ذبيحة المحرقة
(1) مقدمة (ع1):
1وَدَعَا الرَّبُّ مُوسَى وَكَلَّمَهُ مِنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً:
نلاحظ أن الله هو مصدر الشريعة الطقسية، ولكنه يوصلها لنا عن طريق رجال الكهنوت الذين يمثلهم موسى باعتبارهم وكلاء أسرار الله، ومن خلال سلطانهم الكنسى. لأن الدعوة هنا كانت من خيمة الاجتماع رمز الكنيسة، فللكنيسة دورها الأساسى فى علاقة المؤمن الأرثوذكسى بالمسيح لأن روحانياتنا ليست فردية فقط.
وقد دعا الله موسى ثلاث مرات :
- من العليقة لاستلام الرعاية (خر3: 4)
- من الجبل لاستلام الوصايا (خر19: 3)
- من الخيمة لاستلام شريعة الذبائح (ص1: 1)
(2) ذبيحة المحرقة من البقر (ع2-9):
2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا قَرَّبَ إِنْسَانٌ مِنْكُمْ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ مِنَ الْبَهَائِمِ فَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ تُقَرِّبُونَ قَرَابِينَكُمْ. 3إِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مُحْرَقَةً مِنَ الْبَقَرِ فَذَكَراً صَحِيحاً يُقَرِّبْهُ. إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يُقَدِّمُهُ لِلرِّضَا عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. 4وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ فَيُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ. 5وَيَذْبَحُ الْعِجْلَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَرِّبُ الْكَهَنَةُ بَنُو هَارُونَ الدَّمَ وَيَرُشُّونَهُ مُسْتَدِيراً عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 6وَيَسْلَُخُ الْمُحْرَقَةَ وَيُقَطِّعُهَا إِلَى قِطَعِهَا. 7وَيَجْعَلُ بَنُو هَارُونَ الْكَاهِنِ نَاراً عَلَى الْمَذْبَحِ وَيُرَتِّبُونَ حَطَباً عَلَى النَّارِ. 8وَيُرَتِّبُ بَنُو هَارُونَ الْكَهَنَةُ الْقِطَعَ مَعَ الرَّأْسِ وَالشَّحْمِ فَوْقَ الْحَطَبِ الَّذِي عَلَى النَّارِ الَّتِي عَلَى الْمَذْبَحِ. 9وَأَمَّا أَحْشَاؤُهُ وَأَكَارِعُهُ فَيَغْسِلُهَا بِمَاءٍ وَيُوقِدُ الْكَاهِنُ الْجَمِيعَ عَلَى الْمَذْبَحِ مُحْرَقَةً وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ.
ع2: قربانًا : هى تقدمة يتقرب بها الإنسان لله من أجل مغفرة خطيته أو لشكره.
يبدأ الله كلامه مع موسى قائلاً إنه فى حالة تقديم الإنسان لأى تقدمة، لابد أن تكون من الحيوانات الطاهرة (البقر والغنم)، فهذه التقدمة ترمز للمسيح الذى صار لنا وسيطًا وذبيحة أبدية نقترب بها إلى الآب السماوى؛ ولأن العمل الفدائى (الذى للمسيح) متعدد الجوانب، خصّص الله لموسى خمسة قرابين منهم أربعة ذبائح حيوانية لتوضح جوانب هذا العمل المختلفة.
أما الحيوانات التى تصلح للمحرقة هى البقر والغنم : لأن البقر رمز للعطاء والغنم رمز للتضحية والوداعة وكلتيهما من صفات المسيح.
ع3: محرقة : ذبيحة تحرق كلها على المذبح.
صحيحًا : ليس فيه عيب أو تشويه أو مرض.
خيمة الاجتماع : هى كنيسة العهد القديم.
يذكر فى هذا الأصحاح والأصحاحات التالية خمسة أنواع من القرابين، أربعة منها ذبائح والخامسة تقدمة نباتية أى طعامية. وهذه الذبائح الخمس هى :
- ذبيحة المحرقة (ص1)
- تقدمة القربان (ص2)
- ذبيحة السلامة (ص3)
- ذبيحة الخطية (ص4)
- ذبيحة الإثم (ص5)
وهذه الخمس ذبائح المذكورة فى بداية سفر اللاويين هى خمسة أوجه لذبيحة الصليب كما يلى :
- ذبيحة المحرقة (ص1) : التى يحرق فيها الحيوان كله إرضاءً لله وترمز لذبيحة المسيح الذى بموته على الصليب أرضى الآب.
- ذبيحة الخطية (ص4، 5) : التى يحرق جزء منها على المذبح والباقى يأكله الكاهن، ترمـز لذبيحـة المسـيح على الصـليب الذى رفع عنا خطايانـا وصـالحنا مع الآب (1بط2: 24). وهذه الذبيحة تحدثنا عن خطايانا الموجهة نحو الآخرين وبالطبع أى خطية نحو الآخرين هى أيضًا ضد الله.
- ذبيحة الإثم (ص5) : وفيها يحرق جزء منها على المذبح والباقى يأكله الكاهن وتحدثنا عن خطايانا الموجهة نحو الله مباشرة، فهى ترمز لذبيحة المسيح الذى حملت جميع أنواع الخطايا سواء نحو الله أو نحو الناس.
- تقدمة القربان (ص2) : وفيها يقدم جزء منها على المذبح والباقى يأكله الكاهن، وهى ترمز لحياة المسيح فى الجسد والتى أتم فيها كل بر عنا (مت3: 15) واحتمل فى ذلك أتعابًا كثيرة طوال حياته على الأرض.
- ذبيحة السلامة (ص3) : وفيها يحرق جزء على المذبح وجزء يأكله الكاهن والباقى يأكله مقدم الذبيحة، وهى الذبيحة الوحيدة التى يأكل منها مقدمها، لذا فهى ترمز إلى ذبيحة المسيح على الصليب المقدمة على المذبح كل يوم جسدًا ودمًا ليأكله المؤمنون به.
أول الذبائح الخمسة اسمها المحرقة وترمز لطاعة المسيح للآب نيابة عن البشرية، وبهذا رضى الآب على البشرية فى المسيح، لذا يرضى الله عن الذى يقدم المحرقة وهى الوحيدة من الخمس ذبائح التى لا يُسمَح لإنسان بتقديمها إلا إن كان يهوديًا، لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله (عب11 : 6). ولما كانت هذه الذبيحة ترمز للمسيح المعلق على الصليب، اشترط الله فى إشارة قوية أن تكون ذكرًا ولا عيب فيه.
وذكر البقر هو العجل الصغير أو الثور الكبير ويرمز للرجولة الروحية والثبات، أما كونه صحيحًا فيرمز لخلو المسيح من أى خطية. ويتم الذبح عند باب الخيمة إشارة لصلب المسيح خارج أسوار أورشليم.
وكانت خطوات تقديم الذبيحة خمس وهى :
- تقديم الحيوان أمام خيمة الاجتماع أى أمام المذبح النحاسى.
- وضع يد مقدمه عليه.
- ذبح الحيوان.
- رش دمه حول المذبح.
- حرق الحيوان كله على المذبح، كما فى ذبيحة المحرقة، أو جزء منه كما فى باقى الذبائح.
وكانت ذبيحة المحرقة يقدمها الإنسان عن نفسه أو تقدم عن الشعب كله (لا8، 9، 16، 23….) كما فى :
- ذبيحة المحرقة الصباحية والمسائية ويوم السبت.
- ذبيحة يوم الكفارة وباقى الأعياد.
- ذبيحة رؤوس الشهور.
وكانت هناك ذبائح محرقات يقدمها الشخص عن نفسه فى حالات خاصة وهى :
- تطهير الأبرص (ص15)
- تطهير ذو السيل.
والذبائح السابقة كلها إجبارية، وقد كانت هناك أيضًا ذبائح اختيارية أو تطوعية يقدمها الشخص وهى :
- النذور (ص27)
- النوافل (ص22: 18)
وهناك ذبائح تطوعية يمكن أن يقدمها الشعب كله كما حدث فى أيام داود عند نقل تابوت العهد إلى مدينة صهيون (2صم6 : 17) وفى أيام سليمان عند تدشين الهيكل (1مك8: 4، 5)
ع4: تكفير : غفران وتغطية الخطية.
عندما يضع مقدم الذبيحة يده على رأس الذبيحة يعلن ارتباطه بها بل اتحاده أيضًا. وترمز الذبيحة للمسيح، فعندما يضع مقدمها يده على الذبيحة يرمز ذلك لاتحاده بالمسيح فتنتقل خطاياه إلى الذبيحة التى ترمز للمسيح. وعندما تُذبَح الذبيحة الحاملة خطايا مقدمها، يرضى الله عنه. هذا كله رمز للمسيح الذى حمل خطايانا ومات عنا على الصليب فيرضى الله عنا عندما نتوب ونعترف بخطايانا ويضع الكاهن فى سر الاعتراف الصليب على رأس المعترف لتنتقل خطاياه من على رأسه إلى رأس المسيح فتُغفَر له ويرضى الله عنه. وعندما يضع مقدم الذبيحة يده على رأس الحيوان يعترف بخطاياه معلنًا استحقاقه للموت وبوضع يده يتحد بالحيوان فيذبح الحيوان عنه، وهو بالتالى يعلن إيمانه بفداء الدم المسفوك عنه والذى يرمز لدم المسيح.
ع5: كان اللاويون يستقبلون الدم عند ذبح الحيوان فى أوانى ثم يأخذ الكهنة من هذا الدم الذى يمثل حياة الحيوان ويرشونه حول المذبح النحاسى مستديرًا.
وقد ذبح المسيح على الصليب فكان هو الكاهن والذبيحة وصار دمه، أى حياته التى قدمها، كفارة أبدية لرفع الغضب الإلهى أمام العرش. ويرش الدم بشكل دائرة لأن الدائرة التى لا بداية لها ولا نهاية تشير لقدرة دم المسيح الغير محدودة فى التكفير عن الخطية.
ع6: يسلخ : يفصل الجلد عن اللحم فينكشف داخل الذبيحة.
يقوم مقدم الذبيحة بسلخ جلد الحيوان بعد ذبحه ثم تقطيع لحمه إلى قطع عند مفاصله المختلفة. والجلد يأخذه الكاهن (ص7، 8) أما قطع اللحم الذى أصبح مكشوفًا بعد نزع الجلد فتوضع على المذبح.
هنا يتضح أن طاعة المسيح للآب لم تكن فقط ظاهرية بل من أعماقه، وشاملة كل أعضائه أى تصرفاته، وبالتالى تشمل كل أعضاء جسده أى نحن المؤمنين به أعضاء كنيسته فنطيع وصايا الله. وتقطيع الذبيحة معناه كشف كل عضو فيها، فطاعته كاملة من القلب كما ذكرنا بالإضافة إلى احتمال المسيح الآلام وعلى مثاله يحتمل المؤمن أتعابًا كثيرة فى جهاده الروحى، ليست فقط عذابات خارجية بل آلامًا داخلية من أجل محبته للمسيح.
ع7: حطبًا : وقود جاف من الخشب يرمز للصليب وهى أعواد نباتات جافة.
يأخذ الكهنة بنو هارون من النار المقدسة التى نزلت من السماء على الذبيحة يوم مسح هارون وبنيه، وظلت هذه النار متقدة على مدى الأيام، ويشعلون بها الذبائح. ثم يحضر الكهنة بعض أعواد الحطب ويشعلون بها النار لتتقد.
وترمز النار إلى حب المسيح للآب الذى بلغ قمته على خشبة الصليب التى قدم نفسه عليها ذبيحة طاعة للآب، فالنار توضح الآلام العنيفة التى احتملها المسيح من أجلنا. وتوضح الكنيسة هذا المنظر عندما يحمل الكاهن الثلاث شمعات على الصليب فى صلاة “اللهم ارحمنا” فى رفع البخور، إشارة إلى المسيح المصلوب أحد الأقانيم الثلاثة، الذى جلب رحمة الله للمؤمنين ورفع غضبه عنهم وأنار العالم بخلاصه.
ع8: يرتب : يضعون قطع الذبيحة بجوار بعضها لتعطى شكل الحيوان السليم.
الرأس هو المسيح والقطع هى نحن والشحم هو أفضل دسم الذبيحة أى صفات وكمالات المسيح الإلهية التى تكفر عن أولاده بعمله الفدائى، وينقلها الكهنة بسلطانهم للمؤمنين من خلال الأسرار بواسطة عمل الروح القدس النارى.
ع9: أحشاء : ما بداخل الذبيحة.
أكارع : الرجلين.
وقود : تقدمة لله تحرق بالنار.
يغسل الكاهن جوف وأحشاء الحيوان ثلاث مرات كما يقول علماء اليهود، وهذا يرمز إلى نقاوة القلب، ويغسل الأكارع رمزًا لنقاوة السلوك، ثم يحرقها كلها بالنار فيسر الله بهذه المحبة المقدمة لـه إذ هى تقدمة حب وليست تكفيرًا عن خطية معينة لذا اختصت ذبيحة المحرقة بكلمة “رائحة سرور” كما سُرَّ الله بذبيحة المسيح على الصليب.
والغسل بالماء يرمز للمعمودية التى تنقل عمل طاعة المسيح للآب إلينا لتتطهر به أعماقنا ويتغير سلوكنا وطبيعتنا، فيغطينا بر المسيح ويرضى الآب عنا ويُسَّر بنا.
? إن كان المسيح القدوس قد قدم طاعة كاملة للآب، فكم يليق بى أن أقدم طاعتى وخضوعى ذبيحة حب للمسيح عوض حبه لى، فأطيع وصاياه حتى لو كانت صعبة وأثق أن الله سيساندنى.
(3) ذبيحة المحرقة من الغنم (ع10-13):
10«وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ الْغَنَمِ (الضَّأْنِ أَوِ الْمَعْزِ) مُحْرَقَةً فَذَكَراً صَحِيحاً يُقَرِّبُهُ. 11وَيَذْبَحُهُ عَلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ إِلَى الشِّمَالِ أَمَامَ الرَّبِّ. وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ الْكَهَنَةُ دَمَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيراً.
12وَيُقَطِّعُهُ إِلَى قِطَعِهِ مَعَ رَأْسِهِ وَشَحْمِهِ. وَيُرَتِّبُهُنَّ الْكَاهِنُ فَوْقَ الْحَطَبِ الَّذِي عَلَى النَّارِ الَّتِي عَلَى الْمَذْبَحِ. 13وَأَمَّا الأَحْشَاءُ وَالأَكَارِعُ فَيَغْسِلُهَا بِمَاءٍ وَيُقَرِّبُ الْكَاهِنُ الْجَمِيعَ وَيُوقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ. إِنَّهُ مُحْرَقَةٌ وَقُودُ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ.
ع10-13: الضأن : الخراف.
يمكن أن يقدم غير القادرين ماليًا المحرقة من الغنم بنفس الطقس السابق، ويكون ذبحها فى جانب المذبح الأيمن والمتجه إلى الشمال (لأن وجه المذبح ناحية الغرب) لأن طاعة المسيح للآب جلبت مسرة الآب علينا فى المسيح فنجلس على جانبه الأيمن متمتعين برضاه.
ويراعى فى محرقة الضأن كل ما سبق فى محرقة البقر، فتكون ذكرًا صحيحًا وبعد ذبحه يرش دمه حول المذبح ويقطع ويحرق على المذبح بنفس الطريقة السابق ذكرها فى محرقة البقر.
? إن لم تستطع أن تقدم لله عطايا كثيرة، فقدِّم على قدر طاقتك ولو شيئًا قليلاً وثق أن عطاياك وتعبك غالٍ جدًا عند الله مهما كان صغيرًا بل قد يكون أغلى فى عينيه من العطايا الكبيرة التى يقدمها الأغنياء كما فرح بفلسى الأرملة ومجَّدها أكثر من الكل.
(4) ذبيحة المحرقة من الطيور (ع14-17):
14«وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ لِلرَّبِّ مِنَ الطَّيْرِ مُحْرَقَةً يُقَرِّبُ قُرْبَانَهُ مِنَ الْيَمَامِ أَوْ مِنْ أَفْرَاخِ الْحَمَامِ.
15يُقَدِّمُهُ الْكَاهِنُ إِلَى الْمَذْبَحِ وَيَحُزُّ رَأْسَهُ وَيُوقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ وَيُعْصَرُ دَمُهُ عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ.
16وَيَنْزِعُ حَوْصَلَتَهُ بِفَرْثِهَا وَيَطْرَحُهَا إِلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ شَرْقاً إِلَى مَكَانِ الرَّمَادِ. 17وَيَشُقُّهُ بَيْنَ جَنَاحَيْهِ. لاَ يَفْصِلُهُ. وَيُوقِدُهُ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ الَّذِي عَلَى النَّارِ. إِنَّهُ مُحْرَقَةٌ وَقُودُ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ.
ع14-17: اليمام : نوع من الحمام البرى.
أفراخ الحمام : صغار الحمام.
يحز : يشق مستديرًا دون أن يفصل.
حوصلة : معدة.
فرث : مخلفات الطعام بالبطن.
الرماد : مخلفات الحريق.
يشقه بين جناحيه : كانت العادة قديمًا عند قطع معاهدة بين اثنين، أن تشق الذبائح ويوضع نصفها على اليمين والنصف الآخر على اليسار ويمر المتعاهدان بين نصفى الذبيحة المشقوقة. وهذا يرمز للعهد الذى يقطعه مقدم الذبيحة مع الله بالتوبة والحياة له.
هذه تقدمة المحرقة لمن لا يقدر ماليًا على ما سبق لأنه حتى الفقراء يربون الطيور فى منازلهم. وطقس الذبيحة كما سبق، مع رمى الطعام ونفاياه فى مكان الرماد لأن الأطعمة المادية مصيرها للزوال. وشق الذبيحة هو إعلان للعهد مع الله ولكن بدون فصل لأن المسيح عظمًا منه لا يكسر، فقد حمل خطايانا لكنه هو بدون خطية. واليمام طائر نظيف لأن المسيحى ينفر من الخطية أما الحمام الصغير فيمثل الوداعة والتواضع. وطعم اليمام صغير أو كبير فمستساغ، أما الحمام فالصغير منه طعمه مستساغ لذلك يقدم لله أفضل شئ وهو أفراخ الحمام. ويلاحظ أن راس الطائر تحز ويشق من الوسط بين الجناحين فوق المذبح لأن دمه قليل فيعصره الكاهن على حائط المذبح.
وكان تقديم الطيور ذبائح لله معروفًا منذ القديم، فقد قدَّم نوح منها لله (تك8: 20) وكذلك أبونا إبراهيم (تك15: 9).
? أرجو أن تراجع وداعة طباعك ونفورك من الخطية كابن طاهر للمسيح، فلا تخالط الأشرار أو تجلس فى الأماكن التى لا تليق بأولاد الله وإن سقطت فى الخطية تسرع إلى التوبة لتستعيد طهارتك.