الأخ العزيز في المسيح صاحب القداسة البابا فرنسيس، يطيب لي أن أهنئ قداستكم بعيد قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي بموته داس موتنا وبقيامته أقامنا. إن قيامة المسيح هي التي ترشدنا إلى احتمال الألم كما قيل به في الأنبياء «إن يؤلم المسيح، يكن هو أول قيامة الأموات، مزمعا أن ينادي بنور للشعب وللأمم» (أع 26: 23). ذلك النور الذي ينير لنا معرفته واختباره في حياتنا كل يوم وكل ساعة فنقول مع بولس الرسول: «لأعرفه وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبها بموته» (في 3: 10)، ثم أود أن أطمئن على صحة قداستكم الغالية مصليا لألهنا الصالح أن يمنحكم قوة وعافية على قدر قوتكم الروحية وقامتكم العالية وأن يطيل حياتكم المملوءة بالأثمار الصالحة ثلاثين وستين ومائة.
وفي إطار احتفالنا بيوم المحبة الأخوية 10 مايو من كل عام، أهنئ قداستكم وكل الكنيسة الكاثوليكية؛ كما أهنئ كنيستي القبطية أيضا بهذا التذكار والتقليد الذي هو بحسب قلب الرب يسوع إذ أن «محبة المسيح تحصرنا. اذ نحن نحسب هذا أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام» (2 كو 5: 14 – 15). وبذلك الاحتفال الأخوي تظهر فينا محبة المسيح، بل وتحصرنا. ويظل احتفالنا هذا مرتبطا بزمن عيد القيامة التي تجلت فيها محبة المسيح لنا جميعا.. ويزيد فرحتنا بهذا اليوم في هذه السنة انه جاء بعد أن توقفنا العامين الماضيين بسبب انتشار الجائحة والتي عمت العالم كله و ارح ضحاياها بالملايين ومصابوها بمئات الملايين.. حفظكم المسيح من كل شر.
لا تقف المحبة عند أية حدود بل تمتد لتشمل مجتمعنا الذي نعيش فيه سويا مسيحيين ومسلمين على محبة متبادلة في إطار شعبي، وأيضا مؤسسي يتمثل في (بيت العائلة) الذي يجمع رجال الدين المسيحي والإسلامي وأيضا رجال وسيدات من ذوي الفكر والتأثير للتقارب والتفاهم في إطار من المحبة. بل وتستمر من ناحية أخرى جهود (مجلس كنائس مصر) في التنسيق بين الكنائس المتنوعة في مصر لتوحيد أعمال خدمة مجتمعنا ونشر ثقافية المحبة والسلام فيه، هذا وأطلب من قداستكم الصلاة العميقة من أجل نجاح اجتماع الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط والذي يعقد هذا الشهر في مصر وهي المرة الأولى في ضيافة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.
ونصلي ونطلب بإيمان ونتشفع بسيدتنا وملكتنا كلنا وفخر جنسنا العذارء القديسة مريم أن ينجح الاجتماع في إنماء روح المحبة وحلول السلام وبخاصة في مناطق النزاعات والصراعات ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل وفي كل العالم وفي الأزمة الأوكرانية التي نأمل أن تنتهي سريعا. حتى إذا ما حان الوقت «نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه» (عب 4: 16)، وإذ لنا الرغبة ذاتها أن نتقدم بثقة إلى عرش النعمة وبضمير صالح أمام المسيح، نسعى بقدر طاقتنا في مواجهة الضعفات المعاصرة التي تزداد يوما بعد يوم بسبب الابتعاد عن شمس البر الرب يسوع، مما جعل العالم يدور حول نفسه في ظلمة شديدة، لا يميز الاتجاهات ويغرق في تشويه الطبيعة الإنسانية الرفيعة التي هي على صورة الله ومثاله بخلق قناعات واهمة عن المثلية الجنسية والعلاقات غير الطاهرة والتحول الجنسي والتفكك الأسري والإلحاد «لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذر… وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء» (رو 1: 20، 22)
لذا أطلب من قداستكم أيضا أن تصلوا كثيراً معنا حتى يرفع الله تلك الشرور عن العالم ويرسل فعلة لحصاده المتكاثر؛ خداما للكلمة ينيرون بنور قيامته كل العالم ويرشدون بالقدوة والمحبة أجيالا نحن مسئولون عنها للخلاص وأمام المخلص. نصلي من أجل خدام على مثال سيدهم في التواضع والبذل والمحبة غير المشروطة. نصلي من أجل خدام تسكن فيهم كلمة الله الحية الفعالة التي هي أمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته (من عب 4: 12)، أخي أكرر تهنئتي الثنائية لقداستكم بعيد القيامة ويوم المحبة الأخوية راجياً لكم أيام خماسين مقدسة هادئة، وصحة وافرة؛ ومصليا من أجلكم كما أثق أنكم تصلون من أجل ضعفي.
This page is also available in: English