زار قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد الكنسي المرافق لقداسته، مساء اليوم مقر البرلمان المجري.
رافق قداسته خلال الزيارة السيد شاميين چولت نائب رئيس مجلس الوزراء المجري.
وقام قداسة البابا بجولة في أروقة الذي يعد مقرًا تاريخيًّا للسلطة التشريعية، حيث يحوى العديد من الآثار التاريخية للمجر، والذي يرجع تاريخ بنائه بالشكل الحالي إلى عام ١٩٠٤ وقد بني مبنى البرلمان على آلاف من الأعمدة الخشبية لتفادي أضرار المياه الجوفية الموجودة في المكان.
وتعرف قداسة البابا أثناء الجولة على مدلولات وتاريخ التحف الفنية والتاريخية التى يحويها البرلمان.
ويتوسط البرلمان صندوق زجاج يحوي تاج الملك شتيڤن الأول مؤسس دولة المجر حوالي عام ١٠٠٠ ميلادية، وهو الملقب بقديس المجر، والملك الذي صنع نهضة المجر، وحافظ على الايمان المسيحي وحافظ عليه، ليس في المجر وحدها بل في أوروبا كلها.
ويقام داخل البرلمان برامج للشباب للتمرن على الحياة السياسية ويجلسون في غرفة تشبه الغرفة الرئيسية للنواب.
وعقب انتهاء جولة قداسة البابا والتي استمرت ساعة كاملة أقيم حفل عشاء على شرف قداسته، ألقى خلاله السيد شاميين چولت كلمة تلاها كلمة لقداسة البابا.
وفي نهاية الزيارة قدم قداسة البابا بعض الهدايا التذكارية، لنائب رئيس الوزراء المجري، الذي قدم بدوره هدية تذكارية لقداسته.
نص كلمة السيد شاميين چولت نائب رئيس الوزراء المجري، أثناء حفل العشاء الذي أقيم في البرلمان المجري على شرف قداسة البابا تواضروس الثاني:
“صاحب القداسة، الآباء الأساقفة
يسرني في هذه المناسبة أن أحيِّيكم، وأرحب بزيارتكم لدولة المجر. نحن نعيد ذكرى زيارة قداسة البابا شنودة الثالث قبلكم وهو له محبة خاصة في قلوب المجريين، وشارك قداسته في قداس مثل الذي تشاركون فيه قداستكم غدًا.
قبل زمن قليل كان في زيارة المجر قداسة البابا فرانسيس بابا روما. وفي وقت قريب يأتي إلى المجر بطريرك القسطنطينية ، وعلى المستوى العلاقات المصرية المجرية، ننتظر بعد فترة قدوم شيخ الأزهر إلى المجر، أشكر السفير المصري على نجاح هذه الزيارة التي تدل على جودة ومتانة العلاقات المصرية المجرية ليس فقط في المجال السياسي ولكن في المجال الروحي.
لا أنسى زيارة الرئيس السيسي للمجر، وهو سياسي يعمل الكثير والكثير من أجل بلاده. نحن نعترف أن الديانات يجب أن تتعايش مع بعضها البعضّ، مرة أخرى اسمحوا لي أن أشكر قداستكم على هذه الزيارة وتلبية دعوة الحكومة المجرية، وأدعو الله أن يبقيكم من أجل مصلحة مصر والمجر”
نص كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في حفل العشاء الذي أقيم على شرف قداسته مساء اليوم في البرلمان المجري:
“أنا سعيد للغاية بهذة الزيارة، وأتحدث بالنيابة عن نفسي وعن الوفد القبطي، عندما تلقيت الدعوة كنت سعيدًا للغاية. كان من المفترض أن آتي من قبل ولكن فيروس كوڤيد عطل هذه الأمر، ويبدو أن الله أراد أن يكون هذا هو توقيت الزيارة. سعيد بالعلاقة بين مصر والمجر.
أتذكر أثناء دراستي في الجامعة في الإسكندرية، كنت أركب قطار يسمى المجري، وصار لقب “المجري” لدينا في مصر مرادف لكلمة “السريع”.
أيضا قرأت عن المجر وعرفت أن كلمة صوبة مأخوذة من اللغة المجرية ومعناها “الحجرة الدافئة”، وهو النظام الذي ساهم في زيادة الإنتاج الزراعي في مصر.
جئنا من مصر للمشاركة في الاحتفال بالقديس اشتيڤن غدًا ، وهو احتفال بالمحبة والقداسة والتاريخ، هذا الاحتفال بالمجر، ولكن على المستوى الشخصي
احتفل بأول يوم أدخل فيه الدير من ٣٧ سنة، دخلت دير الأنبا بيشوي وهو واحد من أكبر الأديرة في مصر.
أؤمن أن العلاقات الروحية يمكن حسبانها من القوة الناعمة. الرئيس السيسي بدأ منذ سبع سنوات في بناء عاصمة إدارية جديدة، وبدأها ببناء كنيسة ومسجد، قبل أن يبني أي مبانٍ أخرى، بدأ بالكنيسة والمسجد، وهو بذلك بدأ البداية الروحية.
أكرر شكري ومحبتي لهذه الزيارة وللترحيب الحار وسعيد بكل الحضور وأصلي دائمًا أن يديم الله علينا المحبة، فالإنسان دون محبة لا يكون إنسانًا”.
This page is also available in:
English