ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بطوسون في شبرا، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس”، وتناول جزءًا من الأصحاح السابع عشر في إنجيل معلمنا يوحنا والأعداد (١٥ – ٢٣)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي: “لتنقضي افتراقات الكنيسة”، وأوضح أن كلمة “افتراق” في اللغة تعني ابتعاد إلى حين، وأن الكنيسة أسسها السيد المسيح، “وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي” (مت ١٦: ١٨)، عندما اختار تلاميذه الاثني عشر ثم السبعين رسولًا ثم بولس الرسول، وصار هؤلاء الثلاثة وثمانين شخصًا هم بداية الكنيسة الواحدة، وفي يوم حلول الروح القدس أصبح هناك الآلاف.
وشرح قداسة البابا تاريخ نشأة الكنيسة المسيحية، موضحًا أن الكنيسة استمرت واحدة لمدة ما يقرب من خمسة قرون، وفي تلك القرون الأولى تعرّضت لاضطهاد شديد من الملك دقلديانوس إمبراطور روما، وأكثر شهداء كانوا في مصر وفلسطين، ثم أصدر الملك قسطنطين في عام ٣١٣ قرارًا أن المسيحية ديانة معترف بها، إلى أن ظهر أريوس في عام ٣٢٣ الذي نشر تعاليم خاطئة، لذلك أقامت الكنيسة مجمع نيقية في عام ٣٢٥ وحضره ٣١٨ أسقفًا والبابا أليكسندروس البابا رقم ١٩ وتلميذه أثناسيوس (البابا الـ ٢٠)، وتم حرم أريوس وأصدروا قانون الإيمان، وصارت هذه العلامة مهمة، لأن أي كنيسة تقول قانون الإيمان هي كنيسة مسيحية، وفي عام ٣٢٦ اكتشفت الملكة هيلانة مكان خشبة الصليب المقدس، وبعد ما يقرب من ٥٠ عامًا عُقد مجمع القسطنطينة، وفيه أكملت الكنيسة شرح قانون الإيمان، “نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق..”، وفي عام ٤٣١ عُقد مجمع أفسس لمناقشة أفكار نسطور وأوطاخي، وكان المجمع في زمن البابا كيرلس عمود الدين وهو الأشهر في الشرح اللاهوتي، ووضع ثيؤطوكيات الأسبوع، وتم نفي نسطور وأوطاخي، ولكن في عام ٤٥١ حدث الانشقاق في الكنيسة بعد أن كانت واحدة، وانعقد مجمع خلقيدونية – الكنيسة الأرثوذكسية لا تؤمن به – ليناقش قضايا لاهوتية، والذي تدخلت فيه ثلاثة عوامل، هي:
– الخلاف السياسي، روما والإسكندرية والقسطنطينية وأنطاكية.
– اللغة، بعض التعابير لم تكن مفهومة جيدًا.
– العظمة وإحساس الإنسان بذاته، “إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ” (مت ١٨: ٣).
وأكمل قداسته أنه نتج عن مجمع خلقيدونية انشقاق الكنيسة، فصارت الإسكندرية وأنطاكية هم الأرثوذكس، وروما والقسطنطينية هم الكاثوليك، وهذا أول انقسام حدث في الكنيسة، ثم في القرن الحادي عشر انفصلت القسطنطينية عن روما، لأن روما أضافت كلمة “والابن” في قانون الإيمان، وفي القرن السادس عشر ظهر الانشقاق البروستانتي من روما، وأيضًا حدث انشقاق أنجليكاني في انجلترا، فصارت هناك أربعة تجمعات كبيرة في العالم، بينما يقول السيد المسيح “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ” (يو ١٧: ٢١، ٢٢).
وأشار قداسة البابا إلى أنه برغم حدوث الانقسامات المتتالية في الكنائس في العالم، إلا أنه توجد عوامل مشتركة، هي:
– كل كنائس العالم تؤمن بالمسيح الواحد.
– كل كنائس العالم لديها الكتاب المقدس.
– كل كنائس العالم تسعى من أجل الملكوت السماوي.
وتناول قداسته جهود الكنيسة التي بدأت لوحدة الإيمان، عندما نشأت مجالس الكنائس، كالتالي:
– مجلس كنائس العالم تأسس بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام ١٩٤٨، ومقره يوجد في چنيڤ، والكنيسة القبطية هي أول مَنْ شاركت فيه، ويضم معظم كنائس العالم، وهذا المجلس لا يناقش العقيدة واللاهوت، ولكنه يهتم بالمشاركة والتعاون على المستوى الاجتماعي بين كنائس العالم، وبالتالي قراراته غير مُلزِمة للكنائس، ونيافة الأنبا توماس مطران القوصية هو ممثلنا في اللجنة المركزية بهذا المجلس.
– في عام ١٩٧٤ تأسس مجلس كنائس الشرق الأوسط في لبنان لكل كنائس الشرق الأوسط، وتعب في تأسيسه المتنيح نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات الذي استشهد في حادثة اغتيال الرئيس السادات، وفي عام ١٩٧٥ نقل المجلس مقره إلى قبرص، حتى انتهت الحرب الأهلية في لبنان وعاد مرة أخرى إلى بيروت، وفي العام الماضي استضفنا الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط لأول مرة في تاريخ المجلس.
– منذ ما يقرب من عشر سنوات أو اثني عشر سنة تأسس مجلس كنائس مصر، ويتكون من خمسة أعضاء، هم: الأقباط الأرثوذكس، والجريك الأرثوذكس، والكاثوليك، والبروستانت، والأنجليكان، وهذا المجلس لا زال ناشئًا.
– مجلس كل أفريقيا The All Africa Conference of Churches (AACC) ، ومقره في كينيا، ونحن أعضاء فيه أيضًا، والكنيسة القبطية هي نائب رئيس المجلس.
وأشار قداسة البابا إلى أن كنيستنا تشارك في هذه المجالس ولها دور عملي فيها من أجل عودة الكنيسة الواحدة التي يريدها السيد المسيح مننا، لأن الانقسام والتحزب هي أكثر خطية تُغضب قلب الله.
وأوضح قداسته أننا ككنيسة قبطية نؤمن بأن وحدة كنائس العالم تمر بأربعة خطوات، متمثلة في أضلاع الصليب كالتالي:
١- إقامة علاقات محبة مع جميع كنائس العالم، وتُمثل الضلع الرأسي السفلي من الصليب، “بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا” (يو ١٥: ١٧)، “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ” (مت ٥: ٤٤)، وأن نُظهر عمل المحبة، وأن نفتخر بأننا كنيسة راسخة وثابتة وقوية، لذلك نحن نستقبل أي أحد من كنائس العالم.
٢- الدراسة المتخصصة لكل كنائس العالم، وتُمثل الضلع الجانبي من الصليب، وينبغي أن ندرس الكنائس الأخرى، كالكنيسة السريانية والأرمينية والروسية والهندية، وأن يكون لدينا الدارسين المتخصصين لنفهم عقيدتهم وثقافتهم وتقاليدهم، وبالفعل كنيستنا أرسلت طلبة في منح دراسية خارج مصر، مثل روسيا وأثينا وانجلترا.
٣- إقامة حوارات لاهوتية، وتُمثل الضلع الجانبي الآخر من الصليب، وأن نشرح إيماننا وتاريخه وكذلك الكنيسة، ولآخر بالمثل، وتوجد حوارات بالفعل، والتي بدأت منذ أيام البابا كيرلس السادس، وهذه الخطوة تبدأ بعد الخطوتين السابقتين.
٤- الصلاة، وتُمثل الضلع الرأسي الأعلى من الصليب، “لتنقضِ افتراقات الكنيسة”، الصلاة من أجل وحدة الكنيسة، ولذلك تُعقد صلوات مسكونية.
وتناول قداسة البابا دور كنيستنا القبطية كالتالي:
١- لدينا مشاركة في جميع مجالس العالم، وفي وقت من الأوقات كان البابا شنوده الثالث وصل لرئاسة مجلس الكنائس العالمي.
٢- نتبادل الزيارات، مثال زيارة البابا شنوده لأول مرة للكنيسة الكاثوليكية في روما، وكذلك استقبلنا كاردينال النمسا وبطريرك إثيوبيا، والكثير.
٣- توجد حوارات مع كنائس كثيرة، مثل الكنيسة الكاثوليكية والروسية.
٤- أسبوع الصلاة العالمي في مصر، لكي نقترب من بعض جميعًا.
واختتم قداسته بأن معظم الانشقاقات تنشأ من داخل الإنسان وذاته، لذلك في هذه العلاقات ينبغي أن نضع “لتنقضِ افتراقات الكنيسة” في صلواتنا الخاصة.
“لتنقضِ افتراقات الكنيسة”
عظة الأربعاء 13-12-2023
كنيسة الملائكة ميخائيل بطوسون في شبرا –القاهرة
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
نقرأ جزء من الأصحاح 17 قدس أقداس العهد الجديد ..لأنه يشمل الصلاة الوداعية التى صلها السيد المسيح قبل الصلب مباشرة.
نقرأ جزءاً من الأصحاح السابع عشر في إنجيل معلمنا يوحنا، الأعداد (١٥ – ٢٣)
“لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير. ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم. قدسهم في حقك. كلامك هو حق. كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم. ولأجلهم أقدس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضا مقدسين في الحق. ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. ليكون الجميع واحدا ، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ، ليؤمن العالم أنك أرسلتني. وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد، وليعلم العالم أنك أرسلتني، وأحببتهم كما أحببتني”
أنا سعيد أن أزور كنيسة الملاك فى طوسون، أسمع عن الكنيسة منذُ زمن وعن آبائها الراحلين والحالين، وعن الشمامسة و الأراخنة والخدام.
كنيسة الملاك طوسون من كنائس شبرا العريقة ولها خدمة أصيلة وفى رعاية نيافة الأنبا مكارى.
كنيسة عامرة بالخدام المكرسين..سمعتها عنها كثيراً، واليوم رأيتها.
دائما كنائس الملاك هادئة .
قبل ما ادخل الدير خدمتى فى كنيسة الملاك بدمنهور .. قريبة الشبة من كنيستكم الجميلة.
سعيد بحضور الآباء الأساقفة والكنهة والحضور معاً فى هذه الليلة.
مُنذ عدة أسابيع بدأت التأمل فى سلسلة “صلوات قصيرة من القداس الغريغورى “، هذه الصلوات تقسم إلى أجزاء:- 6 طلبات عامة “نعم نسألك أيها المسيح إلهنا” “وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا.”” لينمُ بر الإيمان” “سهِّل لنا طريق التقوى”، 12 طلبة خاصة لقطاعات الخدمة والشعب ” الرعاه إضبطهم، الذين يرعونهم ثبتهم.” “أعط بهاد للإكليروس”، “نسكاً للرهبان و الراهبات” “طهارةً للذين في البتولية” “حياةً صالحة للذين في سر الزيجة” “رحمةً للذين في التوبة، صلاحاً للأغنياء.” وداعة للفُضلاء، معونةً للمساكين.”- “نجاحاً للطلبة عملاً للمُحتاجين”- “الشيوخ قوِّهم، الذين في الحداثة أدبهم.
وبعد ذلك 4 طلبات عامة “غير المؤمنين ردَّهم”،الليلة نتأمل فى “لتنقضِ إفتراقات الكنيسة” لتنقضى بمعنى لتنتهى .
افتراقات يوجد فى اللغة العربية ثلاث كلمات
انقسام ..حدث انقسام وابتعاد عن بعض.
انشقاق .. فى أمل بنسبة 50% للعودة مرة آخرى.
افتراق.. في اللغة تعنى ابتعاد إلى حين ويحدث عودة مرة آخرى…الكنيسة حدث بها افتراقات.
بولس الرسول يتحدث إلى أهل كورنثوس “ أطلب إليكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولا واحدا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين فى فكر واحد ورأى واحد،” (1 كو 1: 10).
أسس ربنا يسوع المسيح الكنيسة “ عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي” (متى 16) . My Church بصيغة الملكية، صخرة الإيمان الذى على أعلنه بطرس الرسول فى حضور التلاميذ.
عندما اختار يسوع المسيح تلاميذه الاثنى عشر ثم السبعين رسولًا ثم بولس الرسول، وصار هؤلاء الثلاثة وثمانين شخصاً هم بداية الكنيسة الواحدة.
بدأت الكنيسة واحدة..حدث ضعف بعد خطأ يهوذا الأسخريوطى من التلاميذ، و نيقولاوس من الرسل أخطأ ثم استبعد من الخدمة، لكن ظلت الكنيسة واحدة.
ألقى بطرس الرسول عظة فى أورشليم يوم الخمسين حل الروح القدس وآمن الآلاف.
الكنيسة المسيحية استمرت واحدة فى القرون الأولى.
فى سنة 284م.. بدأ الاضطهاد الشديد للمسيحيين فى عصر الإمبراطور دقلديانوس إمبراطور رومانى ، أطلق العنان للاضطهاد للمسيحيين واستهشد الآلاف، أكثر شهداء كانوا من مصر وفلسطين.
فى سنة 313م .. أصدر الملك قسطنطين منشور التسامح الديانى، وأصدر قرار فى الإمبراطورية الرومانية ومصر أن المسيحية ديانة معترف بها…وتوقف عصر الاستشهاد.
فى سنة 323م .. ظهر أريوس فى الأسكندرية، كاهن قادم من ليبيا ينشر تعاليم خاطئة…فى بدايات القرن الرابع بدأت التعاليم الخاطئة، استغل مواهبه من فصاحة وخداع مع وضع شعر له نغمات، وبعض من البنات فى الأسكندرية استخدمهن في نشر بدعته، وبدأت البلبلة والانشقاق فى الكنيسة.
البابا أليكسندروس البابا رقم ١٩..فى يوم كان يصلى في البطريركية كانت تطل على البحر فى الأسكندرية ورأى الأطفال الصغار يلعبون ولفت نظره أحدهم أنه كان يمثل دور الكاهن وكان يعمد الأطفال.. رأئها البابا أليكسندروس بعين الأبوة والفحص.. وجد في هذا الطفل استعداد خاص.. وصار هذا الطفل البابا رقم 20 البابا أثناسيوس الرسولى “بطل كنيسة الله” بعد البابا ألكسندروس رقم 19
فى سنة 325م .. أقامت الكنيسة مجمع نيقية المسكونى حضره ٣١٨ أسقفًا من مختلف كنائس العالم والأغلب من الكنائس الشرقية وحضرالبابا أليكسندروس البابا رقم ١٩ وتلميذه أثناسيوس (البابا الـ ٢٠)، والإمبراطور قسطنطين افتتح المجمع وتناقشوا لمدة شهر، وكانت التنيجة حرم أريوس وأصدروا شرح الإيمان سُمى “قانون الإيمان” ، وصارت هذه العلامة مهمة، أي كنيسة فى العالم تقول قانون الإيمان هي كنيسة مسيحية… شهود يهوه و الأدفنتست غير مسيحيين وإن كانوا كنائس.
فى سنة ٣٢٦م .. اكتشفت الملكة هيلانة مكان خشبة الصليب المقدس.. وفى سنة 2025م سوف تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالات كثيرة بمرور 17 قرن على انعقاد مجمع نقية.
وبعد ما يقرب من ٥٠ عامًا عُقد مجمع القسطنطينة، وفيه أكملت الكنيسة شرح قانون الإيمان، “نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق..”.
فى سنة ٤٣١ م القرن الخامس عُقد مجمع أفسس لمناقشة أفكار نسطور وأوطاخي، وكان المجمع فى زمن البابا كيرلس عمود الدين وهو الأشهر فى الشرح اللاهوتى، ووضع ثيؤطوكيات الأسبوع، وتم نفى نسطور وأوطاخى.
في سنة ٤٥١ م اسوء سنة فى التاريخ المسيحى.. حدث الانشقاق في الكنيسة بعد أن كانت واحدة شرقاً وغرباً، وفى هذه السنة انعقد مجمع خلقيدونية فى مدينة خلقيدونية بجوار مدينة اسطنبول حالياً فى تركيا – للأسف كان به مجموعة من الدسائس السياسية وتدخلت السياسة فى الدين، المجمع انعقد ليناقش قضايا لاهوتية “الكنيسة الأرثوذكسية لا تؤمن بهذا المجمع، ولكنها تؤمن بالثلاث مجامع الأولى ( نقية – القسطنطينة -أفسس)، الذى تدخلت فيه ثلاثة عوامل، هي:
الخلاف السياسى، روما والإسكندرية والقسطنطينية وأنطاكية.
اللغة Terminology، بعض التعابير باللغة اليونانية لم تكن مفهومة جيدًا.
العظمة وإحساس الإنسان بذاته EGO، «الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات.” (مت 18: 3).
جاء مجمع خلقيدونية بعد أن عاشت الكنيسة واحدة تقريباً خمسة قرون من الزمان واحدة شرقاً و غرباً.
نتج عن مجمع خلقيدونية انشقاق الكنيسة، فصارت الإسكندرية وأنطاكية التى “الكنيسة السريانية” هم الأرثوذكس، وروما عاصمة ايطاليا حالياً والقسطنطينية عاصمة تركيا حالياً هم الكاثوليك…هذا أول انقسام خطير حدث فى الكنيسة.
مازالت الكنيسة تعانى من هذا الانشقاق ..لذلك تصلى الكنيسة “لتقضِ اقتراقات الكنيسة”
قصة:- من هو أعظم فى ملكوت السموات؟، التلاميذ تحاجوا في الطريق فيمن هو أعظم، التلاميذ تقدموا وسألوا يسوع من هو أعظم في ملكوت السموات؟ أقام السيد المسيح طفل فى الوسط وقال: «الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات “(مت 18: 3)أن لم ترجعوا للروح البريئة والحياة النقية لم تتدخلوا ملكوت السموات.
المؤهل الأول للملكوت إنكار الذات…” إن أراد أحد أن يأتي ورائى، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني.” (لو 9: 23).
فى القرن الحادى عشر انفصلت القسطنطينية عن روما، لأن روما أضافت كلمة “والابن” فى قانون الإيمان، وهذا انفصال ثانى للكنيسة لقانون الإيمان الذى عرفته كنائس العالم.
فى القرن السادس عشر ظهر الانشقاق البروستانتى من روما “مارتن لوثر”.
وأيضًا فى القرن السادس عشر حدث انشقاق أنجليكانى فى انجلترا.. وانتج كنيسة جديدة الكنيسة الانجليكانية “Church of England ” ملك انجلترا الحالى رئيس الكنيسة، والملكة اليزابيث كانت رئيسة الكنيسة.
صارت هناك أربعة تجمعات كبيرة في العالم، بينما يقول السيد المسيح “ليكون الجميع واحداً، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدا فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني. وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ” (يو ١٧: ٢١، ٢٢).
شهوة قلب المسيح أن كنيسته تكون كنيسة واحدة.
فى رسامات الآباء البطاركة يتم قراءة الكتاب المقدس الأصحاح العاشر من إنجيل يوحنا ” الراعى الصالح “أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف… وتكون رعية واحدة وراع واحد”
نصلى ونأمل لكى تعود كنيسة الله .. كنيسة واحدة.
فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين ظهرت الفلسفات الصعبة، مثال فلسفة “كارل ماركس” فلسفة شيوعية، وقال: “الدين أفيون الشعوب”..أيضاً ظهور الوجديون الذين يؤمنون بالوجود الأرضى فقط والله غير موجود، قالوا “من الخير إلا يكون الله موجود”، ظهرت فلسفات آخرى، وقالت:” لقد مات الله!” شكل من أشكال الألحاد.
بالرغم من وجود انقسامات متتالية فى كنائس العالم إلا أنه تواجد عوامل مشتركة:
كل كنائس العالم تؤمن بالمسيح الواحد.
كل كنائس العالم لديها الكتاب المقدس ” Holy Bible”
كل كنائس العالم تسعى من أجل الملكوت السماوى.
لتقضِ اقتراقات الكنيسة هذه مسؤليتنا جمعياً ..نحن نعرف أن وحدة الكنائس تقوم على الإيمان رب واحد .. إيمان واحد .. معمودية واحدة.
فى سنة 1945م انتهاء الحرب العالمية الثانية الذى مات بها ملايين، أرض المعركة كانت أوروبا ولكنها امتددت لمصر وليبيا واليابان.
بدأت جهود الكنيسة من أجل وحدة الإيمان، عندما نشأت مجالس الكنائس:
فى سنة ١٩٤٨م تأسس مجلس كنائس العالم WCC، ومقره يوجد في چنيڤ، والكنيسة القبطية هي أول مَنْ شاركت فيه، ويضم معظم كنائس العالم حالياً، وهذا المجلس لا يناقش العقيدة واللاهوت، ولكنه يهتم بالمشاركة والتعاون على المستوى الاجتماعي بين كنائس العالم، نحن نشارك ونيافة الأنبا توماس مطران القوصية هو ممثلنا فى اللجنة المركزية بهذا المجلس، كل 7 سنوات يتم عمل جمعية عامة.
كلمة مجلس تختلف عن كلمة مجمع ؟
المجمع المسكونية قرارته مُلزِمة للكنائس ، لأنه يدرس قضايا لاهوتيه. أما المجلس المسكونية قراراته غير مُلزِمة للكنائس لأنه لايدرس قضايا لاهوتيه .. هو يدرس قضايا التعاون والموضوعات الاجتناعية بصورة أصيله.
في سنة ١٩٧٤ م تأسس مجلس كنائس الشرق الأوسط في لبنان لكل كنائس الشرق الأوسط، وتعب في تأسيسه المتنيح نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات الذي استشهد في حادثة اغتيال الرئيس السادات.
فى سنة ١٩٧٥م نقل المجلس مقره من لبنان إلى قبرص، حتى انتهت الحرب الأهلية 1990 في لبنان وعاد مرة أخرى إلى بيروت.
فى سنة 2022م العام الماضي استضفنا الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأول مرة في تاريخ المجلس.
مُنذ ما يقرب من عشر سنوات أو اثنى عشر سنة تأسس مجلس كنائس مصر ، ويتكون من خمسة أعضاء، هم: الأقباط الأرثوذكس، والجريك الأرثوذكس، والكاثوليك، والبروستانت، والأنجليكان، وهذا المجلس لا زال ناشئًا.
-نحن أيضاً أعضاء فى مجلس كل أفريقيا The All Africa Conference of Churches (AACC) ، ومقره فى كينيا، والكنيسة القبطية هى نائب رئيس المجلس.
كنيستنا تشارك فى هذه المجالس ولها دور عملى فيها من أجل عودة الكنيسة الواحدة التى يريدها السيد المسيح مننا.
أكثر خطية تُغضب قلب الله هى الانقسام والتحزب.
أننا ككنيسة قبطية نؤمن بأن وحدة كنائس العالم تمر بأربعة خطوات، متمثلة فى أضلاع الصليب:-
الخطوة الأولى، وتُمثل الضلع الرأسي السفلي من الصليب.. “إقامة علاقات محبة مع جميع كنائس العالم” ، “بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا” (يو ١٥: ١٧)، “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ” (مت ٥: ٤٤)، وأن نُظهر عمل المحبة، وأن نفتخر بأننا كنيسة راسخة وثابتة وقوية، لذلك نحن نستقبل أى أحد من كنائس العالم.
الخطوة الثانية، وتُمثل الضلع الجانبى من الصليب.. “الدراسة المتخصصة لكل كنائس العالم”، وينبغي أن يكون لدينا متخصصين لدراسة الكنائس الأخرى نفهم تاريخ الكنيسة والعقائد والثقافة والتقاليد الخاص بهم، هم يدرسوا الكنيسة القبطية جيداً.، كالكنيسة السريانية والأرمينية والروسية والهندية، وأن يكون لدينا الدارسين المتخصصين لنفهم عقيدتهم وثقافتهم وتقاليدهم، وبالفعل كنيستنا أرسلت طلبة في منح دراسية خارج مصر، مثل روسيا وأثينا وانجلترا. .. أوجه نداء لكل أولادنا وبناتنا والدراسين أرجوكم ادرسوا هذه الكنائس بدراسة متخصصة، بالفعل نرسل أشخاص فى منح دراسية Scholarships لخارج مصر.. لدينا راهبين للدراسة فى روسيا، راهبين يدرسوا فى أثينا، راهب يدرس فى انجلترا.
الخطوة الثالثة، وتُمثل الضلع الجانبى الآخر من الصليب.. “إقامة حوارات لاهوتية”، وأن نشرح إيماننا وتاريخه وكذلك الكنيسة، ولآخر بالمثل، وتوجد حوارات بالفعل، والتي بدأت منذ أيام البابا كيرلس السادس، والأنبا صموئيل المتنيح، والأنبا غريغوريوس المتنيح، والأنبا بيشوى المتنيح، وحالياً الأنبا كيرلس الأسقف العام فى لوس أنجلوس، وأنبا برنابا فى ايطاليا، وهذه الخطوة تبدأ بعد الخطوتين السابقتين. .. “تكلم حتى آرائك”
الخطوة الرابعة، وتُمثل الضلع الرأسى الأعلى من الصليب.. “الصلاة” ، “لتنقضِ افتراقات الكنيسة”، الصلاة من أجل وحدة الكنيسة، ولذلك تُعقد صلوات مسكونية بعيدة عن الأسرار والصلوات اللتوريجيا.
كنيستنا مثل الجبل عمرها 2000 سنة، كنيسة راسخة ثابتة قوية… يكفى أن نقول أننا أولاد البابا كيرلس عمود الدين، وأولاد البابا أثناسيوس الرسولى.
من 2000 كتب بولس الرسول عبارة ” ماران أثا” ربنا يسوع المسيح منتظر أن نكون واحد.
دور كنيستنا القبطية كالتالى:
لدينا مشاركة فى جميع مجالس العالم، وفى وقت من الأوقات كان البابا شنودة الثالث وصل لرئاسة مجلس الكنائس العالم.
نتبادل الزيارات، مثال أول زيارة بين البابا القبطى وبابا روما سنة 1973م زيارة البابا شنوده لأول مرة للكنيسة الكاثوليكية في روما، وفى هذا احتفلنا بمرور 50 عام على هذه الزيارة وذهبت إلى روما وألقطت الكنيسة القبطية كلمة من ساحة القديس بطرس، وزٌرت الفاتيكان، وروسيا وتقابلت مع البطريرك كيريل، واليونان وأرمنيا وتقابلت مع البطاركة، وكذلك استقبلنا كاردينال النمسا وبطريرك إثيوبيا.
توجد حوارات مع كنائس كثيرة، مثل الكنيسة الكاثوليكية والروسية.. مُنذ عامين ندرس مع الكاثوليك سر الزيجة لم نصل إلى شىء.
أسبوع الصلاة العالمي في مصر، لكى نقترب من بعض جميعًا.
السيد المسيح علمنا نحب كل الناس .. لا يوجد شخص بعيد عن محبة المسيح، نصلى من أجل عودة وحدة الكنيسة الذى تفرح قلب المسيح.
الوحدانية مهم جداً لأنها خطية تغضب قلب الله..فى البيت أو الخدمة أو الكنيسة.
معظم الانشقاقات تنشأ من داخل الإنسان وذاته، لذلك فى هذه العلاقات ينبغى أن نضع “لتنقضِ افتراقات الكنيسة” فى صلواتنا الخاصة.
أيها الحبيب..أيتها الأخت المباركة من فضلك أنتبه لنفسك وحافظ على وحدانية البيت والكنيسة والمجتمع.
ربنا يحفظكم ويبارك حياتكم.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
This page is also available in: English