اختبار ناسك:شاهد ناسك ذات يوم صقرًا في الغابة يحمل قطعة من اللحم إلى عش، شاهده يمزقها ويطعم بها فرخًا من فراخ غربان الزرع. دُهِش الناسك كثيرًا حين رأى صقرًا يطعم فرخًا غريبًا. ففكر في نفسه:”حتى فرخ الغراب هذا لم يدعه الله يهلك: والله هو الذي علّم هذا الصقر أن يطعمه. الأمر واضح: إن الله يهب جميع الكائنات طعامها، ونحن، نحن معنيون طوال الوقت بمصيرنا. سأكفّ عن الاهتمام بمصيري. ولن أدخر بعد الآن مؤنًا. إن الله لا يتخلى عن أيٍّ من كائناته، ولن يتخلى عني أنا أيضًا”.فعل الناسك كما قال؛ جلس في ظل شجرة، في الغابة، ولم يتحرك، وكان كل همه أن يصلي لله. قضى ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ دون شرب ولا أكل، وفي اليوم الثالث ضعفت قواه حتى أنه لم يستطع رفع يديه، فنام من ضعفه، ورأى في منامه شيخًا يدنو منه ويقول له:- لمَ لا تدخر مؤنًا؟ تظن أنك ترضي الله، وأنت ترتكب إثمًا؟! لقد أقام الله العالم على نحو يستطيع معه كل كائن أن يحصل على ما هو ضروري له. إن الله أمر الصقر أن يطعم فرخ الغراب، لأنه كان سيهلك بدونه. أما أنت فلا شيء يمنعك من العمل، تُريد أن تجرّب الله، وذلك إثم. عد إلى نفسك، واشتعل كما كنت تشتغل قديمًا.استيقظ الناسك واستأنف حياته القديمة.(الأديب والفيلسوف الروسي: ليو تولستوري)10- بنك الوقت السويسري:طالب يدرس في سويسرا ويسكن في غرفة عند امرأة عمرها 67 سنة.. تلك المرأة كانت معلمة قبل تقاعدها والآن تستلم راتب تقاعد مجزي.. لكنها تذهب للعمل مرتين في الأسبوع.عملها كان لرعاية مسن عمره 87 سنة.. أبدى الشاب امتنانه مما تفعل وسألها إن كانت تعمل لكسب المال.. فقالت له إنها لا تعمل لأجل المال بل لتكسب الوقت.. وأنها تودع لنفسها وقتًا في بنك توفير الوقت أو بنك الزمن. وهي بعملها ذلك تودع الزمن لكي تستطيع الصرف منه عندما تحتاج له بعد تقدم السن أو عندما تُصاب بحادث وتحتاج من يساعدها..يقول الطالب إنها المرة الأولى التي يسمع فيها عن بنك الوقت، فسألها عن معلومات أكثر عن ذلك البنك.. فقالت له إن الحكومة السويسرية أنشأت ذلك البنك كضمان اجتماعي خصوصًا خدمة المسنين والمرضى الذين لا يوجد لهم مَن يرعاهم أو يساعدهم من عوائلهم..يشترط على المشترك أن يكون سليمًا صحيًا وقادرًا على العطاء والتواصل مع الآخرين والتحمل وراغبًا في تقديم الخدمات بنفس راضية وإخلاص..عندما يحتاج الشخص مساعدة يرسل له البنك شخصًا متطوعًا ممن اشتركوا في البنك ليخدمه ويخصم الوقت من حسابه.. الخدمات التي يقدمها المتطوع إما تقدم للمحتاج في المستشفى أو في البيت كأن يرافق المحتاج للتسوق أو للتمشية أو لمساعدته في تنظيف منزله.في أحد الأيام احتاجت تلك المرأة للمساعدة عندما سقطت أثناء تنظيف نافذتها وكسرت كاحل قدمها واضطرت للبقاء في السرير عدة أيام.. أراد الطالب تقديم إجازة اضطرارية لمساعدتها لكنها قالت له إنها لا تحتاج مساعدته لأنه قدمت على طلب سحب من رصيدها في البنك وأنهم سيرسلون لها من يساعدها. جاء المساعد الذين عينه البنك وكان يرعاها ويتحدث معها ويرافقها ويقضي لها بعض حاجياتها من السوق. وأرسل لها البنك ممرضة عندما احتاجت لذلك.. بعد أن تعافت من الكسر عادت للعمل مرتين في الأسبوع لتعويض ما خسرته من وقت في البنك… وهكذا يعمل بنك الوقت.. الشعب السويسري يؤيد ذلك البنك ويدعمه لأنهم لمسوا فوائده على المجتمع.باختصار ذلك البنك وُجد لتبادل أو مقايضة خدمات اجتماعية بدلاً من تبادل أموال. والخدمة تدخل في باب المصلحة. فكرة جميلة جدًا ومفيدة ويمكن تطبيقها في كل مجتمع من المجتمعات لكنها تتطلب انضباطًا وإحساسًا بالمسئولية وإخلاصًا في أداء العمل.. مع إدارة جادة وحريصة على الناس والمجتمع.11- هاتأجيبلك إيه وأنا جاي؟هاتلي مخدة أحُط عليها رأسي أنام.هاتلي قلب يزعل بس يصفى قوام.هاتلي ساعة راحة بال..وحبة فرح ولو بريال.وهات أقفال أقفل بيها باب الحُزن.وهات من الحُب مليون حضن.وهاتلي معاك شوية صبروهات للخواطر جبر.هاتلي أمانوضحكة طالعة باطمئنان.أقولك علشان ما تتلخبطش: هاتلي العُمر من الأول، وهات حبايبنا من تاني، وهات الجيرة والصحبة، وهات قلب ما يسودش، وعيون جميلة ما تحسدش، وعيش وملح ما يتخانش!وعجبي صلاح جاهين