دشن قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم الأحد، كنيسة السيدة العذراء بحي الفجالة بالقاهرة، بعد ترميمها وتوسعتها وتجديدها بالكامل وذلك في الذكرى الأربعين بعد المئة لتأسيسها، واتخذت الكنيسة الآية “قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ” (أش ٦٠: ١) شعارًا لاحتفالها بالذكرى الـ ١٤٠.
واستقبل نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس قطاع وسط القاهرة التابعة له الكنيسة المحتفلة، وكهنة الكنيسة قداسة البابا على بابها الخارجي وعزف فريق الكشافة موسيقاه ترحيبًا بقداسته.
وأزاح قداسة البابا الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لتدشين الكنيسة، وباركها باسم الثالوث، والتقطت الصور التذكارية لقداسته أمام اللوحة وإلى جواره نيافة الأنبا رافائيل وكهنة الكنيسة ومجلسها، وقدم مجموعة من الأطفال الزهور لقداسة البابا الذي استقبلهم بود وترحاب وشجعهم.
ثم دخل موكب قداسته إلى داخل الكنيسة يتقدمه خورس الشمامسة وهم يرتلون لحن استقبال الأب البطريرك وسط سعادة وترحيب كبيرين من شعب الكنيسة بقداسته.
وتم تدشين المذبح الرئيس على اسم السيدة العذراء مريم، والمذبح القبلي على اسم الشهيد مار جرجس الروماني.
ودُشِّنَت كذلك أيقونة البانطوكراطو في شرقية الهيكل، والأيقونات الموجودة في حامل الأيقونات وفي أرجاء الكنيسة.
ووقع قداسة البابا والآباء على الوثيقة الخاصة بتدشين الكنيسة.
وفي بداية عظة القداس قال قداسة البابا: هذا يوم مفرح لهذه الكنيسة صاحبة التاريخ الطويل في الخدمة الكنسية عبر الـ ١٤٠ وبالتزامن مع احتفال مصر اليوم بذكرى انتصارات أكتوبر.
وشكر قداسته نيافة الأنبا رافائيل والآباء الكهنة ومجلس الكنيسة والأراخنة والشمامسة والخدام وشعب الكنيسة، على جهودهم في العمل الكبير الذي تم بالكنيسة لتخرج بهذه الصورة البهية.
ثم تحدث في العظة عن خريطة لحياتنا مع الله تضعها لنا الكنيسة في بداية السنة القبطية من خلال قراءات آحاد شهر توت:
١- تحديد الهدف (الأحد الأول): ضع عينك على الهدف وهو ملكوت السموات.
“اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ” (مت ١١: ١١)
٢- المحبة هي الطريق إلى السماء (الأحد الثاني): لا يوجد طريق للوصول إلى السماء سوى المحبة “فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».” (لو ١٠: ٢٧).
والنقطتان السابقتان تشكلان العارضة الرئيسية من الصليب، أما العارضة الأفقية من الصليب يمثلها ما تقدمه الكنيسة في الأحدين الثالث والرابع وهي نماذج للتوبة:
٣- توبة زكا من محبة المال (الأحد الثالث): (نموذج رجل)
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:”الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، ١٠لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ” (لو ١٩: ٩- ١٠).
٤- توبة المراة الخاطئة من عبودية شهوات الجسد (الأحد الرابع): وقدمت توبتها باتضاع شديد، عندما تنقي قلبك تستحق أن تعاين الله.
“مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ، لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً”. ثُمَّ قَالَ لَهَا:”مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ” (لو ٧: ٤٧ – ٤٨).
وألقى نيافة الأنبا رافائيل كلمة شكر خلالها قداسة البابا مشيدًا بتاريخ خدمة كنيسة الفجالة طوال الـ ١٤٠.
وقدم آباء الكنيسة هدية تذكارية لقداسة البابا عبارة عن نموذج لبوابة الكنيسة الأثرية، وقدم قداسته هدايا تذكارية للمسؤولين الذين حضروا القداس للتهنئة.
وعقب صلاة الصلح تم منح القس موسى نيروز كاهن الكنيسة رتبة القمصية بيد قداسة البابا.
This page is also available in: English