بدأت صباح اليوم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية صلوات الجمعة العظيمة التي تحتفل بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وبلاد المهجر اليوم.
ووصل قداسة البابا تواضروس الثاني إلى الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية ليبدأ صلوات اليوم الكبير الذي يعد أحد أهم المناسبات الكنسية على الإطلاق.
يشارك في الصلوات عدد من الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالقاهرة، وخورس الكلية الإكليريكية بقيادة الأرشيدياكون إبراهيم عياد إلى جانب عدد محدود من الشعب.
وشهدت عملية دخول الكاتدرائية إجراءات احترازية مشددة حيث تولى فريق الكشافة التابع للكاتدرائية، تطبيق عدد من الخطوات الوقائية حيال المشاركين في الصلاة بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد.
كان قداسة البابا تواضروس الثاني قد ناشد أبناءه في عظة خميس العهد أمس، أن يلتزموا بكل الحرص بكافة الإجراءات الاحترازية واصفًا إياها، بأنها خط الوقاية الأول أمام هذا الفيروس اللعين.
وشدد قداسته على متابعيه عبر الشاشات للاهتمام بغسل الأيدي وارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، والتواجد في أماكن جيدة التهوية، إلى جانب تناول الطعام الصحي.
كما شدد على التزام المصلين في كافة كنائس الكرازة المرقسية بالأعداد المقررة، تجنبًا للتجمعات.
قداسة البابا: السيد المسيح تعرض لـ ٦ محاكمات قبل صلبه
قال قداسة البابا أن اليهود قبضوا على السيد المسيح ليلة الجمعة وأنهم وضعوا مقولة “أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!” فأصدروا بالتالي قرار موت السيد المسيح إلى جانب التهم التي ألصقوها به، مشيرًا إلى أن السيد المسيح تعرض لست محاكمات ليلة صلبه.
جاء ذلك في كلمة ألقاها قداسته قبل بدء صلوات الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة التي يصليها في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم.
وقال قداسة البابا:
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
تحل عينا نعمته ورحمته وبركته من الأن وإلى الأبد. آمين.
ونحن في غمار الساعة السادسة من يوم الصليب ولكي نكون متتبعين الأحداث والخطوات التي تمت عبر التاريخ في زمن السيد المسيح بقبلة غاشة من التلميذ الخائن يهوذا الذي أسلم السيد المسيح لليهود، وبدأت مجموعة من المحاكمات من يوم الخميس مساءًا وطوال الليل وحتى صباح يوم الجمعة مثلما نعيشها في كنيستنا من خلال أيام البصخة ويوم خميس العهد وليلة الجمعة، قُبض على السيد المسيح ووضعوا مقولة “أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!” فوضعوا قرار موت السيد المسيح ووضعوا التهم التي سوف يضعونها على شخص السيد المسيح، السيد المسيح تعرض لست محاكمات في فترة الليل ومن المعروف أنه لا تتم المحاكمات في فترة الليل ولكن تتم في النهار، فمحاكمات الليل باطلة.
١- المحاكمة الأولى: أمام رئيس الكهنة قيافا وتمت بعد منتصف الليل وتم سؤال السيد المسيح ماذا يفعل؟ وقال السيد المسيح أنه كان يكلم العالم علانية ولم يخفِ شيئًا لكن تقدم أحدهم ولطم السيد المسيح وتكون التهمة تهمة (إثارة الفتنة ) ولم يكن لها دليل.
٢- المحاكمة الثانية: أمام قيافا وبعض اعضاء مجمع السنهدريم (المجلس التشريعي في الحياة اليهودية) أحضروا شهود زور وقالوا أنهم سمعوا السيد المسيح يقول “انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ” وكانت التهمة (ادعاء السحر) لأن الهيكل بني في ٤٦ سنة فكيف يبنيه في ثلاثة أيام فهذا سحر، ووقف رئيس الكهنة وقال له “أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟” فقال له: “نعم أنا هو كقولك”، فمزق رئيس الكهنة ثيابه وهذه عادة يهودية تدل على انقضاء الأمر وكانت تعني انتهاء الكهنوت اليهودي وانتهاء الحياة اليهودية.
٣- المحاكمة الثالثة:في بداية النهار، وكانت جلسة قانونية (زمانًا ومكانًا) وكانت أمام رؤساء الكهنة وسألوه هل أنت المسيح؟ فقال أنا قلت لكم فلم تصدقوا، نعم أنا هو كقولكم، وكانت التهمة الثالثة (تهمة التجديف).هناك ثلاثة تهم عبر فترة الليل :١- إثارة الفتنة.٢- إدعاء السحر.٣- التجديف.ومجمع السنهدريم يصدر الحكم ولكن لا يستطيع تنفيذ الحكم، لأن من كان يقوم بتنفيذ الحكم هم الرومان الذين كانوا يحتلون اليهودية في ذلك الوقت.
عندما بدأ النهار بدأت المحاكمات المدنية:
٤- المحاكمة الرابعة: أمام بيلاطس الوالي الروماني وحكم من (٢٦ م – ٣٦ م) وفي خلال العشر سنوات كانت خدمة السيد المسيح ثم جاء الصليب، كان لا يفهم شيئًا فبدأ يسألهم ” أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هذَا الإِنْسَانِ؟” فقالوا إنه فاعل شر، فسأل السيد المسيح “أنت ملك اليهود؟” فقال السيد المسيح “مملكتي ليست من هذا العالم، فسأله بيلاطس «مَا هُوَ الْحَقُّ؟» وقال السؤال ولم ينتظر إجابة وقال لكل الموجودين “أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً” وقال لهم ثلاثة اقتراحات:
١- أجلده ثم أطلقه.
٢- أخرجه لكم بمناسبة العيد.
٣- أرسله إلى هيرودس الوالي.
الاقتراحان الأول والثاني أهاجا اليهود فقام بتنفيذ الاقتراح الثالث، فأرسله إلى هيرودس وإلى الجليل، وكانت فلسطين مقسمة إلى ثلاثة أقاليم ( اليهودية – السامرة – الجليل) وكان هيرودس موجودًا في تلك الأيام في اليهودية فأرسل له السيد المسيح، فسخر هيرودس من السيد المسيح، كان هيرودس هو من أمر بقطع رأس يوحنا المعمدان وكان إنسانًا دمويًّا، فكانت المحاكمة الثانية كانت أمام هيرودس والي الجليل.
٦- المحاكمة السادسة:كانت أمام بيلاطس، وهي محاكمة مدنية، تخيلوا الجو الصاخب الموجود في هذا الوقت وكل هذا في فترة صباح يوم الجمعة، فقال بيلاطس مرة أخرى أَأُطلق المسيح أم بارباس؟ فختاروا بارباس، وبارباس كان مجرمًا وكانت العادة في كل عيد أن يطلق لهم أحد المجرمين، فصرخ الجمع أطلق بارباس، فسألهم بيلاطس: ماذا أفعل بيسوع؟ “فَصَرَخُوا قَائِلِينَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!” “وَإِذْ كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ».” فاحتار بيلاطس فقام بحركة مسرحية وقام بغسل يديه وقال “إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ! ” وأسلم السيد المسيح لليهود وبدأت إجراءات الصلب التي نعيشها الآن من خلال قطع الساعة السادسة التي نصليها في الأجبية كل يوم، أعرف أن ضمير الإنسان تلوث بالخطية ولذلك لم يعد يرى العدل بل أشاع ظلمًا مثل ما نرى في قصة صلب السيد المسيح الحدث التاريخي الذي حدث أثناء الظلمة مثلما نعيش في كنيستنا الآن، والآن سوف نقف لنصلي، واعرف أن السيد المسيح الذي صلب، صلب من أجلك ومن أجلي وحمل خطايانا وهو لم يفعل خطية البتة، ولكن خطايانا المختلفة حملها السيد المسيح على الصليب الذي هو من أجلي ومن أجلك ومن أجل كل إنسان في العالم.
عظة قداسة البابا في صلوات الجمعة العظيمة
باسم الآب والابن والروح القدس الإله واحد. آمين.
تحل عينا نعمته ورحمته وبركته من الآن وإلى الأبد. آمين.
هذا اليوم هو “يوم المصلوب من أجل المحبوب” إنسان الله الذي خلقه من حبه، وعندما أخطأ الإنسان وابتعد جاء المسيح مخلصًا وفاديًا وغافرًا لخطايانا، الصليب أعظم حدث عرفته البشرية منذ خلقة العالم، الله عندما خلق آدم خلقه لكي ما يحيا، ولكنه بإرادته اختار أن يموت، فكسر الوصية وكسر قلب الله وعاش في المخالفة وطرد من الفردوس وسعى في الأرض وجنى الشوك من عمله وصارت – ولم تزل – الخطية تتملك على الإنسان، ولكن جاء السيد المسيح لكيما يحل هذه المشكلة، مشكلة الخطية التي تطيح بالإنسان بعيدًا عن الله، لذلك الصليب في هذا اليوم هو الحل الوحيد التي يحل مشكلة الإنسانية “لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” ومعلمنا بولس الرسول يقول عبارة مهمة: “فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟”.
الصليب له ثلاث معاني:
١- اداة: الصليب أداة للإعدام، أداة عار ونهاية أعتى المجرمين تكون على عود الصليب، ولكن مسيحنا القدوس يحوله من هذا العار إلى الفخر ويصير الصليب هبة للإنسان، لذلك نقول في القداس “يعطى عنا خلاصًا” هبة الخلاص التي وهبها لكل إنسان.
٢- معنى: هو الانطلاق والحرية، الإنسان البعيد عن الصليب هو مكبل بالخطايا، فجاء الصليب هو معنى للحرية “فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا.” الصليب هو أداة الحرية والانطلاق من أثر الخطية، لولا الصليب لسادت الخطية على الإنسان ولم تعد له أي نجاة، لذلك نقول في القداس “يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا” لأنه أداة الحرية لأن الخطية سجن والصليب هو مفتاح هذا السجن لكيما ينطلق الإنسان إلى حريته، حرية مجد أولاد الله.
٣- حياة: الصليب يمنح حياة للإنسان الذي كان مائتًا ويقيمه من القبر ويصنع له عرس فرح، نحن نصلي اليوم وكل الصلوات حزن وألم ولكن هذا الحزن أخذه مسيحنا القدوس على الصليب وحوله إلى عرس وفرح، لذلك تقول عروس النشيد” “لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ.” هذه العلاقة السامية جدًّا هي العلاقة التي تكون لنا في الأبدية هى علاقة روحية سامية فيصير هذا عرس فرح دائم، لذلك نقول في القداس “يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه” هذا هو الصليب في معناه،
ولكن الصليب أيضًا هو:
١- كيان: الصليب ممتد في العهد القديم، عندما عبر موسى النبي البحر من فرعون ونجى من الغرق واستخدم العصا التي ضرب بها البحر وشقه وكانت هذه العصا رمزًا للصليب، فهو كيان قائم في العهد القديم من خلال هذه الخشبة الصغيرة وضرب به البحر فانشق وتحولت مياهه إلى جدران وعبر الشعب البحر آمنًا وسالمًا، وغرق فرعون ومركباته. الصليب كيان ندخل فيه، وتمثل الصليب في قصة مقابلة السيد المسيح مع زكا العشار، زكا كان إنسانًا قصير القامة وقليل المعرفة ولا يستطيع أن يرى فذهب إلى الشجرة ليرى السيد المسيح، ويقف السيد المسيح عند هذه الشجرة، لأنه من خلال شجرة الصليب يكون الخلاص كما قال لزكا “الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ” وعندما ترى شجرة تذكر أن الشجرة رمز للصليب.
٢- زمان: السيد المسيح صلب في وقت الساعة السادسة وفي اليوم السادس وقت الظهيرة منتصف النهار لكيما يشهد العالم كله (منتصف الحياة) وعروس النشيد تقول “أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، أَيْنَ تَرْعَى، أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ. ” وكُتب سفر النشيد قبل ميلاد السيد المسيح بـ ١٠٠٠ سنة تقريبًا وسليمان الحكيم وهو يسجل هذا السفر يقول هذه العبارات، فكان الصليب في هذا الزمان وقت الظهيرة، والسيد المسيح تعمد مقابلة المرأة السامرية في وقت الظهيرة عند البئر وكان يقابلها لهدف أن يقابل النفس البشرية ويحول هذه النفس من إنسانة بعيدة إلى قديسة وتصير كارزة لأهل السامرة (الذين كانوا في عداوة مع اليهود) وذهبت المرأة السامرية إلى أهلها وتحدثت عن السيد المسيح الذي قال لها كل شيء عن حياتها، وهي إنسانة ضعيفة ولكنها أصبحت شجاعة، واستضاف أهل السامرة السيد المسيح وبقي معهم يومان، المسيح تواصل مع امرأة فخلص مدينة وهذه معجزة، فالصليب زمان هو وقت الظهيرة.
٣- مكان: المكان في أورشليم، جبل الجلجثة، وهو مكان موجود حتى الآن وآثار الصليب موجودة حتى اليوم، فهو الحقيقة الخالدة الوحيدة ومعروفة من خلال الكتب المقدسة وأيضًا الآثار والتاريخ، اسمع أيضًا عروس النشيد تقول “تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي.” تحت ظلال الصليب، يابخت من يجلس في ظل الصليب، وثمرته… كل كلمة وكل فعل ونظرة وعمل وإشارة من مسيحنا المصلوب هى حلوة لحلقنا ونتغنى بها، مثلما نقول في التسبحة “اسمك حلو ومبارك في أفواه قديسيك” الجميع يصرخ ويقول اسمك حلو ومبارك، وتقول عروس النشيد أيضًا “حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ. مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ.” هو علم وسط آلاف الأشخاص التي ظهرت عبر التاريخ قديمًا وحديثًا، كلهم ظهروا كربوة ولكن بينهم واحد فقط هو معلم وهو الظاهر وهو الذي يستطيع أن يعمل ويخلص، حبيبي أبيض كامل النقاوة وأحمر كامل الفداء، كلي النقاوة والسمو، إن كنا نبحث عن سمو إنساني على الأرض فمهما جاء فلاسفة بتقدم وسمو فالسيد المسيح يفوقهم، وحبيبي أحمر هو الوحيد الذي عنده الفداء، واللون الأحمر يرمز إلى دم السيد المسيح الذي سفكه من أجلنا، ألم أقل لكم أن هذا هو “يوم المصلوب من أجل المحبوب”، لكل إنسان فينا: (أنت محبوب الله) ولذلك صلب المسيح من أجلك، جاء السيد المسيح وتحمل الكثير ثم صلب وعُلق على الصليب في وقت الظهيرة على مشهد من الجميع وجموع كثيرة رأت السيد المسيح، وكان بينهم إنسان غير يهودي كان قائد مئة وبعد أحداث الصليب طعن السيد المسيح في جنبه فخرج دم والماء فوقف قائد المئة يقول العبارة الجميلة “حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ ” اعتراف قائد المئة الوثني، أيها المحبوب الذي تواجه الصليب الآن هل تأخذ نصيبك من الحب ومن جنب السيد المسيح المجروح؟ هل تقف أمام السيد المسيح في كل يوم وكل ساعة وتعلم أن هذا الصليب من أجلك؟، ويكون افتخارنا بالمسيح المصلوب لأنه صُلب من أجل الإنسان المحبوب حتى ولو كانت للإنسان خطايا فدمه يستر كل خطية ويطهرنا من كل إثم. عروس النشيد تجاوب على سؤال هام جدًا كيف نعيش المسيح المصلوب؟ اخترت لكم آية من سفر النشيد واعتبروها تدريب روحي نعيش به في زمنا إلى أن يعطينا الله العام القادم، ونحتفل بتذكار الصليب، في سفر النشيد الأصحاح الأول عدد ١٢ “مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ.” مادام فعل استمرار، والملك هنا هو المسيح المصلوب، والمجلس عند كل إنسان هو قلبه، تفسير العبارة مادام المسيح في قلبك (مادام الملك في مجلسه) أفاح مثل انتشار رائحة العطر. أفاح نارديني رائحته. نارديني بصيغة الملكية. الناردين نوع من الطيب غالي الثمن مركز الرائحة ويقول عليه الكتاب ناردين كثير الثمن، أفاح نارديني.أنت أيها الإنسان المحبوب عند الله عندك هذا الناردين ولكن العطر الذي في قلبك يفوح برائحة المسيح، ويأتي السؤال ما هو النادرين الذي أملكه والذي أضعه في قلبي؟- الناردين قد يكون كلمة الله، التي تخزنها في قلبك، قلبك ثمين لأنه هو الذي سوف تقدمه إلى مسيحك ويُكشف يوم تقف أمام السيد المسيح في يوم الدينونة، فالناردين قد يكون كلمة الله التي تحفظها في قلبك وتكون حية وتعيشها الوصية التي تمارسها، يا بخت اللي فينا يخزن في قلبه كلمة الله “وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلًا “.
– الناردين قد يكون الأسرار المقدسة، التي نعيشها في الكنيسة وخاصة سر التوبة والاعتراف وسر التناول. إنسان يعيش في قوة السر عندما يتقدم للتناول ويثبت في جسد السيد المسيح ودمه ويتقدم بوعي كامل ويثبت في المسيح. قدم توبة حقيقية وثبت في المسيح ثبات حقيقي ويكون في ذلك خلاصك ونصيبك في السماء، المهم الكيفية التي تمارس بها الحياة. هناك عطور مغشوشة احذر أن يكون ناردينك مغشوش. انتبه لنفسك. – الناردين هنا هو الأسرار المقدسة التي نحياها بوعي وبفاعلية وتوبة حقيقية وعندما تتقدم للتناول تحضر قداس حقيقي بداخلك وتذوب بداخل الصلوات وداخل مسيحك، انتبه، لأن حياة الخداع والرياء لا تجني ثمر، والملكوت لا يقبل الشكليات.
– الناردين قد يكون الصلوات، التي ترفعها من قلبك وتخاطب مسيحك “اسمك حلو في أفواه قديسيك” وتكرار الاسم الحسن يحقق الحلاوة والرائحة، أيها الحبيب مسيحك المصلوب من أجلك هو يدعوك أن يكون في قلبك ناردين كثير الثمن وهذا أبسط شيء تقدمه أمام المسيح المصلوب وتاج الشوك والمسامير والحربة والتعييرات وأمام كل هذا الشر والصراخ، أدعوك أن يكون المسيح في مجلسه في قلبك، “مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ ” الناردين هو …
١- كلمة الله.
٢- النعم التي نأخذها من خلال الأسرار.
٣- الصلوات الحقيقية التي نرفعها من قلوبنا.
هذا الذي ترفعه أمام الله سوف يفوح برائحة المسيح في كل مكان، أنت تخزن في قلبك هذا الناردين وهذا الناردين يملأ القلب ويفوح برائحة المسيح، شكلك وكلامك وتصرفاتك تفوح برائحة المسيح الذكية ونقف جميعًا ونقول ” وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ”. (٢ كو ٢ : ١٤).المسيح الذي صلب اليوم يقول لك “أنا أريد أن تقدم رائحتي لكل أحد”، رائحة الصليب والمسيح المصلوب تفوح منك لكل أحد، لا تنسى “مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ” يفيض الحب منك حب حقيقي ومن يعرف حب المسيح المصلوب يفهم الحياة، “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو ٣ :١٦)، هذا هو يوم الصليب الذي نتمتع به ونعيشه في حياتنا كل يوم وهو الذي يعبر بنا الشاطئ الآخر من الحياة هو الذي ينقلنا من الأرض إلى السماء هو الوسيلة الوحيدة “وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ” (أع ٤ : ١٢)، لا تتخلى عن صليبك ولا تهمله، أنظر إلى الصليب الذي يعينك في هذه الحياة ويرافقك في الطريق حتى تصير لك السماء في النهاية، يباركنا مسيحنا بكل بركة روحية ويعطينا فرح الصليب في حياتنا على الدوام وإمكانياته “مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ “. كل سنة وحضرتكم طيبين و نشكر الله أنه يعطينا الفرصة رغم الوباء والموجة الثالثة، أرجوكم الالتزام الكامل وخط الوقاية الأول أمام هذا المرض اللعين الذي أصاب عشرات الملايين هو الكمامة وغسل اليدين والبعد عن الزحام ونجلس في مكان جيد التهوية ويكون طعامنا صحي ولا تتهاون وصلي من أجل الذي انتهت حياتهم بسبب الفيروس ومن أجل المرضى الله يشفيهم، الحياة غالية فانتبه، سوف نصلي الآن الساعة الثانية عشر و نلتزم بأماكنا حتى نهاية الصلوات ونصلي من أجل كل أحد وأخواتنا المرضى لأجل أن يشفيهم الله ويفرحوا بالقيامة، لإلهنا كل مجد وكرامة الآن وإلى الأبد. آمين.
حذر قداسة البابا تواضروس الثاني من الموجه الثالثة من جائحة فيروس كورونا المستجد، مشددًا على المصلين المشاركين في صلوات الجمعة العظيمة، بضرورة الالتزام بكافة الإجراءات الصحية.جاء ذلك في ختام عظته في الجمعة العظيمة التي صلَّاها قداسته اليوم في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية.كان قداسة البابا قد نبه أبناءه إلى الموضوع ذاته، في عظة خميس العهد أمس في دير الشهيد مارمينا بمريوط.وقال قداسته:”نشكر الله أنه يعطينا الفرصة رغم الوباء والموجة الثالثة، أرجوكم الالتزام الكامل وخط الوقاية الأول أمام هذا المرض اللعين الذي أصاب عشرات الملايين هو الكمامة وغسل اليدين والبعد عن الزحام ونجلس في مكان جيد التهوية ويكون طعامنا صحي ولا تتهاون وصلي من أجل الذين انتهت حياتهم بسبب الفيروس ومن أجل المرضى الله يشفيهم، الحياة غالية فانتبه، سوف نصلي الآن الساعة الثانية عشر و نلتزم بأماكنا حتى نهاية الصلوات ونصلي من أجل كل أحد وأخواتنا المرضى لأجل أن يشفيهم الله ويفرحوا بالقيامة.”
اختتمت منذ قليل بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية صلوات الجمعة العظيمة التي تحتفل بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وبلاد المهجر اليوم.واختتم قداسة البابا تواضروس الثاني في الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية صلوات اليوم الكبير الذي يعد أحد أهم المناسبات الكنسية على الإطلاق.شارك في الصلوات عدد من الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالقاهرة، وخورس الكلية الإكليريكية بقيادة الأرشيدياكون إبراهيم عياد إلى جانب عدد محدود من الشعب.وشهدت عمليات دخول الكاتدرائية والخروج منها والصلاة داخل الكنيسة إجراءات احترازية مشددة حيث تولى فريق الكشافة التابع للكاتدرائية، تطبيق عدد من الخطوات الوقائية حيال المشاركين في الصلاة بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد.
This page is also available in:
English