ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالمقر البابوي بالكاتدرائية العباسية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستؤنف الاجتماع بعد توقف دام لستة أسابيع بسبب فترة الأعياد الكنسية، حسبما أعلن قداسة البابا في عظة الأربعاء الأخيرة قبل توقف الاجتماع، في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر الماضي.
واستضاف الاجتماع اليوم، أول أيام أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيين الذي ينظمه مجلس كنائس مصر، تحت شعار الآية “تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ.” (أش ١: ١٧) ، وهي الآية التي جعلها قداسة البابا موضوع للتأمل، حيث وربط قداسته بينها وبين الصلاة والصوم والصدقة التي تعد من أساسيات الصوم الكبير الذي يبدأ في الكنيسة القبطية الاثنين المقبل.
حيث تحدث قداسته عن “أساسيات الحياة الروحية”، متناولًا أيضًا جزءًا من الأصحاح السادس في إنجيل معلمنا متى والأعداد (١ – ١٨)، والذي يحوي أساسيات الحياة الروحية الثلاثة: الصدقة والصلاة والصوم، وأشار إليها من خلال:
١- الصدقة:
هي تقديم المحبة بكل صورها، كمثال السامري الصالح الذي قدم المحبة والخير، وشرط الصدقة أن تكون من أجل وجه الله، “فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” (مت ٦: ٤)، وهذه هي كلمات ووعود السيد المسيح فيجب أن نقدم الجهد أو المال أو أيًّا كان ما نقدمه يجب أن يُقدم من أجل الله، وأن نبحث عن المحتاجين والمستورين ونصنع معهم خيرًا.
٢- الصلاة:
قبل أن يتكلم السيد المسيح عن الصلاة تكلم عن أمريْن هاميْن :
“فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ…” (مت ٦: ٦)، بمعنى أن ندخل إلى القلب، وألا ننشغل بأمور العالم، لأننا سنواجه الله بالقلب فقط.
“وَأَغْلِقْ بَابَكَ…” (مت ٦: ٦)، بمعنى إغلاق القلب والفم عن الاهتمام بالعالم، والإقلال في الطعام.
وشرط الصلاة أن تكون من أجل الله، “فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” (مت ٦: ٦)، كما أن الصلاة تعطي طاقة لفعل الخير، وتجعلنا نشعر بالآخر
٣- الصوم:
هو وسيلة تقوية روحية، ويجعل فكر الإنسان بالأكثر في السماء، وله عدة شروط ، هي :
أن يكون بفرح واشتياق.
أن يكون بتوبة ونقاوة.
أن يكون من أجل الله، “فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” (مت ٦: ١٨).
أن يكون الصوم من أجل فعل الرحمة والخير، “طوبى للرحماء على المساكين”.
يجب أن نذكر النِعم الخيرات التي فعلها الله معنا في الصوم وفي كل صباح.
نص العظة
بسم الآب والابن والروح القدس
فى البداية أود أن أرحب باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر، أرحب ومعى الآباء المطارنة والأساقفة والآباء الكهنة والشمامسة وكل الشعب .. نرحب ببداية أسبوع الصلاة.
نرحب بكل ممثلى الكنائس المسيحية فى مصر وخارج مصر الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان والآراخنة وكل ممثلى الكنائس المسيحية وكل الأخوة والأخوات. أسبوع الصلاة هو تقليد منذ 55 سنة فى مصر. بدأ وتشترك فيه الكنائس كلها، نحن نصلى من أجل عمل الله ونصلى من أجل مصر. أسبوع الصلاة فى كل عام له عنوان، وهذا العام تحت شعار”تعلموا فعل الخير” (أش 17:1)
يجب أن تفعل خيراً، لو لم تفعل الخير كأنه شر أو خطية، من يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل، فذلك خطية له.” (يع 4: 17).
بعد أيام قليلة نبدأ الصوم الكبير فى الكنيسة القبطية أثمن أيام السنة روحياً وكنسياً، الإنجيل الذى تمهدنا به الكنيسة لبدأ الصوم إنجيل معلمنا متى إصحاح 6 يتحدث عن (الصدقة – الصلاة – الصوم) أريد أن أربط بين أسبوع الصلاة وإنجيل بداية الصوم
1- الصدقة: تأتى من الصدق، ولكن الصدقة هى تقديم المحبة فى كل صورها وفعل الخير، أيقونة هذا المساء ” السامرى الصالح” هو الإنسان الذى قدم محبة لشخص ليس من جنسه ولا من دينه ولا طائفته غريب عن تماماً، لكنه صار بالمحبة قريب له.
السيد المسيح يعلم فى العظة على الجبل الصدقة قدموا المحبة افعلوا الخير، ولكن الشرط الهام فى الصدقة أن تكون من أجل الله ليس لها الوجه الإجتماعى “فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.” (مت 6: 4). أرجو أنكم تختبروا هذا الاختبار، لأن هذه كلمات ووعود السيد المسيح.
أبحث عن المحتاجين واعمل خيراً، أبحث عن المستورين واصنع خيراً معهم.
2- الصلاة: يذكر الصلاة الربانية، اليوم صلينا الصلاة الربانية بعدة اللغات، لكن قبل أن يتكلم عن الصلاة يتكلم عن محورين هامين:
– ادخل إلى مخدعك (ادخل إلى قلبك) فترة الصوم وأسبوع الصلاة فرصة لكى يدخل الإنسان إلى قلبه، “كل إنسان يواجه الله بقلبه فقط، الله يرى ما فى قلبك، قلبك خزانه لا يراه أحد إلا الله.
– اغلق بابك ( باب القلب – باب الفم )
– الصلاة تعطيك طاقة لفعل الخير، تحنن القلب وتنزع القساوة وتشعر بالآخر.
3- الصوم: هو وسيلة أرضية ترفع نفس الإنسان للسماء، يجب أن تكون الأصوام بفرح واشتياق، الصوم يجب أن يكون بتوبة ونقاوة.
فى القديم فى المجتمع اليهودى كانوا يصلوا عابثى الوجه وضعوا وجهم فى الرماد لكى يظهروا للناس أنهم صائمين.
“طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم” اجعل هذه المديحة أن تكون من صف هولاء الرحماء الذين يصنعون الخير، كل يوم أسال نفسك ماذا صنعت خير فى هذا اليوم، وأذكر أيضاً الخيرات الذى صنعها معك الله فى هذا اليوم، نعم الله كثيرة أعطالك أسرة هادئة، أولاد مباركين، زوج زوجة فضلاء، أعطالك استقرار فى عملك، أعطالك سلام فى المجتمع.
نصلى من أجل كل المتعبيين والثقيلى الأحمال فى أحداث هذا الزلزال فى سوريا وتركيا المشردين والمصابين وأهالى الضحايا والنازحين، ومن أجل إمكانيات الدول ومساعدات الدول.
هذه كارثة أكبر كارثة فى القرن تصيب بلدين بهذه الصورة. نصلى من أجل تحنن الله على هذه البلاد ويسند الشعوب من أجل عبور هذه الأزمة.
نصلى من أجل الحروب القائمة، وأن يعطى الله حكمة وتعقل للمسئولين ويعطيهم رؤية، “لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟” (مر 8: 36 )
أين ذهب عقل الإنسان ؟ أين ذهب فكره؟
نحتفل اليوم بعيد دخول السيد المسيح الهيكل 8 أمشير، بعد أربعين يوماً عيد الميلاد حسب التقويم القبطى.
نصلى من أجل بوادر الحل فى الكنيسة الأثيوبية.
أشكر كل الحضور وربنا يديم المحبة ويحفظ كنائسنا من كل شر وشبه شر ويحفظ بلادنا.
This page is also available in: English