استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة الاثنين نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات العامة والأجتماعية وقيادات الخدمة بالأسقفية وممثلو الهيئات الشريكة لأسقفية الخدمات من داخل مصر وخارجها وذلك في اللقاء السنوي مع قداسته الذى يتم فيه عرض الاستراتيجية الجديدة للعمل التنموي للأسقفية في المجتمعات الأكثر فقرًا وألقى قداسة البابا كلمة أوصى خلالها بما يلي:
١- عبر عن إنسانيتك بالحب.
٢- ازرع الحب في كل خدمة.
٣- كن سببًا في إسعاد الآخرين.
وأشاد ممثلو الهيئات الشريكة بما تقدمه أسقفية الخدمات وتأثير ذلك الإيجابي في تسديد احتياجات المجتمعات.
وفي الختام وزع قداسته هدايا تذكارية على الحضور، والتقطت صورًا تذكارية
كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني
باسم الأب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين. أنا سعيد إني أتقابل معاكم النهاردة في نهاية يوم عمل كبير. ومليان بالمحاضرات، والعروض، وبالمناقشات الكثيرة. سعيد بوجود كل الشركاء الذين يشتركوا في العمل وخدمة الإنسان سواء شركاء من الخارج او داخل مصر، سعيد إن إحنا عندنا هذا العمل وهذا التعاون، وهذه المشاركة اللي يشترك فيها كل واحد. بإمكانياته، وبما أُعطي من قدرات نقدر نشترك مع بعض.
ودايما أذكر في أحاديثي فكرة “الأصابع الخمس” هذه الأصابع مختلفة شكلا وحجما وموقعا. ولكنهم شركاء. شركاء في التنمية. وكل واحد له دوره، له عمله. مفيش إصبع أهم من أصبع، خالص. كما تحكي قصص الطفولة … إن إصبع الإبهام قال “أنا أحسن واحد فيكم”. قالوا له ليه أحسن؟ قالهم “عشان لما إنسان يعمل حاجة حلوة تعملوا one A”، ولما يعمل حاجة وحشة، بس مفيش فيكم حد يعمل حاجة وحشة. فرد عليه نمرة إثنين (إصبع السبابة) وقال له “لا أنا الأحسن”. أنا الاصبع بتاع التعليم. أو الإشارة لما عايز أتعلم برفع أيدي كده واسأل سؤال، فأنا بتاع التعليم. رد عليه نمرة تلاته(الوسطي) قال لهم “يا جماعة أنتم نسيتوا نفسكم ولا إيه؟ ده أنا أهم واحد، ده أنا ربنا عملني في الوسط. وعمل على يمين إثنين وعلى شمال إثنين. عملني أطول منهم كلهم”. رد نمرة أربعة (إصبع البنصر)، قال “يا جماعة أنا أهم واحد، ده أنا الاصبع اللي بتحيط فيه دبلة الخطوبة ودبلة الزواج، لأن أنا مرتبط بالقلب مباشرة”. باقي الصباع الصغير (إصبع الخنصر) قال “يا جماعة صحيح انا أصغر واحد وأضعف، واحد، وأقصر واحد. لكن متنسوش أنا شايلكم كلكم فوق دماغي”. القصة دي قصة مهمة جدا، ونحن في عمل المشاركة، عمل التعاون. مفيش واحد أفضل من واحد مفيش شريك أفضل من الثاني من داخل او خارج مصر.
التعاون يخلق إنسانية، التعاون يخلق إنسانية، الصراع والمضاهاة يفقد الإنسانية، دة حاجة مهمة جدا قدامنا، وإحنا نجتمع في هذا الاجتماع كشركاء في التنمية. أول حاجة عايز أقولها لكم،
الكنيسة بصفة عامة لها دورين، الدورالاول، دور روحي، الكنيسة معنية بخلاص النفوس،
الكنيسة. توجدت كدور روحي من أجل روح الإنسان، ومن أجل خلاص الإنسان من الخطية، من الضعف وأن الإنسان يعيش حياة نقية، ويبقى مستحق للسماء. هذا الدور الأول للكنيسة، عشان كده الكنيسة فيها قداسات واجتماعات ونهضات وفيها وفيها إلى آخره.
الدور الثاني للكنيسة دور مجتمعي. الكنيسة خادمة للمجتمع. يجب أن تخدم المجتمع، المجتمع يعني الناس تخدم الناس بحسب احتياجات الناس. بحسب وضعهم، بحسب ظروفهم، بحسب مكانهم، أمور كثيرة بتدخل في هذا الأمر، الدورين بتوع الكنيسة، الدور الروحي بيقوم بها الكاهن والاسقف، والشماس، والخادم، والخادمة. والدوار الاجتماعي متاح لنا جميعا، ودة الفكرة الجميلة اننا لنا دور في العمل وفي الخدمة.
الانسان له احتياجات، كلكم درستوا الكلام دة، احتياجات بيولوجية، أو احتياجات نفسية، أو جسدية أو روحية، أو عقلية أو اجتماعية. احتياجات كثيرة. ولكن الاحتياج الأول للإنسان، لكي ما يكون إنسانا، هو احتياجه إلى الحب. ألاقي حد يحبني، بظروفي بوضعي بفقري باحتياجي بمرضي. ألاقي شخص بيحبني، وهي دة الإنسانية. الانسانية يعني أن الآخر يشعر إني أنا إنسان، وإن أنا أشعر أنه هو إنسان.
عايز أحط قدامك ثلاث علامات بنعشها في هذا الزمان، في العالم كله.
اولاً: أرض بلا استقرار.
الأخبار والحكايات اللي في الدنيا، مفيش حال يستمر. يقول لك الأخبار على رأس الساعة، يعني كل ساعة في حاجة، وهيجي في نهاية الأخبار يقول لك نشرتنا متواصلة لأن الساعة مكفتش الأخبار، يأخذ من الساعة إللي بعدها.
أرض بلا استقرار، حتى الأرض بالزلازل، بالفيضانات، بالحرائق، بالغابات. بالبراكين، أرض غير مستقر، وكل ده بفعل الإنسان. السنة اللي فاتت مصر عملت مؤتمر cop27 تغيرات المناخ و السنة دي المؤتمر في الإمارات، ارض مش مستقر.
فعلى الأقل وانت بتخدم وبتقدم عمل مجتمعي، لازم يكون العمل يساعد الإنسان في استقراره، يشعر انه ثابت.
ثانياً: الإنسان بلا مشاعر.
ان ما يحدث في العالم من الحرب والدمار، أين مشاعر إنسان؟ صار الإنسان فاقد للمشاعر. ولذلك خدمتكم إللي بتقدموها بأي شكل، ان لم تكن ممسوحة بمشاعر الحب. تصير بلا فائدة.
أنا عارف إنكم تهتموا بالإحصائيات والأرقام، نخدم عدد 60 مجتمع، ولازم نوصل للقرية الصغيرة والقرية الكبيرة، ونهتم بأمور كثيرة. كل هذا رائع. لكن هو ليس مجرد أرقام او تقارير، المهم المشاعر، مشاعر الإنسان.
المشاعر هي ما يفتقده الإنسان اليوم، فالإنسان صار بلا مشاعر، للأسف الشديد، وبقي المعول على الكنيسة. الكنيسة صوت حق، الكنيسة تشتغل مع الإنسان، وتهتم بان يكون للإنسان نصيب في السماء، وكل الهيئات وكل الشركاء هدفهم إن نحن نقدم خدمة متكاملة، مشبعة للإنسان مش عشان الأرض، عشان السماء. يعني مش عشان يأكل ويشرب يعيش في الأرض وانتهينا، لا. لكي يشعر وان له حياة أخرى ممتدة إلى السماء، الأرض بلا استقرار، والإنسان بلا مشاعر.
ثالثاً: التكنولوجي بلا مبادئ.
كل الحاجات يمكن عملها باستخدام الذكاء الاصطناعي AI، كل دة ها يوصل الانسان لغاية فين؟
قصة: أنا خريج كلية صيدلة، وأنا طالب في الجامعة، كان اختراع الشريط الألوميتال (tablet) لحفظ الأدوية ولكل tablet حجرة ، كان اختراع جديد كان زمان يستخدموا الزجاجات الصغيرة للأدوية، هنا سأل طالب الدكتور ما نهاية التقدم للإنسانية؟
إجابه الدكتور عودة الانسان للبداية، فعلاً الانسان اليوم يدمر حياته وحياة الاخرين
مثال مصانع الاسمنت تلوث الجو، الان في اوروبا خالية من مصانع الاسمنت، ومصانع الاسمنت موجودة فقط في افريقيا واسيا، وماذا عن تلوث الجو؟!
قصة اخر: كنت اخدم في مكان يزرع 80 الف فدان خرشوف وهو نبات مغذي، بجوار الأرض قطعة فضاء اخذها مستثمر اجني وعمل مصنع لصناعة الاطارات الكاوتش طبع تخرج عوادم كربون كانت النتيجة بعد 3 سنوات ال 80 الف فدان ماتوا الناس والزراع توقف، وأصبحت ارض جردا.
تكنولوجيا بلا مبادئ لا تحترم الانسان يقولوا مقوله ” نقطع الأشجار ونحولها الي ورق ثم نكتب علي الورق لا تقطع الأشجار” وبعدين
ارض بلا استقرار
انسان بلا مشاعر
تكنولوجيا بلا مبادئ… وما السبيل. علشان كدة
نحن نحتاج الخدمة وما نقدمه ممسوح بالحب
Love, Live / محبة وحياه
الحب هو الحياة والحياة هي الحب ومن يعرف الحب يفهم الحياة.
ضع امام الثلاث الخطوات الهامة التالية
1. عبر عن انسانيك بالحب: انت انسان، ليس لنا رصيد في العالم غير الحب في يوحنا 3:16 هكذا احب الله العالم الله دخل للعالم بالحب، الخدمات والبرامج عبر عنه بالحب.
2. ازرع الحب في كل خدمة: الحب هو ما يشبع الانسان، لماذا العالم فيه الصراع والجريمة والإرهاب، الإجابة هو نقص الحب “انميا الحب” ازرع الحب في كل عمل في كل فكرة في كل برنامج مع الشركاء، ازرع الحب لا تجعل خدمتك جافة.
3. كن سبب في اسعاد الاخرين، يابختك لو قدرت تفرح فرد او اسرة او طفل، العالم جاف ويحتاج للحب.
قصة ” الام زعقت لابنه وهي بتذاكر معه الولد مسك القلم ووضعه بجواره، لما سألته امه لماذا لا تكتب قال الولد لما زعقتي وجهك وحش عشان كدة مش بتعلم” حتي شكلنا يؤثر في الخدمة، لا تهتم بالبرنامج والميزانية، كن سبب في اسعاد الاخرين..
الله خلق الريف والانسان صنع المدينة، لذلك ترتاح في الريف.
الانسان جائع للحب
اجعل خدمتك وسيلة لتقديم الحب.
كلمة أخيرة عن مصر
مصر ميزان العالم، سماه البعض ام الدنيا، رئيس مصر سماه قد الدنيا، هي فعلا ام الدنيا، لنا التاريخ، لنا الحضارة
نقول في المثل الشعبي (عمار يا مصر) فعلا مصر فيها حياه ودة مشكلة المجتمعات الجديدة، مصر فيها حاجات حلوة كثير، بلادنا مقدسه زارتها العائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي، يحكمها القوانين الإلهية قبل القوانين الطبيعية بشكر وجودكم ومشاركتكم، وارجوا ان يستمرا في كل مكان مشاركتكم ونحن جميعا نزرع الحب من اجل الانسانية في كل مكان.
اشكركم جزيلاَ.
This page is also available in: English