بدء صلوات تدشين مذابح
في مشهد بديع بدأ الآن طقس تدشين مذابح وأيقونات الكاتدرائية، حيث التف أحبار الكنيسة حول المذابح وأمام الأيقونات الموجودة بكافة أرجاء الكاتدرائية.
وقدم قداسة البابا شرحًا لترتيبات عملية التدشين حيث قال ان ١٢ من الآباء المطارنة والأساقفة سيقومون بتدشين المذبح الرئيسي و تسعة من الآباء الأساقفة سيدشنون سيدشنون المذبحين الجانبيين.
وأضاف قداسته أن باقي الآباء الأساقفة سيتوجهون إلى الأيقونات الموجودة على جانبي الكاتدرائية لتدشينها.
وتم تدشين المذبح الرئيسي على اسم القديس مارمرقس الرسول كاروز مصر ومؤسس الكنيسة القبطية.
بينما حمل المذبح البحري اسم السيدة العذراء مريم والدة الإله والمذبح القبلي اسم القديس البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك القبطي الـ ٢٠ حامي الإيمان المسيحي والقديس البابا كيرلس السادس البطريرك الـ ١١٦ الذي بنى الكاتدرائية.
في لفتة وفاء وتقدير أطلق قداسة البابا تواضروس الثاني اسم القديس البابا كيرلس السادس البطريرك الـ ١١٦ على المذبح القبلي بهيكل الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس، بالعباسية.
وهو الأب البطريرك الذي بنيت في عهده الكاتدرائية ذاتها حيث وضع قداسته حجر الأساس لها في يوليو ١٩٦٥ وافتتحها يوم ٢٥ يونيو ١٩٦٨ وصلى أول قداس بها في اليوم التالي وأودع رفات القديس مارمرقس الرسول أسفل مذبحها.
عظة قداسة البابا في القداس الإلهي الذي أعقب تدشين الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس بالعباسية
بسم الآب و الابن و الروح القدس الإله الواحد آمين.
تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد أمين
هذا اليوم يوم مشهود وفريد في تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فمنذ ٥٠ عام احتفلت مصر بحضور رئيسها وقتذاك جمال عبد الناصر في حبرية المتنيح البابا كيرلس السادس والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا بافتتاح الكاتدرائية بعد أن وضع حجر الأساس عام ١٩٦٥ وتفتتحت عام ١٩٦٨ وكانت أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط وكان من النعمة الكبيره في مصر أن لها نصيب أن العائلة المقدسة عاشت في مصر أكثر من ثلاث سنوات ودائمًا مصر حارسة لكل القيم و المعاني النبيلة. وها كنيسة مصر بتاريخها العظيم شاهد على عظمة هذه الكنيسة وعظمة الأرض التي عليها الكنيسة. فكنيسة مصر تاريخ وفخر.
ونحن في هذا اليوم نشترك مع الأساقفة والكهنة و الشمامسة والسيدات و أطفال مدارس الأحد و الخدام و الفتيان يشاركون في يوم نادر الحدوث. وهذا اليوم يجب أن يسجل في السنكسار ويقرأ من عام لعام ونقف فيه أمام الله نشكر ونفرح ونتعهد.
في هذا اليوم تم تدشين مذابح الكاتدرائية بالأنبا رويس ونشترك جميعًا في هذا اليوم الجميل
أولًا يوم التدشين: يوم جميل ويوم شكر أمام الله نشكره على نعمه وعطاياه في كل صباح النعم التي يغدقها علينا جميعًا.
هذا اليوم يوم فرح وابتهاج وجزء كبير في صلوات التدشين مأخوذ من صلوات تدشين هيكل سليمان.
ويوم فرح لما يعطيه الله من هذه النعم و البهجة فأن تحمل تاريخ مجيدًا للآباء عبر كل القرون.
كذا أيضًا يوم عهد فيجب أن نقف أمامه ونتعهد أمامه بحياة نقية في هذه الكنيسة.
منذ أربع سنوات بدأنا التطوير والتجديد المعماري واشترك مئات من المهندسين و الفنيين و العمال وعدد كبير من الشركات وعملوا عملًا كبيرًا في كل كبيرة وصغيرة من أعمال الكاتدرائية.
وكان من المرتب إقامة احتفالًا لتكريمهم ولكن لولا الظروف التي حدثت فقد تم تأجيله ولكنني أشكرهم جميعًا. وهذه الأعمال ليست سهلة يكفي أن تعلموا أن المنارة أقيم لها سقالة بوزن ١٦٠ طن لكي يصلوا لها. وفي الكنيسة مايقرب من ٢٠٠ أيقونة.
أريد أن أحدثكم عن ثلاثة أمور في التدشين:
١- االكنيسة صارت مسحة جمال:
والجمال هو حضور الله والجمال في كل العناصر وكما نصلي كما في السماء كذلك علي الارض يجب أن تكون الكنيسة بديعة الجمال لكن نحاول أن نقترب إلى السماء .و يجب أن تكون أنفسنا أيضًا جميلة والنفس الجميلة هي النفس التائبة التي يراها الله ويعشقها وعلي الصليب قال السيد المسيح”قد أكمل” أي كل شئ قد تم ودائماا اسأل نفسك: هل نفسك جميلة ؟وقلبك جميل ؟وفكرك جميل؟
٢- الكنيسة صارت غنية: بالأيقونات والايقونات بالمعني الروحي هي نوافذ على السماء. كل أيقونة تمثل نافذة على السماء وتدعونا إلى السماء ونجد منها أيقونات تمثل الاحداث التي حدثت مثل أيقونة شهداء ليبيا، أيقونات أخري لشهداء اسكندرية وشهداء طنطا وشهداء من مناطق أخري وأيقونة لإعتراف المجمع المقدس بقداسة البابا كيرلس السادس وسوف نصدر كتاب تفصيلي عن كل الأيقونات وهكذا هذه الأيقونات لتساعد حياتنا الروحية ونشتاق أكثر فشهية هي سير القديسين تلهب القلب.
٣- الكنيسة بهذا العلوا
القبة العليا استغرق في رسمها سته أشهر وهذا الارتفاع يعلمنا عندما ندخل الكنيسة أن تكون نفسك عالية وترفع يديك وقلبك “ليكن رفع يديَّ كذبيحة مسائية” وعندما ندخل الكنيسة وتجدها بهذا العلو تشعر بالرغبة في وجودك في السماء.
إننا في هذا الصباح نذكر الذين اشتركوا في بناء هذه الكاتدرائية ومن دواعي سرورنا أن معنا ارشيدياكون من كنائس وسط القاهرة يخدم مع نيافة الأنبا رافائيل حضر وضع حجر الاساس والافتتاح
إننا أمام النعم الكثيرة التي يعطيها الله لنا ويعلمنا أن الكنيسة يعمل فيها روح الله أشكر كل الآباء الاحباء المشاركين في هذا التطوير المعماري وأشكر كل المهندسين و المختصين وأجمل شئ انهم كانوا يعملون من بلاد كثيرة في مصر أقدم لهم شكرًا على محبتهم وتعبهم وأيضًا للشركات وربما يتبقي بعض التشطيبات لكن الأعمال الاساسية قد انتهت.
نصلي أن يبارك المسيح عمله وأن نبارك ونمجد أسمه القدوس وتكون أعيننا علي السماء ونعلم أن الله يملك الكنيسة ويعمل فيها وان كنا من زمن إلى زمن نتعرض لحروب أبواب الجحيم لكنها ثابتة وراسخة. ليباركنا الله جميعًا.
أشكر كل الحضور ولابد أن تخبروا الجميع بهذا اليوم وأن تشاركوهم بهذه الفرحة.
ربنا يكون معاكم ويبارك في حياتكم وفي وطننا لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلي الأبد أمين .