أخي الحبيب في المسيح صاحب الـقـداسـة الـبـابـا فـرنـسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية
المسيــح قــام …. حقــاً قــام
في محبه المسيح القائم والمنتصر أبادلكم فرحة القيامة المجيدة والتي نعيش في ايامها المقدسة. اننا عندما ننظر إلى احداث القيامة والايام الثلاثة «الجمعة والسبت والاحد» والتي تحدث عنها القديس بولس الرسول بصورة لاهوتية في اصحاح المحبة حينما قال « أما الآن فيثبت الايمان والرجاء والمحبة ولكن هذه الثلاثة أعظمها المحبة «(1كورنثوس ١٣: ۱۳).
فكان اليوم الاول يوم الجمعة هو يوم الصليب اساس ايماننا بالمسيح الهاً وفادياً ومخلصاً، وبذلك تبدل الصليب من معاني الذل والعار والموت إلى معاني المجد والافتخار والحياة. وفيه ننشد مع بولس الرسول «… مع المسيح صلبت فأحيا لا انا بل المسيح يحيا في» (غلاطيه ۲: ۲۰)
أما اليوم الثاني، يوم السبت، هو يوم القبر ويوم الانتظار والرجاء. حقاً كان يوما مشحونا بالقلق والخوف والصبر، ولكنه كان يوم الأمل للذين يعيشون الايمان (يوم الجمعة) وهذا الأمل كان يملأ قلوبهم وعلى رجاء ينتظرون تحقيق الوعود.
اما اليوم الثالث فكان فجر يوم الأحد يوم القيامة المجيدة حباً في كل البشر، وكان الاختبار الشخصي الروحي الذي اجتازه بولس الرسول «لأعرفه وقوة قيامته وشركه الآمه متشبهاً بموته» (فيليبي 10:3)، هو بمثابة النموذج الرفيع لمن يعيش الايمان بالصليب ويحيا بالرجاء ويفرح بالقيامة، علامة المحبة لكل البشر.
ونحن نحتفل بيوم المحبة الاخوية بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الارثوذكسية في العاشر من مايو كل عام نتبادل محبتنا وفرحتنا مع اخواتنا الاحباء بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية والآباء الاساقفة والرهبان والكهنة والراهبات والخدام والخادمات واتذكر بكل المشاعر القلبية المفرحة لقاءاتنا في الفاتيكان عام ٢٠١٣ وفي القاهرة ٢٠١٧ وفي باري بإيطاليا ٢٠١٨. وكذلك أشكر قداستكم على رسالة المحبة التي وصلتنا من خلال سعادة القاصد الرسولي بالقاهرة. وإذ نحتفل هذا العام يوم 7 مايو نظراً لارتباطي بالسفر إلى المانيا في خدمات رعوية، فإنني أشدد على ان المحبة الاخوية التي تجمعنا هي فرحة القلوب وراحة النفوس وسلامة العقولـ، وهذه المحبة الاخوية هي التي تقودنا إلى قلب المسيح الواحد.
اكرر شكري وتقديري وأقدم محبتي وتحياتي إلى قداستكم وكل الكنيسة الكاثوليكية وأصلي أن يبارك مسيحنا القائم خدمتكم وكرازتكم بين بلدان العالم والتي نتابعها بكل فخر وامتنان راجياً لقداستكم موفور الصحة وطول العمر وكل الفرح والسلام.
دمتم في المسيح راجيا صلواتك عنا