ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالقاهرة، دون حضور شعبي، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية والموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
استكمل قداسته سلسلة “طرق تقديم المحبة”، وتناول جزءًا من الأصحاح الخامس عشر في إنجيل معلمنا متى، والأعداد (٢١ – ٢٨)، وتأمل في “كيف تُقدم المحبة من خلال الحوار” وذلك من خلال حوار السيد المسيح مع امرأتين في الكتاب المقدس، وهما: المرأة السامرية في إنجيل يوحنا والأصحاح الرابع، والمرأة الكنعانية في إنجيل متى والأصحاح الخامس عشر.
وأوضح قداسة البابا أن الكلام هو أسرع طريقة لنقل الأفكار وأفضل طريقة لتقديم المحبة، وتتمثّل صوره الأربعة في: الكلام والاستماع والقراءة والكتابة، “اَلْكَلاَمُ الْحَسَنُ شَهْدُ عَسَل” (أم ١٦: ٢٤).
وشرح قداسته مميزات حوار السيد المسيح مع المرأتين، كالتالي:
• عندما تقابل السيد المسيح مع المرأة السامرية عند البئر لم يكن التلاميذ موجودين، بينما التلاميذ كانوا موجودين عندما أتت المرأة الكنعانية إلى السيد المسيح، “صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا»” (مت ١٥: ٢٢).
• المرأة السامرية تنتمي إلى فئة اليهود، والتي كانت تنقسم حينها إلى مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم ومملكة الشمال وعاصمتها السامرة، وكانت توجد خصومة بين اليهود والسامريين، بينما المرأة الكنعانية من فئة الأمم.
• عندما تقابل السيد المسيح مع المرأة السامرية أتى إليها وهي كانت امرأة منبوذة، وفي المقابل كانت المرأة الكنعانية متألمة من أجل ابنتها ولكنها لجأت للسيد المسيح وهو من فئة اليهود.
• في الحوار مع السامرية طلب منها السيد المسيح أن يشرب ولكنها رفضت بشدة مبررة ذلك بالخصام الموجود بين اليهود والسامريين، ولكن بكلام المسيح الباهر جذبها إلى الاعتراف بخطيئتها، وفي المقابل المرأة الكنعانية كان طلبها مرفوضًا، “فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ” (مت ١٥: ٢٣)، حتى أن التلاميذ طلبوا من السيد المسيح أن يصرفها، ولكنه قال لهم “«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ»” (مت ١٥: ٢٤)، ومن خلال حواره مع المرأة أراد أن يُظهر لنا عمق إيمانها، وكذلك أن يتعلم التلاميذ الحوار الناجح من خلال اتساع القلب لكل إنسان دون النظر إلى انتماءه.
• في مقابلة المسيح مع السامرية كان الحوار منفردًا، ومن خلال خطوات الحوار بالحب ورقة الألفاظ كان ينمو لديها علم المعرفة تدريجيًّا، “قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!” (يو ٤: ١٩)، وفي المقابل المرأة الكنعانية كان لديها منطق في الحوار “«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!»” (مت ١٥: ٢٧).
• المرأة السامرية بالحوار الممتلئ بالمحبة صارت كارزة، والمرأة الكنعانية حصلت على مكافأة وشُفيت ابنتها، وذلك لأن الحوار الواضح يستطيع أن يُغيّر الإنسان.
ووضع قداسة البابا علامات للحوار الناجح، وهي:
• الاحترام الكامل لأفكار الآخر، من خلال اختيار الألفاظ، حتى وإن كانت أفكار الآخر تختلف معك، “هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ” (إش ١: ١٨).
• التشجيع، بكلمات مشجعة للآخر، مثال: جيد ورائع، لأن الحوار هو إثراء وغِنى، “فِي يَوْمَ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي. شَجَّعْتَنِي قُوَّةً فِي نَفْسِي” (مز ١٣٨: ٣).
• الحرية، التحرر من الأشياء المكبوتة داخليًّا والحديث بحرية، لأن ذلك يجعل المتكلم يشعر بالفرح، “وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ” (٢ كو ٣: ١٧).
نص العظة
طرق تقديم المحبة (4) الحوار
عظة الأربعاء 10-4-2024
كنيسة الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوى العباسية – القاهرة
بسم الآب والابن والروح القدس
اقرأ بنعمة ربنا المسيح جزء قصة المرأة الكنعانية وابنتها المريضة ونتأمل فى جزءًا من الأصحاح الخامس عشر في إنجيل معلمنا متى، والأعداد (٢١ – ٢٨)،
“ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيداء. وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة: ارحمني، يا سيد، يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة. فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين: اصرفها، لأنها تصيح وراءنا. فأجاب وقال: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. فأتت وسجدت له قائلة : يا سيد، أعني. فأجاب وقال: ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت: نعم، يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها: يا امرأة، عظيم إيمانك ليكن لك كما تريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة.”
أحب أن أهنئ كل إخوتنا المسلمين في مصر بمناسبة عيد الفطر المبارك، وكذلك الأخوة المسلمين في كل البلاد العربية والإسلامية، القادة والحكام والملوك والرؤساء والشعوب في كل بلد.
هذا العيد يأتي بعد شهر رمضان، شهر الصوم والعبادة، ودائمًا الأعياد التي تأتي بعد فترات صوم وصلاة تكون سبب فرح للجميع.”
نهنئ السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية، والسيد رئيس مجلس الوزراء ومجلس النواب الرئيس والأعضاء ومجلس الشيوخ رئيسه وأعضاءه، والمسؤولين في كافة المجالات.”
نتمنى أن تكون أيام العيد سعيدة وأيام فرح، للكبار والصغار، وأن تكون كل أيامنا أعياد وفرح لشعبنا وبلادنا وربنا يديم علينا الفرح، وكل سنة وحضراتكم طيبين.”
نتأمل اليوم فى أسبوع المرأة السامرية وكيف تُقدّم المحبة من خلال الحوار..الحوار هو أكثر وسيلة يمكن تقدم بها المحبة للآخر .
الأسبوع الرابع ..أسبوع لغة الحوار الحلو المملوء بالمحبة.
نتأمل اليوم فى نموذجين المرأة الكنعانية والمرأة السامرية
الكلام هو أكثر نشاط يقوم به الإنسان كل يوم .
الكلام هو أسرع طريقة لنقل الأفكار وأفضل طريقة لتقديم المحبة، وتتمثّل صوره الأربعة في: الكلام والاستماع والقراءة والكتابة،“لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان”(مت37:12)
“كثيراً ما تكلمت وندمت وأما عن الصمت فلم أندم قط”. القديس ارسانيوس معلم أولاد الملوك – سفر الأمثال فى الكتاب المقدس”الكلام الحسن شهد عسل ” (أم ١٦: ٢٤)
علم الاجتماع يصف الإنسان أنه إنسان ناطق و مفهوم، الكلام ينقل الأفكار.
فى الأسبوع الأول تحدثنا عن هذا الفكر ولغات الحب، والأسبوع الثانى تحدثنا عن لغة تقديم الحب للاخر
نتأمل اليوم في “كيف تُقدم المحبة من خلال الحوار” من خلال حوار السيد المسيح مع امرأتين في الكتاب المقدس، وهما: المرأة السامرية في إنجيل يوحنا والأصحاح الرابع، والمرأة الكنعانية في إنجيل متى والأصحاح الخامس عشر.
مميزات حوار السيد المسيح مع المرأتين
– فى حوار المرأة السامرية :عندما تقابل السيد المسيح مع المرأة السامرية عند البئر لم يكن التلاميذ موجودين، بينما التلاميذ كانوا موجودين فى الحدث عندما أتت المرأة الكنعانية إلى السيد المسيح، “وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة: «ارحمني، يا سيد، يا ابن داود! ابنتي مجنونة جدا »” (مت ١٥: ٢٢).مجنونة بمعنى معزبة من المرض، المرأة الكنعانية من الأمم وليست من اليهود لكن المرأة السامرية تنتمى إلى طائفة اليهود بصفة عامة وبلكن اليهود انقسموا قسمين قسم الجنوب سبطتين تابع لايهوذا عاصمته أورشليم وقسم الشمال تابع السامرة عشر أسباط
– المرأة السامرية تنتمي إلى فئة اليهود، والتي كانت تنقسم حينها إلى مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم ومملكة الشمال وعاصمتها السامرة، وكانت توجد خصومة بين اليهود والسامريين، بينما المرأة الكنعانية من فئة الأمم.
– عندما تقابل السيد المسيح مع المرأة السامرية أتى إليها وهي كانت امرأة منبوذة، وفى المقابل كانت المرأة الكنعانية فنيقية أو سورية أو أممية متألمة من أجل ابنتها ولكنها لجأت للسيد المسيح وهو من فئة اليهود.
– في الحوار مع السامرية طلب منها السيد المسيح أن يشرب ولكنها رفضت بشدة مبررة ذلك بالخصام الموجود بين اليهود والسامريين، ولكن بكلام المسيح الباهر جذبها إلى الاعتراف بخطيئتها،
في المقابل المرأة الكنعانية كان طلبها مرفوضًا، “فلم يجبها بكلمة. ” (مت ١٥: ٢٣)، حتى أن التلاميذ طلبوا من السيد المسيح أن يصرفها، ولكنه قال لهم “«لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة »” (مت ١٥: ٢٤)، ومن خلال حواره مع المرأة أراد أن يُظهر لنا عمق إيمانها، وكذلك أن يتعلم التلاميذ الحوار الناجح من خلال اتساع القلب لكل إنسان دون النظر إلى انتماءه.
العالم فى ذالك الزمان كان مقسم إلى يهود و أمم، اليهود كانوا يطلقون على الأمم الكلاب (الكلمة الشعبية لديهم)
المرأة الكنعانية “فأتت وسجدت له قائلة: «يا سيد، أعني» “فأجاب وقال: «ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب»” (مت 15: 25).السيد المسيح أراد أن يعلم التلاميذ المقصود بالكلاب (كلاب الشارع )لا أحد يهتم بها، الحديث هنا موجه للتلاميذ والفكر المجتمع الضيق.
– فى حديث المرأة الكنعانية يوضح عمق إيمانها ويعلم التلاميذ اتساع القلب للآخر لكل العالم.
– في مقابلة المسيح مع السامرية كان الحوار منفردًا، أعطيكى الماء الحى، ومن خلال خطوات الحوار بالحب ورقة الألفاظ كان ينمو لديها علم المعرفة تدريجيًّا، “قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يا سيد، أرى أنك نبي!” (يو ٤: ١٩)،
– في المقابل المرأة الكنعانية فى وجود التلاميذ كان التعليم للتلاميذو كانت المرأة لديها منطق في الحوار وكانت قوية “«نعم، يا سيد! والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها!»” (مت ١٥: ٢٧) الكلاب هنا المقصود بها كلاب البيت وليست كلاب الشارع.
“حينئذ أجاب يسوع وقال لها: «يا امرأة، عظيم إيمانك! ليكن لك كما تريدين». فشفيت ابنتها من تلك الساعة (مت 15: 28) السيد المسيح يمدح إيمان المرأة الكنعانية لأنه فاق إيمان اليهود.
السيد المسيح فى حديثه مع السامرية خلص مدينة وليس المرأة فقط..
المرأة السامرية بالحوار الممتلئ بالمحبة صارت كارزة، والمرأة الكنعانية حصلت على مكافأة وشُفيت ابنتها، وذلك لأن الحوار الواضح يستطيع أن يُغيّر الإنسان
الحوار يغير الإنسان.. الحوار زرع للكلمات مع الصغار.
أهل السامرة أول ناس فى العالم يقول السيد المسيح مخلص العالم .
المرأة الكنعانية شُفيت ابنتها.
علامات للحوار الناجح
الاحترام الكامل لأفكار الآخر، من خلال اختيار الألفاظ، حتى وإن كانت أفكار الآخر تختلف معك، “هلم نتحاجج، يقول الرب” (إش ١: ١٨) احترام السيد المسيح لأفكار نيقوديموس..
التشجيع، بكلمات مشجعة للآخر، مثال: جيد ورائع، لأن الحوار هو إثراء وغِنى، “في يوم دعوتك أجبتني. شجعتني قوة في نفسي ” (مز ١٣٨: ٣).
الحرية، التحرر من الأشياء المكبوتة داخليًّا والحديث بحرية، لأن ذلك يجعل المتكلم يشعر بالفرح، “وأما الرب فهو الروح، وحيث روح الرب هناك حرية. ” (٢ كو ٣: ١٧)
المرأة الكنعانية ابنتها تحررت من الشيطان، المرأة السامرة تحررت من الخطية.
اسمع باحترام.. اجب بتشجيع ..اهتم بتحرر الإنسان من الأفكار الداخلية المكبوتة.
تعملنا فى الأسابيع الماضية لفة الحب :
الهدايا من خلال النصرة فى التجربة
هديه اللمسات الرقيقة مع الابن الضال
اليوم تعلمنا أن المحبة يمكن أن تكون من خلال الحوار.
ربنا يحفظكم ويحافظ على كلامكم وتكون كل كلمة فى موضعها المناسب.
كل كلمة تخرج منك أنت تزرعها فى الآخر الذى أمامك.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
This page is also available in: English