ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة الشهيد مار جرجس والقديس الأنبا أبرآم، هليوبوليس، مصر الجديدة، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية والموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وقدم قداسته التعزية في الرهبان الثلاثة الذين استشهدوا في جنوب إفريقيا أمس، مشيرًا إلى أنه يتابع الأمور الخاصة بهذا الموضوع لحظة بلحظة، مقدمًا التعزية لأسرهم وللكنيسة في جنوب إفريقيا.
واستضاف الاجتماع اليوم الأول لأسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيين الذي ينظمه مجلس كنائس الشرق الأوسط، المقام تحت شعار “تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ.” (تث ٦: ٥) بحضور رؤساء وممثلي الكنائس الأعضاء في المجلس، الذين رحب بهم قداسة البابا قبل بدء العظة.
وألقى ممثلو الكنائس كلمات وتمت تلاوة مجموعة من النصوص الكتابية والتسابيح والصلوات الكنسية والصلاة الربيِّة بعدة لغات.
واختتمت الكلمات بكلمة قداسة البابا التي حملت عنوان “مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟” (مر ١٠: ١٧)، وأشار إلى علامات الصوم الثلاثة: الصدقة (الرحمة) والصلاة (الخلوة) والصوم (التوبة)، حتى ننال الحياة الأبدية، وتناول آيتيْن من الرسالة الأولى لمعلمنا بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس في الأصحاح الأول، وهما: “وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ. الأُمُورُ الَّتِي إِذْ زَاغَ قَوْمٌ عَنْهَا، انْحَرَفُوا إِلَى كَلاَمٍ بَاطِل” (١تي ١: ٥، ٦)، وأشار إلى أن غاية وصية الكتاب المقدس لتكون معالم سلوكنا ونرث الحياة الأبدية، من خلال:
١- المحبة من قلب طاهر:
تنطلق المحبة الحقيقية من القلب الطاهر في صورة الفعل والعمل، وأن يُقدم هذا القلب التوبة باستمرار، ولا يكتفي بالعبادات الشكلية، “مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ” (أف ٥: ١٦)، وفي فترة الصوم ندخل المخدع للصلاة، ونغلق الباب (الفم)، لننفرد بالله في خلوة.
٢- ضمير صالح:
الضمير الحيّ والمستيقظ يرشد الإنسان، فعندما نحصل على نعمة الروح القدس نصير شديدي الحساسية، والضمير هو أحد موجودات الله فينا، فنقدم أعمالنا بضمير صالحًا لارتباطه بالكلمة المقدسة، “قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي” (مز ٥١: ١٠).
٣- إيمان بلا رياء:
هي طاقة الإيمان التي منحها الله فينا، والثقة في عمل الله في الأزمات، فإن الله محب البشر وصانع الخيرات وهو ضابط الكل، وكل شيء في الخليقة تتم بمعرفته وقوته، لذلك يجب أن يكون إيماننا راسخًا وثابتًا.
وأوصى قداسة البابا أن نجعل هذه العناصر الثلاثة محور تأملنا في فترة الصوم، لكي نرث الحياة الأبدية.
ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟
عظة الأربعاء 13-3-2023
كنيسة مارجرس والأنبا ابرام هليوبوليس – القاهرة
بسم الآب والابن والروح القدس
فى البداية أيها الأحباء نرحب بكل أخواتنا من جميع الكنائس المسيحية هنا فى مصر بحضورهم ومشاركتهم فى افتتاح اسبوع الصلاة العالمى، والذى نشترك فيه ككنائس ونرفع قلوبنا لله لعلة يتحنن علينا ويعطينا من نعمه أكثر وأكثر.
أيضاً أود أن اشكر كل الذين تكلموا وقدموا كلمات فى البداية أبونا سرجيوس عن الآباء الكهنة فى هذه الكنيسة المقدسة وأيضاً الاستاذ الدكتور ميشيل عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط ، واحتفال المجلس فى الشرق الأوسط بنصف قرن من العمل والخدمة معاً، وأيضاً جناب القس يشوع يعقوب الأمين العام لمجلس كنائس مصر، وأيضاَ نحتفل بالمجلس فى عامه الحادى عشر .
نشكر الله على نعمه الكثيرة وباسم كل الأحبار الأجلاء والأباء الكهنة فى الكنيسة القبطية نرحب بضيوفنا الكرام وحضورهم معاً فى هذا الأسبوع.
أود أن أهنئكم جميعاً بالصوم الكبير، وفترة الصوم هى الفترة المقدسة نتمتع ونخزن فيها الخزين الروحى الذى يساعد خلال السنة.
كما سمعنا فى إنجيل قداس الرفاع يضع أمامنا ثلاث نقاط رئيسية “الصدقة والصلاة والصوم”
“وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية”(مت 6: 6)
الصدقة : هى الرحمة
الصلاة : هى الخلوة
الصوم : هو التوبة
علامات الصوم هى الرحمة واالخلوة والتوبة…حتى ننعم باحتفالنا بعيد القيامة المجيد
أيضاً يا أخواتى الأحباب يعز علينا أن نودع أبناءنا الرهبان الذين قتلوا واستشهدوا فى ديرنا القبطى فى جنوب افريقيا فى جوهانسبرج .. لنا دير اسمه مارمرقس الرسول والقديس الأنبا صموئيل المعترف هو الدير الوحيد لنا فى الكنيسة القبطية على هذا الاسم مُنذ تأسيسه عام 2007بيد نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس مطران جنوب افريقيا الله يعطيه الصحة ويعافية من الاتعاب، تأسس الدير فى زمن البابا شنودة الثالث ثم اعترفنا بالدير فى 2013 صار ديرمن الأديرة القبطية خارج مصر، بدأنا فى ارسال بعض الرهبان من أجل تعميره من ضمنهم أبونا تكلا الصموئيلى الذى استشهد مع أخويه الراهبين أبونا يسطس افا ماركوس وأبونا مينا مينا افا ماركوس .. حتى الأن التحقيقات والنيابة فى افريقيا تقوم بدورها هو حادث أو جريمة أو اعتداد اجرامى تم تفاصيله لم تحدد حتى الآن، لذلك لا تستمعوا إلى ما يقال من أى مصدر، عندما نتأكد من شىء نصدر بيان من الكنيسة.
أشكر المؤسسات فى مصر .. المؤسسات الاسلامية والمسيحية التى قدمت لنا برقيات تعزية أو رسائل تعزية أو اصدرت بيانات للتعزية أو لإدانة الحادث، أيضاً بأشكر وزارة الخارجية المصرية لمتابعتها المستمرة للحادث وأيضاً سفيرنا أحمد الفضالى فى جنوب افريقيا الذى يتواجد من اللحظات الأولى للحادث متواجد ومتفاعل مع الآباء ويسهل كل الأمور.
حتى الآن لم يتحدد موعد جناز الرهبان الثلاثة وفى الأغلب سيتم دهنهم هنا فى مصر فى أحد الأديرة، أنتم تعلمون أن الراهب بيدفن فى ديره.
نعزى أسر الرهبان الذين استشهدوا ونعزى الكنيسة هناك ونعزى أنفسنا، والراهب أساساعند رهبنته نصلى عليه صلاة الراقدين واللون الأسود الذى نرتديه رمز لتراب الأرض.
الله سمح بهذا استشهادهم لكى ما ينالوا إكليل الاستشهاد إلى جانب إكليل الرهبنة.
ربنا يعزينا كلنا فى الكنيسة بالطبع حادث مؤلم جداً وفى حياتنا نشكر الله على كل حال وفى كل حال ونتابع الموقف، وهناك بعض الآباء الأساقفة سيسافروا إلى هناك، قبل الاجتماع تحدثت إلى بعضهم.
كلفنا أبونا من امريكا كان يخدم فى افريقيا مٌنذ 15 عام، كلفناه يذهب إلى جوهانسبرج سيصل اليوم أو غداً ونتواصل لنتابع الموقف لنعرف المزيد من التفاصيل ونعلنها على الفور..صلوا واذكروا هؤلاء الآباء أبونا تكلا الصموئيلى كان يزور مصر من شهر وهو أقدم راهب هناك ووكيل المطرانية هناك، أبونا مينا وأبونا يسطس والرهبان الجدد فى هذا الدير العامر .
صلوا من أجل سلام المكان واستقرار المكان ومن أجل التعزية لكل الأحباب أخوتهم فى الخدمة ولذويهم وأهلهم هنا فى مصر.
نهنأ مجلس الكنائس الشرق الأوسط بمرور ٥٠ سنة على تأسيس العمل في الشرق الأوسط وهي فترة شهدت عملاً وإنجازات كثيرة وعمل كبير كما أشار دكتور ميشيل و الدكتور جرجس صالح، نحن استضفنا لأول مرة الجمعية العامة هنا في مصر عام ٢٠٢٢ مٌنذ تأسيس المجلس سنة 1974
أسبوع الصلاة الذى نفتتحه اليوم يتحدث عن السؤال “ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟” (مر ١٠: ١٧)
يجب أن ننشغل بهذا السؤال خلال فترة الصوم المقدس “ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟” (مر ١٠: ١٧)، وليس ماذا افعل لأرث فى الأرض، لأن كل ما فى الأرض يذهب إلى التراب.
نحن على الأرض نفكر فى الحياة الأبدية وهذه قيمة الإنسان وقيمة حياته.. لذلك نتأمل الليلة فى آيتيْن لتوضح معالم سلوكنا لكى نعيش “ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟”
الآيه الأولى من الرسالة الأولى لمعلمنا بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس في الأصحاح الأول، كأنه يستودع فى تلميذه الفكر الروحى الأصيل لحياة الإنسان وهما: “وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر، وضمير صالح، وإيمان بلا رياء، الأمور التى إذ زاغ قوم عنها، انحرفوا إلى كلام باطل” (١تي ١: ٥، ٦)
حياة الإنسان بدون هدف حياته ناقصه.
أن غاية وصية الكتاب المقدس لتكون معالم سلوكنا ونرث الحياة الأبدية
١– المحبة من قلب طاهر: القلب لا أحد يراه غير الله، وهو الذى يعرف ما تخفيه من عشرات السنين .. متى تنقى قلبك؟ لكى تنطلق المحبة الحقيقية من القلب الطاهر في صورة الفعل والعمل، والقلب الطاهر هو الذى يٌقدم توبة باستمرا، فى الموعظة على الجبل “طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله.” (مت 5: 8) نقاوة القلب هى الذى تعطى الإمكانية لكى ارى الله ويكون لنا مكان فى السماء، “ مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة. ” (أف ٥: ١٦)، لا أحد يعلم متى تنتهى أيامه على الأرض وأمامنا مثال الآباء الرهبان الذين استشهدوا فى جنوب افريقيا، لذلك يا أخوتى الأحباء غاية الوصية تبدأ من قلب طاهر، ولا تكتفى بالعبادات الشكلية وفي أحد الرفاع فى فترة الصوم ندخل المخدع للصلاة، ونغلق الباب (الفم)، وظيفة الفم الكلام والطعام لذلك فى فترة الصوم الانقطاعى لننفرد بالله فى الخلوة.فى الصوم الكبير فى بعض الأديرة وبيوت المكرسات لاتوجد هواتف.
٢– ضمير صالح: هل ضميرك صالح ومستيقظ، الضمير الحيّ والمستيقظ يرشد الإنسان، فعندما نحصل على نعمة الروح القدس نصير شديدي الحساسية، والضمير هو أحد موجودات الله فينا،عندما نأخذ الروح القدس يصير الضمير أكثر حساسية فنقدم فى أعمالنا بضمير صالحاً لارتباطه بالكلمة المقدسة لكى يكون ضمير منتبه ضميرك فى العمل والخدمة، “قلبا نقيا اخلق فى يا الله، وروحا مستقيما جدد في داخلى ” (مز ٥١: ١٠) صلى باستمرار لكى يعطيك الله ضمير صالح. ممتلىء بالحكمة والمحبة..ويكون غاية الوصية محبة من قلب طاهر و ضمير صالح ويكملها الخيط المثلوث لا ينقطع سريعا.” (جا 4: 12) إيمان بلا رياء.
٣– إيمان بلا رياء: هي طاقة الإيمان التي منحها الله فينا، والثقة في عمل الله في الأزمات والضيقات والأحداث.. أنا واثق يارب أن يديك ممدوة فى الأحداث وتعمل معى، فإن الله محب البشر وصانع الخيرات وهو ضابط الكل، وكل شيء في الخليقة تتم بمعرفته وقوتهالمجرات والكواكب والمجموعة الشمسية و الأشياء الضخمة الله ضابطها…دوران الأرض، دوران الشمس، أصغر خلية فى أجسمنا مضبوطة، لذلك يجب أن يكون إيماننا راسخًا وثابتًا.
يجب أن نجعل هذه العناصر الثلاثة محور تأملنا فى فترة الصوم، لكي نرث الحياة الأبدية.
غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر، وضمير صالح، وإيمان بلا رياء، الأمور التى إذ زاغ قوم عنها، انحرفوا إلى كلام باطل” (١تي ١: ٥، ٦)
ربنا يحفظكم ودائماً فى نقاوة القلب والضمير الصالح والإيمان الذى بلارياء يحفظكم المسيح ويبارك أيام حياتكم فى الأصوام ويبارك كل الأحباء الذين اشتركوا معاً فى هذه الليلة المباركة
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
This page is also available in: English