أنا الصوم… أطرق على بابك راجيًا أن أعرفك بنفسي لكي تَغنى بمعرفتي. من يتبعني ولا يعرف أعماقي يشبه من يعمل في مناجم الذهب والألماس لكنه يبقى فقيراً لا يغنى بهما…
لى عمر طويل… عتيق من جيل إلى جيل… وأسكن في قلوب الذين يرضون الرب.
أنا الصوم… قد باركني وعزز مكانتي وقواني السيد المسيح عندما اصطحبني معه في البرية، لقد عشت معه أربعين يوما وأربعين ليلة. اشبعني فيها بحلاوته، وازددت فخراً عندما رأيته يعلم البشرية كيف تنتصر البشرية بي على حروب ابليس.
هل تذكر ما قاله الرب بعدما خلق أباك آدم الأول؟… أنه قال “ليس جيد ًا أن يكون آدم وحده فأصنع له معينًا نظيره” (تك 2: 20)… كذلك أنا الصوم لم أجد نفسي وحيد ًا بل دائمًا ملتصقًا ومتحد ًا بالصلاة.
نحن الصوم والصلاة… لنا تأثير قوى منذ قديم الزمان… تأثير عمل مع الآباء والأنبياء والأبرار والأتقياء والصالحين، وزاد تأثيرنا وسلطاننا عندما جلسنا مع المسيح واصطحبنا معه كل أيام تجسده عل الأرض.
من يصطحبنا معه في رحلة غربته على الأرض بالمسيح تنطلق نفسه من حبس الخطية، وتنفتح أمامه الأبواب المغلقة، وتنحل عنه الأربطة المؤدية للموت. من يتمسك بنا يقوم من موت اليأس…ويحيا في الرجاء.
نحن الصوم والصلاة… دعونا نذكركم بما قاله القديس بطرس الرسول… “اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو” (1بط5: 8) ونود أن نطمئنكم بأننا نطرق دائمًا على مسامعكم وأبواب قلوبكم لكي نبقى معكم كأسلحة روحية… تخرجكم من حلق الشيطان… لأن هذا الجنس لا يخرج إلا بنا….
يا صديقنا إن أردت أن تكشف حيل الشيطان، وإن أردت أن تنتصر عليه تمسك بنا ولا تتخل عنا.
إن سمحت لنا أن نعيش معك في كل حياتك اطمئن نحن لا نأخذ منك شيئًا، إنما نسلمك المفاتيح التي بها تدخل وتخرج حامًلا مراحم الله، ومغفرة الخطايا، ورفع غضب الرب، كما حدث لمدينة نينوي العظيمة.
من الذي عمل مع الرسل عندما بشروا في جميع الأمم وصيروهم مسيحيين وعلموهم وعمدوهم؟… أليست قوة الله الساكنة فينا نحن الصوم والصلاة؟
من الذي يقدر أن يمزق مصائد الأعداء المضادة لك؟… أليست قوة الرب العاملة فينا؟
من الذي يثقب لك الشباك الملقاة عليك ويخرجك من فخاخ المقاومين لك؟ أليست قوة الرب الممدودة في أزرع الصوم والصلاة ؟
اذهب وابحث في الجبال وفي البراري والمغائر وشقوق الأرض، واسأل أصدقائنا الأمناء الساكنين هناك المحبين لنا، أسألهم كيف وصلوا إلى عمق معرفة ومحبة الله. هم سيخبرونك أنه بنا نحن الصوم والصلاة تمتلئ النفوس بشوق المحبة الحقيقية له.
نحن نود أن نهمس في أذنك ونقول ان من يصطحبنا في حياته يَغني بنا ولا يقدر ان يستغنى عنا.