ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس والآباء الرسل – العوايد بالإسكندرية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وتناول قداسته جزءًا من المزمور ١٠٣ والأعداد (١ – ٥)، وأشار إلى أن علامة الصليب هي رحمة وغفران للإنسان، وذلك بمناسبة عيد الصليب الذي تحتفل به الكنيسة القبطية غدًا ولمدة ثلاثة أيام، كما تناول في حديثه عيد الصليب بأكثر من منظور، من خلال:
١- الصليب شعار المسيحية، برغم أن علامة الصليب في التاريخ هي علامة للعار ولإعدام أعتى المجرمين، ولكن السيد المسيح حوّلها إلى معنى آخر، “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يو ٣: ١٦).
٢- ماذا قدّم لنا الصليب؟
حق الاقتراب إلى الله:
ظهرت عداوة بين الله والإنسان بعصيان آدم للوصية وكسر قلب الله، فظهرت العداوة أيضًا بين الإنسان والإنسان، وتُشير خشبة الصليب الطولية إلى إزالة العداوة والتصالح مع الله، بينما تُشير خشبة الصليب العرضية إلى إزالة العداوة بين الإنسان وأخيه الإنسان، لذلك خشبة الصليب ترمز في معناها إلى فتح طريق بين الله والإنسان، والصليب هو حق مُنح لكل البشر، “عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ” (كو ١: ٢٠).
حق إمكانية التحرر من الخطايا:
الخطية هي مرض الروح، وتجعل الإنسان مقيدًا بسلاسل من المتاعب التي تصل به إلى الجريمة والعنف والانتحار، لذلك مع الخطية لا يوجد سلام ولا غفران ولا حرية، ويغيب الفرح عن الإنسان، “كَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا” (إش ٦٤: ٦)، أما إذا طرح الإنسان خطاياه في الصليب يشعر بالفرح والراحة، “تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ” (نش ٢: ٣).
حق التمتع بنعمة الخلاص والبراءة:
الإنسان يولد بمرض الخطية، ويميل إلى عمل الشر، بينما كل مَنْ يأتي إلى السيد المسيح في الصليب يتمتع بالخلاص، فصار الصليب هو المكسب للإنسان، “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ” (يو ١: ١٢)، كما توضح الآية “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ (في السماء) الْعَالَمَ (على الأرض) حَتَّى بَذَلَ (صُلب من أجلنا ودمه يمحو كل خطايا البشر) ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ (الخدمة والكرازة)، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ (يعود للسماء)”.
٣- داود كاتب مزمور ١٠٣ رسم الصليب بالكلمات – قبل مجيء السيد المسيح بألف سنة، من خلال:
“لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ.” (مز ١٠٣: ١١)، تُمثل الخشبة الطولية في الصليب (الرحمة).
“كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا.” (مز ١٠٣: ١٢)، تُمثل الخشبة العرضية (الغفران).
٤- فِعل الصليب: الصليب يبرز محبة الله ورعايته للإنسان (الخير) في صورة الخشبة الطولية، كما يبرز محبة الإنسان للآخر لأنه خليقة الله (الغير) في صورة الخشبة العرضية.
٥- الاحتفال بعيد الصليب ثلاثة مرات في العام: الأولى في شهر برمهات في الصوم الكبير، والثانية في توت والتي نصلي فيها بنغمة الفرح، والثالثة في جمعة الصلبوت.
٦- الاحتفال بعيد الصليب لأن الملكة هيلانة اكتشفت مكان الصليب المقدس والمسامير في عام ٣٢٦م، واستخدم الملك قسطنطين ابنها المسامير في خوذته كعلامة نصرة في الحروب.
” علامة الصليب”
عظة الأربعاء 27-9-2023
كنيسة السيدة العذراء والقديس مارمرقس والآباء الرسل – العوايد بالإسكندرية
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
نقرأ جزءًا من المزمور ١٠٣ من الأعداد (١ – ٥)
“باركى يا نفسي الرب، وكل ما فى باطني ليبارك اسمه القدوس.
باركي يا نفسي الرب ، ولا تنسى كل حسناته. الذى يغفر جميع ذنوبك.
الذى يشفى كل أمراضك . الذى يفدى من الحفرة حياتك.
الذى يكللك بالرحمة والرأفة. الذى يشبع بالخير عمرك، فيتجدد مثل النسر شبابك”
كل سنة وأنتم طيبين ..اليوم عشية عيد الصليب المقدس
غداً عيد الصليب يستمر لمدة 3 أيام ( 17-18-19 توت)
سعيد أن أكون معكم اليوم فى هذه الكنيسة المباركة، ورأيت مع نيافة الأنبا بافلى تجهيزات الكنيسة الجديدة ربنا يبارك فى العمل وتفرحوا بالكنيسة.
الكنيسة المركزية تخدم 18 عزبة وأعداد كبيرة
الرعاية الروحية والرعاية الإجتماعية من أجل استقرار المجتمع والوطن.
الوطن يقدم كل خدماته من أجل المواطن الصالح.
المواطن الصالح يصنع من خلال 5 جهات مهمة (الأسرة – المؤسسة التعليمية(الحضانة و المدرسة) – المؤسسة الدينية (الكنيسة أو المسجد) – المؤسسة الاجتماعية (الأصدقاء و المدرسين) – المؤسسة الإعلامية )
وجود الكنيسة يساهم فى إنشاء المواطن الصالح.
أحييكم على الكنيسة ونشاطكم وخدمتكم ورعاية الآباء ونيافة الأنبا بافلى .
الكنيسة حصن أمان لأنها تعلم الإنسان كيف يكون، الكنيسة تعلم الإنسان كيف يشبع نفسياً.
أشكر كل السادة المسئولين فى الأمن والحى و المحافظة والمسئولين المحلين على دورهم و مساعدة الناس فى حياة هادئة.
كل سمة وأنتم طيبين بمناسبة عيد الصليب .
أود أن أتحدث معكم عن عيد الصليب بأكثر من منظور.
المسيحية تختصر فى علامة الصليب.
منذُ 8 سنوات كنت أزور إثيوبيا، العيد الأول فى إثيوبيا هو عيد الصليب ويستخدموا الصليب النمطى المسيح المصلوب من جه والعذراء حاملة المسيح من جه أخرى.
يوجد عندهم ميدان كبير أكبر من ميدان التحرير ” ميدان مسكل” كل طوئف البلد تجتمع فى هذا الميدان يوم 27 سبتمبر لأنه عيد الصليب وأكبر احتفال فى البلد.
بعض البلاد تأخذ من الطبيعة الشعار لبلدها مثل لبنان شجرة … بعض البلاد تأخذ حيوان أو طائر مثل النسر رمز لبلدها.
الصليب خلاصة المسيحية…. المسيحية تأخذ علامة الصليب
الصليب شعار المسيحية، برغم أن علامة الصليب في التاريخ هي علامة للعار ولإعدام أعتى المجرمين، ولكن السيد المسيح حوّلها إلى معنى آخر، .” هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.” (يو 3: 16). علامة الصليب هي رحمة وغفران للإنسان،
قدم لنا الصليب ثلاث معانى قوية للإنسان.
- حق الاقتراب إلى الله: ظهرت عداوة بين الله والإنسان بعصيان آدم للوصية وكسر قلب الله، فظهرت العداوة أيضًا بين الإنسان والإنسان فى قصة قاين وهايبل ، وتُشير خشبة الصليب الطولية إلى إزالة العداوة والتصالح مع الله، بينما تُشير خشبة الصليب العرضية إلى إزالة العداوة بين الإنسان وأخيه الإنسان، لذلك خشبة الصليب ترمز في معناها إلى فتح طريق بين الله والإنسان، والصليب هو حق مُنح لكل البشر، “عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ” (كو ١: ٢٠). من خلال الصليب أستطيع التقدم إلى الله، الصليب وسيلة للصلح بين السماء والأرض.
- حق إمكانية التحرر من الخطايا: الخطية هى مرض الروح، وتجعل الإنسان مقيدًا بسلاسل من المتاعب التى تصل به إلى الجريمة والعنف والانتحار، لذلك مع الخطية لا يوجد سلام ولا غفران ولا حرية، ويغيب الفرح عن الإنسان،“ كثوب عدة كل أعمال برنا” (إش ٦٤: ٦)، أما إذا طرح الإنسان خطاياه في الصليب يشعر بالفرح والراحة، “تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ” (نش ٢: ٣).
- 3- حق التمتع بنعمة الخلاص والبراءة: البشر منذُ آدم ولد بالخطية، الإنسان يولد بمرض الخطية، ويميل إلى عمل الشر، بينما كل مَنْ يأتي إلى السيد المسيح في الصليب يتمتع بالخلاص، فصار الصليب هو المكسب للإنسان،” وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله ” (يو ١: ١٢)، كما توضح الآية “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ (في السماء) الْعَالَمَ (على الأرض) حَتَّى بَذَلَ (صُلب من أجلنا ودمه يمحو كل خطايا البشر) ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ (الخدمة والكرازة)، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ (يعود للسماء)”.
فى المسيحية يفتح باب السماء أمام الإنسان.
يصلى الكاهن فى نهاية القداس ” يعطى عنا خلاصاً (من الماضى) وغفراناً للخطايا (فى الحاضر) وحياة أبدية لمن يتناول منه(فى المستقبل)”.
٣- داود كاتب مزمور ١٠٣ رسم الصليب بالكلمات – قبل مجىء السيد المسيح بألف سنة،
“لأنه مثل ارتفاع السماوات فوق الأرض قويت رحمته على خائفيه.” (مز ١٠٣: ١١)، الخشبة الطولية فى الصليب تُمثل (خط الرحمة)….خط محبة الخير.
“ كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا..” (مز ١٠٣: ١٢)، الخشبة العرضية فى الصليب تُمثل (خط الغفران) …خط محبة الغير.
فِعل الصليب: الصليب يوضح محبة الله ورعايته للإنسان (الخير) فى صورة الخشبة الطولية، كما يبرز محبة الإنسان للآخر لأنه خليقة الله (الغير) فى صورة الخشبة العرضية.
نحتفل بعيد الصليب ثلاثة مرات فى العام: الأولى فى شهر برمهات فى الصوم الكبير، والثانية فى توت والتي نصلى فيها بنغمة الفرح، والثالثة فى جمعة الصلبوت.
الاحتفال بعيد الصليب فى توت، لأن الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الامبراطور، الذى قاد مجمع نقية سنة 325م الذى استمر جلساته لمدة شهر ..كان يشعر أن الله يقود هذا المجمع وبعد سنة من هذا المجمع اكتشفت الملكة هيلانة مكان الصليب المقدس والمسامير في عام ٣٢٦م، واستخدم الملك قسطنطين ابنها المسامير فى خوذته كعلامة نصرة وتقوية فى الحروب.
الاحتفال الثانى بعيد الصليب فى برمهات ..فى أيام الصوم الكبير.
الاحتفال الثالث بعيد الصليب …فى جمعة الصلبوت.
باركي يا نفسي الرب ، ولا تنسى كل حسناته
الذى يغفر جميع ذنوبك…الصليب غفرنا
الذى يشفى كل أمراضك…الصليب شفاء.
الذى يفدى من الحفرة حياتك…الصليب حفظ وصيانة للإنسان.
الذى يكللك بالرحمة والرأفة…الصليب اكليل رحمة ورأفة.
الذى يشبع بالخير عمرك…يجعل أيامك سعيدة.
، فيتجدد مثل النسر شبابك..الإنسان أمام الصليب تتجدد حياته بالأسرار.
المسيح على صليب قال أنا عطشان ..لكل نفس بعيدة ولكل نفس محتاجة التوبة.
كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة عيد الصليب … ربنا يبارك فى حياتكم.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.