ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كاتدرائية السيدة العذراء والشهيد أبي سيفين والقديس الأنبا كاراس ببشاير الخير بالإسكندرية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وصلى قداسته صلوات رفع بخور عشية، بمشاركة الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، والأب القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية.
كان قداسته قد افتتح كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالكاتدرائية، وعقد لقاءً مع كهنة كنائس قطاع غربي الإسكندرية ألقى خلاله عليهم كلمة مناسبة. كما افتتح قاعة المناسبات الملحقة بالكاتدرائية ذاتها.
وقبل بدء عظة اليوم أعرب قداسة البابا عن ترحيبه بوفد من إحدى المدارس القبطية بكندا والذين حضروا اجتماع الأربعاء الأسبوعي لقداسته، وقال قداسة البابا: “أحب أن أرحب اليوم بمجموعة من طلبة وطالبات المدرسة المصرية القبطية الناجحة مدرسة Philopateer Christian College في مسيساجا في كندا، وأرحب بأبونا بيشوي وصفي ومديرة المدرسة فيبي زوجته وابنة أبونا أنجيلوس، والحقيقة هي مدرسة من المدارس الناجحة جدًا، ودائمًا تحصل على تميز كبير، واختاروا تاسوني فيبي أن تكون واحدة من مئة امرأة ملهمة ومتميزة في كندا، وهذا الأمر يفرحنا جدًا، وهي وأبونا بيشوي يخدمان المدرسة هناك ويخدمان الأجيال الجديدة، وأرحب بكم في زيارتكم لمصر وأتمنى أن تكونوا مستمتعين بمصر وقمتم بزيارة أماكن كثيرة، وربما بعضكم يزور مصر لأول مرة، فأهلاً وسهلًا بكم”.
وأضاف: “كما أرحّب بالمهندسة سحر شعبان رئيس حي غرب الإسكندرية، أهلا وسهلا بك وتشريفك لنا هنا، وربنا يبارك عملك كثيرًا، شكرًا للمهندسة”.
واستكمل قداسته سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس” والتي بدأها الأسبوع الماضي، وتناول جزءًا من الأصحاح الثالث في رسالة معلمنا يعقوب والأعداد (١٣ – ١٨)، وأشار إلى طلبة قصيرة نصليها في القداس وهي: “وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصّل فينا”، وأن خطية الانقسام هي أكثر خطية تُغضب قلب الله، وتناول أمثلة للانقسام في الكتاب المقدس من خلال:
تمييز يعقوب لابنه يوسف عن أخوته، فصارت هناك غيرة بين يوسف وإخوته حتى أنهم باعوه.
التلميذان يعقوب ويوحنا عندما طلبت أمهما أن يكون أحدهم عن يمين السيد المسيح والآخر على يساره، وتمييزهم عن بقية التلاميذ.
عندما بشّر بولس الرسول في مدينة كورنثوس “وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَة… أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ، لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ. فَأَنَا أَعْنِي هذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ»، و«َأَنَا لأَبُلُّوسَ»، وَ«أَنَا لِصَفَا»، وَ«أَنَا لِلْمَسِيحِ»” (١كو ١: ١٢)، ووبّخهم بلطف على انقسامهم.
وتأمل قداسة البابا في الطلبة: “وحدانية القلب التي للمحبة” بعد استبدال حرف واحد منها لتكون : “وحدانية القلب التي بالمحبة فلتتأصل فينا”، وأهمية الاحتفاظ بالوحدانية، وكيف يعيش الإنسان هذه الوحدانية من خلال الحكمة في التصرف والكلام، وذلك بالقراءة اليومية لسفر الأمثال باستمرار لأنه يجعل الإنسان حكيمًا.
وطرح قداسته تساولًا: كيف يعيش الإنسان الوحدانية بطريقة سليمة؟
١- “اثبت في محبتك”، وأن تكون المحبة من القلب ومستمرة، “كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ” (مت ١٢: ٢٥).
٢- “اثبت في عمل الرحمة”، وأن نصنع رحمة كما صنعت راعوث مع حماتها، لأن كل البشر يحتاجون إلى الرحمة.
٣- “لا تنس الصلاة من أجل الآخرين”، لأن صلاتك من أجل الآخرين تجعل الله يعطيك نعمة ورحمة، فالصلاة تحقق المعجزات.
٤- الوحدانية تحتاج تواضع الإنسان، فالعناد والكبرياء يؤدي إلى الانقسام، أما التواضع يحفظ وحدانية البيت الواحد، “أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ” (لو ١: ٥٢).
٥- “احذر ذاتك”، لأن “قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ” (أم ١٦: ١٨).
نص العظة
وحدانية القلب التى للمحبة فلتتأصل فينا
عظة الاربعاء 19 -7-2023
كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبى سيفين والقديس الأنبا كاراس بـ بشاير الخير 3
بسم الآب والابن والروح القدس
سعيد أن أزور هذه الكنيسة المباركة، أتذكر الزيارة الأولى مع الرئيس عبد الفتاح السيسى سنة 2020
أتذكر افتتاح الكنيسة فى وقت وباء كورونا، من الجميل هنا وجود الكنيسة والمسجد وبينهم 3 مدارس، والفناء بين الثلاث مدارس ينظر إلى المسجد والكنيسة وأكد السيد الرئيس على أن المبانى مصممة لتضع فى أذهان الأطفال مشهد مأذنه المسجد و منارة الكنيسة.
الموقع تربوى جميل الكنيسة و المسجد تشكل وحدة مصر… الطفل يكبر وهو يحترم المسجد والكنسة معاً.
كُنت سعيد للغاية من الفكر والقصد والهدف من التصميم.
تربية و زرع للوطنية ومحبة وهواية مصر… لذلك أعتز كثيراً بهذه الكنيسة.
الاسم أيضاً جميل “بشاير الخير” دائماً فى خير ومحبة.
أرحب بالطلبة والطالبات من المدرسة القبطية المصرية المتميزة مدرسة فيلوباتير بمسيساجا فى كندا، بأرحب بأبونا بيشوى وصفى و تاسونى فيبى زوجة أبونا وهى بنت أبونا أنجيوس فى كندا.
تم اختير تاسونى فيبى لتكون واحدة من 100 امرأة فى كندا تكون “امرأة ملهمة ومتمزة”، تاسونى فيبى خادمة هناك وأبونا بيخدم فى كندا.
أهلاً وسهلاً بيكم فى مصر.
بأرحب بالسيدة المهندسة سحر شعبان رئيس حى غرب الاسكندرية .. شرفتينى بالكنيسة وربنا يبارك عملك.
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
تحل علينا رحمته وبركته من الآن و إلى الأبد آمين.
أقرأ جزء من رسالة معلمنا يعقوب الرسول الاصحاح الثالث
“من هو حكيم و عالم بينكم فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة و لكن ان كان لكم غيرة مرة و تحزب في قلوبكم فلا تفتخروا و تكذبوا على الحق، ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي ارضية نفسانية شيطانية، لأنه حيث الغيرة و التحزب هناك التشويش و كل امر رديء، وأما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوة رحمة و اثمارا صالحة عديمة الريب و الرياء، و ثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام “
فى الأسبوع الماضى بدأت التأملات فى قطع صلوات القداس الإلهى
الطلبة الأولى” نعم نسألك أيها المسيح إلهنا: ثبت اساس الكنيسة”
الطلبة الثانية ” وحدانية القلب التى للمحبة فلتتأصل فينا”
ما أكثر خطيئة تحزن قلب الله؟!
- الخطيئة التى تحزن قب هى خطيئة الانقسام، يقال عنها فى الكتاب المقدس “ حيث الغيرة و التحزب والتشويش و كل أمر رديء
خطيئة انقسام الانسان .
أمثال من الكتاب المقدس:
- رفقة زوجة اسحاق .. أحبت يعقوب اكثر من عيسو، فصارت عداوة بين الأخوين.
- يعقوب أحب يوسف أكثر من أخواته، فصارت غيرة وباعوا أخوهم للأسماعيلين.
- تلميذى يعقوب ويوحنا، أم ابني زبدي طلبت من المسيح أن يُجلس ابنيها واحداً عن يمينه والآخر عن يساره في ملكوته… هذا انقسام.
- بولس الرسول عندما بشر فى مدينة كورنثوس على ساحل البحر الأبيض، وحدث انقسام ” أطلب إليكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولا واحدا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد، لأني أخبرت عنكم يا إخوتي من أهل خلوي أن بينكم خصومات. “فأنا أعني هذا: أن كل واحد منكم يقول: «أنا لبولس»، و«أنا لأبلوس»، و«أنا لصفا»، و«أنا للمسيح، هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صلب لأجلكم، أم باسم بولس اعتمدتم؟” (1 كو 1: 10-13)
انقسم شعب المدينة إلى أربعة أقسام…
“وحدانية القلب التى للمحبة فلتتأصل فينا ” من أجل فهم أدق نغير حرف واحد ” وحدانية القلب التى بالمحبة فلتتأصل فينا”.
يوجد أنواع كثيرة من الوحدانية غير الحقيقة (وحدانية مظهرية – وحدانية شكلية – وحدانية منافع – وحدانية مصالح – وحدانية مؤقتة ).
الأسبوع الماضى : ” ثبت اساس الكنيسة”، واليوم نحتاج إلى الوحدانية الترابط والوحدة.
السبيل الوحيد للوحدانية هى المحبة.
الخطية عندما دخل إلى العالم بحسد إبليس سببت الانفصام بين الله والإنسان، وإنفصال الإنسان عن أخوه الإنسان، وإنفصال الشعوب عن بعضها.
عندما يتكبر الإنسان وينسى وجود الله، يقال له ” اتقى الله” بمعنى خاف الله، شعور الإنسان بوجود الله مهم.. فى الكتاب المقدس “رأس الحكمة مخافة الله “ (سي 1: 16).
شعور الإنسان بحضور الله فى كل وقت.
فى بداية المسيحية حدث انقسام غريب ” من أجل أن يصر الإنسان مسيحياً لابد أن يتهود أولاً” بمعنى أن يصير يهودياً.
فى القديم الشعوب عبارة عن أمم ويهود، وجاءت المسيحية بعد ذلك.
الأمم هم الوثنيين، واليهود الديانة اليهودية .
بولس الرسول وبطرس الرسول ويعقوب الرسول “لأنه قد رأى الروح القدس ونحن، أن لا نضع عليكم ثقلا أكثر، غير هذه الأشياء الواجبة: أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا، التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون. كونوا معافين ” (أع 15: 28).
مجمع الرسل الأول ” مجمع أورشليم الأول” تم حل الانقسام بهدوء بالمحبة.
أحد القديسين
يقول القديس باسيليوس الكبير “المسيحيون مثل الجزر ولكن روح المحبة هو المحيط الذى يجمعهم ولاشىء يفارقنا سواء العزلة التى نفرضها على أنفاسنا”
دائماً عدو الخير يقسم ويفرق فى البيت الواحد والكنيسة الواحدة و مجتمع العمل الواحد.
عدو الخير لا يعيش فى الوحدانية .
فى الأسرة نقول لاينام الزوج أو الزوجة وبينهم خلاف وخصام، لأن عدو الخير هيكبر المشكلة بينكم ويسكن الشيطان فى البيت.
اذا دخل الانقسام دخل روح الشر فى المكان.
لا سبيل للوحدانية بدون الحكمة.
من أجل معرفة الحكمة .. اقرأ سفر الأمثال لسليمان الحكيم أكثر من مرة .
هذا السفر يجعل منك إنساناً حكيماً.
كيف نعيش على الوحدانية ؟
- أثبت فى محبتك، المحبة تحفظ الوحدانية.
“حينئذ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه، حتى إن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر.فبهت كل الجموع وقالوا: ألعل هذا هو ابن داود؟ أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين. فعلم يسوع أفكارهم، وقال لهم: كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت.” (مت 12: 25)
الدول المنقسمة تخرب.
القيمة الأولى فى حياتنا كمصريين هى الوحدة ” الوحدة الوطنية” الأفضل أن تكون “المحبة الوطنية”، أن جميعاً يحب وطن واحد هو مصر .
” نشتم فنبارك” المحبة اساس مهم للتحمل.
المحبة الثابتة تصنع العجب.
- أثبت فى عمل الرحمة، أصنع رحمة باستمرار.
فى الكتاب المقدس راعوث فقدت زوجة وهى فى أرض غريبة، وظلت بجوار نعمى حماتها ولم تتركها“لا تلحي علىَّ أن أتركك وأرجع عنك لأنه حيثما ذهبت أذهب وحيثما بت أبيت. شعبك شعبي وإلهك إلهي. حيثما مت أموت وهناك أندفن. هكذا يفعل الرب بي وهكذا يزيد. إنما الموت يفصل بيني وبينك”
الأيام تقسى قلب الإنسان، نطلب الرحمة من الله.
- لاتنسى الصلاة من أجل الآخرين، عندما تذكر الآخرين الله يعطيك رحمة ونعمة، الصلاة تصنع المعجزات.
الوحدانية تحتاج الصلاة دائماً.
- الوحدانية تحتاج للتواضع لا تكون بالكبرياء.
“أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين”
اخر درس علمه السيد المسيح لتلاميذه غسل الأرجل “التواضع”
انقض بدون تجريح ولا تشويه…
“من فضلة القلب يتكلم الفم” (مت34:12)
استمر فى التواضع.
- ذاتك هى عدوك “قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح(” أم 16: 18)
يجب أن تكون حكيماً من أجل الوحدانية.
الانقسام خطية كبيرة وتغضب قلب الله.
من فضلك صلى من أجل وحدانية القلب فى البيت وفى الكنيسة.
يعطينا المسيح إلهنا أن نعيش الوحدانية.
نعمة الله الآب تكون معانا
أمين.