صلى قداسة البابا تواضروس الثاني صباح اليوم قداس أحد الشعانين المعروف شعبيًّا بـ “أحد السعف” في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.
واستقبل خورس الشمامسة قداسة البابا بالسعف والصلبان وهم يرتلون لحن الشعانين “افلوجيمينوس”، حيث صلى قداسته طقس دورة الشعانين التي يطوفون فيها داخل الكنيسة ويتوقفون أمام بعض الأيقونات والبابين البحري والقبلي للكنيسة وموضع اللقان، ويقرأون في كل نقطة توقف وعددها ١٢ نقطة، فصلاً من الإنجيل يتناسب موضوعه مع الأيقونة أو الباب الواقفين عنده.
ثم استكمل قداسته صلوات القداس الإلهي، وألقى عظة القداس، وأشار فيها إلى أن “أحد الشعانين” هو حدث فريد في التاريخ وفي طقس الكنيسة، موضحًا أن حدث دخول المسيح أورشليم ذكره البشيرون الأربعة، ويتميز أيضًا بأنه يختتم بصلاة التجنيز العام.
ولفت قداسة البابا إلى أنه من مظاهر “أحد الشعانين” استخدام سعف النخيل وأغصان الزيتون. واستكمل: “للشجر مدلول هام في الكتاب المقدس حيث بدأت الأشجار الرحلة مع الإنسان في الفردوس، وذكرها داود في المزمور الأول “فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ” (مز ١: ٣) واستمرت الرحلة حتى وُلِدَ الرب في مذود مصنوع من خشب الشجر وهو ما يمكن أن نسميه “لقاء الحب”، وتقابل في خدمته مع زكا العشار الذي صعد على شجرة جميز وهو ما يمكن أن نسميه “لقاء التوبة”، واليوم استقبله الجموع بسعف النخيل وأغصان شجر الزيتون في “لقاء الفرح” ثم يأتي يوم الجمعة العظيمة الذي صلب فيه الرب على خشبة الصليب في “لقاء الخلاص”.
ومن خلال هذه الرحلة مع الشجرة وفي هذا العيد المفرح يرسل لنا الله عدة رسائل منها:
١- الله يريد أن يملك على قلبك في نقاوة هدوء واتضاع.
٢- المسيح يبكي على خطاياك طالبًا توبتك وخلاصك.
٣- المسيح يدعوك أن تعيش في طاعة الوصية ووسائط النعمة.
وفي نهاية العظة قدم قداسته التهنئة لجموع الشعب باسم الاباء الاحبار الاجلاء الاساقفة الحضور وابونا الوكيل
ويعد أحد الشعانين المعروف شعبيًّا بـ “أحد الزعف” ، أحد الأعياد السيدية السبعة الكبرى، ويبدأ بعده مباشرة أسبوع البصخة المقدسة الذي ينتهي بعيد القيامة المجيد.
وعقب انتهاء القداس صلى قداسته صلوات “الجناز العام” بحسب الترتيب الطقسي للكنيسة والذي يلي قداس الشعانين، وقبل الانخراط في صلوات البصخة المقدسة.
شارك في الصلوات الآباء الأساقفة العموم المشرفون على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالاسكندرية والاباء كهنة الكنيسة، وأعداد كبيرة من الشعب امتلأت بهم الكاتدرائية.
قداسة البابا تواضروس الثاني في عظة قداس أحد الشعانين بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية
احد الزعف هو يوم متميز فيه قبل القداس ندور فى الكنيسة فى اثنى عشر موضع و نسميها دوره الزعف وهى تمثيلا لما حمله الاطفال والكبار من زعف فى استقبال السيد المسيح اتيا من بيت عنيا داخلا اورشليم.
نذكر حادثه دخول السيد المسيح اورشليم كمقدمة للاسبوع المقدس الذى نبداه اليوم ولكنى اهود بكم لبداية خلقة ادم وحواء
عندما خلق الله الانسان وضعه فى الفردوس واعطاه الله وصيه ان تاكل من كل الشجر ماعدا شجرة معرفه الخير والشر ، لكن الانسان الاول كسر الوصية واكل من الشجرة وطرد من الفردوس وظل ينتظر من يعيده الى الفردوس ،
كل البشر منذ ادم وحواء جيل وراء جيل ينتظر من يعيده الى الفردوس ، حتى ان داود كتب ” يكون كالشجرة المغروسة على مجارى المياة ” متذكرا الفردوس ، وصار الانسان يتسال متى ارجع الى الفردوس
انتا نصوم وناكل طعاما نباتيا متذكرين الحياة فى الفردوس ، وكيف كان يعيش الانسان مع الله فيه
لقاء حب :
ثم جاء المسيح متجسدا ” هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة ابدية ” وولد فى مذود مصنوع من الشجر ، وصارت الخشب امامنا ، فقد جاء حبنا فينا ، وكان المزود العلامة الحب الاولى ، انه لقاء حب
لقاء توبة :
وقد استمعنا الى مقابلة السيد المسيح مع زكا الذى يعبر عن كل شخص فينا ، وكان قصير القامة تعبيرا عن قلة ايمانه ، كان عشارا وهى احد طوائف اليهود ، ويقابل زكا الذى كان يحمل قلبا مشتاقا ، فتسلق على شجرة الجميز واذ المسيح يقف امام الشجرة وينادى على زكا باسمه ويعلن زكا عن توبته ، ويقول ان نصف اموالى للمساكين .. كان لقاء الشجرة لقاء توبة .
لقاء فرح
اليوم هو احد الزعف يدخل المسيح على اتان وجحش ابن اتان ، ملك وديع ، يدخل على حيوان مسالم خادم للانسان ، ويمسك الشعب زعف النخل فى استقبالة ” الصديق كالنخلة يزهر “
ويتقابل الانسان مرة اخرى مع الشجر ممثله فى السعف الذى يقف فى راس الشجرة تعبيرا عن الحياة الروحية التى ليست من الارض بل من السماء
انه يوم فرح ولقاء فرح .
لقاء خلاص :
ياتى يوم الجمعة الكبيرة ونرى الصليب المقدس فى لقاء خلاص للانسان و خشبة الصليب صارت مفتاحا للفردوس ، كما قال له السيد المسيح للص اليمين ، اليوم تكون معى فى الفردوس ،
ويعود الانسان للفردوس ويحافظ على حياته الروحية التى اعادها الله له من خلال صليبه المقدس ، ويستعيد مكانه فى الفردوس .
لذلك من تقليد كنيستنا الجميل ان يعمد خلال الايام الاولى للطفل لكى يولد الولادة الجديدة من الماء والروح ويصير الطريق الروحى امامنا لنجاهد ونحافظ على نصيبنا السماوى
المسيح يريد ان يقول لنا بعد رحلة بدايتها الفردوس ثم شجرة معرفة الخير والشر ثم المزود والتجسد لشحرة زكا ثم النجل والاستقبال والفرح ثم الجمعة الكبيرة والصليب المقدس انه يريد ان يدخل قلبك ولكن ينتظر دعوتك ، ف ل تقف وتقول له اريدك انت تسكن قلبى ويكون قلبى نقى مستعد ” طوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله .
المسيح يبكى على خطاياك لانه يريد توبتك ، انه يبكى على كل واحد فينا لانه يريد توبتنا ، لقد بكى على اورشليم ، النى كانت تقع فى خطبة العند وقال لها ” يا اورشليم يا اورشليم ، يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها ، كم مره اردت ان اجمع بنيكى كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ، هوذا بيتكم يترك لكم خرابا ، وبكى ايضا على لعازر واقامة بعد اربعه ايام ، ويبكى ايضا على خطاياك
اننا نعيش الان ايام توبة ، نقف ونتوب عن خطايانا ، انه يريد توبتك ، يريد القلب النقى ، فالخطية قاتله للانسان فى حياته وسلوكياته اليومية
المسيح يدعوك ان تعيش فى طاعة الوصية ، بعيدا عن خطية العناد لذا تعلمتا كنيستنا ان نقرا ونعيش الانجيل ونطبع وصيته
انه يوم مفرح فى مسار السنه الكنسية كلها ، هوذا المسيح قد جاء ليكون قريبا لكل واحد فينا ، ليصير الانسان ” كالشجرة المغروسة على مجارى المياة تعطى ثمرها فى حينه وورقها لا ينتثر وكل ما يصنعه ينجح “
الاشجار تذكرنا بالفردوس وتدعونا ان نكون مثلها ، لم نرى شجر يغضب او انانى او شتام ، والكتاب المقدس يريدنا مثل الشجر ” مغروسين فى وسائط النعمة والاسرار المقدسة ، وورقها لا ينتثر اى مليان بالنعمة
ويا بخت الذى يسير فى هذا الطريق .
This page is also available in:
English