عقد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم لقاءً مع شبان وشابات ايبارشية ميلانو في كنيسة البشارة في مدينة باديرنو، وذلك في إطار زيارته الرعوية الحالية لميلانو وڤينيسيا، والتي بدأها يوم الثلاثاء الماضي.
بحضور نيافة الأنبا أنطونيو أسقف إيبارشية ميلانو، وعدد من الآباء كهنة الإيبارشية، ورهبان دير القديس الأنبا شنودة بميلانو، والوفد المرافق لقداسة البابا، ونيافة الأنبا لوقا أسقف سويسرا الفرنسية وجنوبي فرنسا، وبعض من الكهنة من چنيڤ.
كما حضر اللقاء محافظ باديرنو الذي ألقى كلمة محبة قبل بدء عظة قداسة البابا.
سبق عظة قداسة البابا أيضًا تقديم كورال شباب الإيبارشية مجموعة من الترانيم والتسابيح الكنسية وأدوها بطريقة متميزة، لاقت استحسان قداسة البابا والحضور وأثنى قداسته عليهم وشجعهم والتقطوا معه صورًا تذكارية.
وتحدث قداسته في اللقاء الذي حضره ما يقرب من ١٠٠٠ شاب وشابة، عن موضوع جعل عنوانه “التجديد”.
وقرأ قداسة البابا جزءًا من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية: “فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ. (رو ١٢: ١ – ٣).
وأشار إلى بعض المبادئ المسيحية في موضوع التجديد:
١- المسيحية تؤمن بالتجديد والإبداع:
داخليًا: بالتوبة “قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ” (مز ٥١: ١٠).
خارجيًا: السلوك وشكله في المجتمع
٢- المسيحية تؤمن بالجمال والفن: “وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ.” (مز ٢٧: ٤).
٣- المسيحية تحترم الجسد وتوقره: وما يميز المسيحي أنه مولود مرة ثانية بالمعمودية وتم تقديس جسده بالميرون ٣٦ رشمة والميرون هو من أطياب السيد المسيح وتمت إضافة زيت عليها وصلوات فلا توافق المسيحية على حرق الجسد لأنها تحترمه.
٤- المسيحية تقدس الحرية الشخصية: فنحن نسير في الحياة مثل من يسير بين ضفتي نهر. الضفة الأولى هي الوصية الثابتة، الضفة الأخرى هي قانون المجتمع واحترامنا له.
ماهو مرفوض من المسيحية ؟
استعمال أعضاء الجسد في التجديد عن طريق الإثارة، أو التهاون ورفض الوصية (المثلية) فالوصية تقول “مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ.” (مر ١٠: ٦).
مرفوض أيضًا التجديد في مسار التاريخ الديني والكتاب المقدس ظهرت بدع وأناجيل، مثل إنجيل المصريين زإنجيل الطفولة زشفرة دافنشي
نرفض كل صور الدنس والنجاسة فالعالم ملئ بالشر وشركات تحقق أرباح من هذه التجارة.
وفي هذا السياق أريد أن أقول مجموعة من الحقائق:
١- المسيح هو شبع الإنسان لأنه الخالق.
٢- المسيح هو المشبع لأنه الفادي، فهو من قدم الغفران على الصليب، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يمحي خطايانا.
٣- المسيح هو المشبع لأنه الديان، فهو من سيدين العالم كله، فجميل أن تعرفه أنت وتعيش معه في القداسة “الْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ” (عب ١٢: ١٤)
أرجو أن نعيش بمبدأ select and reject اختر الصالح واترك السيئ.
احذر من:
١- أصدقاء السوء.
٢- أفكار الخطية.
٣- احذر عادات الدنس.
٤- اعرف أسباب السقوط.
“ماتصنعه في شبابك يرده الله لك في كبرك” القديس الأنبا باخوميوس
واختتم بكلمات مؤثرة وجهها للشباب: “أحبكم وأحب حبكم للكنيسة فجذوركم مصرية وتعيشون في بلاد أوروبية بأفكار متقدمة جعلتكم شبابًا مميزًا. وأريد أن أقول لكم أنني منذ أن صرت بطريركًا، هذه هي المرة الأولى التي التقى فيها شبابًا مرتين، يفصل بينهمًا ٥ أشهر فقط، يبدو أنه يوجد مغناطيس هنا!.”
وقدم قداسته هدية تذكارية لكل شاب وشابة والتقطوا معه، صورًا تذكارية وباركهم.
This page is also available in: English