صلى قداسة البابا تواضروس الثاني القداس الإلهي، صباح اليوم، في كنيسة الشهيدين مار يوحنا المعمدان وفيلوباتير مرقوريوس (أبو سيفين) بالعاصمة البولندية وارسو، وذلك في إطار زيارته الرعوية التي يقوم بها حاليًا لإيبارشية وسط أوروبا ضمن الأجندة الرعوية لقداسته لعام ٢٠٢٥.
واستقبل خورس الشمامسة قداسة البابا لدى وصوله الكنيسة بالألحان، بينما علت السعادة وجوه أبناء الكنيسة لمجئ الأب والراعي لزيارتهم وافتقاد أحوالهم.
شارك في صلوات القداس نيافة الأنبا چيوڤاني أسقف وسط أوروبا والوفد المرافق لقداسة البابا والقس داود أديب كاهن الكنيسة، والراهب القس مكاريوس الانبا بيشوي.
وألقى قداسة البابا عظة القداس التي بدأها بتحية القيامة: خريستوس أنيستي آليثوس أنيستي”، معربًا عن سعادته بالتواجد وسط هذا الشعب المبارك، ثم تحدث قداسته عن أهمية عيد القيامة، موضحًا أنه عيد يحتفل به المؤمنون عبر أربع مستويات:
١- يوميًّا (في صلاة باكر): نحتفل بقيامة المسيح، إذ كانت القيامة في فجر الأحد.
٢- أسبوعيًّا (يوم الأحد): فكل يوم أحد هو تذكار للقيامة، ونسميه “اليوم الذي صنعه الرب”، أو “يوم النور”.
٣- شهريًّا (يوم ٢٩ من الشهر القبطي): حيث نحتفل بتذكارات البشارة والميلاد والقيامة.
٤- سنويًّا: في عيد القيامة، ونسميه عيد الأعياد وفرح الأفراح.
ولفت قداسة البابا إلى أن يوم “أحد توما” دعوة لتجديد الإيمان، لذا فإننا نسمي هذا الأحد: “أحد الإيمان المجدد”.
وفي ضوء ذلك تناول قداسته بالحديث التحديات الروحية التي تواجه المؤمنين، حيث يحارب بها الشيطان أولاد الله:
١- الشك:
يحاول الشيطان التشكيك في محبة الله، وفي حنانه، وفي العمل الإلهي في حياة الإنسان. ونوه إلى أن الشك مرض خطير يجعل الإنسان يشك في نفسه، في عمله، في أسرته، وفي كنيسته. وحذر: “احترس من الشك، وكون علاقة قوية مع مسيحك كن دائمًا مع إنجيلك، مع أب اعترافك الذي يرشدك.”
٢- اليأس:
أو ما يسمى بمرض “مفيش فايدة”، الذي يؤدي بالإنسان إلى الاكتئاب والانغلاق، فمع الله لا مكان لليأس، لأن الله محب لكل البشر، يحب الإنسان باسمه، بعمله، بحياته، يصنع دائمًا الخير، وهو ضابط الكل، مدبر الحياة، ولا شيء يحدث خارج إرادته.
ووجه قداسته رسالة تشجيع قائلاً: “لا تقلقوا من شيء، إلهكم ضابط الكل، حافظ حياتكم، مدبر أيامكم”
وشكر قداسته نيافة الأنبا چيوڤاني على محبته وجهوده المتواصلة، والقس داود أديب على خدمته المباركة، مشجعًا الشعب القبطي في بولندا على التمسك بالكنيسة وتنشئة أولادهم فيها.
ونقل تحيات مصر إليهم، مؤكدًا أن مصر رغم التحديات تعيش في سلام واستقرار بفضل نعمة الله.
واختتم: “كونوا دائمًا سفراء صالحين لوطنكم أينما كنتم، وأمناء لإيمانكم، متمسكين بالقيامة نورًا وفرحًا ورجاءً لحياتكم.”
وتأسست كنيسة “مار يوحنا المعمدان وأبي سيفين” بجهد كبير من نيافة الأنبا چيوڤاني، حيث بدأ منذ سيامته عام ٢٠١٧ بافتقاد أبناء الكنيسة القبطية وتجميعهم لصلاة القداس في أحد المنازل، إلى أن استطاع بمساعدتهم الحصول على هذه الكنيسة، حيث أقيم أول قداس فيها في عيد الميلاد المجيد عام ٢٠٢٠.
وتخدم الكنيسة أكثر من ٤٠٠ شخص، من بينهم ٧٥ أسرة قبطية منتشرة في ١٤ مدينة وقرية حول العاصمة وارسو، ويخدمهم القس داود أديب الذي بدأ خدمته في ٢٨ مايو ٢٠١٩. وتقدم الكنيسة خدمة مدارس الأحد، وتعليم الألحان، إلى جانب اجتماع الخدام.
عظة قداسة البابا تواضروس الثاني خلال القداس الإلهي في كنيسة القديسين يوحنا المعمدان وأبي سيفين في وارسو بولندا
اخرستوس انستى اليسوس انستى
كل سنه وانتم طيبين ، سعيد ان اكون معكم فاليوم ومع نيافة انبا جيوفانى ومع الاحبار الاجلاء نيافة الأنبا فام أسقف شرق المنيا ونيافة الأنبا أكسيوس أسقف المنصورة.
اليوم هو الأحد التالى لعيد القيامة ، ونبدا رحلة الخماسين المقدسة ، مكونة من ٧ اسابيع وتكتمل بعيد العنصرة.
وعيد القيامة نحتفل بيه على عده مستويات
١- كل يوم فى صلاة باكر لان القيامة كانت باكرا
٢- كل اسبوع ونسمية يوم الرب ٠ ” هذا هو اليوم الذى صنعه الرب ” و ايضا نسمية يوم النور وبالانجليزية ” sun day “
٣- نحتفل كل شهر قبطى يوم ٢٩ من الشهر القبطى مع البشارة والميلاد
٤- وايضا على مدار ٥٠ يوم ونسميها الخماسين المقدسة
فالقيامة نحتفل بعا على كل المستويات فى فرح افراحنا وعيد اعيادنا
ونسمى اول احد بعد عيد القيامة الاحد الجديد لانه فيه تجديد اعلان ايمان الانسان ، فقد ظهر يوم القيامة خمس مرات ، وبعض الظهورات بعدها ، منها عند عندما كانوا مجتمعين لكن خائفين فظهر لهم ويقول الكتاب ” ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب ” (يوحنا ٢٠:٢٠ ) لكن لم يكن توما معهم ، ولما رجع حكى له التلاميذ ما رأوا ، وقال ” فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ».” (يو 20: 25).
وبعد اسبوع ومثل هذا اليوم ، ظهر مره ثانية للتلاميذ ومعهم توما ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا».
28 أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي!
وكلمة ربى والهى هى ما جعلتنا نسميه الاحد الجديد لانه اعلان مره اخرى عن ايمان توما ، وكانت اجابه السيد المسيح له :
«لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».
الشيطان عندما يحارب الانسان يحاربه بنوعين من الحرب : اولا الشك فى محبة ربنا فى حنانه فى غفران خطايانا ، فى كل شئ.
احترس من الشك وكن دائما فى علاقة قوية مع مسيحك ، وانجيلك هو الوسيله القوية التى تحمى الانسان كن الشك والتشكيك .
الحرب الثانية : حرب اليأس ، ان كل شي سئ وان مفيش فايده ، وهكذا يدخل الانسان فى دائرة اليأس ثم الاكتئاب ثم القلق والهموم .
الله يعمل معنا ثلاثه :
١- الله يحب كل البشر : حتى لو خاطئ حتى لو بعيد ، فهو ينظر اليك ويحبك
٢- الله صانع خيرات : فهو يصنع الخير مع كل انسان ، حتى اننا فى كل صباح نقول صباح الخير فنحن ننتظر الخير الذى سيصنعه معنا الله اليوم .
٣- الله ضابط الكل : كل شئ يحدث من خلال الله ضابط الكل ، دوران الشمس ، الليل والنهار ، الصيف والشتاء ، الربيع والخريف كل شئ .
لذلك لا تقلق من شئ لان الهك ضابط الكل ، ومدبر حياتك .
نرتل فى تسبحة كل يوم ” قوموا يا بنى النور لنسبح رب القوات ،” وكل واحد فينا هو ابناء النور الذى يأخذ نوره من المسيح فقد قال لنا ” انتم نور العالم “
فالقيامة هى نور ونقول له “وبنورك يا رب نعاين النور “
اننا نحترس من حروب عدو الخير ان كانت بالشك او باليأس واثقين بأيمانا بشخص السيد المسيح
سعيد ان اكون معكم اليوم فى هذه الكنيسة التى هى بذره تجمعكم معا ، ونشكر انبا جيوفانى لتعبة فى الكثير من الدول ، ويؤسس كنائس فى اوربا .
بداية الخدمة هنا تذكرنا ببداية خدمة القديس مارمرقس ، عندما جاء مصر ، لم يملك شئ سوا عصا وحذاء وصليب ، ومن خلاله تأسست الكنائس والخدمة فيها .
انتم كأسر فى بولندا تجمعوا واجتهدوا وبكم تكبر الكنيسة بلا كسل بل كونوا نشطاء لكى تحميكم الكنيسة وتجدوا ثمر .
اشكر انبا جيوفانى على تعبه فى انشاء الكنيسة الجميلة ، هى صغيرة لكن جميله .
لقد جئت زيارة قصيرة ، فقد زارانى رئيس بولندا والسيده حرمه فى الكاتدرائية العباسية بالقاهرة فى مايو ٢٠٢٢ ، وكانت فرصه ان اجى وافتقدكم وافتقد اباء وشمامسه اوروبا ، وازور رئيس الجمهوريه واغادر غدا الى رومانيا ثم صربيا ثم التشيك .
مصر بتسلم عليكم وامورنا جيدة فى مصر ، ونسمع عن الصراعات حولنا لكن بلادنا فى سلام نشكر الله عليه ، ولنا علاقات طيبه مع الجميع ، صلوا من اجل مصر باستمرار .
انتم فى دراستكم واعمالكم وكل ما تصنعوه ، كونوا امناء ومجتهدين وقدموا صوره حلوه عن ايمانكم ومسيحكم وبلادكم .
اخرستوس انستى ..اليسوس انستى
المسيح قام .. بالحقيقة قام
This page is also available in:
English