أنا سعيد إني أتقابل مع حضراتكم في هذه اللقاءات السنوية التي نهتم فيها بالخدمة المشتركة في العمل الاجتماعي. هذه الخدمات متعددة والهدف أن الخدمة تصل لكل محتاج بكل كرامة ولياقة تحت إشراف الآباء الأساقفة والمطارنة.
١- الفقر ليس الفقر المادي فقط .. الفقر أنواع كثيرة ولكن الأقرب إلى ذهننا هو الفقر المادى.
لكن هناك أنواع من فقر: المعرفة – الصحة – التعليم – إمكانية الأسرة – الفقر الديني – الفقر الثقافي – الفقر الإبداعي.
إذن هناك فقر في الفكر أو فكر الفقر. وربنا كرسنا كلنا لهذه الخدمة لكي أعبر عن إيماني من خلال وسيلة ملموسة. كما قال بولس الرسول “الإيمان العامل بالمحبة”. الإيمان داخلنا لكن أترجمه بالمحبة.
مثل إنسان مريض، الدكتور يطلب منه أشعة وبناء عليها يصف العلاج. إيمانك الداخلي يُعَبَر عنه بالمحبة.
٢- كلمة “معًا”: هي كلمة ساحرة ونحتاجها ومهم جدًا أننا نكون معًا. لأن لو فيه فريق موسيقي بدون مايسترو هيعزف نشاز وفوضى دون توافق.
– حرف الـ “م” : محبة : إيمانك بالمسيح يترجم إلى محبة. الايمان العامل الشغال، إيمانك مش إيمان أخرس وإنما عامل.
الميم في معًا انطلاقة خدمتك من أرضية المحبة الحقيقية وليس التعطف.
محبة المسيح التي نأخذها من المسيح ونقدمها للآخرين.
– حرف الـ “ع” : علاقات التعاون، لا يمكن أن نشتغل لوحدنا. نحن الآن نهتم بشركاء هذه الخدمة. وهذا الاهتمام ده شخصي عندي فيجب أن يكون لها منظومة وهي أسقفية الخدمات التي تأسست من ٥٦ سنة فى عهد البابا كيرلس السادس. وتوالى عليها عدد من الأساقفة الأجلاء آخرهم نيافة الأنبا يوليوس ويعمل معه العديد من الخدام. كيان الأسقفية هي المظلة واى جمعية اخرى يدخلوا تحت هذه المنظومة ولازم يشتغلوا مع بعض. علاقات تعاون مش تنافس من منطلق المحبة. (أسقفية الخدمات، الراعي وأم النور، الأنبا آبرام بكندا، الأنبا آبرام مارمرقس كليوباترا، خدمة الأنبا آبرام (أبونا إنسطاسي)، جمعية الأنبا موسى بكندا، سانت مارك مانشستر، سانت مينا القاهرة، love & hope أمريكا، copt finders سيدني، سانت فيرينا أمريكا، Coptic orphans أمريكا، برنامج “أين أنت” (المتنيح الدكتور ثروت باسيلي).
هذه الخدمات تجلس على مائدة واحدة وتناقش خدماتنا نعمل عملية تنسيق بحيث لا تتعارض خدمة مع خدمة أو مكان يكون مزدحم بالخدمات ومكان ليس به.
إتجاه جديد أرجو أن تهتموا وتشاركوا فيه.
خدوا بالكم أحد ضعفات هذه الخدمة الذات. أنا اللى بعمل أنا كفرد أو أنا كجمعية أو ككنيسة.
– حرف الـ “أ” : الأمانة .. أمانة العمل، أمانة القرش، أمانة التصرف، أمانة الخدمة.
تتميز الخدمة بالأمانة المطلقة.
٣- الغيرة: خدمتنا يا أحبائي في هذا المجال، الرعاية الاجتماعية متعددة.
كما شاهدتم البرامج التى عرضت برنامج أغابي وبرامج الرعاية الاجتماعية، بنت الملك ووثيقة أمان وعلم ابنك وشنطة البركة. كلها خدمات تتشابك علشان مفيش حد يقع من هذه الخدمة.
الغيرة أي قلبك الذي ياكلك على هذه الخدمة قلب حساس، اضعها لك فى ٣ آيات قالها بولس الرسول:
أ- “من يضعف وأنا لا أضعف” : نحن لسنا خدمة اجتماعية لكن خدمة نابعة من محبتك. كيف تطيق ابنك فقير ليس عنده ليس قادر يزوج بنته ليس قادر يعالج مشكلة عنده ؟!!
لذلك فى هذه الخدمة عايزة قلوب حساسة جدًا والحالات التي نخدمها يجب أن نصلي من أجلها إن ربنا يسندهم ويكفيهم ويبعت لهم.
ب- “من أجلك نمات كل النهار” بولس الرسول لم يكن بيتكلم من من منطلق البلاغة لكن بالفعل بالحضور بالحقيقة بقلب بياكله. أنت تمارس كل الصلوات والطقوس لكن الأهم خدمتك الباذلة من خلال خدماتك الخفية من أجلك نمات كل النهار
بكل طاقة لك طالما كرست حياتك. وهذا التكريس لا يكون مثل ما قال يوحنا ذهبى الفم
“من أجل المذبح الحجرى” (الإنشاءات والتعمير) لكن من أجل المذبح الحي أي كل إنسان له إحتياج. فلا تكرس حياتك من أجل التراب بل من أجل الإنسان فلذلك نجد فى آخر البانفلت الذي تم توزيعه: عبارة قالها يوحنا ذهبى الفم “الفقراء حراس الملكوت”
ج- “لي ثلاث سنين ليلًا ونهارًا لم افتر عن أن أنذر كل واحد “عندما تقابل بولس مع قسوس أفسس فى اعمال ٢٠.
غيرتنا الغيرة الحسنة في هذه الخدمة إن نفسي أولادي اللى بخدمهم يكون لهم نصيب فى السماء وفى نفس الوقت يكون حياتهم على الأرض بدون احتياج. على قدر أمانتك سيعطيك الله من أجل هؤلاء.