ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالقاهرة، دون حضور شعبي، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية والموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
بدأ قداسته سلسلة عظات جديدة تحت عنوان “طرق تقديم المحبة والمساندة” وذلك من خلال ربطها بآحاد الصوم المقدس، وأشار إلى سمات المحبة كالتالي:
١- هي جوهر طبيعة الله وكيانه.
٢- هي أسمى المشاعر الإنسانية.
٣- هي طريق القداسة وتستمر مع الإنسان على الأرض وتستمر معه حتى عند وجوده في السماء، “أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ” (١ كو ١٣: ١٣).
٤- اقتنائها يُشكل رصيد الإنسان في السماء، “لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!” (١ يو ٣: ١٨).
ولفت قداسة البابا إلى أن تعريف “المحبة” هو: الخروج من النفس إلى الله ولكل الناس.
وأضاف قداسته أن طرق المحبة يسميها العالم “لغات تقديم المحبة”، وهي:
١- الهدايا: دون النظر إلى حجمها أو قيمتها، وتقديمها بصورة مفاجئة.
٢- الخدمة والمساعدة: تُقدم على خلفية الواقع والحقيقة، وليس للتفاخر والمظهر.
٣- الوقت: هو أغلى شيء يُقدم للآخر، لأنه عطية لا يمكن تعويضها.
٤- اللمسات الرقيقة: هو التلامس الجسدي النقي، مثال حضن الأم لابنتها أو ابنها.
٥- الحوار: هو سماع وفهم الآخر لاستيعاب مقاصده، من خلال التشجيع والتقدير ونظرات العين.
وأوضح قداسة البابا أنه سيتناول بالشرح هذه اللغات وتطبيقها من خلال أحداث مشهد إنجيل قداس يوم الأحد من كل أسبوع في الصوم المقدس، وتابع حديثه عن اللغات الخمس من خلال مشاهد عامة في الكتاب المقدس، كالتالي:
١- اللمسات الرقيقة: من خلال مشهد شفاء الأبرص، “فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلًا لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!». فَلِلْوَقْتِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ وَطَهَرَ” (مر ١: ٤٠ – ٤٢)، فالمريض يحتاج إلى لمسة الحنان والمساندة والحب، وكذلك كل إنسان، مع مراعاة آداب سلوك المجتمع.
٢- لغة الحوار: من خلال سؤال السيد المسيح لتلاميذه “«مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟». قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟»” (مت ١٦: ١٣، ١٥)، فأجابه بطرس “«أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!»” (مت ١٦: ١٦)، وقال له السيد المسيح “«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. “وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي” (مت ١٦: ١٧، ١٨)، فالحوار به استماع ومناقشة وابتسامة تستقبل الكلام، لأن الكلام ينقل الأفكار، والفنون تنقل المشاعر، ككتابة قصائد الشعر، وهذا هو الحوار الناجح أنه يقوم على أرضية المحبة.
٣- الوقت: من خلال مشهد تجسد السيد المسيح على الأرض وصلبه ثم قيامته، “أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى” (يو ١٣: ١)، وهذا الوقت الذي قضاه السيد المسيح على الأرض هو الإناء الذي يحمل حب المسيح، فالوقت الجيد هو الوقت الخاص لتقديم محبة الاهتمام الشديد للآخر، مثل افتقاد الأب الكاهن للشعب.
٤- الخدمة والمساعدة: من خلال مشهد غسل السيد المسيح لأرجل التلاميذ، “قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا… وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا” (يو ١٣: ٤، ٥)، “فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ… كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»” (مت ٢٠: ٢٥ – ٢٨)، فالخدمة تُقدم بدون طلب على المستوى الأسري والاجتماعي، وهي لغة في استطاعة كل إنسان مهما كان بسيطًا.
٥- الهدايا: من خلال مشهد الصليب، “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ” (يو ١٥: ١٣)، “قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ” (يو ١٩: ٣٠)، فالهدية والعمل الخلاصي الذي قدمه السيد المسيح في أجمل صورة من أجل فداء الإنسان، لذلك الهدية يجب أن تحمل مشاعر حتى وإن كانت بسيطة، ويجب أن يكون الإنسان على يقين أن الآخر سيفرح بها.
ومن المقرر أن يلقي قداسة البابا عظة الأربعاء في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالقاهرة طوال الصوم الأربعيني المقدس، بدون حضور شعبي.
طرق تقديم المحبة والمساندة
عظة الأربعاء 20-3-2023
كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس- بالمقر البابوى – الكاتدرائية المرقسية
بسم الآب والابن والروح القدس
نتأمل فى رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس الذى يتميز بأنه 13 أصحاح
“إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن.
وإن كانت لي نبوة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال، ولكن ليس لي محبة، فلست شيئا.
وإن أطعمت كل أموالي، وإن سلمت جسدي حتى أحترق، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئا.
المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ،
ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السوء،
ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق،
وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء.
المحبة لا تسقط أبدا. وأما النبوات فستبطل، والألسنة فستنتهي، والعلم فسيبطل.
لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ بعض التنبؤ.
ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض.
لما كنت طفلا كطفل كنت أتكلم، وكطفل كنت أفطن، وكطفل كنت أفتكر. ولكن لما صرت رجلا أبطلت ما للطفل.
فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغز، لكن حينئذ وجها لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عرفت.
أما الآن فيثبت: الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة.”
(1 كو 13: 1- 13)
فى البداية وقبل بداية التأمل و نحن فى بداية الصوم المقدس، نشكر الله كثيراً فى رحيل الآباء الرهبان الثلاثة فى دولة جنوب افريقيا، نشكر ربنا تم الصلاة عليهم فى جنوب افريقيا وهنا فى الكاتدرائية فى القاهرة بالعباسية و أيضاً فى دير الأنبا صموئيل فى مصر، حيث تم دفنهم، ونحن نعرف أن الراهب دائماً يُدفن فى الدير، ولا يدفن فى مقبرة عامة ، بينما فى الطافوس – الذى هو مقبرة الآباء الرهبان- أنا احب ان اشكر كل الذين ساعدوا و شاركوا فى هذا الحادث الأليم، من أجل تضميد الجراح. طبعاً وفد الآباء الأساقفة مع نيافة المطران فى جنوب افريقيا الأنبا انطونيوس مرقص ربنا يعطيه الصحة لأنه بمرض منذ سنتين او اكثر بسبب جلطة وتسببت له فى قصور كبير فى الحالة الصحية، لكن فى الموقف الخير ذهب نيافة الانبا بولس – الأسقف العام بأفريقيا من كينيا و نيافة الانبا جوزيف الاسقف العام لناميبيا و كل توابعها وأيضاً أبونا اليشع رزق من أمريكا و الذى كان يخدم لسنين طويلة بجنوب افريقيا، جلسوا الآباء لوقت طويل و اجتازوا أيام الحادث الأليمة، أيضاً نشكر سلطات جنوب افريقيا التى تقوم بالتحقيق والتى أجلت التحقيقات لمدة لإيجاد مترجم للترجمة للمشتبه فيهم، وبالطبع الاشتباه لا يعنى الادانة، ولكن هذا الاشتباه على ذمة التحقيق. اليوم زارنا سفير جنوب افريقيا بمصر و قدم واجب العزاء باسم الحكومة فى جنوب افريقيا، وكانت فرصة أن نتعرف عليه، ويتعرف هو على الكنيسة القبطية وعلى الاديرة وتاريخها فى مصر.
نصلى أن يكمل الرب عمله فى هذا الحادث، ونطلب صلوات الآباء الذين رحلوا ونطلب شفاعتهم من أجلنا و من أجل الكنيسة كلها وليحفظ الله اديرتنا و آباءنا وكل مكان يرفع فيه اسم الله القدوس.
الصوم الكبير مقسم إلى اسابيع، ينتهى كل اسبوع بيوم الأحد الذى يكون به قصة أو حدث أو معجزة وتكون هى عنوان للاسبوع كله.
احب اتأمل معكم اليوم و إلى انتهاء اسابيع الصوم المقدس فى المحبة و طرق تقديمها من خلال الاسابيع المقدسة، بالطبع الاسابيع متنوعة فى مشاهدها وبما فيها ولكن أريد أن اضع أمامنا كيف تنفتح قلوبنا و نستطيع أن نقدم محبة ونتعلمها من خلال اسابيع الصوم المقدس.
نعرف كلنا أن المحبة هى اسمى المشاعر الانسانية، وكان مدخل الله إلى العالم فى الآية الجميلة المشهورة، “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.” (يو 3: 16).فكانت بداية خلاص الانسان هى المحبة التى احبنا بها الله ، ” نحن نحبه لانه هو احبنا اولا نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا.” (1 يو 4: 19). ، ومحبة الله التى ظهرت فى كل احاث العهد القديم و العهد الجديد كما نراها فى مشاهد واضحة كثيرة ، نسمى هذه المحبة (الله) الله محبة، بمعنى ان المحبة ليست مجرد صفة من صفات الله.. لكن المحبة هى جوهر طبيعته وكيانه.
نسمى محبة الله أنها (الأغابى).
باللغة اليونانية يوجد تقريبا عشرين مفرد لكلمة محبة، كل مفرد منهم له معنى ، اشهرهم ثلاث مفردات ، “الايروس” و هو المحبة الشهوانية، “فلاديلفيا” وهو المحبة الطبيعية، ثم “الاغابى” وهى المحبة الروحانية، وعندما نقول هكذا أحب الله العالم فهذه المحبة السامية أو المحبة الالهية ، ودائماً نعرف أن المحبة هى طريق القداسة ، والمحبة تستمر مع الانسان على الارض و حتى وامتداد وجوده فى السماء، يبطل الايمان و الرجاء فى نهاية حياة الانسان، لكن المحبة تستمر . “أما الآن فيثبت: الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة.” (1 كو 13: 13).
بصورة آخرى المحبة هى تحصيل الإنسان فى حياته اليومية .. كيف يحصل وكيف يكسب هذه المحبة .. وكيف يقتنى هذه المحبة التى تشكل له رصيد وجوده فى السما. “لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!” (١ يو ٣: ١٨).
هل محبتك قليلة ؟ ام كثيرة؟ ما هو شكل عملك على الارض ؟ محصلة هذه الاسئلة هى التى سوف ترسم شكل وجود الانسان فى السما، من أجل هذا وضع لنا القديس يوحنا الحبيب قانون أو مبدأ للحياة فقال: „ نحن لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق” وهذا يعتبر الصيغة العملية للمحبة. لا تتفكروا يا اخوتى أن المحبة مجرد كلمات لطيفة أو كلمات معسولة فقط!
لأ، نحن لا نحب بالكلام ولا باللسان، لكن المحبة تأخذ جانب عملى وحقيقى .
المحبة هى الخروج من النفس، الخروج من النفس لله و للآخر ، نسمع عن واحد كرس نفسه أو كرس عمره من أجل لله، حبا فى الله وحبا فى الآخر والآخر هو كل الناس وهذا هو المعنى العميق للمحبة. احب الفت نظر حضراتكم الى ان هناك كلمات كثيرة تستخدم هذه الايام فى وصف المحبة لا تليق أبداً وليس فيها محبة.
اعرف الصيغة العملية، نحن نحب بالعمل و السلوك و التصرف، وهذا كله يكون على حقيقته.
عندما درسوا موضوع المحبة و هو موضوع انسانى كبير ، وجدوا انه توجد 5 طرق للتعبير عن المحبة، يسمونها احيانا لغات الحب وهناك كتب كثيرة تشرح هذا الموضوع، يستخدمون كلمة لغات – ونحن نعرف ان ابجديات كل لغة تختلف عن الاخرى.
سأحاول معكم بنعمة المسيح اليوم تقديم تلخيص للفكرة، وعلى امتداد اسابيع الصوم سنتأمل ففى كل اسبوع و نستخرج من التأمل لغة من لغات المحبة التى ستفيدنا فى حياتنا اليومية فى فترة الصوم
“لغات تقديم المحبة”:
1– اللمسات الرقيقة: هو التلامس الجسدي النقى، مثال حضن الأم لابنتها أو ابنها… من خلال مشهد شفاء الأبرص، فأتى إليه أبرص يطلب إليه جاثيا وقائلا له: «إن أردت تقدر أن تطهرني» فتحنن يسوع ومد يده ولمسه وقال له:”أريد، فاطهر” فللوقت وهو يتكلم ذهب عنه البرص وطهر (مر ١: ٤٠ – ٤٢)، قديماً كان الإنسان الأبرص لا أحد يلمسه منعاً لإنتشار العدوة، السيد المسيح بمشاعره الرقيقة تحنن ومد يده ولمسه، وكانت لمسه الشفاء !! قبل الشفاء كانت يحتاج لمسة الحنان والرقة… فالمريض يحتاج إلى لمسة الحنان والمساندة والحب، وكذلك كل إنسان، مع مراعاة آداب سلوك المجتمع.
2– الحوار: هو سماع وفهم الآخر لاستيعاب مقاصده، من خلال التشجيع والتقدير ونظرات العين. .. من خلال حوار السيد المسيح للسامرية “قال لها يسوع: حسنا قلت”، وحوار السيد المسيح لتلاميذه “من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ ؟». قَالَ لَهُمْ: «وأنتم، من تقولون إني أنا ؟»” (مت ١٦: ١٣، ١٥)، فأجابه بطرس “أنت هو المسيح ابن الله الحي!»” (مت ١٦: ١٦)، وقال له السيد المسيح “طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات. 18 وانا اقول لك ايضا: انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي” (مت ١٦: ١٧، ١٨)، فالحوار به استماع ومناقشة وابتسامة تستقبل الكلام،وتتدرج الحوار وملامح الوجه تعبر عن المشاعر الداخلية.. لأن الكلام ينقل الأفكار، والفنون تنقل المشاعر، ككتابة قصائد الشعر،
كيف عرفنا عظمة القدماء المصريين .. من خلال الفن والمعابد “معبد الدير البحرى – معبد الكرنك” والأهرامات
وهذا هو الحوار الناجح أنه يقوم على أرضية المحبة. “لا تضع سلامك فى أفواه الآخرين” استماعك للأخر معانه أنك مهتم به.
حوار نيقوديموس مع السيد المسيح ويلمع اسمه واسم يوسف الرامى كما يذكر فى لحن الغولغوثا.
3- الوقت: هو أغلى شيء يُقدم للآخر، لأنه عطية لا يمكن تعويضها…الله عندما أراد أن يعبر عن مقدار الحب لنا ” نزل من السماء وتجسد على الأرض ” نزل من أجل محبته للإنسان معجزات والالآم والفداء وقدم وقت للإنسان 33 عام على الأرض” “أما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب، إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى. “(يو 13: 1)…نسمى الوقت الذى تعطيته لمن تحبه Quality Time وهذا ما يحتاجه أولادنا فى البيت الوقت الخاص، وماتحتاجه الزوجة من زوجها…الوقت هو محبة الاهتمام الشديد للآخر..لها تأثير نفسى وروحى لا يقارن بأى شىء، من أدبيات السلوك أن لاتنظر فى الساعة وأنت تجلس مع أحد
أهم ما يقدمه الأب الكاهن فى خدمته هو الافتقاد.
4– الخدمة والمساعدة: لغة حب تُقدم خدمة للآخر دون طلب، على خلفية الواقع والحقيقة، وليس للتفاخر والمظهر.” قام عن العشاء، وخلع ثيابه، وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. فدعاهم يسوع وقال: أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم، والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم . بل من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما، ومن أراد أن يكون فيكم أولا فليكن لكم عبداً”، الخدمة تعنى محبة العطاء، وهذا العطاء من القلب بدون طلب.
تقديم بوكس الطعام لكى تفرح إنسان أنت لا تعرفه ولكن تعرفه بالحب مثل مشروع حياة كريمة لتقديم المحبة.
الإنسان الذى لايعرف الحب لا يعرف إن يعيش، ومن يعرف الحب يفهم الحياة.
5 – الهدايا: دون النظر إلى حجمها أو قيمتها، وتقديمها بصورة مفاجئة، المسيح عندما قدم هدية كانت أعظم هدية ” هدية بذل الذات “ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.” (يو 1: 13 ” ، وكانت آخر الكلمات على الصليب” قد أكمل” الهدية والعمل الخلاصى فى أجمل صورة، صار صليب الخلاص الممنوحة من الله من أجل خلاصه وفداء الإنسان فى حياته.
الهدية المهم بها المشاعر المقدمه بها، الإنسان الشاطر تعرف كيف تفرح قلب الإنسان الذى أمامه.لغة الهدية هى طريقة توصيل المحبة.
طرق تقديم الخدمة والمحبة تختلف من لغة إلى أخره… لغة اللمسات الرقيقة ولغة الحوار والتشجيع ولغة الوقت الجيد و لغة الخدمة ولغة الهدايا ..هذه اللغات الخمسة نقدمها خلال الأسابيع القادمة ونربطها بأحادث كل آحاد الصوم المقدس.
يبركنا مسيحنا ويعطينا أن تكون حياتنا مليئة بالمحبة التى نعبر فيها ويكون القانون الخاص بينا يا اخوتى “يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق!” (1 يو 3: 18).
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
This page is also available in: English