حقاً عجيب هو الله في محبته؟ وغريب هو الانسان في طبيعته؟ يسمع ما ينفعه ولا يعطي له تركيزا ويسمع ما لا يفيده بشيء ولكنه يدقق فيه كثرا؟
الله يقف قارعا على الابواب يجول يصنع خيرا (اع38:10) سمعته ينادي كل نفس ويقول “افتحي لي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي”(نش3:5) وشد انتباهي عندما قال انا هو الباب ان دخل بي احد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعي (يو9:10) وقفت في حيرة وسألت نفسي المسيح هو الباب ولماذا يقف قارعا علي الابواب؟
عرفته انه الباب المفتوح الذي يقف امام ابواب القلوب وهو يقدر ان يدخل و الابواب مغلقة بمتاريس؟
هو يقف قارعا تري ماذا يريد؟ هو القادر على كل شيء فهل يحتاج لشيء؟ تري من الذي يسمعه؟ وهو كل من يسمعه يفتح له؟ ولماذا الكل لا يسمعه؟ وماذا يكون وراء الابواب المغلقة من انشغالات وهل يخفي علي الرب شيء؟ وهلي يوجد شيء والرب لا يعلمه؟ ولماذا تكثر الاعذار عند الفتح؟ لماذا تثقل الاذن عن السمع امام مصدر الخيرات وهو القارع والواقف على الابواب؟ ولماذا تفتح الاذن عند السمع امام مصدر الشرور؟ ولماذا تعجز الايدي عن الاسراع في الفتح ويكون لها مر قاطر على مقبض القفل؟
كنت اسال نفسي؟ كيف يقرع الباب المفتوح على الابواب المغلقة من انشغالات؟ وهل يخفي علي الرب شيء؟ وهل يوجد شيء والرب لا يعلمه؟ ولماذا تكثر الاعذار عند الفتح؟ لماذا تثقل الاذن عند السمع امام مصدر الخيرات وهو القارع والواقف على الابواب؟ ولماذا تفتح الاذن عند السمع امام مصدر الشرور والهموم؟ ولماذا تعجز الايدي عن الاسراع في الفتح ويكون لها مر قاطر علي مقبض القفل؟ كنت اسال نفسي؟ كيف يقرع الباب المفتوح على الابواب المغلقة؟ واشتقت ان اتخيل تصورا لما يحدث؟ تأملت عندما تنتقل الطائرة من بلد إلي بلد آخر بعيد وعند الوصول ينفتح بابها امام ممر به باب مفتوح و الذي يدخل يجد نفسه في بلد جديد له لغة جديدة وطبيعية خاصة. مع الفارق في التشبيه السيد المسيح هو الباب المفتوح الذي يقرع على ابواب القلوب ان انفتح باب القلب وخرجت المشاعر والاحاسيس والافكار تجاه الباب المفتوح تحول القلب بكامله علي بلد جديد بلد سماوي وله لغة السمائيين وطبيعة خاصة هناك يسمع لغة المحبة ويتكلم بها ويتحرك علي ارضها ويرتوي ويشبع منها ويسمو ويرتقي بها ويحيا ويتحرك فيها ويتحرر وينطلق ويحلق في اجوائها.
عدت اقول لنفسي؟ حقا عجيب هو الله في محبته وغريب هو الانسان في طبيعته؟ هوذا المسيح يقف قارعا ينتظر من يفتح لكي يدخل ويتعشى مع صاحب الباب السامع للطرق ويبيت عنده؟
العجيب اننا لا ننصت للطرق؟ ولا نعطي اهتماما لمن يقف قارعا على الابواب؟ ونتساءل بلهفة متي يكون المجيء الثاني؟ وتتحول كثرة التساؤلات عن اخر الايام بعد السماع عن كلمات المنتهي من حروب ومجاعات واوبئة وزلازل الي اهتمامات وهمية بدلا من الاستعداد لمقابلة القارع علي الابواب كل يوم وكل ساعة؟
قلت لنفسي تعال ومعك كل من حولك ولنسمع كلمة قالها السيد الرب لتلاميذه بعدما اوضح لهم كل الامور قال “اعلموا ان الرب قريب علي الابواب”(مت33:24)
بالحقيقة الرب قريب لمن يدعوه؟ وهو على الابواب ليلاً ونهاراً؟
هو قريب فلنقترب منه وهو علي الابواب فلنفتح له ولندخل عنده ونختفي فيه. قلت لنفسي كم تكون السعادة لنفس عندما تشعر بان الرب قريب وواقف علي الابواب وكم تكون منتهي السعادة للقلب عندما ينفتح بابه ويري المسيح قريبا منه وملتصقا به؟
كم تكون السعادة عندما تنفتح الابواب؟ فيشفي المريض ويتعزى الحزين ويتوب ويتحرر الانسان المقيد بالخطايا والشرور ويبصر الاعمى ويركض العاجز ويفر الشر ويبيت السلام وينزع العار ويكفي ان عيون المسيح تبقي مفتوحة على هذا البيت ليلا ونهارا.
الرب قريب وواقف على الابواب إن كنا لا نسمعه تري ماذا نسمع؟ وإن كنا لا نظره تري ماذا ننظر؟
كيف نحرم أنفسنا من الذي يطرق على قلوبنا ويخاطبنا بكلامه الرقيق والعميق؟ التفت معي واسمع ما يقوله “استيقظي البسي عزك يا صهيون “”انتفي من التراب “انحلي من رباط العنق “اهرب لحياتك” اعرف من اين سقطت وتب اذكر ما اخذت وما سمعت واحفظ وتب ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك” تعال واقترب مني لكي تتبرر من خطاياك؟
الرب قريب واقف على الابواب فلنسمعه وننظره هو ينادي النفس لكي سمع كلامه ولكي تنظر وتتأمل في اعماله والنفس التي تسمعه جيدا وتنظره جيدا يكافئها بالنعم العظيمة. اصغ لما يقوله الرب لمحبيه “اسمعي يا ابنتي وانظري وأميلي اذنك” انه يتحدث معها بأسرار خفية يكلمها بالسلام والحكمة والنعمة والموهبة والتدبير.
الرب قريب واقف على الابواب فلنصادقه و لنفرح بمعرفته و نتهلل بأبوته ولنشتاق بان يبقي معنا ونحن معه الرب معنا علي الارض ونحن عنده في السماء هذا هو المنتهي في طريق المجد.