ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة القديس الأنبا أبرآم بزين العابدين بالإسكندرية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس”، وتناول جزءًا من الأصحاح الأول في الرسالة الأولى لمعلمنا بطرس الرسول والأعداد (١٥ – ١٩)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة بعد صلوات التقديس في القداس الغريغوري، وهي: “طهارةً للذين في البتولية”، وأوضح أنها تختص بقطاع الشباب والشابات الذي يستعد للزواج، وأن كلمة “الطهارة” تشمل الحياة كلها، وفي فترة الشباب يعطي الله الإنسان طاقة وعاطفة لينفتح على الجنس الآخر، وتكون طاقة العاطفة هي أغلى شيء يقدمه الإنسان للطرف الآخر، لذلك الشاب والشابة الذي يحتفظ بنعمة الله (العاطفة) في قلبه دون تبديد يكون زواجه صحيحًا ويستمر لسنوات طويلة، كما أوضح أن كلمة “بتولية” تشمل بالإضافة إلى الجسد: الفكر والنفس والضمير والقلب، وحثَّ الشباب أن يعطي قوته الشبابية لله لأن الله سيرُدّها له في الكِبر، فإذا ابتعد الشباب عن الله سيشعر بالغربة واليأس وتؤول حياته للفشل، كما يجب أن ينتبه الشباب ألا يسقط في الصفات الرديئة السائدة في العالم الآن، مثل : السرعة والعنف والإباحية والقلق والفساد، لأنها جميعها تهدف إلى “التعامي عن الموت”، وأن ينسى الإنسان أنه في يوم ما سيغادر الحياة، وبالتالي يشعر بالندم.
ووضع قداسة البابا أسباب صعوبة الطهارة وعلاجها، من خلال:
١- عدم رغبة الإنسان في الحياة النقية، ولكن الكتاب المقدس يقول “اِحْفَظْ نَفْسَكَ طَاهِرًا” (١ تي ٥: ٢٢).
٢- نظرة الإنسان إلى محدودية إمكانياته، ولكن الله قادر أن يعطيه نعمة الطهارة، لذلك على الإنسان أن يطلبها باستمرار في صلاته، “لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يو ١٥: ٥).
٣- الحياة الفارغة التي يعيشها الإنسان، والخالية من رسالة أو مسؤولية، والتي بلا خدمة، “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟” (يع ٤: ٤)، ولكن يجب أن يهتم الإنسان بالدراسة والمهنة والثقافة وبالخدمة بمختلف أشكالها.
٤- المجتمع المحيط المُعثِر، “«فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ»” (١ كو ١٥: ٣٣)، فالصديق الجيد يرفع الإنسان لأعلى، وكما قال القديس أثناسيوس الرسول “قد يقول أحدكم أين هو زمان الاضطهاد لكي أكون شهيدًا؟ الآن يمكنك أن تكون شهيدًا، إذا أردت: أمت الخطية واحفظ نفسك طاهرًا فتصير شهيدًا باختيارك”.
وأوصى قداسته الشباب والشابات بقراءة الأصحاح الثاني عشر (الأخير) في سفر الجامعة، لأنه يُمثل نداءً للشباب بأن يحفظ حياته طاهرًا في الفكر والقلب والعينين واليدين واللسان والضمير.
نص العظة
“طهارة للذين فى البتولية”
عظة الأربعاء 6-9-2023
كنيسة القديس الأنبا أبرآم – زين العابدين بالإسكندرية
بسم الأب والابن والروح القدس، الإله الواحد أمين، تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وأبداً آمين
أنا سعيد إن أنا أكون معكم فى هذه الكنيسة المحبوبة نتذكر بالخير، أبونا دوماديوس الذى تعب في بداية هذه الكنيسة وخدمته مع كل الخدام والخادمات والأراخنة.ثم الآباء الأحباء يختموا هنا تحت رعاية نيافة الأنبا هرمينا.
الكنيسة في خدمتها تتكامل مع كنائس محرم بك، هناك أعداد كبيرة تحتاج إلى رعاية، وخدمة مستمر.
أحب أن أهنيكم بعيد النيروز.عيد الشهداء بداية السنة القبطية الجديدة 1740. العيد يوم الثلاثاء القادم.عايز الشهداء هيبقى 12 سبتمبر باعتبار شهر النسي الشهر رقم 13 في السنة القبطية السنة ستة أيام، لأنها سنة كبيسة.1740.
نحتفل بيه لمدة 17 يوم لنصل عيد الصليب لما يجي إللي بنحتفل بيه ثلاثة أيام.
ودعنا الأسبوع الماضى اثنين من الأستاذة المتخصصين في الدراسات الكنسية، الأستاذ الدكتور/ سعيد، حكيم يعقوب، كان أحد الآباء المتخصصين في كتابات الآباء، وفي الترجمة من اللغة اليونانية، وله إنتاج وفير أكثر من ٣٧ كتاب، كان يدرِّس في مركز دراسات الآباء والكليات الإكليريكية وآخر مهمة كان مسئولًا عنها الإشراف على الدراسات العليا أشرف على عدد كبير من رسائل الدكتوراه…كان إنسانًا فاضلًا ومحبًّا وهادئ،ومنذ أيام استقبلْتُ زوجته وابنه وابنته للتعزية.
كما ودعنا الأستاذ الدكتور/ أنطون يعقوب ميخائيل ربنا أعطاله عمر تعدى الـ100 عام.وكان أستاذاً وبروفسير كبير.في الدراسات الجغرافية.والدراسات الأفريقية والدراسات الإثيوبية، وكان أبونا متياس بطريرك إثيوبيا الحالي تلميذًا له، وأنتهز هذه الفرصة لأشكر أبونا متياس بطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية الذي أرسل لنا برقية تعزية رقيقة جدًّا، والدكتور أنطون خدم سنوات طويلة في إثيوبيا وكان يدرِّس في الكلية اللاهوتية هناك وظل لفترة مديرًا لتلك الكلية وتتلمذ على يديه مئات من الإثيوبيين وله محبة كبيرة بينهم وهنا في مصر كان أستاذًا في الإكليريكيات وفي معهد الدراسات وكان عميدًا للمعهد لفترة وله إنتاج وفير من المؤلفات”، وخدم سنوات طويلة منذ أيام المتنيح القديس البابا كيرلس السادس.والمتنيح البابا شنودة الثالث.
نقرأ جزءًا من الأصحاح الأول في الرسالة الأولى لمعلمنا بطرس الرسول الأعداد
(١٥ – ١٩)
“بل نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة.لأنه مكتوب: «كونوا قديسين لأني أنا قدوس”.وإن كنتم تدعون أبا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوف، عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم، كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح.”
“طهارة للذين في البترولية”فى الطلبات المتخصصة
الطلبات السابقة كانت طلبات عامة.
1-“نعم نسألك أيها المسيح إلهنا: ثبت اساس الكنيسة”
2- “وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا”.
3-” لينمُ بر الإيمان”
4-” سهِّل لنا طريق التقوي.”
بداية من “أعطي بهذه الإكليروس” طلبات خاصة، تخص قطاع من قطاعات الكنيسة.(الإكليروس) قطاع الآباء الأسقف والكاهن الشماس الذين يخدمون في الكنيسة.
القطاع الثاني (نسكاً للرهبان والراهبات) وهذا قطاع التكريس.الرهبان والراهبات، فى البداية لم يوجد فكرة التكريس أو المكرسين و المكرسات.
تأملنا في هذه الليلة في العبارة رقم تسعة في الصلوات القصيرة “طهارة للذين في البتولية” تخص ما قبل الزواج .. الشباب والشابات الذي يستعد للزواج، العهد القديم “اذكر خالقك في أيام شبابك” (جا 12: 1)، العهد الجديد ” احفظ نفسك طاهرا “1 تي 5: 22.”
. القطاع إللي يبدء من سن 18- 30، والطلبة القادمة ما بعد الزواج “حياة الصالحة للذين فى الزيجة”
كلمة “الطهارة” تشمل الحياة كلها لا تخص فقط الجسد.وفي فترة الشباب يعطي الله الإنسان طاقة وعاطفة لينفتح على الجنس الآخر.
طاقة العاطفة هي أغلى شيء يقدمه الإنسان للطرف الآخر، لذلك الشاب والشابة الذي يحتفظ بنعمة الله (العاطفة) في قلبه دون تبديد يكون زواجه صحيحًا ويستمر لسنوات طويلة.
كلمة “البتولية” تشمل بالإضافة إلى الجسد: الفكر والنفس والضمير والقلب.
الحياة بنك تسترد منه ما سيق وأن أودعته فيه.
يجب أن ينتبه الشباب ألا يسقط في الصفات الرديئة السائدة في العالم الآن، مثل: السرعة والعنف فى كل شىء والإباحية والقلق والفساد، لأنها جميعها تهدف إلى “التعامي عن الموت”، وأن ينسى الإنسان أنه في يوم ما سيغادر الحياة، وبالتالي يشعر بالندم.
يجب أن يعطي الشباب قوته الشبابية لله لأن الله سيرُدّها له في الكِبر، فإذا ابتعد الشباب عن الله سيشعر بالغربة واليأس وتئول حياته للفشل.
الحياة مع الله دائماً بها حلاوة وفرح داخلى و طمائنية ورجاء وأمل.
عندما يبعد الإنسان عن الله سيجد الحياة مليئة بالمرارة والغربة واليأس.
أطلب النعمة فى صلواتك وإنجيلك و فى ممارسة سر الاعتراف والأسرار المقدسة.
أسباب صعوبة الطهارة وعلاجها
١- عدم رغبة الإنسان في الحياة النقية، والكتاب المقدس يقول “اِحْفَظْ نَفْسَكَ طَاهِرًا” (١ تي ٥: ٢٢).
٢- نظرة الإنسان إلى محدودية إمكانياته، ولكن الله قادر أن يعطيه نعمة الطهارة، لذلك على الإنسان أن يطلبها باستمرار في صلاته، “لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يو ١٥: ٥).
٣- الحياة الفارغة التي يعيشها الإنسان، والخالية من رسالة أو مسئولية، والتي بلا خدمة، “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟” (يع ٤: ٤)، ولكن يجب أن يهتم الإنسان بالدراسة والمهنة والثقافة وبالخدمة بمختلف أشكالها.
٤- المجتمع المحيط المُعثِر، “«فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ»” (١ كو ١٥: ٣٣)، فالصديق الجيد يرفع الإنسان لأعلى.
عبارة للقديس أثناسيوس الرسول فى القرن الرابع الميلادى”قد يقول أحدكم أين هو زمان الاضطهاد لكي أكون شهيدًا؟ الآن يمكنك أن تكون شهيدًا، إذا أردت: أمت الخطية واحفظ نفسك طاهرًا فتصير شهيدًا باختيارك”.
القديس يوحنا ذهبى الفم ” إن الوجه الذى تقدس بعلامة الصليب لا يمكن أن ينحني للشيطان .
تقدس حياتك مع كل الرشومات فالوجه الذي تقدس بعلامة الصليب لا يمكن أن ينحني أمام الشيطان.
يجب على الشباب الاحباء أن يحفظ طهارة فكره وقلبه وعينيه.
يجب أن يقرأ الشباب والشابات الأصحاح الثاني عشر (الأخير) في سفر الجامعة، لأنه يُمثل نداءً للشباب بأن يحفظ حياته طاهراً في الفكر والقلب والعينين واليدين واللسان والضمير.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.