زار قداسة البابا تواضروس الثاني كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بكونيتيكت، نيويورك.
كان في انتظار قداسته أعداد كبيرة من شعب الكنيسة، ولفيف من ممثلي الطوائف المسيحية.
وألقى قداسة البابا كلمة مناسبة ووزع هدايا تذكارية على مستقبليه من الضيوف.
كلمة قداسة البابا لشعب كنيسة السيدة العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل كونيتيكت
“أنا سعيد خالص بزيارتكم ورؤية كنيستكم الجميلة وزى ما قلتلكم هي الخبرة الأولى فى زياراتى لأمريكا، لما جيت هنا من حوالى ١٠ سنين وكانت فرصة طيبة وكان فيها أبونا أبراهام قبل مايبقى فيه عدد من الآباء المباركين. وطبعًا إيبارشية نيويورك وإنجلند ونيافة الأنبا ديفيد ومحبتكم وعملكم ونشاطكم الكبير شيء يفرح.
وأحوال مصر تتحسن وتتطور والكنيسة لها الخدمة المباركة عيدوعدو الخير بيحارب، ولازم نبقى عارفين إن كل مشكلة بتتحل بطريقة مختلفة عن الأخرى. وليست كل المشاكل تحل بالإعلام أو الصوت العالي وكل حاجة محتاجه حكمة والكنيسة ليست البابا فقط ولا الأساقفة فقط بل هى كل دول بالشمامسة والخدام والشعب فهى كيان كبير يعمل سويًا. وكل واحد بنعمة المسيح يقوم بدوره.
وكتير خالص زى ما كنت بقول الصبح تجيلكم أخبار بتتقلب في الأطلنطي من الشمال لليمين. بيحصل عندنا مشكلات وبنحلها وقد تحل في يوم أو أقل أو أكثر أو تحل بالصلاة.
والكنيسة القبطية بقالها قرون وياما شافت وياما حصل فيها وهى ممتدة وفيه نجاح مستمر وعمل مبارك انتبهوا لهذه الأشياء.
ونشكر ربنا من خمس سنين منذ ثورة ٣٠ يونيو أوضاع كتير اتعدلت كانت سيئة من عشرات السنين وأنتم فاهمين مجتمعنا بيزيد في السكان حوالى ٢.٥ مليون نسمة كل سنة وهذا بيعمل ضغط كبير ومصر ميزانيتها محدودة وهى دولة نامية ويتصرف على أساس تلك الامكانيات.
ونشهد أمام الله إن الأمور بتتحسن شوية بشوية خطوة بخطوة كام مرة كنا ننادي بأن مفيش محافظ مسيحي والآن بدأ التغيير فى هذا الناحية مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ونشكر الله. وأنا يهمني المسؤول يكون ذا كفاءة. جودة الشخص وكفاءته في المنصب بتاعه هي الأساس وفى التعديل الأخير للمحافظين يوجد محافظ ومحافظة مسيحيين. دكتورة فاضلة محافظة لمحافظة ساحلية مهمه وهذه تعتبر خطوة هامة.
وفيه واحد بيقول فيه مشكلة في المنيا أيوه فيه مشكلات. لكن من أول الرئيس إلى جميع السادة المسؤولين بيحاولوا ينتبهوا لعمل مصر جديدة.
وعلشان نغير بناخد وقت لكن هناك جهود مخلصة ومشروعات عملاقة وعمل دؤوب على أرض مصر.
وهذا العمل لازم يكون له ثمر. النخلة بتقعد ٢٠ سنة حتى تجني ثمار منها وتثمر بلح. فأرجوكم انتبهوا ونحن نؤمن بقوة الصلاة ” طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا” (يع ٥ : ١٦).
وهذا شيء مهم فنحن نؤمن بالعمل الروحي وإن الأمور كلها تتحسن ولما حضراتكم سبتوا مصر كانت مختلفة خالص، فيه أمور بتتعدل خلي عندك أمل ورجاء وبلاش يأس.
وهذا الكلام أقوله من وازع قلبى وما أراه طبعًا لأن فيه أصوات بتقول كلام كثير جدًا وتشوه الصورة فى كل شيء.
فاكرين لما مصر بدأت أول مشروع قناة السويس الجديدة قالوا عنها إنها ترعة لو تشوف الشباب اللي جاءوا من كنائسنا في العالم كله، من نيويورك وكنائس أخرى وراحوا قناة السويس الجديدة وأخدهم الفريق مهاب مميش وشافوا القناة بقى طريقين رايح جاى ودخلوا القناة وركبوا سفن وتجولوا بالقناة وبيبنى بجوارها منطقة صناعية كبيرة بحجم سنغافورة فنماذج النجاح كثيرة.
وأنا شخصيًا أحيي المنظومة المصرية الرئيس والبرلمان والكل بيجتهد وزي ما بكرر كلامي: فيه مشكلات ونتغلب عليها. وهذه صورة حلوة أمامنا، وأولادكم اللي زاروا رجعوا مبهورين بكل شيء لانهم رأوا حقيقة الأمور رأوا الأهرامات وقناة السويس الجديدة. رأوا مصر القديمة والتطويرات فى الكاتدرائية بالعباسية. وشافوا كل حاجة ماضي وحاضر ومستقبل وكل هذا أعطاهم صورة حقيقة عن مصر.
ربنا يبارك حياتكم ويكون معاكم.”
“فضيلة المودة الأخوية “
عظة قداسة البابا بكنيسة السيدة العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل بهامدن كونيتيكت
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين
أقرأ بنعمة المسيح بعض الأيات من الرسالة الثانية لمعلمنا بطرس الرسول الاصحاح الأول “5 وَلِهذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،6 وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،7 وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً،8 لأَنَّ هذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،9 لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هذِهِ، هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ،10 لِذلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا،11 لأَنَّهُ هكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ.
نعمة الله الأب تكون مع جميعًا أمين .
كل سنة وحضراتكم طيبين الكنيسة أنا عايز اكلمكم عن فضيلة من الفضائل الغالية جدًا فى حياة الأنسان وهى فضيلة “المودة الأخوية ” والمودة هى شكل من أشكال المحبة التى يستطيع الأنسان أن يمارسها كل يوم بل فى كل ساعة وحيث يقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن الإنسان المسيحي: “أيّ مصباح بلا نور؟ وأيّ مسيحى بلا حب؟!”
وظيفة اللمبه ان تنير والمسيحى وظيفته ودوره ان يحب علشان كده بيقول القديس اكليمندس” عندما أرى أخًا لى كأنى رأيت الله لأنه هو رسالة من الله لى ” .
وحكاية المودة الأخوية من الموضوعات المهمة التى شغلت السيد المسيح فى خدمته على الارض يعنى اللى يشوف حياة السيد المسيح فيما يسمى بالخدمة العلانية وتجده انه كان دائمًا مشغول بمحبة الأخر او مانسميه المودة الأخوية ، وهديلك مثال لذلك كلكم فاكرين قصة الأبن الضال كان فى اب وعنده ابنين وبعدين الصغير غلط وفاق ورجع ولما رجع اخوه الكبير تزمرعلى رجوعه وحب يقلب الفرح الى نكد وبعدين عاتب ابوه وقاله ” هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هٰذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هٰذَا ٱلَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ ٱلزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ” يعنى لما رجع لابن الصغير الكبير تزمر وفى ناس تيجى فى اى فرح لازم تنكد والأخ الكبير رفض دخول البيت وعاتب ابوه لكن الاب بكل مجبه حل الموقف خد بالك من الأبوة والمودة .
وكلنا عارفين حكاية السامرى الصالح والسامريين واليهود عكس بعض وفى التاريخ لما انقسمت الاسباط الأثنى عشر اصبحوا عشرة فو ق سموا نفسهم مملكة اسرائيل واثنان تحت سموا نفسهم مملكة يهوذا وبقوا ضد بعض والمجموعة بتاعت يهوذا كان عندهم الهيكل فى اورشليم وبتوع مملكة اسرائيل راحوا السامرة وبدئوا يعبدوا المرتفعات ضد بعض مش قابلين بعض والسامرى الصالح عدى على الراجل المجروح وقبله عدى الكاهن عليه ولم يساعده ولكن السامرى شاله وعالجه وأهتم به وسمى السامرى الصالح . والسؤال هنا
هل تحب أخيك ؟
هل المحبة عندك ممتدة لكل أحد ؟؟
كلكم فاكرين المفلوج اللى كان بقاله 38 سنة ويسئله يسوع أتريد ان تبرأ ؟ ويكون رد المفلوج “ليس لى أنسان” انت محدش جنيك اين ذهبت المحبة الأخوية ؟؟
الراجل المفلوج 38 سنة وملوش انسان ملوش جار او صديق وكل مايحتاجه زقه صغير لنزوله الميه ، هل تحب أخيك فى الأنسانية حتى المرأه الخاطئة اللى فى يوم من الأيام وقعت فى الغلط لماجابوها قدام المسيح مكنش فى واحد قلبه حن عليها علشان مفيش المحبة الأخوية لان عنده خطية اكبر من اللى عند هذه المرأه والمسيح تعامل مع الموقف بكل حكمة وأظهر لهم الخطية لكل واحد فيهم دون ان يعلمها احد وكانت النتيجة الكل ترك حجارة الرجم .
قصص الكتب المقدس فى المحبة الأخوية لا تنتهى كلكم فاكرين الراجل العشار “زكا” اللى كان نفسه يشوف المسيح وكان قصير طلع فوق الجميزه علشان بس يشوف المسيح يقوم المسيح ينده عليه شوف المحبة التى تنتطلق لأنسان خاطيء وهو نازل سمع اعجب ما يكون ” ينبغى أن امكث اليوم فى بيتك ” ايه المحبه دى زكا يقف بكل فرحه ويقولى سأعطى اموالى للمساكين قال عنيا لما جت فى عينين المسيح اتغيرت كل حاجه ، خد باالك اكتشف ان سعادته ليس فى ماله بل فى محبة المسيح أحيانًا محبتك لأخوك تغيره ويقول الكتاب وصار انسانًا جديدًا .
أرجوك تنتبه الى هذا احنا فى بداية سنة قبطة جديدة أسأل نفسك هل قلبك منفتح بالحب نحو كل انسان ؟ ولا بتصنف الناس ده اقبله وده لا وده اخاصمه وده مكلموش ؟؟ وراجع نفسك هذه خطايا امام الله والقديس يوحنا قال ” مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ” وعندما تحب أخيك فى الأنسانية انت تعيش المسيحية فى عمقها وانك تحب اخوك هذا دليل على انك بتحب ربنا اللى مش شايفه بعينيا وبترجمها الى محبتى لاخويا وهذه المحبه هى التى تكشف مدى عمق محبة لأخيك وهذه المحبة ليس لها مقياس ومحبتى للأخر لها عدة دلائل مثل :
اولًا : محبتى للأخردليل على حبى لله
وهذا الامر مهم جدًا لمحبتنا للكنيسة والكنيسة اللى فيها من اباء كهنة وشعب وخدام وشمامسة اذا لم يسيروا فى دائرة المحبة فلا معنى للمحبة ولهذا السبب ان الكنيسة بتقول لنا فى بداية كل قداس قبلوا بعضكم بعضًا وبتأكد لكم على محبة الاخر وأخويا اللى واقف جنبى بيمثل البشرجميعهم الذين يجب على ان اقدم لهم المحبة .
ثانيًا : محبتى للأخرهى مقياس على سلامة العبادة
أسألكم سؤال هو المسيح فى العظة على الجبل اتكلم عن أركان العبادة اللى هى الصوم والصلاة والصدقة ولكن رتبهم الاول الصدقة ثم الصلاة ثم الصوم ، والصدقة فيها تعبير عن محبتى لأخويا والصلاة فيها تعبير عن محبتى لربنا والصوم تعبير خروجى من انانية نفسى علشان كده الله وضع محبتى لأخويا من خلال رمزية تقديم الصدقة اذًا محبة الأخر هى دليل على صدق عبادتك .
ثالثًا : محبتى للأخر هى مقياس للدينونة
عندما يقف الانسان أمام الله هيسأله كنت بتحب أخوك ؟ وفى آية (مت 25: 35): لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي . ومش بس الفقير اللى بطعمه بل تشمل كل البشرية جوعان ليس للطعام فقط بل للتقدير والاحترام والتشجيع أخويا جنبى ومقدرتوش كنت جوعان هذا تعبير عن علاقتك بالاخوة البشرية وهى الصورة الجميلة واطعام الغير ليس أطعامًا فقط بل أطعامًا بكل الاحتياج الاجتماعى والنفسى زيارة المريض كل هذا تعبير واضح بيقدموا المسيح لنا وبيقول وصيتى “ان تحبوا بعضكم بعضًا” ويجى القديس يوحنا الحبيب يقول فى آية (1 يو 3: 14): نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ. “.
الخلاصة وأنتم باذلون كل اجتهاد – قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففا، وفي التعفف صبرا، وفي الصبر تقوى وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت، تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح
وانتم فى بداية سنة جديدة حط قدامك مبدأ من المبادئ الجميلة “
خلى الواحد مجتهد وفتش عن كل أنسان ممكن يكون فى واحد محتاج منك كلمة تشجيع زيارة او مكالمة تليفون تقدير اى صورة من هذه الصور وهذا ليس تفضلًا منك بل بمحبة المسيح التى امتلئ بها قلبك وتقدمها للأخر ، احنا فى بداية سنة جديدة فضع امامك اهداف من هذه الأهداف ان السنة دى اتعلم ازاى محبتى تمتد لكل احد وأحيانًا واحد يمسك سيرة أحد فهذا كسر للمحبة وقيسوا على هذا نماذج كثيرة فى حياتنا أحيانًا واحد يشيع أشاعة خاطئة على السوشيل ميديا وينشرها هذا كسر للمحبة ربنا يحفظكم ويبارك حياتكم لألهنا كل المجد من الأن والى الأبد أمين “
ويقوم قداسة البابا حاليًا بجولة رعوية بالولايات المتحدة الأمريكية يزور خلالها إيبارشياتنا وكنائسنا هناك.
ويرافق قداسة البابا خلال الجولة وفد يتكون من صاحبي النيافة الأنبا دوماديوس أسقف ٦ أكتوبر وأوسيم والأنبا ماركوس الأسقف العام لكنائس حدائق القبة والوايلي، والقس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل سكرتيري قداسة البابا.
كما رافق قداسة البابا في سفره من القاهرة نيافة الأنبا دافيد أسقف نيويورك وإنجلند.