استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة أمس، الدكتور ماكسيموس خاراكوبولوس الأمين العام للجمعية البرلمانية للأرثوذكسية، وعضو البرلمان اليوناني، ودكتور إيوان فولبوسكوا رئيس الجمعية العمومية وعضو برلمان رومانيا، ودكتور بوراس نائب رئيس البرلمان اليوناني، ودكتور كوستاس ميدفاليس مستشار ومؤسس الجمعية. والنائبة الدكتورة منال هلال أول عضوة برلمانية أرثوذكسية مصرية تنضم إلى الأمانة الدولية بالجمعية البرلمانية الأرثوذكسية منذ إنشائها منذ ما يقرب من ٣٣ عامًا، كما حضر نيافة الأنبا يوأنس مطران زامبيا وموزمبيق للكنيسة اليونانية، ووفد من أعضاء الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية التي يشارك فيها ٢٥ دولة حضر من ضمن الوفد ممثلون عن دول بلغاريا، قبرص، مصر، اليونان، چورچيا، الأردن، مونتينجرو، شمال مقدونيا، فلسطين، رومانيا، صربيا، السودان، إستونيا، زامبيا.
تأتي زيارة وفد الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية لقداسة البابا في إطار زيارتهم الحالية لمصر بدعوة من البرلمان المصري، حيث سيعقد اجتماع للأمانة الدولية داخل إحدى قاعات مجلس النواب المصرى إلى جانب لقاء رئيس مجلس النواب.
وثَمَّنَ الأمين العام الدكتور ماكسيموس خاراكوبولوس في كلمته جهود قداسة البابا لدعم المسيحيين في إفريقيا والشرق الأوسط، شاكرًا قداسته على حرصه على لقاء وفد الجمعية. مشيرًا إلى أن زيارتهم لمصر أمر مميز للغاية، نالوا خلالها بركات عديدة بزيارة الأماكن المقدسة ومن بينها دير سانت كاترين ودير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، إضافة إلى استمتاعهم بعراقة التاريخ المصري.
ولفت إلى مبادرة الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية الخاصة بتوحيد عيد القيامة لكافة المسيحيين، وقدم دكتور إيوان فولبوسكوا رئيس الجمعية العمومية وعضو البرلمان الروماني صيغة مقترحة للمبادرة.
ومن جهته رحب قداسة البابا بضيوفه وتحدث معهم عن مصر وريادتها للعالم منذ فجر التاريخ، وكيف أن كنيسة مصر لها ثلاث علامات رئيسية تميزها، وهي:
أنها كنيسة تعليم وخدمة: فعلي أرض مصر (في الإسكندرية) تأسست واحدة من أقدم مدارس اللاهوت في العالم، وهي مدرسة الإسكندرية اللاهوتية.
أنها كنيسة شهداء: حيث قدمت شهداء كثيرين عبر التاريخ، وأشهرهم فى تاريخنا الحديث الشهداء المصريين الـ ٢١ شابًا الذين استشهدوا فى لبيا منذ 10 سنوات.
أنها مهد الرهبنة: وذلك على يد القديس أنطونيوس والقديس مكاريوس والعديد من القديسين، وتوجد على أرض مصر العديد من اديرة الرهبان والراهبات.
وأشار قداسة البابا إلى أن كنيسة مصر تهتم بزيارة العائلة المقدسة لأرض مصر ولذا فإننا نحتفل بعيد سنوى لهذه الزيارة فى الأول من يونيو من كل عام، ونسميه عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر، كما أن الدولة المصرية أهتمت بهذا العيد وطورت ٢٥ منطقة تعتبر مسارًا للعائلة المقدسة، لذا فإن مصر هي أرض القديسين.
وبخصوص توحيد موعد عيد القيامة أعرب قداسة البابا عن تقديره لاهتمام الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية بهذا الموضوع، وأوضح قداسته رؤيته بخصوص توحيد العيد، وهي أنه بحسب ما أقره مجمع نيقية عام ٣٢٥ ميلادية، فإن كنيسة الإسكندرية صارت هي المسؤولة عن تحديد عيد القيامة (كل عام) فكان البابا ألكسندروس وهو من ضمن البطاركة الذين حضروا المجمع، ومن بعده البابا أثناسيوس وغيرهما من البطاركة، يحددون عيد القيامة ويرسلون الموعد لكافة كنائس العالم كل عام من خلال الرسالة الفصحية. ونوه إلى أن كنيسة الإسكندرية كانت تحدد العيد من خلال ثلاثة شروط، هي:
١- أن يأتي بعد الاعتدال الربيعي.
٢- أن يأتي بعد الفصح اليهودي وليس أثناءه أو قبله.
٣- يلزم أن يأتي يوم أحد.
ولفت إلى أن كنيسة مصر برعت في علوم الفلك والرياضة.
ولخص قداسة البابا رؤيته بأنه يمكننا أن نحتفل بعيد القيامة في موعد واحد في كل العالم، يتغير هذا الموعد من عامٍ لآخر. وأضاف: “الكنيسة الغربية بصفة عامة تحتفل بعيد القيامة دون الارتباط بموعد الفصح اليهودى، أما نحن فنعيش الرمز الأول أي الفصح اليهودى ثم نحتفل بقيامة السيد المسيح”.
وعبر قداسته عن أمنياته أن ينتهز المسيحيون فرصة الاحتفال هذا العام في نفس اليوم بأن يستمر الاحتفال في موعد موحد في الأعوام المقبلة تعبيرًا عن وحدة إيمانهم بقيامة المسيح الفادى والمخلص.
واختتم: “سعيد بهذه الزيارة ونشكر الله بعلاقات مصر الجيدة بكل الدول التي تمثلونها، أكرر ترحيبي بكم وأتمنى لكم إقامة سعيدة وذكريات طيبة”.
أبرز ما جاء في كلمة قداسة البابا خلال لقائه أعضاء الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية
تتميز كنيسة مصر بأنها كنيسة تعليم وخدمة، وكنيسة شهداء، والكنيسة المُؤسِسَة للرهبنة على يد القديس أنطونيوس والقديس مكاريوس والعديد من القديسين.
كنيسة مصر تهتم بزيارة العائلة المقدسة لأرض مصر ولذا فإننا نحتفل بعيد سنوي لهذه الزيارة في الأول من يونيو من كل عام، ونسميه عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر.
الدولة المصرية اهتمت بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر وطورت ٢٥ منطقة تعتبر مسارًا للعائلة المقدسة.
أقدر اهتمام الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية بموضوع توحيد عيد القيامة.
الكنيسة الغربية بصفة عامة تحتفل بعيد القيامة دون الارتباط بموعد الفصح اليهودى، أما نحن فنعيش الرمز الأول (أي الفصح اليهودي) ثم نحتفل بقيامة السيد المسيح.
أتمنى أن ننتهز نحن المسيحيون فرصة الاحتفال هذا العام في نفس اليوم بأن يستمر الاحتفال في موعد موحد في الأعوام المقبلة تعبيرًا عن وحدة إيماننا بقيامة المسيح الفادي والمخلص.
بحسب ما أقره مجمع نيقية عام ٣٢٥م فإن كنيسة الإسكندرية هي المسؤولة عن تحديد موعد عيد القيامة، نظرًا لتميز مصر في علوم الفلك والرياضيات. وكان باباوات الإسكندرية يحددون موعد عيد القيامة ويرسلونه من خلال الرسالة الفصحية، لكافة كنائس العالم كل عام.
كنيسة الإسكندرية كانت تحدد العيد من خلال ثلاثة شروط، هي: أن يأتي بعد الاعتدال الربيعي، وأن يأتي بعد الفصح اليهودي وليس أثناءه أو قبله، ويلزم أن يأتي يوم أحد.
يمكننا أن نحتفل بعيد القيامة في موعد واحد في كل العالم، يتغير هذا الموعد من عامٍ لآخر وفقًا لنظام الكنيسة القبطية.
كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني لأعضاء اللجنة البرلمانية الأرثوذكسية
ارحب بكم ايها الاحباء علي ارض مصر المباركة. المسيحية وصلت الي بلدان العالم كله، اما مصر دخلها المسيح بنفسه وجاء بها الي مصر، ولذلك بلادنا بلاد مباركة، وبلاد مقدسة، وهي ايضاً بلاد الانجيل. ونحن علي ارض مصر، ارحب بالجمعية البرلمانية الارثوذكسية، وارحب بالسيد رئيس الجمعية وكل اعضائها من برلمانات دول كثيرة، وارحب بالعضو المصري الدكتورة منال هلال، وارحب باسم الآباء المطارنة والآباء الكهنة وكل الاقباط الحاضرون معنا هنا بكل ضيوفنا الاعزاء، وايضاً اسعد معكم بأنكم سوف تتقابلون مع رئيس البرلمان المصري المستشار حنفي جبالي، في زيارة محبة ومودة، وهو أيضاً صديق عزيز لنا في الكنيسة القبطية الارثوذكسية.
وهذا يوم سعيد للغاية ان يتم فيه اطلاق النسخة العربية لهذا الكتاب الثمين، كتاب”آحيا صوفيا” وهو اسم مبارك ومحبوب لنا جميعاً، تطلق النسخة العربية منه ضمن الترجمات الكثيرة للكتاب والتي تصل الي ١٥ ترجمة، هذا الكتاب الذي يحوي عرض لسبعة وثلاثون كنيسة تحمل نفس الاسم علي مستوي العالم. اشكر الاستاذ صموئيل الذي قام بالترجمة، وهو مترجم دقيق جداً خاصة في العربية واليونانية، واشكر الجمعية البرلمانية التي قامت بالاهتمام باصدار هذا الكتاب.
اود ان اتوقف معكم عند الاسم “آجيا صوفيا”، هذا اسم جميل يتكلم عن الحكمة، كانت الحكمة في العهد القديم صفة يتحلي بها اصحاب الشعر الابيض، في العهد الجديد صارت الحكمة هي شخص السيد المسيح نفسه، فكل من يؤمن بالسيد المسيح فادياً ومخلصاً، هو يحمل قبس من الحكمة المقدسة. وهذا الإسم، “آجيا صوفيا”، يصلح لكي يطلق علي كل كنيسة في العالم. اننا نتعلم الحكمة في داخل الكنيسة من الكتاب المقدس، ومن تاريخ القديسين، ونتعلمها ايضاً من الالحان الكنسية. واذا كانت كنيسة آجيا صوفيا في القسطنطنينة، اسطنبول حالياً، هي اول من حملت هذا الاسم، فهذا الاسم يمتد لكل كنائس العالم، وكانت هذه الكنيسة وقت انشائها في القرن السادس الميلادي هي اكبر كنيسة في العالم. ومن دواعي سرورنا ان الحكومة المصرية، والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقوات المسلحة المصرية، قاموا بإنشاء اكبر كنيسة في الشرق الاوسط هنا في مصر، واتمني ان تتاح لكم الفرصة جميعاً، ضيوفنا الاعزاء، لزيارة هذه الكنيسة، كنيسة ميلاد المسيح. بناء هذه الكنيسة، التي تم افتتاحها في العاصمة الجديدة في عام ٢٠١٩، تعبير قوي عن العلاقة القوية التي تربط المسيحين والمسلمين علي ارض مصر، نحن سعداء ان نحيا في هذا الزمان عندما تقوم الحكومة المصرية والرئيس المصري بافتتاح هذه الكنيسة تعبيراً عن العلاقة القوية التي تربط كل المصريين معاً. لقد افتتح السيد الرئيس، في ذات اليوم وذات الساعة، مسجد كبير وكاتدرائية السيد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة. شعب مصر شعب محب للسلام، ونحن نؤمن بعبارة السيد المسيح “طوبي لصانعي السلام لأنهم ابناء الله يدعون”، لكيما نصير ابناء لله بالحقيقة يجب ان يصنع كل منا سلاماً، واحد الالحان التي نصليها في كنيستنا نقول فيه “يا ملك السلام اعطنا سلامك، قرر لنا سلامك ث، واغفر لنا خطايانا”. ولذلك نحن في مصر نسعي للسلام، وكما رأيتم في الاخبار، في الأسابيع الماضية ، كيف سعت مصر لإنهاء الحرب في غزة، وايضاً جعل اهل فلسطين علي ارضهم ولا يتركوها، حتي لا تنهار القضية الفلسطينية، ووجود الجمعية البرلمانية الارثوذكسية من عدة دول يساعد ايضاً في نشر ثقافة السلام علي مستوي العالم.
اود في نهاية كلمتي ان ارسل كل التحية والمحبة والامتنان الي كل البرلمانات التي تمثلونها، وايضاً اقدم المحبة والتقدير الي الآباء البطاركة في كنائس هذه الدول. واود ان اذكر امام حضراتكم اننا في سبتمبر الماضي عقدنا اجتماع ضم الكنائس الارثوذكسية علي مستوي العالم، علي مستوي ممثلين للآباء البطاركة، وكانت هذه اول مرة منذ عشرات السنين. لقد حضر ممثلين عن البطريرك المسكوني وعن كنيسة روسيا وعن كنائس عديدة مثل كنائس اليونان وقبرص وتركيا وبلغاريا ورومانيا والتشيك، وتغيبت دولة چورچيا بسبب ظرف الطيران، ولكن المحبة كانت تجمعنا جميعاً.
ارجو لكم ذكريات ممتعة في زيارتكم لمصر، ونتمني ان نراكم في زيارات اخري تستغرق عدة اسابيع لان مصر مليئة بالتراث وبالحضارة .. اشكركم كثيراً
This page is also available in:
English