استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم، الكاتبة فاطمة ناعوت وذلك لإقامة صالونها الثقافي لشهر يونيو في ضيافة قداسة البابا.
ويطرح صالون ناعوت، هذا الشهر موضوع بعنوان “قيمة الوطن” بمناسبة ذكرى ثورة ٣٠ يونيو. وتحدثت الكاتبة فاطمة ناعوت عن الوطن عند السلف الصالح بعدها القي الفنان سمير الإسكندراني تلاها كلمة قداسة البابا واختتم اللقاء بإجابة قداسة البابا علي أسئلة السادة الحضور
كلمة الفنان سمير الاسكندراني في الصالون الثقافي
أشار الفنان سمير الإسكندراني إلى أن عام ١٩١٩ كانت فيه حركة وطنية لشعب يريد أن يحقق ذاته
في الوقت الذي كان المستعمر الإنجليزي يصنع العديد من المشاكل مثل الفتن بين ناديي الأهلي والزمالك وكليتي الفنون الجميلة والفنون التطبيقية…الخ ، لكن فطنة المصريين حالت دون ذلك.
جاء ذلك في سياق كلمته في صالون فاطمة ناعوت الثقافي الذي يشارك فيه قداسة البابا تواضروس الثاني كضيف شرف الصالون لشهر يونيو في مناسبة ذكرى ثورة ٣٠ يونيو، والذي يقام بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم.
وروى “الإسكندراني” قصة فداء سينوت حنا سكرتير عام حزب الوفد، مصطفي باشا النحاس بحياته وذلك خلال لقاء جماهيري لحزب الوفد. وعندما حاول بلطجي الاعتداء على مصطفي باشا ونزل بسيف علي النحاس فلم يجد سينوت حنا شئ يحمي به زعيم الوفد إلا يده فرفعها وأنقذ النحاس، وقطعت يده وتوفي لذلك السبب.
وقال “الإسكندراني” أخي حببني في الأقباط وعلمني كيف أشعر بملامح ومناطق الجمال في تعاملهم. وأضاف: “ذات مرة وأنا عمري ست سنوات، ونحن خارجين بعد صلاة الفجر في الحسين ذاهبين إلى حارة الروم علشان راعي الكنيسة بطل وبيخبي الفدائيين في بيت الكنيسة، وهو يعلم انه في حالة اكتشافه سيعلق في بوابة المتولي.
خلال صالون فاطمة ناعوت الثقافي الذي أقيم بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم، عقد قداسة البابا تواضروس الثاني، ضيف شرف الصالون لهذا الشهر، ندوة أجاب خلالها على أسئلة المشاركين في الصالون، وجاءت الأسئلة وإجابات قداسة البابا كالتالي:
س١ : دكتورة جيهان النمرسي الأستاذة بجامعة الأزهر: “أشعر بعظمة الوحدة والمحبة في مقالات وعظات حضرتك ومن حضوري في الأعياد هنا في الكاتدرائية، ولذلك بدأنا نعطي محاضرات للأطفال للتوعية لبناء وعي محبة الكنيسة والوحدة الوطنية وتقوية السلام والمحبة بيننا ولكننا نجد صعوبات أحيانًا في هذا الأمر ؟
ج: في أي مجتمع نجد عقول ضيقة، لكن الاستنارة والتنوير وغرس المحبة شيء رائع ونعمل كلنا على العمل به ونمضي قدما فيه
س٢: دكتور مفيد فوزي: هل يساعد الله داعش ؟!
ج: الشر في العالم موجود ولأن الله خلق للإنسان عقل وحرية وصار الإنسان حر في أفعاله ماعدا نقطة البداية وهي الولادة ونقطة النهاية وهي الانتقال من هذا العالم
ما بين هاتين النقطتين، فالإنسان مخير في الأكل والشرب والتعليم واختيارات الزواج، هم أناس اختاروا الشر
في الكتاب المقدس يوجد مثل الحنطة والزوان،
انسان زرع حنطة وجاء عدو زرع الزوان (نبات سام ) مع الحنطة، وجاء الخادم يقول لسيده ماذا نفعل هل ننزع الزوان ولكن السيد قال:
دعوهما ينميان معًا. لأنه ممكن وهو ينزع الزوان ينزع الحنطة معه ..!!.
في النهاية الزوان يجمع ويطرح في النار. وهكذا إن كان الله يسمح بالشر إلا أن وقته محدود.
س٣ : وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن
إيه الخلطة المصرية التي أنتجت هذا المكون المصري العظيم ؟! وكيف ننقلها لأولادنا فما هو سر الخلطة ؟!!.
ج: الكنيسة القبطية أقدم كيان شعبي على أرض مصر وكيان منظم ومسلسل فمثلا أنا البطريرك ١١٨ ومارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية هو رقم ١
وعندنا تاريخ البطاركة ويحوي تاريخ مصر
فكل التقاليد والمبادئ تعلمناها داخل الكنيسة
الكنيسة يا احبائي هي مدرسة حب الوطن فقد تعلمنا حب الوطن من مدارس الأحد
وتعلمنا فيها أيضا أن الوطن أولًا
وفِي أوقات حرق الكنائس كنت في الدير
ولَم أكن أعلم ماذا أقول
فأعطاني الله نعمة بأن أعطاني عبارة سهلة معبرة.
والدولة بتعليمات من الرئيس والقوات المسلحة قامت بإعادة بناء الكنائس المحترقة والمهدومة
س٤: تكلمت عن أهمية نهر النيل
ما هو الدور الوطني للكنيسة في سد النهضة؟
ج: لنا علاقة قوية مع الكنيسة الإثيوبية وقمت بزيارة البطريرك الإثيوبي وزارني وقد تقابل مع الرئيس
ويوجد حوار حول هذا الموضوع
ولنا أب أسقف مسئول عن العلاقات مع الكنيسة الإثيوبية ولنا أيضا أب راهب مقيم هناك
ويوجد الكثير من الإثيوبيون يصلون في كنائسنا ولنا علاقات طيبة وقوية
والجانب الإثيوبي يردون على هذا الأمر: بأن السد لتوليد الطاقة وليس للزراعة
وأشعر أن العلاقات بين القيادات في البلدين ستحل الأمر بهدوء شديد وسيكون كله للخير إن شاء الله.
س٥ :فكرة مدارس الأحد فكرة جيدة كيف نغرسها في المجتمع وتعمم في مصر؟
ج: توجد أنواع من الثقافات،
ثقافة التطوع : أن اعطي من وقتي وأقدم جهدًا في شأن ما في المجتمع سواء فكر، خبرة ..إلخ
ثقافة التبرع: ان أعطي من مالي لأن الذي يعطيني المال هو الله وانا اعطي مما أعطاني الله
ثقافة التضرع: حياتنا التعبدية
وهي الصلاة من اجل الآخرين والطبيعة
وخدمة مدارس الأحد هي ثقافة التطوع
ويجب أن نغرس في أطفالنا ثقافة التطوع فيقدموا من وقتهم ومن مشاركتهم ..إلخ
والبيت والمدرسة لهم عامل كبير في نشر هذه الثقافة
س ٦: نريد أن نعمل هذا الصالون مرتين
ج: نحن نعمل مثل هذه اللقاءات، فمثلًا نتقابل مع كثير من الدبلوماسيين والإعلاميين وكلية الدفاع الوطني والقيادات الثقافية…الخ ، مشكلتنا هي الوقت.
س ٧: ما هو تقييم حضرتك للدور البرلماني للوحدة الوطنية مثل قانون بناء الكنائس وغيره ؟
ج: البرلمان بقي له ٣ سنوات وأمامه كم تشريعي كبير
وهو أول برلمان بعد الثورة وأكيد خطواته محسوبة، وأعتقد أنه أداء مرضي وطيب لأننا في البداية.
س ٨: قداستكم موهوب في التعامل مع الأطفال فما سر هذا
ج: التعامل مع الاطفال ممتع
ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال لن تدخلوا ملكوت السموات
الحقيقة يجب أن نتعلم من الأطفال، ذات مرة وأنا أسقف كنت مشغول بمشكلة، وكنت بأزور أسرة عندهم طفل صغير
ونحن نصلي الصلاة الربانية مع الأسرة، كان طفل صغير يصلي معنا فقال: ولا تلخمنا في تجربة ….. وشعرت إنها رسالة من الله أن لا أهتم بالمشكلة وربنا بالفعل دبر الحل ..!!.
س ٩: هناك هجمة شرسة على الكنيسة القبطية من داخلها ، كيف تتعامل معهم وهم يحاولون تشويه كنيستنا ؟
ج: الوصية في الكتاب المقدس تقول: نُشتَم فنبارك الذي يشتمني أقول له: الله يباركك ..!. لا تلتفت إلى هذا ولا ترد، وإذا اجتمعنا كلنا على هذا،
فلن يلتفت احد اليهم
اذا نصلي من أجلهم
والكتاب المقدس يحذرنا من ان كلمة واحدة ممكن لا تدخلنا الي الملكوت فالانجيل يذكر : ” من قال لأخيه يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم.
كلمة قداسة البابا في صالون ناعوت الثقافي، اليوم
مصر هي الدولة الوحيدة في العالم مربعة الشكل، والإنسان المصري مرتبط بالنيل ولذلك يسكن على مساحة ٨ % لأن هناك ارتباط بين المصري والنهر، ولذلك نجد المصري عندما يهاجر يترك قلبه في مصر.
أيضًا علم القبطيات ساهم في فك رموز حجر رشيد ونأخذ من نهر النيل ثلاثة أمور:
١- الطبيعة الهادئة: ونتعلم منها الهدوء.
٢- الوحدة: المعابد والكنائس والمساجد على ضفاف النهر
لذلك الوحدة بيننا وحدة قديمة بقدم نهر النيل، ولذلك كل المحاولات التي تريد أن تعبث بها لن تلقي أي نجاح.
٣- روح العبادة: نحن نعشق مصر كلنا، مصر وطن ليس له مثيل في العالم والتاريخ.
مصر ذكرت في الكتاب المقدس ٧٠٠ مرة
الإنسان المصري وفي لله الخالق وفي للأرض والطبيعة و يوجد قول: “الإنسان صنع المدينة أما الله خلق الريف”.
إن علاقة الإنسان بالله تدور في ثلاثة محاور:
١- الله محب لكل البشر: بدون استثناء لا دين ولا جنس ولا لون ولا عرق، الله الذي خلق البشر يحبهم جميعًا. حتي الأشرار الله، يحبهم ولكن لا يحب ولا يقبل شرهم الذي سوف يرتد عليهم سواء في الأرض أو في السماء ويجب أن نفعل مثل الله ونحب كل البشر.
٢- الله صانع الخيرات: يصنع الخير مع كل أحد، يعطينا الشمس والزرع والهواء والماء ويصنع الخير حتى مع الأشرار. وأيضًا الشر يرتد فوق رأسه، كن على يقين أن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله، الذي يحب الله يحب الآخرين .. ليس ممكنَا أن تحب الله وتؤذي الآخر الإنسان والحيوان ….إلخ.
٣- الله ضابط الكل: كل الحياة مضبوطة في يد الله فهو سيد التاريخ. لا يوجد شيء يتم بعيد عن الله، الذي يدرس الخلية التي لا ترى ولكن الله يضبطها بكل حركاتها كل صغيرة وكبيرة. يضبط ما هو صغير وما هو كبير، المجرة والمجموعة الشمسية والنجوم ويضبط حياتنا مهما عملت فهي مضبوطة في يد الله هذا يعطينا راحة داخلية، أن الله يضبط كل حياتي وهذا يجعلني أمين في كل مسئولياتي وحياتي، “الرب يرعاني فلا يعوزني شئ …”.
إذن أيها المبارك ضع نفسك في هذا المثلث كي تتمتع بهذه الحياة.
الله محب البشر اعمل مثله
الله صانع الخيرات اعمل مثله
الله ضابط الكل فاطمئن كثيرًا.