هذه رسالة اكتبها لك .. انت يا صاحب القلب والمشاعر المجروحة .. انت متألم وانت مجروح .. هل انت منتظر حتى تنتهى هذه الآلام والجروح؟!
ام انت اسلمت نفسك للضيقة .. والضيقة أثقلتك وأجلستك ملق على التراب؟!
هل ما انت فيه وما تراه كل لحظة من لوحة واحدة.. أفقدتك القدرة على السعي للخروج بعيدا عن هذا الحبس المنفرد؟!
قم يا ابنى وانتفض من التراب .. حل نفسك من الرباط الذى حول عنقك ..
أنت تشعر أن ليس لك نظير فى الضيقة مثلك .. ولا معينا لك فى هذا الكون ..؟!
لا يا ابنى .. صدقنى انت لست وحدك فى هذا الكون .. فخالقك وخالق هذا الكون يسهر عليك وعلى الكل .. هو لا يغفل ولا ينام .. انت لا تحس ولا تشعر ولا ترى لانك اكتفيت بأن ترى ضيقتك وآلامك وجروحك فقط.
بينما يوجد شخص آخر فى وسط الضيقات والمتاعب يقول “واذا أتامل ضميرى اراك يا الهى منتبها الى بجهد عظيم كأنه لا يوجد فى المسكونة إنسان غيرى .. تسهر على كأنك نسيت الخليقة كلها .. تهبنى عطاياك كأنى وحدى موضوع حبك” القديس اغسطينوس
يا ابني .. انا لا اقلل من قيمة الجروح والمتاعب التى انت فيها .. وانت برئ منها…
انت فى عمق الالم .. وانا اريد ان ادخل اليك .. واتحدث معك.. ولا اريد ان ابقى معك فى اعماق الحزن .. اريدك ان تخرج معى بعيدا عنها .. فلو بقيت انا معك .. وشاركتك بنفس روح التفكير فى الضيقة .. ترى ماذا تكون النهاية؟!
انا وانت نحتاج لثالث يصعدنا من روح اليأس ..!
اكلمك لأننى اعلم انه يوجد جرح يخدش الجلد .. وجرح آخر يدخل الى العمق .. وجرح اكثر عمقا يدخل الى القلب والى المشاعر ..
انت اغلقت كل الابواب عليك .. ولك زمان طويل .. اليوم هيا انهض .. قم افتح نافذة مطلة على السماء .. مد يدك وتسلم رسالة مبعثة لك من عند الله .. امل اذنك واستمع لقول السيد الرب وهو ينادى لوط قائلا “اهرب لحياتك”
حياتك ثمينة جدا عند الله .. فأهرب لحياتك .. لا تقف فى هذه الدائرة ولا تنظر الى الوراء .. اهرب الى الجبل لئلا تهلك ..
تفكيرك الكثير فى الضيقة والمتاعب يفقدك حياتك .. لذا عليك ان تسمع لقول السيد الرب وتستجيب بان تهرب لحياتك .. بالبعد عن هذا التفكير ..
يا صاحب القلب المتألم والمجروح .. لا تحبس نفسك بنفسك .. حياتك ثمينة جدا عند الله خالقها .. ويجب أن تكون ثمينة جدا عندك .. فلا تعدمها بيديك .. ولا تطعمها بالتفكير فى المتاعب والضيقات .. ولا تسقها بالظلم الواقع عليك.. فهذا ليس طعاما لها ولا شرابا بل طعما وسما لهلاكها …
وبالمثل يا صديقى .. اسمع معى هذه العبارة .. “لا تنظر الى الوراء” أليس هذا هو أقوى علاج لك .. أقوى تأثير لو انت استجبت واستمعت لكلمة السيد الرب.
انت تعلم من هو القديس بولس الرسول .. وكيف كان؟ وماذا اصبح؟لقد عاش بهذا المفهوم .. “لا تنظر الى الوراء” اسمعه وهو يقدم لنا سر النجاح “أنسى ما هو وراء .. وأمتد إلى ما هو قدام” كان ينظر إلى المسيح المخلص والفادى والمنقذ..
يا صاحب القلب المتألم .. أنا لا أعاتبك إنما أود أن اقول لك بان التفكير المستمر فى الضيقة يفقدك جمال الحاضر الذى بين يديك كما يقول أحد الحكماء “لا تندم على الماضى .. ولا تتلهف على المستقبل .. لئلا يضيع من بين يديك جمال الحاضر”.
ليتك تغلق عينيك عن التطلع فى الضيقة .. وارفعها دائما نحو الله المعين لكل الملتجئين إليه .. ودعه يعمل معك بطريقته .. سواء بأن يرفعك عن الضيقة أو يرفع الضيقة عنك ..
أنت تعلم ان الضيقة والألم الذى أنت فيه من أخطاء غيرك .. وأنت ورثته وجنيته أو وضعت فيه .. ولكن دعنى أسألك؟! هل تعلم أن تفكيرك المستمر فى الضيقة بهذه الطريقة هو ايضا ضيقة جديدة أنت تضعها لمن حولك ومن يراك؟!
الدرس الذى يجب أن تدركه هو .. ان لا تصنع ضيقة ولا ألما لنفسك ولا لمن حولك ..
والدرس الاخر الذى يجب ان تتفوق فيه هو ان تخرج الذين فى الضيقات .. بصبرك وشكرك على الضيقة.