ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت، دون حضور شعبي.
واستكمل قداسته السلسلة التعليمية الجديدة “الاتحاد الزيجي” كأساس لبناء أسرة مسيحية مقدسة، حيث تناول الأصحاح الثالث من رسالة القديس يعقوب الرسول، وأيضًا آية من سفر الأمثال “اَلْكَلاَمُ الْحَسَنُ شَهْدُ عَسَل، حُلْوٌ لِلنَّفْسِ وَشِفَاءٌ لِلْعِظَامِ” (أم ١٦: ٢٤)، وأشار إلى “مفردات الحوار الحسن”، واتَّخذ مثال للحوار المثالي باستدعاء مشهد الحوار بين السيد المسيح والمرأة السامرية من الكتاب المقدس في الأصحاح الرابع من إنجيل القديس يوحنا، ونتيجة هذا الحوار أن السيد المسيح ربح مدينة كاملة (السامرة)، ثم أشار إلى علامات الحوار الناجح:
١- الإنصات: الاستماع الجيد ومحاولة فهم الآخر، وعدم الانشغال عن الطرف الآخر أثناء الاستماع.
٢- الصراحة: المكاشفة في حوار مفتوح، دون أدنى تجريح.
٣- استخدام الألفاظ اللطيفة: الألفاظ التي تخاطب المشاعر الحلوة، “كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ” (أف ٤: ٣٢).
٤- إظهار الحب دائمًا: احترام مشاعر الآخر بالاستماع الجيد، الحوار فن لإسعاد الآخر، “وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا” (يع ٣: ٨).
٥- الوقت: أثمن شيء يُقدمه أحدهما للآخر، سعادة التواجد معًا، “فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ” (أف ٥: ١٥، ١٦).
كما أوضح قداسة البابا علامات الحوار غير الحسن :
الصمت: يؤدي إلى عدم التجاوب بينهما، “لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ” (أف ٤: ٢٦).
الثرثرة: تؤدي إلى تشعّب الموضوعات، فيغيب المنطق والوضوح والجدية.
الدموع: تقطع الحوار، فيخرج الإنسان من العقلانية.
الغضب: الصوت العالي، النقد الشديد، الإهانة، الألفاظ الحادة، التجريح.
الوقت: قلة الوقت، السفر والاغتراب والعمل المنهك للإنسان.
٦- وأوصى قداسته الأسر بقراءة الأصحاح الثالث لرسالة يعقوب معًا، وهو الذي يتحدث عن حكمة الحوار، “فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ”. (أف ٥: ١٦).
تأتي هذه السلسلة التعليمية اتساقًا مع إطلاق عام “أسرتي مقدسة” الذي جاء كتوصية من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته العامة التي عقدت يوم ٩ يونيو الماضي، وترسيخًا لمبادئ وقيم الأسرة المسيحية السوية، كما ذكر قداسته في الحلقة الأولى من السلسلة يوم ١٥ يونيو الماضي.
هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني أبناء الكنيسة بصوم السيدة العذراء مريم الذي يبدأ يوم الأحد المقبل، مشيرًا إلى أننا في شهر أغسطس في فترة صوم السيدة العذراء نعيش معها ونقتدي بها باعتبارها كنز الفضائل، وفي شهر كيهك نسير معها في رحلة التسبيح قبل ميلاد السيد المسيح.
جاء ذلك في بداية اجتماع الأربعاء الأسبوعي الذي عقده قداسته في المقر البابوي بالقاهرة مساء اليوم. وقال قداسة البابا: “أهنئكم ببدء صوم السيدة العذراء، الصوم المحبوب، والصوم الأخير في السنة الكنسية، والصوم الذي نجعل فيه أمنا العذراء نموذجًا طيبًا نقتدي به في حياتنا، بكل فضائلها، ونعتبرها هي كنز الفضائل، العذراء نعيش معها في صوم العذراء، في شهر أغسطس وشهر مسرى، ونسير معها في شهر كيهك قبل ميلاد المسيح، ويكون شهر التسبيح، كل سنة وحضراتكم طيبين”.
This page is also available in: English