الكنيسة القبطية، كنيسة تشعر باحتياجات أبنائها على مر العصور، فعندما رأى الآباء الرسل احتياج الشعب لخدمة الموائد، أقاموا شمامسة للخدمة، وعندما ظهرت مشكلة التهود وكادت تقسم المجتمع الكنسي حينها، أقاموا مجمع أورشليم لحل المشكلة من جذورها، واستمرت كنيستنا حتى عصرنا الحالي تعمل لأجل أبنائها.
وبمرور الوقت ظهر الاحتياج الشديد لتعليم الصغار -في بداية القرن الماضي- فأقامت كنيستنا فصول مدارس الأحد.
ومع ظهور الاحتياج للخدمات الأكاديمية المتخصصة، أقامت كنيستنا أسقفية للتعليم وأخرى للبحث العلمي. ثم رأت كثيرًا من أبنائها في احتياج للمساندة فأقامت من أجلهم أسقفية الخدمات. وهكذا ومازالت كنيستنا من جيل إلى جيل تفكر في احتياجات أبنائها وتحاول سد احتياجاتهم بأفضل الطرق.
واليوم . . . لاح في الأفق احتياج آخر لشريحة كبيرة من أبنائها -وبمحبتها المشهودة ومبادرتها المعروفة- سارعت في تسديد هذا الاحتياج، فبعد انتشار كنيستنا في عدد كبير من دول العالم، وبعد أن أصبح لها تاريخ طويل خارج مصر وتأسست كنائس وإيبارشيات كثيرة، وصار الأقباط في الخارج من الجيل الأول والثاني والثالث وأحيانًا الرابع على مدار حوالى 60 عامًا، اشتاق الكثير منهم لزيارة مصر البلد الأم، بلد مارمرقس الرسول وكنيستنا الأم، وبالفعل تعددت الزيارات من خلال الكنائس والإيبارشيات المختلفة من الخارج، ثم توافدت مجموعات شبابية صغيرة على مصر وقدمت خدمات بسيطة، بعضها تعليمية وصحية أو اجتماعية، وغيرها من الخدمات التي صارت مصدر فرح لكل من اشترك بها، وبدأ الجميع والشباب خاصة يفرحون بتنظيم رحلات إلى مصر تتضمن خدمات مختلفة…
وفي عام 2018م أقمنا ملتقى للشباب على مستوى العالم، وفي نهاية الملتقى طالبني الشباب أن يزوروا مصر مرة أخرى في السنة التالية، وقد حققنا لهم هذا الطلب في صورة أسبوع للخدمة، وكم كانت كل أيام أسبوع الخدمة مفرحة، بما تضمنها من خدمة للأطفال والمسنين والملاجئ والمرضى واللاجئين في مناطق ريفية وصحراوية وحضرية.
وتكرر نفس الأمر في ملتقى شباب العالم عام 2022م. فعندما عاد الشباب إلى إيبارشياتهم، شجع عدد كبير منهم أصدقاء جدد وآخرين على فكرة أسبوع الخدمة في مصر، وصارت هناك مجموعات من إيبارشيات متعددة تنظم أسابيع خدمة مختلفة، فظهر الاحتياج لتنظيم هذه الخدمة المتنامية بشكل سريع.
لذا رأينا أن هناك احتياجًا شديدًا لتأسيس مكتب هدفه تنظيم الخدمة بين الداخل والخارج، مكتب يمثل جسرًا للتواصل بين أبناء الكنيسة القبطية في الخارج، وبين المناطق المحتاجة للخدمة في الداخل، فهذا المكتب يعتبر بمثابة أيادي شباب المهجر تمسك في يد المسيح، الذي يمسك بيده الأخرى الفئات الأكثر احتياجًا داخل مصر، ويعد هذا المكتب أحد خدمات اللجنة المجمعية لشؤون المهجر بالمجمع المقدس، ومقر هذا المكتب في البطريركية بالقاهرة، باسم HIGH وهو اختصار باللغة الإنجليزية لعبارة Hands in God’s Hand.
يتكون المكتب من ثلاث مجموعات
مجموعة العمل خارج مصر
وهي مجموعة مكونة من أب كاهن وخادم من كل قارة، ويعتبروا بمثابة حلقة الوصل بين المكتب في القاهرة وبين مجموعات الخدمة بكل قارة ودورهم يتلخص في:
1- التواصل مع المكتب الدائم في القاهرة -من خلال مسؤول القارة- والمشاركة في إعداد برنامج متوازن يناسب كل مجموعة من خلال تحديد الخدمة حسب العدد والمدة وتوقيت الزيارة والفئة المستهدفة من الخدمة (يتم ملء استمارة لتحديد كافة تلك النقاط).
2- المشاركة في وضع برامج خدمة متخصصة بحسب الاحتياج لكل مجموعة يشترك بها الأقباط من خارج مصر، ومعرفة احتياج كل مجموعة وهدفها وأحلامها.
3- تشجيع الإيبارشيات خارج مصر على التمتع بالخدمة داخل مصر ودراسة احتياجات الشباب في الخارج لإقامة خدمات متخصصة.
مكتب التنسيق بالبطريركية
خدام المكتب الدائم وعددهم حوالي 5 مقيمين في مصر، للتنسيق بين المجموعات المسؤولة عن الخدمة وأماكن خدمتهم ودورهم هو:
1- يقوم المكتب بجمع احتياجات عن الأماكن الأكثر احتياجًا للخدمة وتوزيع المجموعات عليها دون تكرار.
2- يعتبر المكتب قناة تواصل بين مجموعات الخدام من خارج مصر والمخدومين من داخل مصر.
3- يقوم المكتب بوضع خطط مقترحة لبرامج متكاملة للمجموعات المشاركة في أسابيع الخدمة، على أن يكون البرنامج متوازنًا، يجمع ما بين الجانب الروحي والترفيهي والسياحي وزيارات الأديرة فيكون برنامجًا متكاملاً مشبعًا للمشاركين.
4- متابعة الخدمة وتنظيم العمل بين أعضاء المكتب ومجموعات الخدمة ولضمان الجودة.
5- تنسيق مبادرات تخدم أبناء الكنيسة في الداخل مثل (برامج تعليم الأطفال – مساعدة أطفال – برامج الصداقة بين الشباب الجامعي لمواصلة الدراسة – برامج مساعدة المؤسسات في البناء أو التعليم أو المشاريع الصغيرة أو القوافل الطبية وغيرها).
6- متابعة العمل من خلال تقارير دورية مع الشباب المشارك بعد العودة إلى إيبارشياتهم.
مجموعة العمل داخل مصر
هم مجموعة مكونة من كاهن أو خادم ينوب عن كل منطقة أو إيبارشية أو قطاع داخل مصر، يفرح باستضافة مجموعات الخدمة، سبق وأن تقدم بطلب لاستضافة مجموعات الخدمة، وقام بملء استمارة طلب الخدمة، وتوفير كافة البيانات اللازمة عن الرعية بمنطقة خدمته، ودوره عبارة عن:
1- جمع البيانات للكنائس الأكثر احتياجًا في مصر وتحليلها، للعمل على تغطيتها وتسديد احتياجاتها.
2- إعداد برامج تنموية في كافة المجالات التعليمية والصحية والمشاريع الصغيرة التي تناسب كل منطقة رعوية.
3- توفير بيانات لأماكن الاستضافة داخل الإيبارشيات تستخدمها مجموعات الخدمة أثناء تواجدهم بمصر.
بعض أمثلة لخدمات المكتب
خدمة القرى: تقديم خدمات تعليمية- رعاية صحية- مشروعات تنموية صغيرة- وزيارة بعض المنازل لنوال البركة والتعزية.
خدمة الزيارات: تنظيم زيارات لفئات مختلفة مثل الملاجئ – دور المسنين- ذوي الاحتياجات الخاصة- وبعض المشردين.
خدمة زواج البنات: مساعدة عدد كبير من البنات في مراحل الزواج وذلك من خلال توفير بعض الاحتياجات الأساسية لهن.
خدمة تعليم الأطفال: مساعدة الأسرة داخل مصر في استمرار تعليم أبنائهم، والمشاركة في تحمل جزء من تكلفة العملية التعليمية، خلال مساعدة شهرية لمدة 15 سنة تقريبًا وهي سنوات المرحلة التعليمية في مصر.
خدمة المشروعات: مساعدة بعض الأسر في تحسين وضعهم الاقتصادي عن طريق المساهمة في إنشاء مشروع تنموي صغير يناسب أفراد الأسرة.
خدمة Friends: إتاحة الفرصة لطلبة المرحلة الجامعية من داخل وخارج مصر للتواصل مع بعضهم بحسب كلياتهم مع إتاحة بعض المساعدات المالية.
نرجو من إلهنا الصالح أن تجد هذه الفكرة طريقها إلى أرض الواقع وتكون ذات فائدة مزدوجة لقطاعات الخدام والشباب في مصر وفي المهجر…