ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من مركز لوجوس بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وتناول قداسته جزءًا من الأصحاح الرابع من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس والأعداد (١ – ٣)، وأشار إلى أن هذا الأصحاح هو “درة رسالة أفسس” لأنه يشرح المنهج التعليمي للسلوك المسيحي وحياة التلمذة، وذلك كإرشاد للخدام المرشحين للكهنوت وستتم سيامتهم في صباح الغد.
وشرح قداسة البابا حياة التلمذة وأنها تشمل ثلاثة معان مشتركة، وهي:
١- التلمذة هي حياة المسيح: فهي حياة تحياها متشبهًا بالسيد المسيح.
٢- التلمذة هي حب: فهي حب للأمر الذي ستتلمذ عليه، سواء شخص أو كتاب يبني الكيان الروحي.
٣- التلمذة هي حكمة: فيجب أن يتعلم الإنسان الحكمة من الشخص الذي يتتلمذ عليه، سواء في الكلام أو في السلوك.
وأوصى قداسته أن نطلب الحكمة من الله في كل يوم، وأشار إلى أن التلمذة هي بداية في حياة الإنسان لا تنتهي، وهي محور المسيحية في الخدمة والرهبنة، وتتطلب الطاعة لمَن تتم التلمذة عليه، من خلال الالتزام بالمسيح والارتباط بالشركة معه، ثم تناول أشكال وأنواع التلمذة، كالتالي:
١- تلمذة الفكر:
الأمر الأول الذي يبني فكر الإنسان هو كلمة الله، “اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” (يو ٦: ٦٣)، وتتضمن تلمذة الفكر:
تلمذة الإنجيل: أن يلتزم الإنسان بقراءة الإنجيل على الدوام وبدون تنقية واختيار، لكي يشبع ويعيش في عمق كلمة الله.
التلمذة على تعاليم القديسين: أن يبحث الإنسان في كتابات الآباء عن الإجماع في الرأي، مثل كتابات القديس يوحنا ذهبي الفم.
التلمذة على المرشدين: أن يلتزم الإنسان بطاعة أب اعترافه ومرشده الروحي، في اتضاع كامل.
٢- تلمذة الحواس:
وتتضمن عدد من المفردات مثل: تلمذة العينين على الأيقونات وأجساد القديسين والطقوس الكنسية، وتلمذة الأنف على البخور والحنوط، وتلمذة الأذن على الصلوات الصاعدة والتسبيح والترنيم، وكذلك رفع اليدين وقرع الصدر، والسجود بالأقدام من أجل البحث عن الآخرين، حتى يكون الإنسان مشغولًا ليلًا ونهارًا بالله.
٣- تلمذة القلب:
وهي تلمذة العقيدة، وهي إحساس بداخل الإنسان بالإيمان الذي يحويه، لأن العقيدة هي حياة، مثلما كان الإيمان الحي لدى الشهداء، وتلمذة القلب هي التي يحيا فيها الإنسان الحياة الليتورچيا في الصلوات وممارسة الأسرار، وليس أن يمارسها من الناحية الطقسية فقط.
كما أوضح قداسة البابا أن أحد معالم التلمذة الحقيقية هو “التوازن”، لأنه يلزم أن يكون التلميذ الجيد لديه حكمة ووسطية واعتدال، من خلال عدة مبادئ، وهي:
١- الأصالة والمعاصرة: مثال في الإيمان والعلم وكيف نشعر بمنح البركة في الأماكن المقدسة، وكذلك كيف نواجه الصراع الدائم بين القديم والحديث ونقبل الحديث والتواجد فيه بشكل مناسب.
٢- الماديات والروحيات: مثل التوازن بين النشاط الاجتماعي والنشاط والروحي.
٣- الحرية والالتزام: مثل التوازن بين الانغلاق والتسيب بالالتزام الواعي، ومثلما شرح القديس أثناسيوس في القرن الرابع الميلادي اللاهوت والإيمان والعقيدة بالفلسفة السائدة في ذلك الحين.
“حياة التلمذة”
عظة الأربعاء
15 -11- 2023
كنيسة لوجوس بالمقر البابوي – دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
التلمذة أساس الإيمان المسيحى.
أول عمل قام به السيد المسيح التلمذة.
نقرأ جزءًا من الأصحاح الرابع رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس الأعداد (1 – 3)
” فأطلب إليكم، أنا الأسير في الرب: أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها. بكل تواضع، ووداعة، وبطول أناة، محتملين بعضكم بعضا في المحبة.مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام.“
هذا هو الجزء الوحيد من رسائل بولس الذى وضع فى الأجبية .. للصلاة.
هذا الأصحاح مكون من 32 آية، الجزء الأول من الآية (1-16) أن تسلكوا، الجزء الثاني من الآية (17-32) أن لا تسلكوا.
أن هذا الأصحاح هو “درة رسالة أفسس” لأنه يشرح المنهج التعليمي للسلوك المسيحي وحياة التلمذة.
حياة التلمذة تشمل ثلاثة معان مشتركة:
التلمذة هي حياة فى المسيح: فهي حياة تحياها متشبهًا بالسيد المسيح.
التلمذة هي حب: فهي حب للأمر الذي ستتلمذ عليه، سواء شخص أو كتاب يبني الكيان الروحى.
التلمذة هي حكمة: فيجب أن يتعلم الإنسان الحكمة من الشخص الذي يتتلمذ عليه، سواء في الكلام أو في السلوك.
يجب أن نطلب الحكمة من الله في كل يوم.
التلمذة هي بداية في حياة الإنسان لا تنتهي، وهي محور المسيحية في الخدمة والرهبنة، وتتطلب الطاعة لمَن تتم التلمذة عليه، من خلال الالتزام بالمسيح والارتباط بالشركة معه.
الشاب الغنى فى الكتاب المقدس كان يخفى بداخله وَثن (المال) .. نظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ .. فاغتم على القول ومضى حزينا”
لكن تركيز هذا الشاب على ثروته وممتلكاته كان أكثر من تركيزه على ملكوت السموات.. كان لايريد أن يضع نفسه كامله للمسيح.
التلمذة تعنى الالتزام بالمسيح والارتباط بالشركة معه… المسيح وليس أى شخص.
تاريخياً يوجد تلاميذ فى الكنيسة من كل العصور:
( الأنبا أنطونيوس – الأنبا باخوميوس – الأنبا اسحق – البابا ألكسندروس – البابا أثناسيوس الرسولى – البابا ثاوفيلس – البابا كيرلس الكبير- القديس بولس الرسول – القديس يوحنا الحبيب – القديس بوليكاربوس )
أشكال وأنواع التلمذة فى حياتنا :-
١- تلمذة الفكر: الأمر الأول الذي يبني فكر الإنسان هو كلمة الله، “الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة” (يو ٦: ٦٣)، “وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا.” (مز 1: 2). أيضاً تلمذة الفكر تتضمن:
تلمذة الإنجيل: يجب أن يلتزم الإنسان بقراءة الإنجيل على الدوام وبدون تنقية واختيار، لكي يشبع ويعيش في عمق كلمة الله.
التلمذة على تعاليم القديسين: يجب أن تبحث عن الإجماع في الرأي لكتابات الآباء ، مثل كتابات القديس يوحنا ذهبي الفم.
التلمذة على المرشدين: أن يلتزم الإنسان بطاعة أب اعترافه ومرشده الروحي، في اتضاع كامل.
2- تلمذة الحواس: تلمذة العينين على الأيقونات وأجساد القديسين والطقوس الكنسية، وتلمذة الأنف على البخور والحنوط، وتلمذة الأذن على الصلوات الصاعدة والتسابيح والترانيم والموسيقى الكنسية، ورفع اليدين والقرع على الصدر، والسجود بالأقدام من أجل البحث عن الآخرين، حتى يكون الإنسان مشغولًا ليلًا ونهارًا بالله
تلمذة القلب: “تلمذة العقيدة”، احساس بداخل الإنسان بالإيمان الذي يحويه وليس مشاعر فقط، لأن العقيدة هي حياة، مثلما كان الإيمان الحي لدى الشهداء، وتلمذة القلب هي التي يحيا فيها الإنسان الحياة الليتورچيا في الصلوات وممارسة الأسرار، وليس أن يمارسها من الناحية الطقسية فقط.
هذه خلاصة قراءات فى التاريخ المسيحى والتاريخ الكنسى والتاريخ الكتابى.
التلمذة تحتاج إلى الاتضاع.
أحد معالم التلمذة الحقيقية “التوازن”، لأنه يلزم أن يكون التلميذ الجيد لديه حكمة ووسطية واعتدال، التلميذ الشاطر يقرأ لأكثر من كاتب وفى أكثر من مجال ولغة.
من خلال عدة مبادئ، وهي:
١- الأصالة والمعاصرة: مثال في الإيمان والعلم وكيف نشعر بمنح البركة في الأماكن المقدسة، وكذلك كيف نواجه الصراع الدائم بين القديم والحديث ونقبل الحديث والتواجد فيه بشكل مناسب.
٢- الماديات والروحيات: مثل التوازن بين النشاط الاجتماعي والنشاط والروحي.
٣- الحرية والالتزام: مثل التوازن بين الانغلاق والتسيب بالالتزام الواعي، ومثلما شرح القديس أثناسيوس في القرن الرابع الميلادي اللاهوت والإيمان والعقيدة بالفلسفة السائدة في ذلك الحين… لكى تصل للناس فى ذالك الزمان.
أن يكون الإنسان فى حياته وتلمذة متكامل فى قراءاته وارتباطه بالقديسين و حياته وسط الأسفار وبالارشاد الروحى الذى يأخذه من أب الاعتراف.
إذا منحك الله موهبة، فاطلب منه أن يعطيك تواضعًا ليحميها”. ذلك لأن التواضع يحمي المواهب من الافتخار والمجد الباطل
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
This page is also available in: English