ينشر موقع “القاهرة 24” اليوم الأربعاء، حوارًا أجراه مع قداسة البابا تواضروس الثاني تناول عدة محاور وموضوعات.
شمل الحوار الذي أجراه محمود المملوك رئيس تحرير الموقع، وجمال العاصي مستشار الموقع، وتامر إبراهيم وماريا روماني الصحفيان به، عددًا من كواليس إدارة قداسة البابا للكنيسة خلال ٩ سنوات وآراء قداسته في العديد من القضايا البارزة على مختلف الأصعدة، بالإضافة إلى تقييمه لما وصل إليه ملف المواطنة وغيرها من المحاور التي تطرقت لها أسئلة الحوار.
وجاءت أبرز تصريحات البابا تواضروس خلال الحوار على النحو الآتي:
– حياتنا قبل الجمهورية الجديدة كانت تسير بشكل عشوائي.. ونشكر الله أنه أعطانا قائدًا شجاعًا اتخذ قرار تعويم الجنيه بعد تأخير 40 سنة.
– إلغاء حالة الطوارئ يساعد على تحسين الاقتصاد والسياحة المصرية.
– مصر أكبر من مفهوم الإساءة للدولة.. وهناك قنوات إخبارية تشوه صورة مصر ولكن الإنجازات جعلتهم غير قادرين على الاستمرار في الهجوم.
– لا أرى أي مشكلة بشأن تدخل الدولة في الاقتصاد.. والهيئة الهندسية تتمتع بالضبط والربط وشايف مشروعات ناجحة.
– حفل افتتاح طريق الكباش مُبهر.. وتاريخنا لا يضارعه شيء في العالم.
– رفع الدعم يشكل أزمة على الإنسان لكن الدولة تبذل مجهودات كبيرة للحماية الاجتماعية.
– مشروع حياة كريمة عملاق وأتمنى أن يحسن جودة الحياة لـ58 مليون مواطن.
– قرار الزواج للأفراد يساوي في خطورته اتخاذ الدول قرارات حرب.
– قانون الأحوال الشخصية للأقباط سيحل الكثير من المشكلات.
– أحب محمد صلاح وأتابعه وهو ناجح.
وأضاف البابا تواضروس في حواره للقاهرة 24: نحن في الكنيسة نراعي الله أولًا وأخيرًا، وما حدث داخل دير أبو مقار جريمة كاملة، اقتضت تدخل الشرطة ومن ثم النيابة وحتى الوصول إلى المحكمة.
وتابع قداسة البابا تواضروس: وقوع الجريمة في دير هو الذي جعلها جريمة غريبة، ولكنها مثلها مثل أي جريمة تحدث، مشيرا إلى أن البعض وقتها روج شائعات كثيرة وغريبة، ولكن عندما أثبتت التهمة أصدرت المحكمة حكمًا بضميرها وحسب القوانين الوضعية.
ووصف قداسته الجمهورية الجديدة قائلا: حياتنا قبل الجمهورية الجديدة كانت تسير بشكل عشوائي، والجمهورية الجديدة جعلت الحياة في البلاد تسير في نظام، فمثلًا قرار تعويم العملة عام 2016 دليل قوي على هذا، وهذا القرار تأخر 40 سنة وكان يجب أن يتم اتخاذه مبكرًا، ونشكر الله أنه أعطانا قائدا شجاعا قادرا على اتخاذ مثل هذا القرار، وبه استقرت الدولة وأصبح لدينا احتياطي نقدي كبير؛ لذلك عنوان الجمهورية الجديدة يستحقه الشعب كاملًا.
وأضاف قداسة البابا تواضروس: القيادة السياسية والحكومة المصرية في الجمهورية الجديدة تدخلت في كافة المجالات، ويكفي أن أذكر مجال محاربة والقضاء على فيروس سي فهو من أهم المجالات، فهذا المرض كان يأكل في أجساد المصريين بأكثر من نسبة 35%، فكل 3 أشخاص كنت تقابلهم واحد منهم كان مصابًا بالفيروس، لا يستطيع العمل ولا التقدم ولا الدراسة ولا ممارسة حياته بشكل طبيعي، فقرار الدولة بالقضاء على فيروس سي يعد شيئا رائعا، لذلك الأمم المتحدة أشادت بالتجربة المصرية.
وعن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، قال قداسة البابا إن مشروع حياة كريمة عملاق وأتمنى خلال الـ 3 سنوات المقبلة أن يكون قادرًا على تغطية وخدمة 58 مليون مصري في الريف وأن يحسن من جودة الحياة.
قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية الكبرى كان في شهر إبريل عام 2013 وأتذكر أنني كنت حينها في الإسكندرية، وهذه كانت المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها الاعتداء على الكنيسة الأم أي الكاتدرائية.
وأضاف البابا تواضروس خلاص تصريحات خاصة لـ موقع القاهرة24: كانت أشكال الاعتداء صعبة للغاية، وحدثتني مؤسسة الرئاسة آنذاك ليطمئنونني وكنت متأثرًا جدًا بما حدث وتحدثت بلهجة شديدة وقتها، وقالوا لي إنهم سيرسلون حراسة أكبر على الكنيسة، ولكني كنت أرى أنه كلام روتيني لا يتناسب مع خطورة الحدث، وأذكر أني قلت لهم وقتها أنه حادث تم بتخطيط وليس حادثًا عاديًا.
وتابع البابا قائلًا: الأزمة أن الاعتداء تم في شهر إبريل وكنت وقتها أجهز لزيارة الفاتيكان في شهر مايو وكانت تلك أول زيارة لي خارج مصر، فكان من المتوقع أن أتعرض لأسئلة صعبة فيما يتعلق بالاعتداء على الكاتدرائية أو الكنائس، فكان الأمر شديد الخطورة، ثم بعد ذلك رأينا الاعتداء بشكل أكبر على كنائس كثيرة في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013.
وعن ظروف تسلمه المهام البطريركية قال قداسة البابا: تسلمت مهام الكرسي البطريركي في ظروف صعبة للغاية عام 2012، وكانت مصر تعيش أوقاتًا عصيبة، وكنت أشعر وكأن هناك شيئا يُسرق من مصر بالنظر إلى كل ما كان يحدث آنذاك، كنت أشعر أن تلك ليست مصر التي عشنا فيها أو اعتدنا عليها.
وخلال حديثه لـ القاهرة 24، تحدث البابا تواضروس عن نشأته، قائلًا: نشأت في أسرة مصرية عادية مع والدي ووالدتي ولدي شقيقتان أصغر سنًا مني، وتعلمت في المدارس الحكومية بين سوهاج ودمنهور، والتحقت بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية وتخرجت فيها عام 1975، كنت أحب كليتي وعلم الصيدلة، وأجريت دراسات عُليا في الهندسة الصيدلية أو الهندسة الصناعية بالجامعة نفسها، ومنحتني وزارة الصحة منحة تسمي البعثة الداخلية لأذهب إلى وزارة التعليم العالي لإجراء دراسات عليا أخرى، وحصلت على الدراسات العليا في عام 1979 وكنت الأول على دفعتي، وجاءت لي الفرصة لدراسة زمالة هيئة الصحة العالمية عام 1985 في تخصص مراقبة وتأكيد الجودة في صناعة الأدوية، بإحدى جامعات إنجلترا.
وأضاف البابا تواضروس في عام 1986، ذهبت طالبًا الرهبنة بدير الأنبا بيشوي، وحينما ذهبت إلى الدير كانت رغبتي المكوث بداخله وليس الخروج منه أبدًا، ولكن بعد مرور 4 سنوات بالدير رُسمت كاهنًا بالدير، ثم خرجت لمساعدة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة في خدمة الشباب، واستمريت في الخدمة لمدة 7 سنوات، ثم رُسمت أسقفًا عامًا في المكان نفسه لخدمة الشباب أيضًا مع إضافات أخرى في الخدمة، وكنت طوال هذه المدة في منطقة كينج مريوط بغرب الإسكندرية واستمررت بها لمدة 15 عامًا ثم تم اختياري للبطريركية.
وقال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن هناك بالفعل هناك قنوات إخبارية تشوه صورة مصر، وبالتأكيد أن الإنجازات المصرية مؤخرًا جعلت القنوات غير قادرة على الاستمرار في الهجوم والمغالطات.
وأضاف البابا تواضروس في حواره مع القاهرة 24، أن الضربات المصرية الناعمة مثل احتفالية موكب المومياوات، وافتتاح طريق الكباش؛ جعلت الكل يستفيق ويدرك قيمة مصر، مؤكدا أن مصر أكبر من كل هذا.
وأوضح البابا تواضروس الثاني: لا أرى أي مشكلة بتدخل جهات الدولة في الاقتصاد وتنفيذ المشروعات، وأنا أرى أمامي الكثير من المشروعات الناجحة وإنجازات تتحقق، والمشروع الذي كان ينفذ في 3 سنوات أصبح ينفذ في عام واحد فقط، وخير دليل افتتاح قناة السويس في سنة واحدة بدلًا من 3 سنوات.
واستكمل البابا تواضروس الثاني: الوقت أغلى عنصر لدى الإنسان لأنه لا يمكن أن يُعوض، ويمكنك اقتراض الأموال من الدول، لكن لا يمكنك أبدًا اقتراض الوقت.. الدولة تنفذ مشروعات كبيرة كل يوم، ويكفي مشروعات الطرق والنقل، وتطوير الطرق والقطارات الكهربائية والمونوريل، وهذه جميعها مشروعات رائعة.
وتحدث البابا تواضروس عن قرار رفع الدعم وما ارتبط به من المشروعات الاجتماعية، قائلا: في عام 1990 ذهبت إلى قبرص وكنت أتناول كوب من الشاي وكان سعره في قبرص واحد دولار، مقابل 3 تعريفة فقط في مصر، وهذا فرق كبير جدًا، وأقصد بهذا المثال أن الأسعار التي كانت موجودة في مصر غير حقيقية، وإذا كانت تصلح مع التعداد السكاني القليل وقتها فلا تصلح مع التعداد السكاني الكبير حاليًا.
وأضاف قداسته: نحن بذلك القرار عالجنا المشكلة من جذورها، ولم نعطي المريض مسكنا للألم، بل جراحة لإزالة المشكلة ذاتها، وبالتأكيد رفع الدعم شكل أزمة على الإنسان، لكن الدولة تبذل مجهودات كبيرة للحماية الاجتماعية مثل مشروع تكافل وكرامة، وما حدث في أزمة كورونا من تقديم منح للعمالة غير المنتظمة.
ووصف البابا تواضروس مشروع حياة كريمة بالعملاق، قائلا: أتمنى خلال الـ 3 سنوات المقبلة أن يكون قادرًا على تغطية وخدمة 58 مليون مصري في الريف، وأن يحسن من جودة الحياة.
وقال البابا تواضروس، إن حفل افتتاح طريق الكباش شيء مبهر للغاية.
وأضاف قداسة البابا تواضروس خلال حديثه لـ القاهرة 24: لكم أن تتصوروا أن هذه هي مصر منذ 4000 سنة، هل تتخيل أن هناك دول لم تكن موجودة من الأساس وأخرى تحتفل بمرور 200 عاما على تأسيسها، بينما الحضارة المصرية وتاريخنا لا يضارعه شيئًا في العالم.. جاءت مصر ثم جاء التاريخ.
وتحدث البابا تواضروس الثاني، عن الكنوز التي توجد في جمهورية مصر العربية، مشيرًا إلى أن مسار العائلة المقدسة، يعتبر من أهم الكنوز الموجودة في البلاد، قائلا: مسار العائلة اللي في مصر ده مسار تنافسي، لا مثيل له في العالم بأجمعه، وأنا بدعو العالم كله إنه يجي مصر، ويتمتع بمسار العائلة المقدسة، سواء في جزء منه أو كل المسار، حتى يستطيع أن يشاهد عظمة وتاريخ مصر.
وأوضح البابا تواضروس الثاني، أن هناك مسار في دولة فلسطين، يسمى مسار خطوات صلب المسيح، والذي يتكون من 14 خطوة، أي أنه مسار محدود جدًا، لكن يتوافد عليه عدد كبير من الأشخاص في جميع دول العالم؛ حتى يتفقدوه ويستمتعوا بـ زيارته.
أما عن مسار العائلة المقدسة الموجود في مصر، فأنه يتم الاحتفال به في الكنسية القبطية من القرن الرابع الميلادي سنويًا، وذلك في عيد ثابت في يوم 1 يونيو من كل عام، لافتًا إلى أن الدولة في الفترة الأخيرة، بدأت تهتم بهذا المسار، وذلك من خلال تشكيل لجنة تحتوي عل المحافظات والوزارات والهيئات؛ لإعداد خريطة المسار الذي يتكون من 25 محطة، منقسمين بين المسار البري والنهري.
وتطرق الحديث مع البابا تواضروس إلى آخر التطورات في قضية دير السلطان وإعادته للكنيسة القبطية، وفي هذا الصدد، قال قداسة البابا: نحن لدينا حكم حصلنا عليه في عام 1971 بإعادة دير السلطان لنا، ولدينا جميع الوثائق التي تثبت ذلك، ولكن الموضوع دخل في إطار سياسي، لذلك فالموضوع مجمد حتى الآن ولا يوجد أي تطورات.
This page is also available in: English