ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالكاتدرائية العباسية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته سلسلة “ثنائيات في أمثال السيد المسيح”، وقرأ جزءًا من الأصحاح الحادي والعشرين من إنجيل معلمنا متى والأعداد (٢٨ – ٣٢)، وتناول مَثَل الابنين، وربط بين المَثَل ومَثَل الابن الضال في إنجيل معلمنا لوقا والأصحاح الخامس عشر، لأنهما يُمثلان عدم الطاعة ثم الندم ثم التوبة.
وأوضح قداسة البابا في مَثَل الابنين أن الابن الأول رفض أولًا وندم ثم استجاب وهو يُمثل البعيدين الذين عادوا ودخلوا حظيرة الإيمان، أما الابن الثاني استجاب استجابة فورية ولم يفعل ويُمثل الذين يقدمون محبة لسانية وطاعة كاذبة.
وناقش قداسته أحداث كلا المَثَليْن، كالتالي:
١- متى قيل المَثَل؟
مَثَل الابنان قيل في وقت أحداث دخول السيد المسيح أورشليم (أحد السعف)، عندما سأله رؤساء الكهنة بأي سلطان يُعلم ويصنع المعجزات، لعله يخطئ في الإجابة ويعتبروه كاسرًا للناموس، ولكنه سألهم عن مصدر معمودية يوحنا وهل هي من السماء أم من الناس؟ فهو أجاب على سؤالهم بحكمة وجعل الآخر (اليهود) في مواجهة مع الحقيقة، “فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ لَنَا: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ، نَخَافُ مِنَ الشَّعْبِ، لأَنَّ يُوحَنَّا عِنْدَ الْجَمِيعِ مِثْلُ نَبِيٍّ». فَأَجَابُوا يَسُوعَ وَقَالُوا: «لاَ نَعْلَمُ». فَقَالَ لَهُمْ هُوَ أَيْضًا: وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا” (مت ٢١: ٢٥ – ٢٧)، وفي مَثَل الابن الضال تكلم السيد المسيح عن الإنسان الذي أخطأ ولكنه ندم وعاد، والله لا ينظر للرفض الأوّلي ولكنه ينظر للتوبة.
٢- المعاني الأساسية في المَثَلين:
الابن الأول في مَثَل الابنين يُمثل العشارين والخطاة التائبين، وهؤلاء يعيشون الوصية في عمقها، أما الابن الثاني يُمثل الفريسين ورؤساء الكهنة، الذين بسلوكهم الخارجي لا يصنعون شيئًا (عدم الطاعة)، ويعيشون بالوصية في ظاهرها، “«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (مت ٧: ٢١)، لذلك تُعلمنا الكنيسة في فترات الأصوام أن نعيش حياة روحية مقدسة حقيقية، والتي تبدأ باللسان وفِعل إرادة الله، “«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ، لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ، وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَاني فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِهِ” (مت ٢١: ٣١، ٣٢)، وهكذا فَعَلَ الابن الضال أنه سقط في الخطية المخادعة ثم اكتشف حقيقتها السوداء، فنَدم، وقارن بين وضعه السابق والحالي، وهذا هو تفكير الإنسان العاقل.
٣- إخلاص النية قبل النطق بالكلام:
من الأمور الجوهرية أن تكون معاملات الإنسان معاملات حقيقية، “لكِنْ أَمِينٌ هُوَ اللهُ إِنَّ كَلاَمَنَا لَكُمْ لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلاَ. لأَنَّ ابْنَ اللهِ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، الَّذِي كُرِزَ بِهِ بَيْنَكُمْ بِوَاسِطَتِنَا، أَنَا وَسِلْوَانُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ، لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلاَ، بَلْ قَدْ كَانَ فِيهِ نَعَمْ” (٢كو ١: ١٨، ١٩)، وليس كما فعل الابن الثاني في مَثَل الابنين عندما قال نعم ولكنه لم يفعل، فيجب أن تكون “نعم” حقيقية بدون تردد وتشكيك، بل تكون تطبيق حقيقي للوصية.
إذا أخطأ الإنسان فالله مستعد أن يقبل توبته، “لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ” (٢بط ٣: ٩).
عيد الصليب المجيد وتأملات الصوم الكبير
مقدمة وتهنئة بعيد الصليب
بسم الاب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين، تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد. آمين.
في البداية، أود أن أهنئكم بعيد الصليب المجيد، العيد الذي نحتفل به في هذا اليوم كل عام، وهو يوم 10 برمهات.
مواعيد الاحتفال بعيد الصليب
ونحتفل به دائمًا في الصوم الكبير، ويأتي دائمًا يوم 19 مارس، ونحتفل بعيد الصليب مرة ثانية في شهر سبتمبر، في أول شهر في السنة القبطية، في شهر توت، في 17 توت.
ونستمر في الاحتفال به ثلاثة أيام.
الاحتفال بيوم الجمعة العظيمة
لكن، في الحقيقة، ما بين التاريخين، ما بين مارس وما بين سبتمبر، نحتفل بيوم كامل بعيد الصليب، وهو يوم الجمعة العظيمة.
نسميها جمعة الصلبوت أو الجمعة العظيمة أو الجمعة الكبيرة.
تسميات كثيرة، لكن الاحتفال يبقى ليس من خلال القداسات فقط، بل من خلال معايشة الأحداث التي وقعت في وقت صلب السيد المسيح، نعيشها عبر اليوم كله من خلال صلوات وألحان وقراءات وتأملات وطقس واسع وجميل جدًا، نستطيع معايشته، وهو محبوب جدًا لدى كل الأقباط.
تأملات في أقوال السيد المسيح خلال الصوم الكبير
نواصل تأملاتنا في أمثال قالها السيد المسيح، ونحاول ربطها بأحداث مع احاد الصوم الكبير.
تتذكرون حضراتكم، تكلمنا قبل ثلاث حلقات.
ملخص الحلقة السابقة: الفريسي والعشار
الحلقة الأولى كانت عن الفريسي والعشار، وقلنا ملخصها أنك تضع هذه الخطوة الأولى في فترة الصوم والحياة الروحية في الحد الثاني الذي كان حد الكنوز.
البيت على الصخر والرمل: الاستثمار في السماء
تحدثنا فيها عن رجل عاقل ورجل جاهل، بنى بيته على الصخر وبنى بيته على الرمل. وهنا نقول إن الهدف هو الاستثمار في السماء. خذ لك استثمارًا في السماء. فكر،
واجعل السماء دائمًا حاضرة أمامك.
مثل الزوان والحنطة: الصبر والانتظار
في الحدث الذي بعد ذلك كان حديث التجربة الذي هو الأسبوع الماضي، وتكلمنا فيه عن مثل الزوان والحنطة، أو الحنطة والزوان على الأدق. الحنطة تمثل الخير، والزوان يمثل الشر. وهنا الهدف من هذه القراءات هو أن نقول للإنسان: وأنت ماشٍ في طريق ربنا، يجب عليك تحمل الاحتمال والانتظار والصبر. وفي صبركم تقتنون أنفسكم، فاصبروا إلى المنتهى، فهذا يخلص.
مقدمة لمثل الابن الضال
___________________
اليوم سنتكلم عن مثل الابن الضال، القصة المحبوبة التي كلنا نعرفها ونربطها بمثل قاله السيد المسيح في إنجيل متى، في الإصحاح 21. اسمه مثل الابنَين، وسأشرحه من خلال القراءة. سأقرأ لكم جزءًا من إنجيل معلمنا متى البشير، الإصحاح 21، العدد 28: يقول: “ماذا تظنون؟ كان لإنسان ابنان، فجاء إلى الأول وقال: يا ابني، اذهب اليوم اعمل في كرمي”.
رد الأبناء
___________________
فأجاب وقال: ما أريد. (مش عايز أروح). ولكنه ندم أخيرًا ومضى. هذا الأول.
الابن الثاني. وجاء إلى الثاني وقال له كذلك. فأجاب وقال:
ها أنا يا سيد، أنا تحت أمرك. ولكنه لم يمضِ.
سؤال يسوع والإجابة عليه
___________________
فأيُّ الاثنين عمل إرادة الأب؟
[00:04:16.470] – قداسة البابا
الاثنان.فقالوا له: الأول.
قال لهم يسوع: الحق أقول لكم إن العشارين والزواني يسبقونهم إلى ملكوت الله.
لأن يوحنا المعمدان جاءكم بالحق فلم تؤمنوا به. وأما العشارين والزواني فأمنوا به. وأنتم إذ رأيتم ذلك لم تندموا لتؤمنوا به.
شرح المثل
___________________
مثل ابنين. مثل بسيط جدا، ولكنه معبر للغاية. ابنان: الأول والثاني. راح إلى الأول. قال له: اذهب، اعمل في الحقل.
فقال له: لا، لستُ أريد الذهاب. لكن بعد قليل، ندم هذا الابن ورجع وذهب ليعمل.
أبوه قال له: اذهب، اعمل في الكرم. فقال له: تحت أمرك، حاضر. استجابة فورية، وانتهى الأمر.
فالسيد المسيح يسأل هنا: أي الاثنين عمل إرادة الآب، عمل مشيئته؟ الأول أم الثاني؟ فأجابوا وقالوا: الأول.
قال لهم: ما تقولونه صحيح؟ الأول. وابتدأ يتكلم عن موضوع الفريسيين، والعشارين، والزواني، والذين كانوا
يسمعون الموضوع.
أمثلة على أنواع الطاعة
___________________
خذ المثل باختصار: باختصار ان في ناس في الأول بترفض لكن بتراجع نفسها.
يندمون.
ويرجعون لينفذوا ويطيعوا. هؤلاء هم البعيدون الذين دخلوا حظيرة الإيمان.
طب والتانيين بيمثلوا الطاعة الكاذبة.
الطاعة الكاذبة.
حاضر. سأذهب لأعمل تحت أمرك كما تقول ولن أفعل شيئًا.
شرح قصة الابن الضال ومقارنتها بأمثال أخرى
حاجة شكلية جدًا.
ممكن تسموها كذلك.
محبة لسانية.
هذا طبعًا يضع أمامنا قصة الابن الضال.
قصة الابن الضال تعتبر أروع قصة أدبية ذُكرت في اللغة اليونانية رغم أنها مثل بسيط، لكنها قصة معبرة ومؤثرة.
الابن الضال، والابن الكبير، والابن الصغير.
كلنا نعرف فحوى القصة، أليس كذلك؟
لو أردنا مقارنة بين مثل وقصة الابن الضال في لوقا ١٥
وبين مثل الابنين في متى ٢١.
ومعلومة مهمة جدًا أن مثل الابن الضال موجود فقط في إنجيل لوقا، ومثل الابنين موجود فقط في إنجيل متى ٢١.
لم يُذكر في البشائر الأخرى.
في قصة الابن الضال.
في الأصغر والأكبر.
في قصة الابنين.
الأول والثاني.
مثل الابن الضال: السياق والتفسير الأولي
الفئات التي ذكرها المسيح والتي كان الناس الذين كانوا يستمعون إليه يسمعونها كانت جميع العشارين والخطاة الذين كانوا يقتربون منه ليسمعوه، فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين: هذا يقبل خطاة ويأكل معهم. فكلمهم بهذا المثل، وهو مثل الابن الضال. يعني، فيه عشارون وخطاة وفريسيون وكتبة. كلمهم بمثل الابن الضال الذي يمثل الصغير الذي أخطأ، لكن ندم ورجع، والكبير الذي كان يتظاهر بالصلاح. وللأسف، ينتهي المثل بأنه يكون خارج البيت ويسبب نوعًا من النكد على فرح البيت بعودة الابن الأصغر، وفي نفس الوقت لا نعرف أنه تاب أو تائب.
تفسير إضافي وتطبيق المثل
المثل ينتهي عند نقطة أنه ظل خارج البيت برغم نصيحة
أبيه. في مثل الإبنين، يقول لك: لما جاء إلى الهيكل، تقدم إليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلم، فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم إن العشارين والزواني يسبقونهم إلى ملكوت السموات. يعني، فيه طوائف تسمع وترفض، في الأول تنفذ، بعد ذلك تطيع، تمشي في طريق ربنا، فيه إنسان هكذا، وفيه إنسان آخر. لو أظهر الطاعة أولًا، أو أظهر أنه موافق على الكلام هذا، أو يحاول ينفذ مشيئة أو إرادة الآب.تكون النتيجة أنه بالشكل ولا يُنفَّذ أي شيء. بعد ذلك.
مقدمة
تعالَ ندخل ونستطيع أن نعيش داخله.
مثل الابن الضال، على سبيل المثال.
شرح المثل
الابن الضال، مثالٌ للمثل الذي هو…
الابنان اللذان معنا الآن.
وقت قول المثل
___________________
أولًا، سأذكر ثلاث نقاط.
متى قال الرب هذا المثل؟
يعني هذا مثل، وهذا مثالٌ آخر.
لكن متى قاله بالضبط؟
وقت قول المسيح للمثل
___________________
اعلم أن أحداث الصوم كثيرة، لو وصلنا إلى يوم أحد الزيتون في إصحاح ٢١ من إنجيل معلمنا متى، والذي يبدأ بدخول المسيح ملكًا إلى أورشليم، سنجد أنه عندما دخل المسيح أورشليم، ارتجت المدينة كلها، وفي وسط هذا الارتجاج قال لهم ما هو مكتوب: “بيتي بيت صلاة، وأنتم جعلتموه…”
حدث مغارة لصوص وغضب الكهنة
___________________
مغارة لصوص، وبدأ الرؤساء الكهنة يغضبون، كل هذا مذكور في الإصحاح ٢١، ويقول للناس: “اسكتوا”، وهتاف الأطفال كان موجودًا، فيجيبهم:
“أما قرأتم من أفواه الأطفال والرضع تُهيَّأ تسبيحة؟”
سياق المثل وظهور السؤال
___________________
إيه الحاجة اللي عايز أقولها لك، إن المثل ده يُقال في وقت الإبنان، في وقت الاستعداد لأحد الزعف.
ويقول لنا كده: لما ابتدأ المسيح يصنع معجزات ويفعل أفعالًا مدهشة أمام الجميع، فابتدأ يسألونه اليهود السؤال المشهور في الإنجيل: بأي سلطان تفعل هذا؟ من أعطاك هذا السلطان؟ كل ده في متى ٢١.
رد المسيح وسؤاله المعاكس:
___________________
فالمسيح رد وقال: أنا أيضا أسألكم كلمة واحدة، حطهم في مواجهة مع أنفسهم، قال لهم: إيه؟ أنا أسألكم كلمة واحدة، إن قلتم لي عنها أقول لكم أنا أيضا بأي سلطان أفعل هذا.
إيه اللي قاله المسيح؟ قال لهم كده مع مضية يوحنا: من أين كانت؟ من السماء أم من الناس؟ سؤال يجعل الإنسان – وهنا فيه فن توجيه الأسئلة – يجعل الإنسان يقف، لأن الإجابة دي هتعني شيئًا، والإجابة دي هتعني شيئًا آخر.
تأمل اليهود ورد المسيح الحكيم:
___________________
يقول لنا الكتاب: ففكروا في أنفسهم قائلين: إن قلنا من السماء، يقول لنا: فلماذا لم تؤمنوا به؟ وإن قلنا من الناس، نخاف من الشعب، لأن يوحنا كان عند الجميع نبيًا.
فالمسيح أجاب على السؤال بغاية في الحكمة.
مواجهة يسوع للسؤال اليهودي حول معجزة يوحنا المعمدان:
___________________
وجعل الآخر، وهم اليهود الذين يسألونه، جعلهم في مواجهة مع الحقيقة: هل معجزة من السماء أم من الأرض؟
فَقَبْلَ أن يُجيبوا، قال: لو قلنا من السماء، فلماذا لم تؤمنوا بها؟
ولو قلنا من الأرض، فإن الشعب كله آمن بها، وكانت المعجزة معتبرة في المجتمع اليهودي، معجزة المعمدان.
فأجابوا يسوع وقالوا: لا نعلم.
لم يُرِدوا الإجابة بالإجابة الصحيحة.
فقال لهم: ولا أنا أيضًا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا.
شرح قصة ابن الضال ودلالاتها:
نلاحظ في مسألة ابن الضال أنه تكلم على الدرهم المفقود والخروف الضال، وتكلم على الفكرة نفسها.
والدرهم أو الخروف، لم يكونا أشياء مادية فقط؛ الخروف كائن حي، لكن غير عاقل.
وبعد ذلك، ختم في إنجيل لوقا ١٥ بقصة أو مسألة ابن الضال، القصة الجميلة المؤثرة لنا في حياتنا.
والابن الضال هنا يمثل الإنسان الذي أخطأ ولم ينفذ مشيئة أبيه، والأب هنا هو الله، لكنه ندم.
والجميل أن إلهنا الصالح لا يرفض التوبة الأولى، بل ينزل للندم والتوبة بعد ذلك.
هذه خلاصة المسألة: إنه أخطأ في البداية، وتعامل مع أبيه بقسوة، ثم انصرف عنه. لكنه تاب وندم وعاد.
وهذا في المسألة:
الفرح محور القصة.
لأنه ندم وتاب وعاد، بل وفرح.
ومن الملاحظات اللطيفة أنه عند مشاهدة إنجين معلمنا للأصحاح الخامس عشر، نجد أنه يتحدث عن الفرح عبر الأصحاح بأكمله. فهو أصحاح حى للفرح رغم أنه يتحدث عن التوبة. وكأن الرسالة الجميلة في هذه المسألة هي رسالة الفرح: فرح التوبة، فرح العودة. وقد قيل هذا في سياقه الزمني.
تفسير شخصيات القصة:
لننتقل إلى النقطة الثانية، ونتناول أهم الشخصيات، والأجواء، والكلمات، والمعاني الأساسية في مسألة الإبنين.
مسألة الإبنين تمثل من قال نعم ثم تراجع، وهذا يمثل العشارين. والخطأ الأول: رفضوا العمل في الكرم، ثم ندموا وعادوا للعمل. هؤلاء يمثلون العشارين. والخطأ الثاني: قالوا حاضر حاضر ولم ينفذوا، وهؤلاء يمثلون الفريسيين ورؤساء الكهنة والكتبة. طائفة من الناس تقول نعم، ولكن القلب والسلوك الداخلي لا يصنع شيئًا. هذا يمثل الناس الذين تريد تسميتهم رياءً، أو معاندين، لكنهم في إطارهم العام: عدم الطاعة.
قراءة الإنجيل وتطبيقه في الحياة
___________________
أحيانًا، عند قراءة الإنجيل، تعجبك آية معينة، وتشعر أنها قد تكون مبدأً في حياتك، وهذا شيء رائع. لكن بمجرد انتهاء جلسة قراءة الإنجيل، أو سماع عظة معينة، ينتهي الأمر. كما يشرح لنا مثل الزارع الذي سقطت بزوره على الطريق، فجاءت طيور السماء، فالتقطتها وذهبت بكل شيء.
أهمية إرادة الله في حياتنا اليومية
___________________
انتبه، هذه فرصة لأن للإنسان يكون إرادة طاعة. والغريب أننا نصلي صلاة الربانية، التي نكررها في اليوم أكثر من مرة، ونقول: “لتكن مشيئتك، لا مشيئتي. لتكن مشيئتك يا رب”. عايز إرادتك تكون فيي. أنا أعتبر هذه عبارة من صلواتنا اليومية. يقول: “إن أكلتم أو شربتم أو فعلتم شيئًا، افعلوا كل شيء لمجد الله”. حتى الأكل، حتى الشرب، حتى أي شيء نفعله في حياتنا اليومية، افعلوه لمجد الله، بحسب مشيئة الله، بحسب إرادة الله. لتكن مشيئتك يا رب قبل مشيئتي، أو قبل إرادتي، أو قبل رغبتي.
تحذير من عبادة شكلية
___________________
هنا السؤال الذي سأله المسيح: أيّ السنون عمل إرادة الآب؟ أيّ السنون عملوا ذلك؟ خد بالك، الإنجيل يحذرنا في مدة سبعة بتحذير خطير يقول: ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. وتجد تحذيراً في غاية الخطورة أمامنا. انتبه ألا يكون عبادتك حياتك وفكرك.
النقد والتوجيه
___________________
سلوكك بعيد عن طاعة الله، بعيد عن السماء. أمتأسف للتعبير، لكن أقوله كأنك تضحك على نفسك.
ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.
فترات الصوم والتوبة
___________________
هذه مدة سبعة، وواحدة وعشرون، ومدة سبعة، وواحدة وعشرون في العز على كبل.
وهذه يمكن كنيستنا تعلمنا نعيش في فترات الصوم، بالذات الصوم الكبير، نعيش حياة روحية مقدسة خالصة.
جوهر الحياة الروحية
الحياة الروحية المقدسة الخالصة لازم تكون حياة غير مزيفة، ليست شكلها جميل من برة أو ذهب إشارة، حياة حقيقية.
الحياة الحقيقية هذه تبدأ باللسان.
ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. والآية واضحة جداً وصريحة ومحددة الصور.
لكن من يا رب الذي يدخل السماء؟ هيقول لك: كل من يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.
التطبيق العملي
يا بخت الإنسان فينا إلا حياته حسب إرادة الله، صرفاته، كلماته، علاقاته، قراراته، دخوله البيت مع أسرته حسب إرادة ربنا. بتعجبني هذه التعبير الشعبي.
تأملات في الإرادة الإلهية والتوبة
دور الإرادة الإلهية في الحياة الأسرية
لما تأتي أسرة هكذا، ويتكلموا في موضوع، وبعدين يأتي الأب أو الأم، بصورة لطيفة، يقول: “ما يريدُه ربنا يكون”، بس يكون بيقولها من قلبه، مش بيقولها مجاملة. يعني الإنسان يضع أمامَه الإرادة الإلهية. وفترة الصوم هي فترة لتصويب حياة الإنسان.
مقارنة بين الفريسيين والعشارين والزواني
وتلاحظ معي أن السيد المسيح لما جاء يكمل إجابة الجماعة اليهودية قال لهم يسوع الحق أقول لكم، بكلم الفريسيين بالذات لأن الفريسيين كانوا دائمًا يتظاهرون بالتقوى، ويتظاهرون بالمعرفة، ويتظاهرون بأنهم هم أصحاب الحق فقط، لكن حياتهم شيء آخر وبعيد عن ربنا فيقول لهم، ويقول لنا طبعًا، إن العاهرات والخطاة يسبقونكم إلى ملكوت الله. رفضوا في الأول لكن رجعوا، ندموا، كاملوا، أطاعوا لأن الحق جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به، أما العاهرات والخطاة فأمنوا به، وأنتم إذ رأيتم لم تندموا أخيرًا لتؤمنوا به.
مثال الإبن الضال والتوبة
ودي السورة المحددة أو التي نستطيع أن نستخرج منها في مسألة الإبنين: يا ترى فقت نفسك وعرفت أنك خطوت خطوة خاطئة ورجعت صححتها؟ الإبن الضال فعل ذلك. الإبن الضال خطا خطوة تحت أي تأثير، يمكن تأثير عقله، يمكن تأثير أصحابه، يمكن تأثير رغباته، يمكن تأثير أهوائه، مش…
البداية: الطلب والفرح الزائف
حنقف عند النقطة دي، لكن لما قال لأبوه: “اعطيني ما يخصني، نصيبي من المال”، أنا متأكد إن الأب ناصحه مرات كثيرة، ويمكن الأخ الكبير ناصحه أيضًا، ويمكن البيت كله ناصحه. إزاي يا ابني تطلب من أبوك وأبوك عايش؟ إزاي تاخد ورثك وأبوك عايش؟ حاجة مش إنسانية، وحاجة فيها عدم ذوق وعدم لياقة.
صاحبنا أصر، وأبوه قال له: “الأيام هتعلمك”، خد نصيبه وخرج وهو في قمة السعادة، إن معه نصيب كبير، وأصحابه معه هللوا له وبقوا فرحانين به. وافتكر الحياة دوم بهذه الصورة: فلوس في جيبه، وأصحابه حواليه، خلاص هو عايز إيه تاني؟
النهاية: انهيار الأحلام وكشف الحقيقة
ولكن الحياة لا تستمر بهذه الصورة، لأن اللي كان في جيبه فضل يتناقص شيئًا فشيئًا، وفي التوازي مع ذلك، أصحابه ابتدوا يتناقصوا شيئًا فشيئًا. آخر فلس طلعه من جيبه كان مع آخر صاحب، ووجد نفسه في يوم من الأيام بلا أصحاب وبلا أموال.
طيب، فين الأحلام اللي كانت عنده؟ هي الخطيئة كده. الخطيئة تُصوّر للإنسان أحلامًا وردية وملونة وسعادة لا نهائية، بس مخادعة. مخادعة ليه؟ مخادعة لأنها لن تستمر، وده اللي حصل معه. وإنه يروح لغاية هناك ويصل إلى مزرعة الخنزير، ويشتهي طعام الخنزير ويعيش زليلًا. أيّ جو وحش ده! ابتدأت الخطيئة تكشف عن صورتها السوداء، فابتدأ يفكر.
المقارنة الذاتية وخطايا تخدير العقل
وق لنفسه، يرجع لنفسه، وابتدأ يعمل مقارنة ذاتية. ودي قمة النجاح في هذه القصة أو في هذا المثل: قمة النجاح أنه عمل المقارنة الذاتية بين وضعه الحالي ووضع الصادق. ايه ده؟ ايه اللي أنا فيه ده؟ وهذا هو تفكير الإنسان العاقل.
عشان كده، من الخطايا التي تُخدّر العقل: أن يُخدّر عقله بأي حاجة موجودة في الزمن، بأي اختراع، بأي جهاز، بأي صداقة، بأي… حضراتكم مثلًا، ممكن في الفترة الأخيرة سمعتم عن عصابة كبيرة تسرق وتنصب. نوع من تخدير العقل. عقلك في رأسك، تعرف خلاصك في التعبير الشعبي الجميل: “عقلك فين؟” عقلك اللي بيُظبط الأمور، أو تمشي وراء أوهام أو وراء خيالات خالصًا.
مثال الابن الضال: المقارنة والطاعة
والابن، لما الابن الأصغر في مساء الابن الضال، لما قارن نفسه ووضعه وابتدأ يفوق ووجد أن الموضوع ليس في صلحه، قال: لا لا، ده أنا عائد لأبي، حضن أبي يكفي بكل شيء. الابن الأكبر قال: لا، بعد ذلك راح ونفس به، ومُتهلٍّ اجتهاده، وعارف أن هذا الطريق الصحيح، وعارف أن هذا طريق أن يطبق ويعيش مشيئة الله. الثاني بقى، الابن الثاني لم يفكر بهذه الصورة، هو قال حاضر، ليرضي أباه ظاهريًا، عارف أنه يعيش الوصية ظاهريًا، لا يعيش في عمقها، لأن الوصية في عمقها تحمل قوتها. عاش في الأول وقال: حا…
الفريسيون والندم
ضر وخلاص، كل ما طلعت وانتهت الحكاية، لا نَفَز ولا رجع نفسه، ولا تاب، ولا ندم، ولا قال: لا لا، أنا كسرت قلب أبي، لا لا، لم يُحِطْ هذا فيهِ خالصًا.
هؤلاء كانوا الفريسيون، واوعى تكون أنت تتصرف مثل هؤلاء. الأول كأنه عشار، وتاب لما شرحنا مثل الفريسي والعشار، يقول لهم كده ربنا: أنتم لم تندمو.
أحد شروط التوبة هو الندم الداخلي، والندم في العرف الكنسي دائمًا مصحوب بشكل من أشكال الدموع.
قلب الإنسان هو الذي يبكي. أيّ شيء خلاني أفعل هذا؟ أيّ شيء خلاني أقع أو أصل إلى هذا المصير أو هذه الصورة؟ أقول لهم: أنتم لم تندَموا.
مواجهة المسيح وهدف الحياة
وأنتم هنا، هي مواجهة قوية وصريحة ومباشرة، يُلومهم فيها السيد المسيح وذلك قبل أيام من إتمام الفداء.
خطية الرفض، وخطورة خطية الرفض، لذلك الهدف اليوم، وهذا مثل ابنين، نربطه بمثل ابن الابن الضال، الهدف هو: اعمل مشيئة الآب.
اعمل مشيئة ربنا في حياتك، خَلِّ مشيئة ربنا هي التي تقودك. وأنت تصلي، في ابنها، أن تكون مشيئتك أنت، بتقولها من قلبك: “مشيئتك يا رب”.
ثمار مشيئة الله
هذا يحميك من التذمر، يحميك من العناد، يحميك من الكسل، يحميك من عدم الطاعة. هذا يحميك، مشيئة ربنا، ويضيف إليك راحة داخلية. “أنا أعمل مشيئتك يا رب”، يعجبني خالص القديس بولس الرسول.
قبل اللقاء بالمسيح وبعده
ما سيرته الأولى كانت بعيدة عن المسيح.
ولما ظهر له المسيح على أبواب دمشق، يقف ويقول له: “ماذا تريد يا رب أن أفعل؟”
التحول الروحي
خلاص، حياتي قبل ذلك كانت مثل الابن الضال.
لكن حياتي من هذه اللحظة، ماذا تريد يا رب أن أفعل؟
تفسير آية مهمة ودروسها في الحياة
آية مهمة من متى؟
في آية هنا مهمة جدًا، وتتكرر قرب نهاية الصوم في جمعة ختم الصوم، يقول: “هكذا يكون الآخرون أولين والأولون آخرين”.
هذه في متى ٢٠، آية ١٦. خذ بالك، خذ بالك.
معنى الآية وتطبيقها في الحياة
والآية هذه لنا كلنا، لذلك يقول: “في السماء توجد مفاجآت، في السماء توجد مفاجآت. يمكن مش شايفينها بعيوننا على الأرض، لكن نراها بعيوننا في السماء. هكذا يكون الآخرون أولين. الابن الأصغر هو الأصغر، صحيح، في العمر أو شيء، لكن بتوبته أصبح هو الأول. الابن الأكبر بعناده أصبح هو الصغير أو هو البعيد”.
وهكذا، الدرس المهم في النقطة الثالثة التي يريد المثل تقديمها لنا، هي نقطة إخلاص النية. نية الإنسان قبل أن ينطق بالكلام، وهي نقطة جوهرية في حياتنا اليومية. نتعامل مع بعضنا في الأسرة، في الكنيسة، في الخدمة، في المجتمع، نتعاون مع بعضنا، وفي معاملات كثيرة. ما شكل معاملاتنا؟ معاملات ظاهرية أم معاملات حقيقية؟ من الدروس التي تعلمناها جميعًا ونحن صغار أننا لا نحلف، ونقول “صدقني”. هذا درس من أوائل الدروس التي تعلمناها في مدارس الأحد. عندما أقول “صدقني”، تكشف عن هويتي. لا نقول، لا نحلف باسم الله باطلاً، ولا نضع اسم الله في كل صغيرة وكبيرة. هنا، إخلاص النية قبل نطق الكلام يقول لنا…
شرح آيات كورنثوس الثانية
يا كورنثوس الثانية، إصحاح واحد. لكن أمين هو الله. إن كان كلامنا لكم لم يكن نعم ولا لا، لأن ابن الله يسوع المسيح الذي كرز به بولس وتيموثاوس لم يكن نعم ولا، بل قد كان فيه نعم. حولها ثانية. هذه الآية، هذه آية كورنثوس الثانية، إصحاح واحد، عدد ١٨ و ١٩. لم يكن نعم ولا. من أنتم؟ هل أنا لست كمن قال نعم؟ مثل الابن الذي قال نعم، سأذهب، ولم يذهب. كانت نعم حقيقية، إنجاز
للتعبير. يعني هي نعم حقيقية، ما فيها تردد، ما فيها تشكيك، ما فيها رجوع، في وضوح. والانسان الذي بهذه الصورة، تعامله سيكون سهلاً، وستكون واثقاً.
التطبيق العملي للآيات ورحمة الله
أجي أقول لواحد مثلاً هتعمل حاجة الفلانية، يقول لي حاضر. وبعد يومين أسأل، الحاجة دي تمت؟ يقول لي نسيت، ما رحتش، انشغلت. نعم؟ ولا بس هي نعم حقيقية؟ هي طاعة حقيقية؟ هي تطبيق حقيقي للوصية؟ والنقطة الثانية: إنك إذا أخطأت هو مستعد أن يقبل توبتك. جمال المثل، سواء بتاع الابن الضال أو بتاع الإبنين، هو ده جمال المثل: أن أحضان المسيح مفتوحة، وأنها مستعدة أن تقبل كل إنسان في أي وقت، وبأي صورة. وقصة الابن الضال، عمقها وجمالها الروحي، وفي ذهننا أنه الأب الذي كان مشغولًا بابنه الذي بقي، ولكنه ينتظره. عشان كده أي إنسان فينا، كبير أو صغير،…
دعوة للتوبة والرجوع إلى المسيح
… رجل أو امرأة، شاب أو شابة، لازم تعرف أنك ما دام ابن المسيح أو بنت المسيح، حتى لو أخطأت، أحضان المسيح تنتظرك.
طب تقول لي: ده أنا أخطأت بقالي وقت طويل. المسيح منتظرك.
تقول لي: ده أنا عملت حاجات شديدة خالص. المسيح مستنيك، وهو واقف مستنيك، هو فاتح ذراعيه على الصليب، وقال عبارة جميلة ساعة الصليب نفسه، قال كده: أنا عطشان.
رحمة المسيح غير المحدودة
يمكن بعدين يفتكر الصليب ألمًا وعطشًا، أنه يشرب هو عطشان للنفوس البعيدة، النفوس التائهة، النفوس التي لا تأخذ بالها من نفسها، النفوس المترددة ما بينه وبينها، النفوس التي مشت معه وبعد ذلك ابتعدت، أو التي أخذها العالم.
انتبه أيها الحبيب، وأيتها أنتِ المرأة المباركة، مهما الإنسان، صنع لأن دم يسوع المسيح ابنه يطهر من كل خطية، ما من خطية أكبر من دم المسيح. دم المسيح يستطيع أن يطهر، وأن يرفع، وأن يسامح، وأن يقبل مهما كانت خطية الإنسان.
الصبر الإلهي ودعوة للتوبة المستمرة
يقول لنا هذا في بطرس الثانية لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أحدًا بل أن يقبل الجميع إلى التوبة. هو يُعمال يتأنى ويُطيل باله. يمكن غدًا يتوب، ممكن الأسبوع القادم، ممكن الشهر القادم، ممكن السنة القادمة، قاعد منتظر.
لما نسمع عن ولد فعل كذا…
دعاء من أجل التوبة
…بنت فعلت كذا، صلِّ من أجل هذا الإنسان أو هذه الإنسانة لكيما يحرك روح الله قلب هذا الإنسان.
والله يبقى متانيًا جدًا، متانيًا على الإنسان أن يرجع، ومهما كانت أحداث الخطيئة ومهما صنعت في الإنسان، ربنا
بِحنيته وبدمه وبحضنه الواسع يستطيع أن يضمد كل الجراح الموجودة، وتنتهي الحكاية. يقول لنا هذا لأنه يتأنى علينا، هو لا يشاء أن يهلك أحدًا بل أن يقبل الجميع إلى التوبة.
المثل والكتاب المقدس
هذا مثل الاثنين اللذين يربطان بين الابن الضال والابن الكبير، وفي نفس الوقت الأول والثاني، والهدف من هذا المثل هو عمل مشيئة الله.
فَبِدَبْرِ مشيئة الله، ربنا، لِماذا أعطانا الكتاب المقدس؟ ولِماذا صارت الوصية أمامنا مكتوبةً على طول؟ وكان زمان يجتهدون في أن يكتبوا، لأن لم يكن هناك مطابع ولا ما شابه، فكانوا يكتبون الوصية ويصفرونها ويحتفظون بها، وقد يقضون حياتهم كلها ليكتبوا أسفار الكتاب، لتكون الوصية حاضرةً أمامنا.
الخلاصة والخطوات
إذًا، كخلاصة لأربعة أسابيع، واعتبارًا هذه الحلقة الرابعة، اتضحت الخطوة الأولى: استثمر في السماء. الخطوة الثانية: احتمل التجربة. الخطوة الثالثة: (مفقودة). الخطوة الرابعة: اعمل مشيئة الآب لالهنا كل مجد وكرامه من الآن وإلى الأبد. آمين.
This page is also available in:
English