أشفق الجميع على البابا تواضروس الثانى وهو يجلس على الكرسى البابوى فى ١٨ نوفمبر ٢٠١٢ حاملا مسئولية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العريقة مرتديا تاج البابا الـ١١٨ عبر تاريخها الذى بدأ مع أول سنه ميلادية… وفى حفل تتويجه بابا للأقباط كانت دموع البطريرك تنساب بغزارة ـ وعندما سألته وقتها ما هو السبب؟ أجاب الإحساس بالمسئولية الصعبة. وكان البابا تواضروس على حق.. فخلال السنوات العشر التى جلس فيها على كرسى مارمرقس عاشت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأقباط مصر أياما من اصعب الأيام فى تاريخها، وكان لابد من موقف ووقفة وكان البطريرك موفقا بامتياز، بداية من الانسحاب من الجمعية التأسيسية للدستور اعتراضا على المادة 219، ثم رفض المشاركة فى الحوار الوطنى الذى دعا اليه الرئيس المعزول محمد مرسى، وصولا الى المشاركة مع الأزهر الشريف وكل القوى الوطنية في 3 يوليو وإعلان خريطة مستقبل جديدة لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقد نجح البابا فى الحفاظ على روحانية الكنيسة وتأكيد أن الأقباط مصريون وفى النسيج المصري. البابا تواضروس حقق العلامة الكاملة للنجاح طوال السنوات العشر على الكرسى البابوى ونال تقدير واحترام الجميع، لأنه كان واضحا فى كل المواقف، متزنا ووطنيا فى قراراته، يعى جيدا أهمية وخطورة كل حرف ينطق به. قداسة البابا تواضروس الثانى أكد فى كل المواقف القاسية والمحن الصعبة التى تعرض لها الأقباط والوطن أنه حكيم، وصبور ومحب لمصر والمصريين جميعا فاستحق محبة وحفاوة وتقدير الجميع، وفى العيد العاشر لجلوسه على الكرسى البابوى، نقول له دامت محبتكم لكل المصريين ودام كهنوتك.