“أحمدك من أجل أني امتزتُ عجباً ..عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقيناً” (مز14:139)
كل من تعامل مع قداسة البابا تواضروس الثاني علي مدار مراحل حياتة يجده “إنسان تقي متسربل بالتواضع مُحب للجميع”
لأن كل رئيس كهنة مأخوذ من الناس يُقام لأجل الناس في ما لله..(عب1:5)
وكل من تعرف وخدم معه يتيقن أنه “خادماً متميزاً”
أولاً:- كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل
علي مدار أكثر من خمسة عشرعاماً قضاها البابا تواضروس (د.وجيه صبحي) بهذة الكنيسة العريقة حيث كان خادماً وأميناً لخدمة مرحلة إعدادي وخدمة الشباب ثم أمين عام للخدمة عام 1975 وهي نفس السنة التي تخرج منها من كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية وخلال هذة المرحلة كان خادماً متميزاً صاحب أفكار متجددة.
1-فكرة الإختلاء للإمتلاء
“في الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضي إلي موضع خلاء وكان يصلي هناك” (مر35:1)
فقد كان يصاحب مجموعات مختلفة من الخدام والمخدومين للخلوات ومؤكداً أن الإختلاء..والصلاة..للإمتلاء وعلي المستوي الشخصى لا أنسي أبداً كم من المرات جمعتنا الخلوات سواء في دير البراموس أو دير الأنبا بيشوي حيث كنا نسير حوالي 13كم (من الرست هاوس حتي دير البراموس) ومن شدة الحر كنا نحمل معنا (جركن مملوء بالمياه) وكان د.وجيه صبحي يقترح علينا عصر كمية من الليمون حتي يتم تعويض كميات العرق المفقودة ،كما لا أنسي خلوة الإحتمالات الستة التي كانت توافق 6 أكتوبر 1981 وهو نفس يوم إغتيال الرئيس أنور السادات ،حيث تم فرض حظر التجوال مما أدي زيادة أيام الخلوة إلي أسبوع وبالرغم من ظروف البلاد وصعوبة الحال في دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر إلا أنني أتذكر أن هذا الأسبوع كان أسبوعاً مقدساً بالنسبة لنا .
2-فكرة معرض الكتاب المسيحي ” القراءة للإستنارة “
كان يؤمن أنه لا يكون الخادم منعزلاً عن حركة الحياة . وفي نفس الوقت لا تكون إهتماماته الثقافية العامة غالبة علي إهتماماته الروحية الأساسية ..فالخادم يجب أن يكون قارئاً متزناً وأن يعرف بعض الأشياء عن كل شئ وأن يكون تلميذاً
أميناً للكتاب المقدس فقد كان د.وجيه صبحي صاحب السبق في فكرة إقامة معرض للكتاب المسيحي بكنيسة الملاك الجليل ميخائيل بدمنهور والذي صار مناراً للكتاب علي مستوي الإيبارشية يأتي اليه خدام وخادمات الإيبارشية لإقتناء كل جديد من الكتب المسيحية والثقافية مما كان له الأثر في وجود جيل من الخدام كنسي ومثقف ومبدع ولا أنسي ما شارك فيه الخدام من أنشطة ثقافية و روحية
فقد تم :
*إصدار مجلة ورقية بعنوان ( إيريني باسي ..لكل ناسي) لخدمة الشباب والخدام وكانت تدور كلها حول موضوع واحد
*إصدار مجلة حائط مع بداية كل شهر بعنوان (نور العالم) يقوم بتحريرها وتصميمها مجموعة من الخدمة تستهدف الخدام والخادمات وكانت بمثابة شعاع نور لمعرفة ربنا يسوع المسيح.
3-فكرة الإفتقاد …وربح النفوس
غرس فينا د.وجيه صبحي أهمية وضرورة الإفتقاد الروحي من خلال صلاة وقراءة في الكتاب المقدس ، ولا أنسي فترة مرضي أثناء الثانوية العامة ولم يمر يوم دون أن يمر عليٌ د.وجيه من أجل خدمة التشجيع والمساندة مما كان له أثر لا أستطيع أن أنساه حتي اليوم.وقد كان الهدف من كل الأفكار السابقة مجداً وإكراماً للمسيح إلهنا سلاماً وبنياناً للكنيسة خلاصاً للنفوس.
4-خدمة القرية…مدرسة الخدمة
إعتدنا في كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل أن الخادم لابد أن يخدم خدمة قرية بالإضافة إلي خدمة أحد مراحل الخدمة بالكنيسة وقد كان د.وجيه صبحي خادم قرية مميز اصطحبني في خدمة قري عديدة وكنا نسير أكثر من أربعة كيلومترات لكي نصل إلي القرية التي نخدمها وكانت خدمة القرية مدرسة حقيقية للخدمة.
ثانياً:- راهباً متميزاً في الخدمة (الدير – دمنهور(
في 20أغسطس 1986م ذهب الدكتور وجيه صبحي لدير القديس الأنبا بيشوي ولكن لثقة صاحب النيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة وتوابعها ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بالدكتور وجيه صبحي الذي صار راهباً بأسم الراهب ثيؤدورالأنبا بيشوي في 31/7/1988وقساً في 23/12/1989انتدبه للخدمة في دمنهورحيث كانت بداية جديدة للخدمة بالإيبارشية مساعداً ومسانداً لنيافته يوم 15 فبراير 1990م.
1-فكرة مهرجان الخدمة السنوي بالإيبارشية
تحت رعاية ومباركة نيافة الأنبا باخوميوس بدأ الراهب القس ثيؤدورالأنبا بيشوي فكرة مهرجان الخدمة السنوي بالإيبارشية والذي حمل أسم” معاً في المسيح” علي مدار سنوات متعددة وكانت تجمعنا جلسات ولقاءات متعددة لوضع التصورالنهائي للفكرة وصارت الفكرة مجالاً لإكتشاف المواهب في الإيبارشية وتشجيع وتنشيط الخدمة في كافة القري والكنائس لإظهار التميز كما أدت إلي وحدانية الفكر والروح وبعدها بعدة سنوات إنطلقت فكرة مهرجان الكرازة السنوي.
2-أسرة المحبة…محبة حقيقية لخدمة الشباب
في نفس الفترة بدء الراهب ثيؤدور الأنبا بيشوي تأسيس أسرة خاصة بخدمة الشباب بدمنهور سُميت “أسرة المحبة” إهتمت بخدمة الشباب وأشرفت علي إدارة مهرجان الخدمة السنوي بالإضافة إلي أنها صارت نواه لإعداد خدام للشباب
وصار هناك حلقات لإعداد خدام الشباب بالإيبارشية.
3-إعداد الخدام…حجر الأساس
في البداية تم إقامة إجتماع لإعداد الخدام علي مستوي دمنهور كانت المناهج المتخصصة التي تم تدريسها نواه لكتب إعداد الخدام التي وافق المجمع المقدس فيما بعد علي تطبيقها علي مستوي الكرازة لذلك حينما صار بطريركاً كانت رؤية للخدمة الإهتمام بالتربية الكنسية وإعداد الخدام .
4-تدريس العهد الجديد…الأكليريكية
نال الراهب القس ثيؤدور الأنبا بيشوي ثقة نيافة الأنبا باخوميوس في تدريس مادة العهد الجديد بكلية القديس أثناسيوس الرسولي اللاهوتية بدمنهور لأنه كان له علاقة حقيقية مستمرة مع الكتاب المقدس يقرأه بإنتظام وترتيب وبمواظبة ويدرسه ويتأمل فيه ويشبع به عاملاً بالكلمة التي يتكلم بها ومن الملاحظ أنه صار عاشقاً للقديس يوحنا ذهبي الفم وصار مثله ذهبي الفم في كلماته وعظاته فهو صاحب الثلاثيات الذهبية.
ثالثاً:-أسقفاً خادماً متميزاً
في 15يونيو 1997 صار الراهب القس ثيؤدور الأنبا بيشوي أسقفاً عاماً بالبحيرة وأثناء هذه الفترة بدأت عدة خدمات .
1-المقبلين علي الزواج…فكرة رائدة
بدء نيافته حلقات خاصة بالمقبلين علي الزواج من خلال برنامج متطور ساهم في توعية أسر كثيرة انتشرت فيما بعد الفكرة في العديد من الإيبارشيات.
2-خدمة الطفولة…
بدء نيافته الإشراف علي لجنة خدمة الطفولة بالمجمع المقدس كأحد الأنشطة لجنة الرعاية والخدمة التي كان مسئولاً عنها صاحب النيافة الأنبا باخوميوس وأخذتُ بركة سكرتارية هذه اللجنة وبالطبع كعادة نيافته الإبداع أهتم بإقامة لقاء خاص بالأطفال المبدعيين علي مستوي الكرازة تم من خلاله إكتشاف كثير من المبدعيين في الموسيقي والرسم والكمبيوترو….،ولا أنسي كم من المواهب والمبدعيين تم إكتشافهم بفضل وجود نيافته كما اهتم بإقامة لقاءات بخدام الطفولة وكانت اللجنة تقييم لقاء بين الخدام والخادمات كل عام ، ولاأنسي كم أبدع نيافته في إخراج سبعة كتب تضم كل أعمال لجنة الطفولة خلال العام، وكم كانت سعادتي حينما علمت أنه تم اختيارنيافته الأنبا نوفيرأسقف شبين القناطر وتوابعها ليكون مسئولاً عن استكمال مسيرة خدمة لجنة الطفولة.
رابعاً:- بطريركاً…خادماً متميزاً
في يوم 4 نوفمبر 2012صار صوت الله للكرازة المرقسية ” ليكن نور” فقد اعتلي الكرسي المرقسي خادماً مميزاً ومتميزاً.