زار قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم الأحد ديرًا على اسم القديس الأنبا بولا ببودابست، وذلك في ثاني أيام زيارته الرسمية للمجر.
كان في استقبال قداسته والوفد المرافق الأب سابولش الرئيس السابق للدير، واستمع قداسة البابا لشرح عن معالم الدير وذلك في الساحة الخارجية للدير.
ثم توجه قداسته إلى داخل الدير، حيث ألقى الأب سابولش كلمة رحب خلالها بقداسة البابا، ناقلًا تحيات رئيس الرهبنة في بودابست والذين تغيبوا عن الحضور بسبب وجودهم في مكان بعيد لتأسيس دير جديد، ثم ألقى الضوء على الدير وتاريخه.
كما ألقى قداسة البابا كلمة عبر خلالها عن سعادته بزيارة دير يحمل اسم قديس مصري، ثم تحدث فيها ملامح أساسية في الحياة الرهبانية.
وأقام الدير مأدبة غداء على شرف قداسة البابا. وفي نهاية الزيارة قدم قداسته هدية تذكارية عبارة عن أيقونة للقديسين الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا.
نص كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في زيارته لدير الأنبا بولا في بودابست
“باسم الآب والابن الروح القدس الله الواحد. آمين.
سعيد بهذا الحديث الذي قدمه الراهب المبارك
سعيد بهذا التاريخ العريق لهذا الدير
أفرح معكم أن الحياة الرهبانية عادت عام ١٩٨٩، وبالعلاقة القوية التي تربط رئيس الدير والاباء الرهبان مع الأنبا چوفاني وأبونا يوسف خليل.
سعادتي بهذه الزيارة الجميلة والدعوة الرسمية من حكومة المجر والمشاركة بالاحتفال وباليوم القومي وتذكار الملك القديس استيڤن وسعادتي تضاعفت أيضًا عندما عرفت أنني سأزور هذا الدير.
هذه السعادة لها أسباب كثيرة أولًا: نحن رهبان من الصحراء في مصر ومن عدة أديرة مصرية قديمة كل الآباء المطارنة والأساقفة الذين معنا، ومعنا رئيسة دير مار جرجس للراهبات بمصر القديمة.
سعادتي أيضًا أنه (الدير) يحمل اسم قديس أنجبته مصر هو الأنبا بولا. لقد جئنا إليكم من الأرض التي أنجبت الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا والقديس مكاريوس. وجود دير في أوروبا يحمل اسم قديس مصري أمر رائع ويذكرني بالآية التي قالها بولس الرسول: “شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ للهِ” الرائحة الذكية (الأنبا بولا) انطلقت من مصر إلى كل أوروبا.
الرهبنة يا إخوتي الأحباء تعبير الحب القوي لشخص السيد المسيح. نحن نتكلم لغة محبة المسيح التي تربطنا جميعًا، ولغة المحبة أصل الحياة الرهبانية،الحياة الرهبانية فيها الصلاة الدائمة، وقراءة الكتاب المقدس باستمرار، ممارسة الأسرار الكنسية، الإفخارستيا، وأيضًا في الحياة الرهبانية الهدوء والتأمل والتمتع بصحبة المسيح كل يوم. ولكن الحياة الرهبانية فوق كل هذا هي حياة الفرح، الراهب يعيش الفرح الحقيقي، ويستعد بهذا الفرح للفرح الأبدي.
أشكر رئيس هذا الدير العامر بالرهبان وأشكر الأب المبارك الذي قدم لنا تاريخ الدير، أشكر الفرصة الطيبة، وأتمنى أن يزورنا بعض رهبان هذا الدير ويذهبوا إلى أديرتنا.
أشكركم جميعًا، ليكن اسم الرب مباركًا في حياتكم.”
نص كلمة الأب سابولش أثناء استقبال قداسة البابا تواضروس الثاني في دير القديس الأنبا بولا في بودابست
“قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والوفد المرافق لقداستكم، تحياتي، اسمحوا لي أن أنقل لكم تحيات رئيس الرهبنة في بودابست، والذين تغيبوا عن الحضور بسبب وجودهم في مكان بعيد لتأسيس دير جديد.
كنت رئيس الدير من قبل، لقد شرفت أبناء الأنبا بولا بحضوركم اليوم.
والأنبا بولا هو قديسنا وشفيعنا، كان شفيع لدولة المجر في القرن الثامن عشر، حيث كان من المفضل للملوك ذكر الأنبا بولا، حين ازهردت الرهبنة في القرن الثامن عشر بعد انتهاء الاحتلال التركي.
لم يكن هناك رهبنة في المجر، وانتقلت الرهبنة والروحانية إلى بولندا في القرن العشرين عاد الرهبان، هذه الكنيسة هي ثمرة عودة الرهبان. ففي تاريخ رهبنتنا العديد من الدمار ولكنها عادت من جديد.
في العصور الوسطى بجانب القديس بولا كان هناك العديد من القديسين من الكنيسة القبطية منهم القديس مكاريوس الكبير، لم يضع أسلافنا تمثال الأنبا بولا فقط بل للأنبا أنطونيوس، وهناك صورة للقديسة مريم القبطية، عن طريق رهبنتنا أصبح الأنبا بولا قديس المجر.
قداسة البابا وصلتم الى بيتكم هنا في الدير، قداستكم تعتبر بابا الرهبان كلهم
والأنبا چيوڤاني أب لنا، وكذلك ابونا يوسف.
يمكنني قول تنظيم لقاء مثل هذا مع قداستكم يدل على عمل الروح القدس
نحن نعيش اوقات خاصة.
بعد مقتل الأنبا إبيفانيوس عام ٢٠١٩ ، اشتركت كنيستنا في الصلاة من أجل الكنيسة القبطية.
ما يشغلنا هو أن نقوي علاقتنا بالله وانتظار المسيح، قد تكون ثقافتنا مختلفة لكن هدفنا واحد. أحد الرهبان الأقباط قال لى نحن نتكلم لغة مشتركة هي لغة المسيح.
لقد تشرفت عندما كنت رئيسًا للدير بزيارة الكنيسة القبطية في المجر، وفي عام ٢٠١٦ زرت دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس في مصر، وأيضًا زرت دير الأنبا بيشوي في زيارة أخرى عام ٢٠١٨ وزرت قداستكم بالمقر البابوي مع وفد مجري. زرت كذلك كنائس مصر القديمة، وزارنا نيافة الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير القديس الأنبا بولا بالبحر الأحمر.
ايها الأب الأقدس قداسة البابا، اعتبر هذه العلاقة هامة جدًا، نحن أخوة في المسيح وليس هذا فقط، وإنما أيضًا لنا شفيع مشترك هو الأنبا بولا أعبر عن سعادتي بهذه الزيارة
This page is also available in: English