناسيمون بعد تدشينها بكوينز – بنيويورك
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين
“ونحن فى بداية العام القبطى الجديد ١٧٣٥ش بعد ما أحتفالنا بعيد النيروز أو عيد الشهداء أو عيد التقويم القبطى الذى بدء يوم الثلاثاء الماضى وكل سنة وحضراتكم طيبين الكنيسة بتعلمنا فى بداية السنة مجموعة من القراءات التى نقرأها فى القداس الألهى علشان الانسان يرسم أمامة خطة السنة الجديدة وكل ما الأنسان أبتدأ حسنًا كل ما الانسان كانت حياته طيبة وصالحة ومقدسة .
والأنجيل الذى استمعنا اليه يسمى انجيل الويلات وهو فى اصحاح 23 من انجيل معلمنا متى البشير ،وهذا الفصل من الانجيل يقابله فصل اخر من الأنجيل نسميه أصحاح التطويبات وهو موجود فى انجيل متى أيضًا الاصحاح الخامس .
فهناك التطويبات وهناك الويلات ولا ن النهاردة فى تاريخ الكنيسة تذكار نياحة يشوع بن نون وهو أحد الأنبياء علشان كده الكنيسة بتقرأ النهاردة اصحاح الويلات لكن انا أريد ان اقف أمام الكلمة التى تتكر كثيرًا فى هذا الاصحاح ” وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! ” وكلمة المرأوون من اخطر الكلمات فى الحياة المسيحية بل فى حياة الأنسان وهذا المرض ان جاز هذا التعبير ونسميه مرض ” الرياء ” عندما تقرأ فى الكتاب المقدس تجد انه يحذر منه كثيرًا فى العهدين القديم والجديد .ومرض الرياء يعنى انا الأنسان يظهر بصورة ولكنه يعيش بصورة أخرى ويعطى مثال جميل (إنجيل متى 23: 23) وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.
كان زمان فى فلسطين على المجارى المائية مثل الترعة الصغيرة يتزرع النعناع والشبت والكمون ولم بكن له ثمن ولا يباع لكن الفريسيون والكتبه بدئوا وضعوا قاعده اى شخص ياخذ من النعناع او الشبت او الكمون أن يقدم منه العشوربرغم انها مجانًا تتزرع لاى شخص يريد من هذه الزرع لكنهم أصروا بصورة شكلية على النعناع والشبت والكمون وتركوا الحكمة والايمان والرحمة وعيشوا معى فهذه المقارنة يجب أن تقدم عشور النعناع والشبت والكمون ولكن فى نفس الوقت تركوا الأهم العناصر الرئيسية فى حياة الأنسان “الحكمة والايمان والرحمة” وطرحوا كل هذا ومسكوا فى الشبت والنعناع والكمون لذلك يستحقوا الويل، الرياء ايها لاخوة الاحباء قد يصيب الانسان فى حياته سواء حياته الروحية او حياته الأجتماعية وهذا المرض دائمًا يشبهه الاباء بالسوس ينخر فى العظام مثل سوسة الخشب التي تنخر فى الخشب ولكن يظهر من الخارج لوح خش سليم ولكن بداخله هذه الأفه، الرياء أفه روحية تضيع حياته الروحية وعلشان كده الكنيسة تحط لنا فى كل قداس أساسيات ان يبتعد عن هذا المرض الروحى وبالذات احنا فى بداية السنة الجديدة حتى لا يكون فى حياتك شكل من اشكال الرياء وكان فى مثل شعبى فى مصريقول ” من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله ” .
وهذا هو الرياء يعنى انسان يبدو فى الظاهر لكن فى حياته الخاصه وحياته الداخلية صورة تانيه خالص وصورة مناقضة ممكن ان يصيب راهب اوكاهن او خادم او اى انسان عادى .
أرجوك تاخد بالك لان هذا المرض ممكن يضيع حياة الانسان ويستحق الويلات لذلك انتبه ايها الحبيب وأنتبهى ايها المباركة ونحن فى بداية عام جديد لا تدع حياتك لها شكلين من برة ومن جوه بل خليك صادق مع نفسك.
ويوجد أربعة معايير تعلمها لنا الكنيسة فى كل قداس نسمع هذه الجمل الأربعة التى تبعدنا عنا الرياء .
1- قبلوا بعضكم بعضًا
نسمع الشماس بيقول فى الفداس “قبلوا بعضكم بعضًا ” وهنا تعنى قبلة السلام باليد وتعنى اننى فى حالة مصالحة مع كل احد ،واللى جنبى معرفوش ولكن اللى جنبى يمثل كل البش، وياترى انت فى حياتك فى حالة صلح باستمرار مع الاخرين ولا قدامهم بشكل ومن وراهم بشكل ولا بتجيب سيرتهم بالرضى او الحلو وتقع فى خطايا كثيرة مثل مسك السيرة ونقل الأخبار؟ قبلوا بعضكم بعضًا والقبله كلمة راقية ومقدسة ونسميها قبله السلام وتعنى انك تستطيع أن تصنع سلام مع كل احد مش بتتخانق مع ده وتعلى صوتك على ده أنتبه قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مقدسة انسان يصنع سلام ويعيش فى سلام مع كل من حوله وهذا السلام سلام حقيقى وليس مزيفًا .
2- أيها الجلوس قفوا :
فى نص القداس نسمع الشماس بيقولنا” ايها الجلوس قفوا” وبنكون ساعتها واقفين وهو لا يقصد الجلوس المادى ولكن يقصد الذين يجلسون فى الشر الشر والخطية أقف واترك الشر آية (مز 1: 1) طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، ايها الجلوس فى الخطيه قفوا واتركوا الخطية وفاكرين الأبن الضال الذى وصل لاخر مراحل الخطية لغاية ما قال “أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاك” .
وأقصد “أيها الجلوس قفوا ” أوعى تكون من برة بكلام لكن حياته بها خطيه كلمة قاسيه لسمعهاا الانسان من فم المسيح ابعد وقف عن الخطية ومتخليهااش عايشة جواك ومن برة بصورة أنتبه .
3- والى الشرق انظروا
والشماس يقول لنا “والى الشرق أنظروا ” طيب ما كلنا قاعدين ناحية الشرق والشماس وأبونا ناحية الشرق ولكن لا يقصد الشرق الجغرافى بل المكان او الموضع الذى يأتى منه المسيح وهل انت منتظر فعلًا مجيء المسيح ؟ والى الشرق انظراو ولا حاجه تانيه ممكن واحد يكون فى الكنيسة لكن فى داخله وعقله بيجول فى الارض فى كل مكان الى الشرق أنظروا
هل انت واخد بالك ان تكون مستعدًا لمجيء المسيح ولا “العمر المنقضى فى الملاهى مستوجب الدينونة “أنتبه
4- اسجدوا لله بخوف ورعدة
ممكن يكون واحد بيسجد جسديًا فقط لكن ياترى فى مخافه الله ورعدة وعارفين ان كنييستنا بتعلمنا صلوات كثيرة علشان نتدرب على اليوم اللى بنقف فيه امام الله من خلال الصلوات وبصلى دائمًا فى البيت والكنيسة والعمل والخدمة وفى كل المناسبات وهذا نوع من انواع التداريب .
خد بالك فى بداية سنة جديدة تراجع نفسك وتراجع قلبك ياترى هل الرياء له وجود وله حضور عندك وأقرأوا هذا الأصحاح لتراجع نفسك هوصحيح المسيح كان بيخاطب الكتبه والفريسيون والمرأوون لكن المسيح يخاطب كل زمن وكل جيل لئلا نسقط فى تلك الخطايا التى سقط بها الأخرون أنتبه .
انتبه للأربع عبارات اللى ذكرتهم وبنسمعهم فى القداس
+ قبلوا بعضكم بقبلة مقدسة وتعنى حياة المصالحة
+ أيها الجلوس ققفوا تعنى حياة التوبه
+ الى الشرق انظروا تعنى حياة الأستعداد انسان مستعد لمجيء المسيح
+اسجدوا لله بخوف ورعدة تعنى حياة مخافة الله تكون فى قلب الانسان
سوأ فى السجود أو العمل او العلاقات الأجتماعية مخافة الله .
كان قداسة البابا قد وصل نيويورك أمس قادمًا من القاهرة في رحلة رعوية جديدة لإيبارشياتنا وكنائسنا بالولايات المتحدة الأمريكية، تستغرق عدة أسابيع.
ويرافق قداسة البابا خلال الجولة وفد يتكون من صاحبي النيافة الأنبا دوماديوس أسقف ٦ أكتوبر وأوسيم والأنبا ماركوس الأسقف العام لكنائس حدائق القبة والوايلي، والقس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل سكرتيري قداسة البابا.
كما رافق قداسة البابا في سفره من القاهرة نيافة الأنبا دافيد أسقف نيويورك وإنجلند.