ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة الشهيد مارجرجس بعين شمس الشرقية، التابعة لكنائس قطاع عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون.
بحضور عدد من أحبار الكنيسة والآباء كهنة كنائس قطاع عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون.
وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وألقى نيافة الأنبا أكسيوس الأسقف العام لكنائس قطاع عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون، كلمة ترحيب بقداسة البابا عبر خلالها عن سعادته والآباء الكهنة وشعب القطاع بزيارة قداسة البابا، مثمنًا قيمة الأبوة في الكنيسة مشيدًا بأبوة قداسة البابا أب الآباء وراعي الرعاة.
وكرم قداسة البابا الحاصلين على درجة الدكتوراه من أبناء قطاع عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون.
واستكمل قداسته سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس”، وتناول جزءًا من رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي: “ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا. إِذْ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُتَمَثَّلَ بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَسْلُكْ بِلاَ تَرْتِيبٍ بَيْنَكُمْ، وَلاَ أَكَلْنَا خُبْزًا مَجَّانًا مِنْ أَحَدٍ، بَلْ كُنَّا نَشْتَغِلُ بِتَعَبٍ وَكَدٍّ لَيْلاً وَنَهَارًا، لِكَيْ لاَ نُثَقِّلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ. لَيْسَ أَنْ لاَ سُلْطَانَ لَنَا، بَلْ لِكَيْ نُعْطِيَكُمْ أَنْفُسَنَا قُدْوَةً حَتَّى تَتَمَثَّلُوا بِنَا. فَإِنَّنَا أَيْضًا حِينَ كُنَّا عِنْدَكُمْ، أَوْصَيْنَاكُمْ بِهذَا: “أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضًا”. لأَنَّنَا نَسْمَعُ أَنَّ قَوْمًا يَسْلُكُونَ بَيْنَكُمْ بِلاَ تَرْتِيبٍ، لاَ يَشْتَغِلُونَ شَيْئًا بَلْ هُمْ فُضُولِيُّونَ. فَمِثْلُ هؤُلاَءِ نُوصِيهِمْ وَنَعِظُهُمْ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ يَشْتَغِلُوا بِهُدُوءٍ، وَيَأْكُلُوا خُبْزَ أَنْفُسِهِمْ. أَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلاَ تَفْشَلُوا فِي عَمَلِ الْخَيْرِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُطِيعُ كَلاَمَنَا بِالرِّسَالَةِ، فَسِمُوا هذَا وَلاَ تُخَالِطُوهُ لِكَيْ يَخْجَلَ، وَلكِنْ لاَ تَحْسِبُوهُ كَعَدُوٍّ، بَلْ أَنْذِرُوهُ كَأَخٍ.” (٢تس ٣: ٦ – ١٥)
وتناول قداسة البابا طلبة القداس الغريغوري “عملاً للمحتاجين” مشيرًا إلى أن الكنيسة في آحاد شهر بابة تقدم لنا صورة المسيح خادم البشر، من خلال أربعة دوائر هي:
١- الصحة والمرض.
٢- العمل والبطالة.
٣- حرب الشيطان على الإنسان.
٤- الحياة والموت.
وأعطى أمثلة لشخصيات كتابية كان لها عملاً:
١- يوسف: وهو في بيت فوطيفار وفي السجن عمل كعبد إلى أن صار اليد اليمنى لفرعونّ
٢- راعوث: عملت في الأرض لأجل أن تعول نفسها وتعول حماتها.
٣- داود النبي والملك: عمل راعيًا.
٤- القديس بولس الرسول كان يعمل في صناعة الخيام، وقال لقسوس أفسس: “أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ.” (أع ٢٠: ٣٤).
وأشار إلى أن السيد المسيح في تعاليمه تحدث عن أعمال متعددة مثل الراعي والزارع والكرام وصاحب الوزنات… إلخ.
وعن قيمة العمل حدد قداسته أربعة قيم، هي:
١- العمل هدف: يجب أن يكون العمل هدف للإنسان في حياته، أي أن يؤمن الإنسان بضرورة أن يعمل، “اَلْكَسْلاَنُ يُخْفِي يَدَهُ فِي الصَّحْفَةِ، وَأَيْضًا إِلَى فَمِهِ لاَ يَرُدُّهَا” (أم ١٩: ٢٤).
٢- العمل يعطي الإنسان قيمة: مهما كان نوع العمل فهو يعطي الإنسان قيمة
فالعمل يشعر الإنسان بقيمته في الحياة.
٣- ينمي المواهب: وقد يصل به إلى الابتكار والإبداع.
٤- يؤثر على الآخرين: لذا يجب أن يكون عملنا نافعًا للآخرين، ومتقنًا وهو أمر مهم حاليًا لوطننا أن نعمل بإتقان.
“اَلْعَامِلُ بِيَدٍ رَخْوَةٍ يَفْتَقِرُ، أَمَّا يَدُ الْمُجْتَهِدِينَ فَتُغْنِي” (أم ١٠: ٤)
ولا ننسى أنه في قوانين الرهبنة وقت الراهب يتوزع بين القراءة والصلاة والعمل، “مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ” (٢كو ٩: ٦).
كيف أمجد الله بعملي؟
١- كن أمينًا: أمانة الإنسان في عمله هي التي تزكيه. يجب أن نكون أمناء في وقت العمل، “مَوَازِينُ غِشٍّ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ، وَالْوَزْنُ الصَّحِيحُ رِضَاهُ” (أم ١١: ١).
٢- كن لطيفًا: في معاملاتك في العمل، لكي تربح الآخرين وهي نقطة هامة جدًّا في بعض الأعمال مثل مهنة التمريض. “كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ” (أف ٤: ٣٢).
٣- كن متميزًا: معربًا عن سعادته بالحاصلين على الدكتوراه الذين تم تكريمهم على تميزهم. “أَرَأَيْتَ رَجُلاً مُجْتَهِدًا فِي عَمَلِهِ؟ أَمَامَ الْمُلُوكِ يَقِفُ. لاَ يَقِفُ أَمَامَ الرَّعَاعِ!” (أم ٢٢: ٢٩).
٤- كن مبدعًا: كل دول العالم والمجتمعات تتقدم بالابداع، مشيرًا إلى فكرة اقتحام خط بارليف بخراطيم المياه، كإحدى الأفكار المبدعة التي أدت إلى انتصار أكتوبر ١٩٧٣.
وطالب قداسة البابا بالاهتمام بالمشروعات الصغيرة التي وفرت فرص عمل حقيقية لكثيرين، والتي تعد أحد الحلول الهامة لمشكلة البطالة، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي تقوم به أسقفية الخدمات في هذا السياق.
“عملاً للمحتاجين“
عظة الأربعاء 1-11-2023
كنيسة مارجرجس عين شمس الشرقية – القاهرة
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
سعيد بزيارة هذه الكنيسة وهذا القطاع، وقمت بزيارة الكنيسة يوم التدشين مُنذ 5 سنوات.
بشكر كلمة نيافة الأنبا أكسيوس والآباء الكهنة والأراخنة والكورال .
نقرأ جزءًا من رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكى
“ثم نوصيكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب، وليس حسب التعليم الذي أخذه منا. إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يتمثل بنا، لأننا لم نسلك بلا ترتيب بينكم، ولا أكلنا خبزا مجانا من أحد، بل كنا نشتغل بتعب وكد ليلا ونهارا، لكي لا نثقل على أحد منكمليس أن لا سلطان لنا، بل لكي نعطيكم أنفسنا قدوة حتى تتمثلوا بنا. فإننا أيضا حين كنا عندكم، أوصيناكم بهذا: «أنه إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضا. لأننا نسمع أن قوما يسلكون بينكم بلا ترتيب، لا يشتغلون شيئا بل هم فضوليون. فمثل هؤلاء نوصيهم ونعظهم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بهدوء، ويأكلوا خبز أنفسهم. أما أنتم أيها الإخوة فلا تفشلوا في عمل الخير. وإن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة، فسموا هذا ولا تخالطوه لكي يخجل، ولكن لا تحسبوه كعدو، بل أنذروه كأخ” (٢تس ٣: ٦ – ١٥)
بدأنا من فترة التأمل فى الصلوات القصيرة من “القداس الغريغوري” الذى تبدأ ” نعم نسألك أيها المسيح إلهنا ثبت أساس الكنيسة” هذه الصلوات بها جزء عام و جزء خاص.
تأملنا فى هذه الليلة في العبارة “عملاً للمحتاجين”
الكنيسة في آحاد شهر بابة تقدم لنا فى أيام الآحاد المسيح خادم البشر، أما فى شهر توت الكنيسة تقدم لنا “المسيح محب البشر”
المسيح خادم البشر من خلال أربعة دوائر :-
الأحد الأول” الصحة والمرض” .. من خلال معجزة المفلوج المدلل من السقف.
الأحد الثانى” العمل والبطالة” .. من خلال معجزة صيد السمك.
الأحد الثالث “حرب الشيطان على الإنسان” .. من خلال معجزة الأعم والأخرس.
الأحد الرابع “الحياة والموت”.. من خلال معجزة إقامة ابن أرملة نايين.
نتحدث اليوم عن دائرة “العمل”
من مرحلة العشرينات حتى سن الستين هذه هى فترة العمل فى حياة الإنسان ويعمل الإنسان من أجل نفسه ومن أجل نفسه فى مرحلة الطفولة ومن أجل المرحلة ما بعد الستين… من أجل هذا لابد أن يجتهد الإنسان فى عمله.
الله عندما خلق الإنسان ” ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً”
العمل يظهر مجد ربنا “السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه.” (مز 19: 1).
يقول القديس بولس الرسول رسالته الأولى لأهل كورنثوس “فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا، فافعلوا كل شيء لمجد الله.” (1 كو 10: 31).
الله عندما خلق الإنسان عاقلاً .. لكى يفكر، و”أيد” ..لكى يصير إنساناً عاملاً، و “قلب” لكى يصير الإنسان عابداً.
الإنسان عاقلاً .. عاملاً .. عابداً
أمثلة لشخصيات من الكتاب المقدس كان لها عملاً:
يوسف الصديق : كان يعمل فى بيت فوطيفار، وفى السجن عمل كعبد إلى أن صار اليد اليمنى لفرعونّ .
راعوث: عملت في حصاد الأرض لأجل أن تعول نفسها وتعول حماتها.
داود النبى والملك: عمل راعيًا.
القديس بولس الرسول كان يعمل في صناعة الخيام، وقال لقسوس أفسس: “أنتم تعلمون أن حاجاتى وحاجات الذين معى خدمتها هاتان اليدان “(أع 20: 34)
السيد المسيح فى تعاليمه تحدث عن أعمال متعددة مثل الراعي والزارع والكرام وصاحب الوزنات.
قيمة العمل أربعة قيم، هي:
العمل هدف فى الحياة: يجب أن يكون العمل هدف للإنسان في حياته، أى أن يؤمن الإنسان بضرورة أن يعمل، “ الكسلان يخفى يده فى الصحفة، وأيضاً إلى فمه لا يردها ” (أم ١٩: ٢٤).
مثل يهودى ” من لا يعلم ابنه حرفه يعلمه السرقة ” من سن 13 سنة يعلم حرفة ومهارة يدوية.
العمل يعطى الإنسان قيمة: مهما كان نوع العمل فهو يعطى الإنسان قيمة… العمل مهم مهما كان بسيط… فالعمل يشعر الإنسان بقيمته فى الحياة.
العمل ينمى المواهب: وقد يصل به إلى الابتكار والإبداع.
يؤثر على الآخرين: يجب أن يكون عملنا نافعًا للآخرين، ومتقنًا وهو أمر مهم حاليًا لوطننا أن نعمل بإتقان.“العامل بيد رخوة يفتقر، أما يد المجتهدين فتغنى” (أم ١٠: ٤)
نحتاج فى مجتمعنا المصرى أن الجميع يعمل.
الكسل يؤدى إلى الفراغ، والإنسان لايجد قيمة لنفسه، يؤدى إلى الخوف .
قوانين الرهبنة تنقسم بين القراءة والصلاة والعمل، ” هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد، ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد” (٢كو ٩: ٦).
الإنسان عقلاً للقراءة .. الإنسان عاملاً للعمل .. الإنسان عابداً ومصلين للقلب.
كيف أمجد الله بعملى ؟
كن أمينًا و صادقاً: يجب أن يكون الإنسان أمين فى وقت العمل، أمانة الإنسان فى عمله هى التى تزكيه
“ موازين غش مكرهة الرب، والوزن الصحيح رضاه. (أم ١١: ١).
كن لطيفًا: لكى تربح الآخرين في معاملاتك فى العمل، وتقدم صورة جميلة عن إيمانك، وهى نقطة هامة جدًّا في بعض الأعمال مثل مهنة التمريض.” كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضا فى المسيح. (أف ٤: ٣٢).
كن متميزًا: معربًا عن سعادته بالحاصلين على الدكتوراه الذين تم تكريمهم على تميزهم. “ أرأيت رجلا مجتهدا فى عمله؟ أمام الملوك يقف.. لا يقف أمام الرعاع!” (أم ٢٢: ٢٩).
كن مبدعًا: كل دول العالم والمجتمعات تتقدم بالابداع، مشيرًا إلى فكرة اقتحام خط بارليف بخراطيم المياه، كإحدى الأفكار المبدعة التي أدت إلى انتصار أكتوبر ١٩٧٣.
فى تاريخنا المعاصر وهذا العام نحتفل ب 50 سنة على انتصار أكتوبر 1973 ..كان تخطيط رائع للحرب ولكن هناك فكرة مبدعة ومتميزة ضابط صغيرمهندس قدم فكرة مدافع المياة من قناة السويس لعمل صغرات فى خط بارليف العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 20 م ومحصن.
كل دول العالم تفكر وتبدع، المجتمعات تتقدم بالابداع والاجتهاد والأفكار المبتكرة.
ما الدور الذى نقوم به من أجل عملاً للمحتاجين..
لابد أن يدرب الإنسان نفسه أكثر من شىء.
الكنيسة و أسقفية الخدمات تهتم بتنمية المشروعات الصغيرة التي وفرت فرص عمل حقيقية لكثيرين، تعد أحد الحلول الهامة لمشكلة البطالة، مشيرًا إلى الدور الكبير الذى تقوم به أسقفية الخدمات فى هذا السياق.
من فضلك أيها الحبيب وأنتِ أيتها الأخت المباركة علموا أولادكم وفى الخدمة أيضاً كيف يمكن عمل مشروع صغير لشخص، والمشروع الصغير بأمانة يكبر.
حالياً يوجد مدارس تهتم بالتكنولوجيا التطبيقية ..تخرج طالب متخصص فى أعمال السباكة والنجارة والـ IT
يقال :عندما تم اختراع الكمبيوتر حل جميل المشكلات ولكنه أوجد مشكلة واحدة البطالة.
التفكير مهم .. وشجع الآخرين على العمل مهما كان بسيط
تذكر دائماً أن عملك من أجل تمجيد الله.
على قدر أمانتك يعطيك الله ” أنه إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضا».” (2 تس 3: 10).
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
This page is also available in: English