العليـقـــة
(1) ظهور الله فى العليقة (ع1-5):
1وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ. 2وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ! 3فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هَذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟» 4فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى مُوسَى». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 5فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى هَهُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ».
ع1: وراء البرية : مساحات من المراعى تلى مساحات واسعة من الصحراء.
جبل الله حوريب : حوريب معناها صحراء أو جاف وجبل حوريب هو سلسلة جبال تقع جنوب شبه جزيرة سيناء، ويسمى جبل الله لأن موسى استلم الوصايا والشريعة من فوقه.
اعتاد موسى أن يرعى غنم حميه يثرون، وكان قد بلغ من العمر ثمانين عامًا، يثرون وفى أحد الأيام ساق الغنم إلى مساحات للرعى بعيدة فى أعماق الصحراء بالقرب من جبل حوريب وكان عمره وقتذاك قد بلغ الثمانين عامًا، قضى أربعين منها فى قصر فرعون بمصر والأربعين التالية قضاها فى برية مديان، أما الأربعين الأخيرة من عمره فقضاها قائدًا للشعب فى برية سيناء حتى وصل إلى مشارف أرض كنعان، أى أن موسى عاش 120 عام على الأرض.
ع2: العليقة : نبات شوكى ينمو فى الصحراء.
فيما كان موسى يرعى الغنم رأى منظرًا عجيبًا وهو لهيب نار يحيط بنبات العليق دون أن يحترق النبات، فتعجب من المنظر واتجه بحب استطلاع ليعرف حقيقة الأمر.
ويقوويقول فى (ع2) أن العليقة المتقدة بالنار هى ظهور لملاك الله ثم يعود فى (ع4) فيقول أنه الرب. وكلمة ملاك معناها رسول أو مُرسَل والمقصود بكلمة ملاك، الله المرسل إلينا أى أن هذا أحد ظهورات الأقنوم الثانى. ويلاحظ تكرار ظهور الله بشكل نار كما ظهر لإبراهيم فى شكل مصباح نار (تك15: 17)، وبعد العليقة ظهر مرات كثيرة بشكل نار كما فى عمود النار الذى قاد الشعب فى البرية (ص13: 21)، وكما ظهرت النار على الجبل عند استلام الوصايا والشريعة (ص19: 18).
والعليقة المتقدة بالنار ترمز إلى :
- شعب الله والأشواك ترمز لشرور العالم التى تحيط به، أما النار فترمز لله الذى يحلّ فى وسط شعبه وحوله ليحميهم وينقذهم.
- التجسد أى اتحاد اللاهوت بالناسوت أى النار مع العليقة.
- العذراء التى حملت فى بطنها نار اللاهوت فالعليقة ترمز إلى بطنها والمسيح يُرمَز له بالنار.
ع4: سمع موسى صوتًا يناديه باسمه، فتعجب جدًا وأجاب على الصوت وهو لا يعرف من يكلمه.
ع5: قال لـه الصوت إخلع نعليك لأن الأرض المحيطة بالعليقة أرض مقدسة. وخلع النعلين يرمز إلى قداسة المكان كما نفعل اليوم عند اقترابنا من الهيكل لما يأتى :
- النعل مصنوع من جلود الحيوانات الميتة فمن يقترب إلى الله يترك عنه الماديات الزائلة أى التجرد منها لينشغل بالله.
- الجلود المصنوع منها النعلين ترمز إلى الجلود التى تغطى بها آدم وحواء، فنخلعها لنلبس المسيح الفادى الذى يبررنا لأن الذبائح الحيوانية كانت رمزًا للمسيح الذبيح عنا على الصليب.
- جلد النعال هو ما تصنع منه الطبول، فخلع النعل يعنى ترك العبادة السطحية المظهرية والإهتمام بالعمق الروحى.
- الولىّ هو أقرب إنسان إلى الميت الذى يتزوج أرملته ليقيم نسلاً للميت، وإن لم يرضَ أن يتزوجها يخلع نعليه ليتزوجها الولى الذى يليه فى القرابة، فخلع النعلين فى هذه الحالة معناه عدم استحقاق هذا الولى للتزوج بالمرأة بل الولى الذى يليه، وبهذا فمن يخلع نعليه يعلن عدم استحقاقه أن يكون الراعى الصالح للنفوس بل المسيح وهو مجرد خادم له.
? تقدم بخشوع عند دخولك للكنيسة حتى تشعر بحضرة الله، فهو موجود فيها ويعلن نفسه للمؤمنين به الذين يخافونه ويرفضون شرورهم بالتوبة ليلتقوا به … هو يريد أن يعلن نفسه لك ويشعرك بوجوده على قدر استعدادك واهتمامك به.
(2) دعوة موسى للخدمة (ع6-10):
6ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ 8فَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً إِلَى مَكَانِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. 9وَالآنَ هُوَذَا صُرَاخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَتَى إِلَيَّ وَرَأَيْتُ أَيْضاً الضِّيقَةَ الَّتِي يُضَايِقُهُمْ بِهَا الْمِصْرِيُّونَ 10فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ».
ع6: أعلن صاحب الصوت نفسه أنه هو الله إله آباء الشعب العبرانى، فخاف موسى من عظمة الله ورهبته وغطى وجهه، وهذا إعلان أن المؤمنين الذين انتقلوا أحياء عند الله بل يدعو نفسه أنه إلههم عندما قال أنه إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، وهذا رد واضح على الصدوقيين وكل من ينكر قيامة الأموات وحياتهم بعد الموت (لو20: 27، 28).
ع7: أظهر الله أبوته وإحساسه بمعاناة شعبه فى مصر من أجل الذل الذى يعانونه من المصريين. والجميل أنه يدعوهم شعبى أى خاصتى، فهو يعلن أبوته ومسئوليته عنهم، ورغم خطاياهم الكثيرة فهو يسمع لصلواتهم ويستجيب لهم.
ع8: فنزلت : تعبير مجازى يظهر تنازل الله واهتمامه بإنقاذ شعبه وسماعه واستجابته لصلواتهم.
أصعدهم : لأن أرض كنعان أعلى فى المستوى الجغرافى من أرض مصر، وتمثل أرض كنعان الحرية والحياة المستقرة وعبادة الله أما مصر فتمثل العبودية والذل. أى أصعدهم من الذل والعبودية إلى الحياة الأفضل.
جيدة وواسعة : خصبة وكبيرة فهى تمتد من البحر الأبيض غربًا إلى نهر الفرات شرقًا ومن جبال طوروس شمالاً إلى شبه جزيرة العرب جنوبًا.
لبنًا وعسلاً : أطعمة دسمة وحلوة وترمز للخير الكثير، فاللبن من كثرة المراعى والعسل من كثرة النباتات.
يعد الله بإنقاذ شعبه من أيدى المصريين الجبابرة وإخراجهم ليسكنوا أرض كنعان، وهى أرض خصبة يعبر عن خصبها بأنها أرض تفيض لبنًا وعسلاً وسيطرد سكانها لأجل شرورهم وتركهم عبادته. ويوضح الله أسماء الشعوب الذين سيعطى أرضهم لليهود.
ويظهر من هذا أن تنازل الله لينقذ شعبه ويصعدهم كما تنازل المسيح بتجسده فأنقذنا من خطايانا ليصعدنا إلى السموات.
ع9، 10: يكرر الله إحساسه بضيق شعبه ولأجل هذا قرَّر إرسال موسى لقيادة شعبه وإخراجهم من أرض مصر.
? ثق فى قوة الله التى معك مهما كانت ضخامة المسئولية أو صعوبتها لأن الله هو الذى سيعمل فيك لمواجهة قُوَى العالم وهو أقوى من الكل، فاطلب معونته ثم أشكره على صنيعه.
(3) إعتذار موسى (ع11-14):
11فَقَالَ مُوسَى لِلَّهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟» 12فَقَالَ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ وَهَذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ». 13فَقَالَ مُوسَى لِلَّهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ».
ع11: فشل موسى عندما اعتمد على قوته فى إنقاذ شعبه، فهرب إلى البرية وعاش 40 سنة شعر فيها بضعفه أمام قوة الله إله السماء أما هو فمجرد راعى غنم. ولذا فعندما دعاه الله من العليقة ليقابل فرعون ويقود الشعب إعتذر لِضعفه.
? جيد أن تعرف ضعفك عند القيام بخدمة الله، حينئذ يسندك بنعمته فتستطيع كل شئ لأنك باتضاعك تجعل الله يعمل بحرية فيك وتمجده.
ع12: عضد الله موسى بقولـه “أنا أكون معك” ثم أعطاه علامة ليقويه وهى أنهم سيخرجون من أرض مصر ويعبدون الله فى برية سيناء أى فى نفس هذا الجبل الذى بجوار العليقة.
ع13: وضع موسى عقبة جديدة فى طريق القيام بمهمته وهى أنه لا يعرف اسم الله إله الآباء كما تعرف الشعوب أسماء لآلهتها الوثنية خاصة وهم يعيشون وسط أسماء آلهة كثيرة للمصريين، فسأل الله عن اسمه الذى يعلنه إلى شعبه.
ع14: أهيه : أنا هو أو أنا أكون ومعنى أهية الذى أهية أى أكون الذى أكون.
أعلن الله اسمه أنه أهية أى أنا هو، ومعنى الاسم أنى أنا هو الإله الوحيد وأنا الكائن وغيرى عدم. وأمر موسى أن يعلن اسمه هذا لبنى إسرائيل.
(4) كيفية خروج بنى إسرائيل من مصر (ع15-22):
15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 16اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي قَائِلاً: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُكُمْ وَمَا صُنِعَ بِكُمْ فِي مِصْرَ. 17فَقُلْتُ أُصْعِدُكُمْ مِنْ مَذَلَّةِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. 18«فَإِذَا سَمِعُوا لِقَوْلِكَ تَدْخُلُ أَنْتَ وَشُيُوخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى مَلِكِ مِصْرَ وَتَقُولُونَ لَهُ: الرَّبُّ إِلَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ الْتَقَانَا فَالآنَ نَمْضِي سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا. 19وَلَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ لاَ يَدَعُكُمْ تَمْضُونَ وَلاَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ 20فَأَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُ مِصْرَ بِكُلِّ عَجَائِبِي الَّتِي أَصْنَعُ فِيهَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ يُطْلِقُكُمْ. 21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».
ع15-17: يهوة : أى الكائن الواجب الوجود.
قال الله لموسى أن الخطوة الأولى فى إخراج بنى إسرائيل هى مقابلة شيوخهم أى رؤساء أسباطهم وعشائرهم وإعلان أمرين لهم هما :
- أن اسم الله هو يهوه أهية وتعنى كما قلنا أنا هو.
- أنه إله آبائهم الذى وعدهم بالنسل الكثير وميراث أرض كنعان حتى يطمئنوا أنه هو الله الذى يعرفونه والذى سمع صراخهم وسينقذهم.
وأمره أن يخبرهم بإحساس الله بهم وسماعه صلواتهم وأنه سينقذهم من عبودية وذل مصر فيخرجهم منها ويسكنهم فى أرض كنعان مكان شعوبها الأشرار.
? الله يسمع صلاتك ويشعر باحتياجك مهما طال الزمان ويفتقدك فى الوقت المناسب وهو أقوى من كل الظروف المحيطة، فاطمئن وتشجع لأنه معك ومادام معك فأنت أقوى من الكل.
ع18: الخطوة الثانية فى إخراج بنى إسرائيل هى دخول موسى وشيوخ إسرائيل لمقابلة فرعون وإعلان ثلاثة أمور له :
- أن الله إله العبرانيين قد ظهر لهم.
- طلب خروج بنى إسرائيل من مصر ومسيرتهم ثلاثة أيام فى البرية ليقدموا عبادة لإلههم، وهذا طلب متواضع لم يطلب فيه طلبات مادية من فرعون أو أن يمضى من مصر ولا يعود إليها، فهو مجرد عبادة لإله إسرائيل كما يعبد المصريون آلهتهم ومع هذا رفض فرعون، فهذا يظهر قساوة قلبه فى رفضه هذا الطلب المتواضع.
- سيقدمون ذبائح حيوانية لإرضاء إلههم وهى التى ترمز إلى ذبيحة المسيح.
وهذه الذبائح مقدسة عند المصريين فإن ذبحها بنو إسرائيل أمامهم سيثيرون غضبهم لذا طلبوا أن يمضوا بعيدًا ليذبحوا لإلههم. وهذا طلب منطقى وفيه مراعاة لمشاعر المصريين ومع هذا رفض فرعون لقساوته.
ع19، 20: أخبر الله موسى أن فرعون سيرفض طلبه حتى لا ينزعج موسى وأعلن لـه الخطوة الثالثة فى إخراجهم وهى أن الله سيصنع معجزات كثيرة وهى الضربات العشر التى ستخيف المصريين فيضطرون إلى طاعة الله وإطلاق شعبه.
ع21، 22: نزيلة بيتها : أى الضيقة التى تقيم عندها.
تضعون على بنيكم وبناتكم : أى يلبسها بنيكم وبناتكم وكان الذكور فى هذا العصر يلبسون أحيانًا الذهب والفضة.
أمره عند خروجهم من مصر أن يطلبوا من المصريين ذهبًا وفضة وثيابًا وسيعطيهم الله نعمة فى أعينهم فيعطونهم كثيرًا لخوفهم من إلههم الذى ضربهم بالضربات العشر. وبهذا يرد الله لبنى إسرائيل شيئًا من حقوقهم التى سلبها المصريون باستعبادهم وتسخيرهم.
وهذا الأمر ليس سرقة لأن الله هو الآمر به. وهو يرمز إلى الإنسان الروحى المؤمن بالله فعندما يقبل الله توبته وينقذه من خطاياه يعطيه غنائم كثيرة هى قدراته ومواهبه التى كانت مستعبدة للخطية فيتحرر ويحيا بها مع الله.