الفصح وخروج بنى إسرائيل من مصر بعد ضربة الأبكار
(1) شريعة الفصح (ع1-14):
1وَكلم الرَّبُّ ِمُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ: 2«هَذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. 3كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ فِي الْعَاشِرِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ. شَاةً لِلْبَيْتِ. 4وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيراً عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْواً لِشَاةٍ يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. 5تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَراً ابْنَ سَنَةٍ تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. 6وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. 7وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. 8وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. 9لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نَيْئاً أَوْ طَبِيخاً مَطْبُوخاً بِالْمَاءِ بَلْ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. 10وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. 11وَهَكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 12فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. 13وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. 14وَيَكُونُ لَكُمْ هَذَا الْيَوْمُ تَذْكَاراً فَتُعَيِّدُونَهُ عِيداً لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً.
ع1، 2: أول شهور السنة : كان شهر أبيب هو السابع فى السنة المدنية ودعوه أيضًا نيسان بعد السبى البابلى وجعله الله أول شهور السنة الدينية لأن ذبح خروف الفصح يتم فى أولـه وتم فيه خروج بنى إسرائيل من مصر، وبهذا صار لليهود سنة مدنية يكون شهر أبيب هو السابع منها وسنة دينية يكون شهر أبيب هو الأول فيها أى الفرق بين السنتين ستة شهور. وكلمة أبيب تعنى السنبلة الخضراء لأن هذا الشهر يأتى فى الربيع وقد أخذ الأقباط نفس الاسم ووضعوه فى شهورهم ولكن فى ميعاد آخر وهو الصيف.
بعد خروج موسى وهارون من قصر فرعون لآخر مرة، أعلن لهما الله أهم شريعة فى العهد القديم وهى عيد الفصح لأنها محور العهد القديم إذ ترمز بوضوح لفداء المسيح. فحدَّد لهما أن الشهر الذى هم فيه وهو شهر أبيب يكون رأس الشهور وأولها، ويقصد أن الفداء هو أساس الإيمان وبداية كل شئ والذى ننال نتائجه فى العهد الجديد من خلال الأسرار المقدسة.
ع3، 4: بحسب بيوت الآباء : أى بحسب عدد العائلات أو الأسر فى كل سبط.
بحسب عدد النفوس : عدد أفراد الأسرة.
كل واحد بحسب أكله : أى أن مقدار الطعام للكبار أكثر من الأطفال.
تتلخص الشريعة فى أن كل بيت يأخذ شاة ليذبحها عنه ويأكل منها وتكون الشاه فى حجمها حسب عدد أفراد الأسرة، أى أن المسيح يشبع الأسرة كلها كبيرة كانت أم صغيرة. إن كان عدد الأسرة قليل يأخذ معه جاره ويذبحان شاة واحدة. وهذا الجار يرمز للأمم أى أن شعب الله ينادى بالمسيح ليؤمن العالم كله.
ميعاد أخذ الشاة هو اليوم العاشر وهذا يرمز أنه بعد الوصايا العشر فى العهد القديم يأتى المسيح الفادى.
ع 5: يشترط الله فى الشاة التى ستذبح ما يلى :
صحيحًا : لأن المسيح هو حمل بلا عيب أى بلا خطية.
ذكرًا : لأن المسيح ذكر أى عريس للنفس.
ابن سنة : أى ممتلئ من الحيوية والشباب كما المسيح مصدر الحياة.
الخرفان أو المواعز : يتميز الخروف أو الماعز بالطاعة والهدوء، فهو يرمز للمسيح الذى أطاع حتى الموت وكان فى سلام دائم.
ويظهر من هذا أن خروف الفصح هو رمز واضح للمسيح المصلوب. واختيار الخروف ذكرًا ليس فقط لأنه يرمز للمسيح ولكن أيضًا :
- لأنه يفدى ذكور بنى إسرائيل الذى كانوا يموتون من قسوة العمل أو يقتلهم فرعون بإلقائهم فى النهر (ص1).
- لأنه يفدى أبكار بنى إسرائيل الذكور فى الوقت الذى يقتل فيه الملاك أبكار مصر.
ع6: يحفظ حتى اليوم الرابع عشر للتأكد من سلامته حتى لا يقدم لله شيئًا عائبًا، واليوم الرابع عشر الذى يكون فيه القمر بدرًا. والقمر يرمز للكنيسة فالمسيح هو فادى الكنيسة فى كمال بهائها ولمعانها. وبقاءه أربعة أيام له معانى روحية ونفسية أخرى بالإضافة للتأكد من سلامته وهذه المعانى هى:
- شعور العائلة أن الخروف صار كواحد من أفرادها كما أن المسيح عاش بين اليهود كواحد منهم ثم فداهم وفدى البشرية.
- بقاءه أربعة أيام يرمز لعبوديتهم 400 سنة فى مصر.
- ليتأملوا ويفكروا فى خلاصهم الذى سيتم بذبح الخروف الذى يرمز للمسيح.
فى العشية : وهو ما يسمى عند اليهود العشاء الأول أى غروب الشمس حين تميل الشمس نحو الغرب فى الساعة التاسعة أى الثالثة ظهرًا بالتوقيت الحالى. أما العشاء الثانى فهو غياب الشمس بكل آثارها أى الشفق الأحمر وهذا فى الساعة الحادية عشر أى الخامسة مساءً بالتوقيت الحالى. فالخروف يُذبَح بين العشاءين أى من الساعة التاسعة إلى الحادية عشر، وقد مات السيد المسيح على الصليب فى الساعة التاسعة أى بعد العشاء الأول فى نفس وقت ذبح خروف الفصح.
ع7: بعد ذبح الخروف يأخذون من دمه ويلطخون :
القائمتين : أى حلق الباب يمينًا ويسارًا وهو يرمز للعهدين القديم والجديد ويرمز أيضًا لليهود والأمم فالمسيح مخلص الكل.
العتبة العليا : أى حلق الباب من أعلى وهى ترمز لفكر الإنسان ورأسه أى أهم ما فيه ولم يلطخ العتبة السفلى لئلا يدوسه الناس عند دخولهم إلى البيت.
ع8: مشويًا : رمزًا لآلام المسيح، وكانوا فى العادة يشوونه عن طريق سيخين متعامدين أى بشكل صليب رمزًا لصلب المسيح.
والشى أيضًا هو أسرع طريقة لطهى اللحم فيذكرهم بعجلتهم عند خروجهم من مصر.
فطير : أى بلا خمير لأن الخمير يرمز للشر والفطير يرمز للنقاوة أى يأكلونه بقلب نقى ولأنهم كانوا متعجلين فى الخروج من مصر لم يختمر عجينهم فأكلوه فطيرًا بعد أكلهم الفصح.
أعشاب مرة : ترمز لمرارة الخطية التى تزول بدم المسيح الفادى أى الخروف المذبوح المشوى، فالمرارة ترمز للتوبة عن الخطايا التى مرَّرت النفس بالإضافة إلى أنها تشير إلى مرارة العبودية التى قاسوها فى مصر.
ع9: نيئًا أو مطبوخًا : وهو يرمز للميوعة الروحية والتكاسل والتسيب بالإضافة إلى أن اللحم النئ يكون بدمه وهذا ما حرمته الشريعة بعد ذلك وكان عرفًا قبل الشريعة، فلا يشاركوا الوثنيين الذين يأكلون اللحم بدمه.
رأسه مع أكارعه وجوفه : أى نأخذ المسيح كله فى داخلنا ولا نهمل أى وصية من وصاياه حتى لو بدت صغيرة مثل الأقدام أى الأكارع. ونأخذ أعماق الوصية أى جوف الخروف.
ع10: نظرًا لقداسته وأهميته يؤكل كله ولا يبقون منه شيئًا حتى لا يتعرض للفساد أو الإختلاط بأى أطعمة. وحرقه لتأكيد موت المسيح عنا وعدم تعريض اللحم للفساد. ولذلك فى العهد الجديد لا تبقى الكنيسة بعد القداس شيئًا من ذبيحة المسيح على المذبح أى جسده ودمه.
كما أن أكله فى ليلة واحدة دون أن يبقوا منه للصباح يذكرهم بأكلهم الفصح وخروجهم من مصر فى ليلة واحدة وخلاصهم من العبودية.
ع11: يشترط أيضًا فى طريقة أكله أن يأكلونه وهم مستعدون للرحيل، لأنهم كانوا سيتركون مصر بعد ساعات قليلة إذ ضرب الملاك الأبكار وطلب منهم المصريون أن يسرعوا فى الخروج من مصر. ويعبر عن الإستعداد للرحيل بما يلى :
أحقاؤكم مشدودة : أى يربطوا وسطهم بحزام جلدى دليل على الاستعداد للسفر أو العمل والجهاد. وهذه هى صفات المجاهد روحيًا أى عدم التدليل والاستعداد بنشاط للتعب فى العبادة والخدمة.
أحذيتكم فى أرجلكم : الأحذية ترمز إلى الوقاية من أشواك الأرض التى ترمز إلى أشواك الخطية. ويخبرنا بولس الرسول بأن الأحذية هى استعداد إنجيل السلام أى تنفيذ الوصايا.
عصيكم : العصا ترمز لقوة الله وللصليب ولعصا موسى، أى يعتمدوا على قوة الله.
بعجلة : بسرعة لأن هذا يظهر اهتمامهم به ولأن فرعون كان سيتعجلهم للخروج من مصر نتيجة خوفه بعد ضربة الأبكار (ع31).
وترمز لليقظة الروحية والإهتمام بالجهاد الروحى وعدم تأجيل التناول بسبب مشاغل الحياة.
فصح : ومعنا عبور وفى القبطية بصخة وذلك تذكار لعبور الملاك المهلك عن بيوتهم وقتل أبكار مصر، فهو سبب خلاصهم إذ بدم خروف الفصح نالوا الخلاص.
ع12: أجتاز فى أرض مصر : تمر قوة الله الممثلة فى الملاك المهلك فى كل مصر.
تظهر الضربة العاشرة مع باقى الضربات قوة الله فوق كل قوة الآلهة الوثنية، فتخضع فرعون الذى كان إلهًا لأن أبكار الكل، ومنهم بكر فرعون، ستموت.
ع13: يؤكد بوضوح أن حماية أبكار شعبه هى بالدم الملطخ على الأبواب ويرمز لدم المسيح الذى يحمينا من حروب إبليس ونناله من خلال الأسرار المقدسة. فعندما يعبر الملاك يرى الدم فلا يقتل أحدًا فى هذا البيت نتيجة إيمانهم وطاعتهم لله فى ذبح الخروف وتلطيخ الباب بالدم.
ع14: طلب الله من موسى أن لا يصنعوا هذا الفصح مرة واحدة ولكن يقام عيد الفصح سنويًا ليستعدوا للمسيح الآتى لفداءهم والذى يرمز إليه خروف الفصح ويستمروا فى عمل الفصح طوال أجيالهم حتى يأتى المسيح فصحنا الجديد ويفدينا على الصليب.
? إهتم بالاستعداد للتناول من الأسرار المقدسة حتى تعمل فيك بقوة مهما كانت الظروف المحيطة بك صعبة.
(2) شريعة الفطير (ع15-20):
15«سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيراً مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 16وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ فَذَلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ. 17وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هَذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فَتَحْفَظُونَ هَذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. 18فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً تَأْكُلُونَ فَطِيراً إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً. 19سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِراً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. 20لاَ تَأْكُلُوا شَيْئاً مُخْتَمِراً. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيراً».
ع15: الخمير يرمز للشر لذا طلب الله من بنى إسرائيل بعد عمل الفصح فى مساء اليوم الرابع عشر أن يأكلوا فطيرًا دليل على النقاوة ويظلوا يأكلونه لمدة سبعة أيام من اليوم الخامس عشر (من مساء اليوم الرابع عشر) حتى يوم الحادى والعشرين.
تقطع تلك النفس من إسرائيل : تفرز وتبعد عن جماعة بنى إسرائيل.
ع16: محفل مقدس : أى يخصص هذا اليوم لعبادة الله وأعمال الخير.
يضيف الله أيضًا عمل عيدين للفطير فى اليوم الأول وهو الخامس عشر وفى اليوم الأخير وهو الحادى والعشرون فى هذا العيد، فيأتون إلى خيمة الإجتماع ويقدمون صلوات وقد يضاف إليه وعظ. ويأكلون الفطير إظهارًا لنقاوة قلوبهم ويتفرغون فى العيد كل سنة ويتركون أعمالهم اليومية فلا يعملون أى عمل مادى إلا أكل الطعام.
وأعياد اليهود سبعة كما ذكر فى (لا23).
? إهتم أن تنقى القلب بالتوبة خاصة فى الأعياد والمناسبات الروحية حتى تتفرغ لعبادة الله والتمتع بعشرته.
ع17: فى هذا اليوم عنبه : أى اليوم الخامس عشر من نيسان.
أخرجت أجنادكم : دعاهم أجناده لأنهم شعبه المطيعون لأوامره كالجنود. وقال أخرجت مع أنهم لم يخرجوا بعد لأنه تعالى قد قرّر ذلك فمن المحتم أن يتممه.
طالبهم الله بالاستمرار فى هذه الشريعة طوال حياتهم وحياة أولادهم فهذه الأعياد تساعد على السلوك النقى أمام الله وهو الناتج من ذبح الخروف الذى يرمز لفداء المسيح فمنه ننال النقاوة فى سلوكنا.
ع18-20: فى الشهر الأول : أى شهر أبيب وإذا تنجس إنسان لأى سبب يعمله فى الشهر التالى فى اليوم الرابع عشر (عد6: 6-13).
أعلن أهمية التمسك بأكل الفطير ومن يخالف ذلك يقتل سواء من :
الغريب : أى اليهود الدخلاء وهم من انضموا إلى اليهود واختتنوا سواء من المصريين أو الكنعانيين أو أى شعب آخر.
مولود الأرض : يقصد نسل يعقوب وأولادهم أى اليهود الأصليين غير الدخلاء الذين ولد آباؤهم فى أرض كنعان أى أرض الميعاد.
وقد عمل الفصح الأول فى مصر والثانى فى برية سيناء على يد موسى والثالث فى كنعان على يد يشوع (يش5) بعد التيهان 40 سنة فى البرية، وكان من المفروض أن يعمل سنويًا كما أمر الله.
? من يعصى ويرفض وصية الله يستحق الموت، ولكن رحمته تطيل أناته عليك لعلك تتوب فتقبلك وترفع عنك حكم الموت بدم المسيح.
(3) موسى يعلم الشعب شريعة الفصح (ع21-28):
21فَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمُ: «اسْحَبُوا وَخُذُوا لَكُمْ غَنَماً بِحَسَبِ عَشَائِرِكُمْ وَاذْبَحُوا الْفِصْحَ. 22وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ 23فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ الرَّبُّ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ. 24فَتَحْفَظُونَ هَذَا الأَمْرَ فَرِيضَةً لـَكَ وَلأَوْلاَدِكَ إِلـَى الأَبَدِ. 25وَيَكُونُ حِينَ تَدْخُلُونَ الأَرْضَ الَّتِي يُعْطِيكُمُ الـرَّبُّ كَمَـا تَكَلَّمَ أَنَّكُـمْ تَحْفَظُونَ هَذِهِ الْخِدْمَةَ. 26وَيَكُونُ حِينَ يَسْأَلُكُمْ أَوْلاَدُكُمْ: مَا هَذِهِ الْخِدْمَةُ لَكُمْ؟ 27تَقُولُونَ: هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ الَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ لَمَّا ضَرَبَ الْمِصْرِيِّينَ وَخَلَّصَ بُيُوتَنَا». فَخَرَّ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا. 28وَمَضَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَفَعَلُوا كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ. هَكَذَا فَعَلُوا.
ع21: أوصى موسى كل الشعب بأن يعدوا كل واحد خروفًا ليذبحه ويقدمه فصحًا للرب.
ع22: الزوفا : نبات مثل الزعتر وهى عروق عليها أوراق خضراء ضعيفة تشبه نبات البقدونس. وإن كان دم خروف الفصح يرمز لدم المسيح أى عمل النعمة، فالزوفا ترمز للجهاد البشرى الذى رغم ضعفه مثل أوراق الزوفا لكنه ضرورى لنوال الخلاص.
طلب منهم موسى بعد ذبح الخروف أن يصفوا دمه فى إناء من المعدن أو الفخار يسمى الطست (أروانة أو طشت صغير) ثم يأتون بباقة أو حزمة من نبات الزوفا ويغمسون هذه الحزمة فى الدم ويلطخون بها العتبة العليا للباب وقائمتيه يمينًا ويسارًا. وطلب منهم فى هذه الليلة أن يحتموا داخل بيوتهم وراء هذا الباب الملطخ بالدم وهكذا لا يؤذيهم الملاك المهلك الذى سيقتل أبكار المصريين.
? التوبة والتمسك بوصايا الله والتناول من أسراره المقدسة يحمى من دينونة الله ولا يستطيع الشيطان أن يؤذيك.
ع23: يعبر الله من خلال الملاك المهلك فيرى الدم الذى يحمى من هم داخل البيت ولا يؤذيهم أما الذى لا يؤمن بالله ولم يلطخ بابه بالدم يتعرض لقتل بكره.
? إن آمنت تحيا مطمئنًا محتميًا بالله وتبعد عنك المخاوف والقلق فتحيا سعيدًا أيضًا.
ع24، 25: طلب منهم المواظبة على عمل الفصح كل سنة طوال حياتهم وبعد دخولهم أرض الميعاد.
ع26-28: طلب منهم تعليم أولادهم عيد الفصح وهو تذكار حماية الله لأولاده من الشر كما حدث فى مصر بعدم قتل أبكارهم. فوافق الشعب وأعلنوا خضوعهم بسجودهم لله ومضوا ونفذوا ما قاله موسى وذبحوا الغنم ولطخوا الأبواب بالدم.
(4) ضربة الأبكار (الضربة العاشرة) (ع29-33):
29فَحَدَثَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ أَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ الأَسِيرِ الَّذِي فِي السِّجْنِ وَكُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ. 30فَقَامَ فِرْعَوْنُ لَيْلاً هُوَ وَكُلُّ عَبِيدِهِ وَجَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ. وَكَانَ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي مِصْرَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيِّتٌ. 31فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلاً وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعاً وَاذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ. 32خُذُوا غَنَمَكُمْ أَيْضاً وَبَقَرَكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ وَاذْهَبُوا. وَبَارِكُونِي أَيْضاً». 33وَأَلَحَّ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى الشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلاً مِنَ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «جَمِيعُنَا أَمْوَاتٌ».
ع29، 30: بعد أن ذبح بنو إسرائيل الغنم ولطَّخوا الأبواب بالدم عبر الملاك المهلك بيوتهم فى نصف الليل ولكنه دخل بيوت المصريين جميعًا وقتل أبكارهم، سواء بكر أعظم إنسان وهو فرعون أو أضعف إنسان وهو الأسير، ويبدو أن دخول الملاك كان بصوت قوى داخل البيت فأيقظ الكل وقتل البكر فصرخ البكر وكل أهل بيته فكان صراخ فى كل مصر. وكان البكر وهو يموت يعلن سبب موته وهو منع بنى إسرائيل من الخروج كما جاء فى الأسفار القانونية الثانية (سفر الحكمة 18: 18).
ع31، 32: أسرع فرعون باستدعاء موسى وهارون أثناء الليل وترجاهم أن يخرجوا مع كل شعب إسرائيل ومعهم غنمهم ليعبدوا الله كما يُريدون، بل طلب أيضًا من شدة رعبه أن يباركوه أى يصلوا من أجله لأنه خاف أن يقتله إلههم.
ع33: ساد شعور عام فى مصر أنهم جميعًا معرَّضين للموت فألحوا على بنى إسرائيل أن يخرجوا بسرعة خوفًا منهم لئلا يموتوا مثل أبكارهم.
? الله قادر أن يعطيك نعمة ومهابة فى أعين الآخرين حتى من يعادونك ويسيئون إليك، فيخضعوا لك ويخافوا أن يسيئوا إليك. فلا تنزعج إن طالت إساءاتهم فإلهك يرى كل شئ ويوقفهم فى الوقت المناسب ويحول كل شرهم لفائدتك ويحسب لك فى السماء كل احتمال احتملته من أجله.
(5) سلب المصريين (ع34-36):
34فَحَمَلَ الشَّـعْبُ عَجِينَهُمْ قَبْـلَ أَنْ يَخْتَمِرَ وَمَعَاجِنُهُمْ مَصْرُورَةٌ فِي ثِيَابِهِمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. 35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَـى. طَلَبُـوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.
ع34: معاجنهم : آنية خشبية خفيفة.
من كثرة إلحاح المصريين على بنى إسرائيل للخروج، أسرعوا يجمعون حاجياتهم. وكان عجينهم بلا خمير فحملوا معاجنهم بالعجين الذى فيها والباقى وضعوه فى ثيابهم أى فى ملاءات أو جلاليب وصروها فى صرر وحملوها على أكتافهم ليخرجوا بسرعة من مصر.
“قبل أن يختمر” لا تعنى أنهم كانوا سيضعون خميرًا فيه، لأن الله أمرهم بأكل فطير أى خبز بلا خمير، ولكن ليعلن أن الدقيق كان معجونًا بالماء منذ بضعة ساعات وبالتالى لا يمكن أن يصير مختمـرًا وكانوا سيعدونه كأقراص فطير بعد بضع ساعات أى مع فجر اليوم الجديد.
ع35: نفَّذ بنو إسرائيل كلام الله، فطلبوا من المصريين ذهبًا وفضة وكذا أيضًا ثيابًا ليستعيروها منهم فى رحلتهم إلى البرية.
ع36: أعطى الله مهابة ومخافة لبنى إسرائيل فى أعين المصريين فأعطوهم كل ما طلبوه مع علمهم أنهم خارجون إلى الصحراء ولن يعودوا وأن ما استعاروه لن يُرَدّ إليهم وقد فعلوا هذا رعبًا من بنى إسرائيل، وبهذا استرد بنو إسرائيل شيئًا من حقوقهم، فسلبهم الجزئى للمصريين إستعادة لشئ مما سلبه المصريون منهم بتسخيرهم سنينًا طويلة.
? لا تنزعج إن ضاعت حقوقك سنينًا طويلة، فإلهك الذى يرعاك سيعوضك فى الوقت المناسب وسيعطيك ما هو أفضل منها وهو العطايا الروحية فتنال سلامًا وتعزية وراحة بالإضافة إلى بركات مادية مثل حمايتك من مخاطر كثيرة يمكن أن يسقط فيها غيرك ويعطيك فرصة أن ترتبط وتتمتع بعشرته.
(6) إرتحال بنى إسرائيل من مصر (ع37-39):
37فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ الرِّجَالِ عَدَا الأَوْلاَدِ. 38وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدّاً. 39وَخَبَزُوا الْعَجِينَ الَّذِي أَخْرَجُوهُ مِنْ مِصْرَ خُبْزَ مَلَّةٍ فَطِيراً إِذْ كَانَ لَمْ يَخْتَمِرْ. لأَنَّهُمْ طُرِدُوا مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا. فَلَمْ يَصْنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ زَاداً.
ع37، 38: تحرك بنو إسرائيل من رعمسيس وهى المحافظة أو المديرية التى فى أحد أطرافها مدينة تنيس وتحركوا نحو الجنوب الشرقى إلى مدينة سكوت ومعناها خيام (خريطة 2) لأن فيها نُصبت خيام كثيرة، وتبعد سكوت 15 كم عن رعمسيس. وتقع رعمسيس مكان محافظة الشرقية حاليًا، وكان اتجاههم نحو الجنوب الشرقى أى اتجاه الإسماعيلية الحالية وجنوبها.
وترمز رعمسيس للفساد الذى ينبغى أن يخرج منه الإنسان الروحى ويذهب إلى سكوت وهى الخيام أى يتغرب عن العالم فيجد الله.
كان عدد الخارجين 600 ألف من الرجال وأكثر منهم قليلاً النساء أى حوالى 800 ألف بالإضافة للأطفال أقل من 18 سنة وهم حوالى 500 ألف ويضاف إليهم اللفيف وهم العبيد وغير اليهود الذين آمنوا بالله واختتنوا وانضموا إلى اليهود وهم حوالى 100 ألف فيكون المجموع تقريبًا 2 مليون.
وكان معهم عدد كبير من الماشية التى باركها الله فصارت كثيرة ليقدموا ذبائح له كما يريدون.
ورقم (6) يرمز لكمال العمل الإنسانى لأن الله أكمل خلقة العالم فى ستة أيام وفى اليوم السادس خلق الإنسان، أما رقم (100) فيرمز للجماعة ورقم (1000) يرمز للأبدية فيكون المعنى الرمزى لـ 600 ألف كمال العمل الإنسانى للجماعة المؤمنة بالله الخارجة عن مصر وهدفها الحياة مع الله فى البرية للحصول على الحياة السماوية.
? يلزمك أن تترك أماكن الخطية وتتغرب عن العالم لكى ما ترى الله. فتنازل عن لذتك وراحتك لتجد الله إذ أن الماديات الكثيرة يمكن أن تشغلك وتحول ميولك وطموحاتك نحوها، فضع لها حدودًا واستخدمها بمقدار حتى تستطيع أن تستمر وتنمو فى محبتك لله.
ع39: خبز ملة : عجين يخبز على حجارة ساخنة من أشعة الشمس ويتركونه حتى ينضج.
عند وصولهم إلى سكوت نصبوا خيامهم وخبزوا عجينهم على أحجار منتشرة فى الصحراء وكان العجين فطيرًا بلا خمير لأنهم خرجوا سريعًا من مصر.
(7) زمن خروج بنى إسرائيل (ع40-42):
40وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 41وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 42هِيَ لَيْلَةٌ تُحْفَظُ لِلرَّبِّ لإِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. هَذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ لِلرَّبِّ. تُحْفَظُ مِنْ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَجْيَالِهِمْ.
ع40: 1- توضح هذه الآية بصورة محددة أن زمن وجود شعب بنى إسرائيل فى أرض مصر كان مدته 430 سنة وخاصة أن موسى النبى قد عبَّر بتدقيق عن هذا الأمر بقوله “إقامة بنى إسرائيل التى أقاموها فى مصر” (ع40) ثم “عند نهاية أربع مئة وثلاثين سنة” (ع41). ويلاحظ أيضاً أن موسى النبى هو شاهد عيان لهذه الفترة وعاش الجزء الأخير منها بنفسه فى مصر مع شعبه.
2- ذكرت هذه المدة أيضًا فى مكانين آخرين بالكتاب المقدس على أنها 400 سنة وهذا للتقريب ولكنها بالتدقيق 430 سنة كما ذكرنا، وهذان المكانان هما :
أ – عندما خاطب الله إبرام فى (تك15: 13) وأنبأه أن نسله سوف ينزل فى أرض غريبة لمدة 400 سنة.
ب- عندما تحدث استفانوس قبل استشهاده (أع7: 6) وقال أن نسل إبراهيم كان متغربًا لمدة 400 سنة فى أرض غريبة يُستَعبَد فيها.
3- يذكر بولس الرسول فى (غل3: 16، 17) أن هذه المدة هى 430 سنة، ولقوله أنها من إبراهيم حتى موسى الذى أخذ الناموس ظن البعض أنها تبدأ من إبراهيم حتى موسى وبالتالى تكون المدة التى قضوها فى مصر أقل من 430 سنة ولكن إذا دققنا فى (غل3: 16) نلاحظ أنه يقول فى “إبراهيم ونسله” والمقصود بنسله يعقوب الذى دخل هو وأولاده الاثنى عشر وأحفاده إلى مصر وقضوا بها 430 سنة. وفى نفس الوقت يقصد بنسل ابراهيم المسيح الذى يكمل فيه إتمام المواعيد بالخلاص فى ملء الزمان.
ع41: فى الليلة التى قتل فيها الملاك أبكار مصر، أى اليوم الخامس عشر من شهر أبيب، خرج كل بنى إسرائيل ويسميهم “أجناد الرب” لأنهم مؤمنون به وخاضعون له فى حياة جادة مثل الجنود.
? أنت جندى المسيح ضد الشيطان، فتمسك بأسلحتك الروحية والله قادر أن يخرجك من كل مكائده وشباكه.
ع42: ليلة خروج بنى إسرائيل من مصر تعد ليلة عظيمة لأن فيها ظهرت قوة الله التى تحمى أولاده وتنقذهم من الشر فينبغى أن يتذكروها ويعيدوا لها ويشكروا الله عليها.
(8) شرائع مكملة للفصح (ع43-51):
43وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «هَذِهِ فَرِيضَةُ الْفِصْحِ: كُلُّ ابْنِ غَرِيبٍ لاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. 44وَلَكِنْ كُلُّ عَبْدٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ. 45النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لاَ يَأْكُلاَنِ مِنْهُ. 46فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ. لاَ تُخْرِجْ مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ وَعَظْماً لاَ تَكْسِرُوا مِنْهُ. 47كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ. 48وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ نَزِيلٌ وَصَنَعَ فِصْحاً لِلرَّبِّ فَلْيُخْتَنْ مِنْهُ كُلُّ ذَكَرٍ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ لِيَصْنَعَهُ فَيَكُونُ كَمَوْلُودِ الأَرْضِ. وَأَمَّا كُلُّ أَغْلَفَ فَلاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. 49تَكُونُ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ لِمَوْلُودِ الأَرْضِ وَلِلنَّزِيلِ النَّازِلِ بَيْنَكُمْ». 50فَفَعَلَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ. هَكَذَا فَعَلُوا. 51وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ الرَّبَّ أَخْرَجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ أَجْنَادِهِمْ.
ع43-45: يعلن أن الفصح خاص فقط باليهود المختتنين ولا يأكل منه أى إنسان غريب نزيل أو ضيف عندهم، كما يحدث الآن فى كنيسة العهد الجديد، فلا يستطيع أحد التناول من الأسرار المقدسة إلا من نال المعمودية التى يرمز إليها الختان. والعبد الغريب الذى يشتريه اليهودى ويعيش فى بيته يختنه أولاً لينضم إلى الإيمان ثم يأكل من الفصح. ويرمز هذا العبد المبتاع بالفضة للإنسان المؤمن المملوك للمسيح.
ع46: يوضح أن الأسرة تأكل الفصح داخل البيت كما يأكل المؤمنون جسد الرب ودمه داخل الكنيسة ولا يخرجون منه إلا فى حاله المريض العاجز عن الحضور للكنيسة.
يشترط أيضًا عدم كسر أى عظم فى خروف الفصح، كما حدث مع المسيح فلم تكسر عظامه بل مات مذبوحًا بنزيف داخلى.
والعظام هى الجزء القوى داخل الجسم فترمز للحق والإيمان الذى لا ينكسر ثم يذكر عن القديسـين أن الله يحفـظ عظامهم وواحدة منها لا تنكسر أى أن إيمانهم ثابت لا يتغير (مز34: 20).
وكان أعضاء الأسرة يجتمعون كلهم داخل البيت محتمين وراء الدم الملطخ على الباب وهذا معناه وحدانية الأسرة واحتمائها بدم المسيح. وقد ذبحوا الفصح أول مرة فى بيوتهم، ثم ذبحوه أمام خيمة الاجتماع بعد إقامتها. وعند إقامة الهيكل فى كنعان كانوا يأتون إلى أورشليم ويذبحونه أمـام بيت الرب لأن الفصح أحد الثلاثة أعياد الكبرى التى يلزم فيها أن يحضر جميع ذكور بنى إسرائيل إلى بيت الرب وهى أعياد الفصح والخمسين والمظال (تث16: 5، 6، 16).
ع47: يقرر هنا أن الفصح يعمله كل بنى إسرائيل فهو شرط عضويتهم فى شعب الله كما أن التناول شرط عضوية المسيحى فى الكنيسة.
ع48-51: أكد هنا ضرورة الختان كشرط لمن يأكل الفصح وهذا للمرة الثانية فى نفس الفقرة لأهمية الأمر. وأطاع كل بنى إسرائيل هذه الشريعة فحفظ الله أبكارهم وأخرجهم فى هذه الليلة من مصر بقوة عظيمة.
? تمتع بأعظم نعمة فى الوجود وهى التناول من الأسرار المقدسة فهى أكبر قوة تنالها وتنفرد بها عن كل البشر فتحميك وتخلصك من حروب إبليس وتعبر بك إلى الأبدية.
مقارنة بين خروف الفصح وذبيحة المسيح التى يرمز إليها
خروف الفصح | ذبيحة المسيح |
ذكر (ع5) | ذكر |
خروف صحيح (ع5) | المسيح حمل بلا عيب |
حولى (ابن سنة) (ع5) | يرمز لبراءة المسيح ونقاوته وحيويته |
يحفظ من اليوم العاشر حتى الرابع عشر فى بيتوتهم (ع3-6) | المسيح بقى فى أورشليم أربعة أيام قبل صلبه من اثنين البصخة (الموافق العاشر من نيسان) حتى صلب يوم الجمعة وهو الرابع عشر من نيسان). |
يذبح بين العشاءين أى بين الثالثة والخامسـة مساءً وهى الساعة التاسعة (ع6). | أسلم المسيح روحه على الصليب فى الساعة التاسعة. |
تلطخ الأبواب بالدم فيحمى من بداخل البيت (ع7) | بدم المسيح نخلص من الموت أى لا نهلك ونحيا فيه. |
الخروف من الحيوانات الطاهرة (ع5) | المسيح طاهر وقدوس |
كان الخروف يشوى على النار(ع8، 9) | اجتاز المسيح الآلام وحده واحتمل نار الغضب الإلهى وفدانا |
يشوى الخروف جميعه رأسه وأكارعه مع جوفه (ع9) | احتمل المسيح جميع الآلام الروحية والنفسية والجسدية. |
لا يُكسَر عظم من عظامه (ع46) | لم تكسر عظام المسيح على الصليب |
كان يؤكل معه فطير (ع8) | المسيح نقى وطاهر. |
يؤكل مع أعشاب مرة (ع9) | احتمل المسيح الآلام المرة على الصليب |
كانوا يأكلونه وهم وقوف وأحقاؤهم مشدودة وعصيهم فى أيديهم وأحذيتهم فى أرجلهم استعدادًا لرحيلهم من مصر (ع11). | المؤمنون الذين يأكلون جسد المسيح ودمه يكونون على استعداد دائم للرحيل من العالم والدخول فى ملكوت السموات. |
كانوا يأكلونه فى نفس الليلة ولا يبقون منه للصباح (ع10) | المسيح أتم فداءنا على الصليب فى يوم واحد ونحن نأكل جسده ودمه فى نفس اليوم ولا نبقى منه لليوم التالى |
أمرهم الله بعمل الفصح فريضة أبدية فى أجيالهم (ع14، 24، 25) | المسيح أمر كنيسته بصنع ذبيحة جسده ودمه طوال حياتهم على الأرض. |
كان يأكله المختونون فقط من اليهود والدخلاء (ع43، 44، 48، 49) | يأكل جسد الرب ودمه المؤمنون فقط بالمسيح الذين نالوا المعمودية المقدسة. |
يأكل منه الكبار والصغار أى كل أفراد الأسرة (ع4) | يأكل جسد المسيح ودمه الكبار والصغار أى جميع المؤمنين |
كان على جميع اليهود أن يصنعوا الفصح (ع47) ويشتركوا فى أكله | لابد أن يتناول جميع المؤمنين فى الكنيسة من جسد الرب ودمه أى يكونوا فى شركة واحدة. |
لا يأكل منه أى إنسان تنجس بأى سبب (عد6: 6-9). | لا يتناول جسد المسيح ودمه إلا التائبون والذين نالوا سر الإعتراف |