“لوجوس” كلمة يونانية معناها “الكلمة” وفي المعنى الاصطلاحي يقصد بها “نطق الله” أو “كلمة الله” وهي تعبير عن أقنوم الكلمة السيد المسيح. ومن هذه الكلمة اشتق علم المنطق Logic.
وملتقيات لوجوس هي ملتقيات شبابية دورية يستمر الواحد منها حوالي ثمانية أيام أي أكثر من 200 ساعة نشاط. وقد بدأت الفكرة عمليًا منذ عام 2018م حيث الملتقى الأول لشباب الكنيسة القبطية من الكنائس والإيبارشيات خارج مصر، وكان عددهم 200 شاب وشابة، بأعمار من 22-28 سنة. ثم الملتقى الثاني عام 2021م وكان لشباب الكنيسة القبطية من الإيبارشيات والمناطق الرعوية داخل مصر، واشترك فيه 200 شاب وشابة بنفس المعايير والأنشطة. ثم جاء الملتقى الثالث لشباب خارج مصر عام 2022م. ثم هذا العام الملتقى الرابع 2024م لشباب داخل مصر بعدد وصل ثلاثمائة شاب وشابة.
ويختار لكل ملتقى كاهن شبابي بمواصفات خاصة ليقود منظومة الشباب المنظمين لكل فعاليات الملتقى لا يقل عددهم عن 50 شابًا وشابة، ويتلقوا تدريبًا عن الإدارة والقيادة والخدمة بروح واحدة، ويستعدوا قبل موعد الملتقى بأكثر من عشرة أشهر لدراسة كل التفاصيل، ووضع برنامج متميز، وترتيب كل الخطوات التي تخص الإقامة والتنقلات والضيافة والهدايا والزيارات وإدارة أيام الملتقى ودعوة الرموز المناسبة وأماكن الفعاليات وكافة الأنشطة.
والعنوان الرئيسي لكل هذه الملتقيات هو:
أ- عودة للجذور على أرض مصر
(لشباب الخارج)
ب- تمتع بالجذور على أرض مصر
(لشباب الداخل)
ومن هذا العنوان الرئيسي تتفرع عدة عناوين فرعية فمثلاً في ملتقى هذا العام 2024 كان العنوان: خذ خطوة.. نحو الله.. نحو نفسك.. نحو مجتمعك.. نحو هويتك. وتم بناء كافة الفعاليات والأنشطة حول تفاصيل هذا العنوان.. حتى الهدايا الكثيرة التي قدمت خلال أيام الملتقى تدور أيضًا حول هذا العنوان، وقد تم اختيارها بعناية بالغة ومهدفة، لتبقى مع كل مشارك ليعيش كل هذه المفاهيم في حياته وتصير مبادئًا وقيمًا.
وكان المنسق العام لملتقى هذا العام هو القمص دانيال وليم أحد كهنة كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس يوحنا الحبيب في چناكليس بالإسكندرية وكان ناجحًا بتميز وهدوء في إدارة ما قبل الملتقى وأثناء انعقاده، حيث اشترك معه ستة من الآباء الكهنة من إيبارشيات الصعيد والوجه البحري والقناة والقاهرة. ويتم متابعة أنشطة أي ملتقى من خلال مكتب ملتقيات الشباب بالبطريركية.
وتدور فلسفة الملتقيات حول عدة محاور رئيسية:
1- بناء شخصية الشاب من خلال محاضرات متخصصة وحضور مقابلات مع شخصيات متميزة في المجتمع المصري وفقرات التفاعل الاجتماعي.
2- روح المحبة الحقيقية التي تشع في كافة جنبات الملتقى خاصة من الشباب المنظم لكل الفعاليات من خلال الابتسامة والكلمة الحلوة واللمسات الرقيقة والصداقة والمحبة المسيحية.
3- اكتشاف جمال بلادنا مصر وكنيستنا القبطية وزماننا الحاضر من خلال زيارات مختارة تؤكد على أصالة المصريين وجذورنا الضاربة في عمق التاريخ..
هذه بالطبع محاور رئيسية تشمل تفاصيل كثيرة.. تُحقق من خلال برنامج مُعد جيدًا وشامل متوازن في كل فعالياته سواء الروحية والكنسية والسياحية والأثرية والثقافية والفنية والتاريخية والدراسية والعملية والإبداعية.. إلخ.
لقد اشتمل برنامج ملتقى هذا العام بخلاف القداسات والدراسات الكتابية والروحية على فقرات عديدة شملت:
1- استضافة شخصيات مؤثرة في المجتمع المصري بنجاح.
2- ورش عمل فنية متعددة لاستثمار المواهب العديدة.
3- معرض شاركت فيه ثلاثون هيئة وطنية وخدمية وتعليمية وكنسية.
4- مناظرة مع مخرجي فيلم “رفعت عيني للسما” وكل المشاركات فيه.
5- زيارات كنسية لكاتدرائية ميلاد المسيح والكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
6- زيارات سياحية وأثرية للمتاحف ولمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الجديدة.
7- مائدة غذاء رسمية بحضور عدد من المسؤولين والآباء الأساقفة والكهنة.
8- ليلة صلاة وتسبحة في الهواء الطلق مع الشموع والسكون الجميل.
9- حفلات في الافتتاح والختام بإبداعات فنية وكنسية جميلة.
10- يوم لخدمة الأطفال السودانيين حوالي 600 طفل مع أنشطة وألعاب.
11- جلسات حوارية مع قداسة البابا وعدد من الآباء والمختصين.
12- زيارة المكتبة البابوية المركزية ومكتبة المخطوطات والبانوراما والمتحف.
13- زيارات وطنية مثل قصر المنتزه والقاعدة البحرية بالإسكندرية.
14- جولة بحرية في البحر الأبيض المتوسط بالإسكندرية وسط جو رائع.
15- تخصيص كنيسة طوال اللقاء لمجموعات صلاة لأجل نجاح الملتقى على مدار 24 ساعة.
16- عرض مشروع مكتب “هاي” لتنسيق زيارات الشباب إلى مصر والخدمة فيها.
17- ورشة عملية في موضوع الذكاء الاصطناعي AI مع تدريبات عملية.
18- محاضرة قداسة البابا يوم الأربعاء حول الوفاء والانتماء والرضا ومناقشة مفتوحة.
لقد كان الحضور من معظم إيبارشيات الجمهورية والمناطق الرعوية أي من كل محافظات الجمهورية.. ورغم التفاوت الكبير بين الشباب من ناحية الدراسة والعمل حيث كان نسبة 80% منهم من مواليد ما بعد عام 2000م وهؤلاء يمثلون الجيل الجديد بكل ما فيه من تقدم وتكنولوجيا والحياة الرقمية وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعي على الحياة والدراسة والخدمة والمجتمع، وكان من المهم أن يكون الملتقى متواكبًا مع كل هذه المتغيرات وأيضًا التحديات. وكان من أجمل التعليقات الشبابية عندما قال أحدهم: إننا جئنا فرادى من أماكن متنوعة على أرض مصر وحضرنا الملتقى بكل فعالياته وانتهى بنا الأمر أن صرنا “عيلة لوجوس” وهذا تعبير جميل وجديد يعبر عن مقدار الصداقة والمحبة التي صارت بين الجميع.
إننا ونحن نشكر الله الذي ساعدنا في إقامة الملتقى فإننا نشكر أجهزة الدولة والتي سهلت لنا تحقيق برنامج الملتقى مثل الوزارات المعنية والقوات المسلحة والشرطة والأجهزة المحلية والتي ساهمت في بناء شخصية الشباب وانتمائهم المصري الأصيل.
This page is also available in:
English