تابع العظة على الجبل – عدم الإدانة – العمل بالوصية
(1) عدم الإدانة والتمييز (ع 1-6):
1- “لا تدينـوا لكى لا تدانـوا. 2- لأنكم بالدينونة التى بهـا تَدينون تُدانون، وبالكيل الذى به تكيلون يكال لكم. 3- ولماذا تنظـر القـذى الذى فى عين أخيك، وأما الخشبة التى فى عينك فلا تفطن لها؟ 4- أم كيف تقول لأخيك: دعنى أخرج القذى من عينك، وها الخشبة فى عينك؟! 5- يا مرائى، أخرج أولا الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك. 6- لا تعطوا القُدْسَ للكلاب ولا تطرحوا دُرَرَكُمْ قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها، وتلتفت فتمزقكم.”
ع1-2: ينبهنا ربنا يسوع المسيح إلى عدم إدانة الآخرين، أى الضيق من أخطائهم، متناسين أننا خطاة مثلهم، ونستحق أن يديننا الله. ولكن بالاتضاع، ننال غفران الله. فإذ نلتمس العذر للآخرين ونرحمهم، فيرحمنا الله أيضا ويغفر لنا خطايانا.
فالإدانة إذن هى، ليست فقط عدم التوبة، وعدم محبة للآخرين، بل تعدٍ على سلطان الله الديّان، فنأخذ مكانه وندين الآخرين.
وتحمل أيضا كبرياء فى القلب، واحتقار للخاطئ. وليس معنى عدم الإدانة عدم التمييز، بل علينا أن نميز الخطية، ونصلى لأجل الخاطئ، ونحبه ونلتمس له العذر ونشفق عليه بأبوة، ولكن نبتعد عن خطيته ونوبخها قدر ما نستطيع، فنفصل بين الخطية والخاطئ، أى نكره الخطية ونحب الخاطئ.
“الكيل”: هو وعاء لقياس حجم الحبوب، والمقصود هنا الوعاء الذى نملأه إدانة ونصبه على الآخرين، يُصَبُّ علينا أيضا بنفس الوعاء، دينونة من الله، وهو يسمح فى أحيان كثيرة أن نقع فى نفس الخطية التى ندين فيها غيرنا، حتى نتوب ونتضع.
ع3-5: “القذى”: قش أو تبن صغير، ويرمز للخطية الصغيرة.
“الخشبة”: قطعة خشبية أكبر بكثير من القذى، تحجب الرؤية، وترمز للخطية الكبيرة.
يشبّه المسيح خطية الآخر بالقذى فى عينه، أما خطيتى فبخشبة فى عينى، فيلزم التوبة أولا لنزع الخشبة من عينى، فتتنقى حياتى، وبالتالى أستطيع بالمحبة وعمل الروح القدس، أن أرى القذى الذى فى عين الآخر، أى خطيته، وأساعده على التخلص منها.
أما إهمالى للخشبة فى عينى بعدم التوبة، ثم التطاول بإدانة الآخرين، متظاهرا فى رياء أنى أريد مساعدتهم فى إخراج القذى، وهو قش صغير جدا، من عيونهم، هو أمر غير معقول، لأنه كيف يرى الذى تحجب الخشبة عينيه قذى صغير فى عيون الآخرين؟!
الحقيقة أنه الكبرياء هو الذى يدفع لإدانة الآخرين, وعدم التوبة عن خطايانا.
خلاصة القول، اهتم بتوبتك كل يوم وَصَلِّ لأجل الآخرين إذا أخطأوا، والتمس لهم العذر.
ع6: ليس معنى البساطة والحب فى التعامل مع الآخرين، حتى لا ندينهم، أن نتحدث عن الأسرار المقدسة فى الكنيسة، وأعمال الروح القدس، أمام غير المؤمنين الذين لا يقدرون أهميتها.
وقد كانت الكنيسة قديما تغلق الأبواب بعد إخراج الموعوظين، فيبقى المؤمنون فقط الذين سيتناولون من الأسرار.
“الكلاب”: ترمز للهجوم، فتمثل مقاومى الحق.
“الخنازير”: فهى بعدم فهم، تدوس وتنجس كل شىء لقذارتها، فترمز لاحتقار الحق.
أى أن البساطة تقترن بالحكمة فى التعامل مع الآخرين.
ومن المقدسات أيضا، الاختبارات الروحية الشخصية، فلا تقال إلا لأب الاعتراف، أو دون ذكر الاسم، لنحتفظ باتضاعنا، ولا نعرّض هذه المعاملات الإلهية لعدم تقدير الآخرين.
يلزمك أن تميّز بين الحق والباطل، وبين الصالحين والأشرار، ولكن تقول الكلام المناسب فى الوقت المناسب، فلا تكلم مبتدئين عن أمور روحية عالية تجعل الحياة مع الله صعبة.
من حقك أن تسأل وتفهم كل شىء لنمو حياتك الروحية، ولكن لا تتكلم إلا فيما يفيدك ويفيد الآخرين.
(2) الطلب من الله (ع 7-12):
7- “اسألوا تُعْطَوْا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفْتَحْ لكم. 8- لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يُفتح له. 9- أم أى إنسان منكم إذا سأله ابنه خبزا يعطيه حجرا؟ 10- وإن سأله سمكة يعطيه حية؟ 11- فإن كنتم وأنتم أشرار، تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحرى أبوكم الذى فى السماوات يهب خيرات للذين يسألونه؟ 12- فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء.”
ع7-8: الله، بمحبته الأبوية، يريد أن يعطينا كل شىء. ولكنه لا يعطى إلا لمن يقدّر العطية، ويظهر هذا التقدير فى طلبها من الله.
فالله يعطى عطايا عامة لكل البشر، مثل الشمس والهواء والماء… إلخ. ولكنه، بحبه، يريد أن يعطى أكثر من هذا. فإذا وَجَدَنَا متغافلين عن الصلاة إليه، يحفزنا لنسأله، فنأخذ منه… وإن تأخر فى الاسـتجابة ليمتحن إيماننـا، نطلب منه ونلح عليه، فنجد احتياجاتنا فيه. وإن ظل باب الله مغلقا ولا يستجيب، فإننا نقـرع حتى يفتح لنا، ونثق أنه حتما سيستجيب لكل من يُصلّون إليه، ما دامت صلواتهم بحسب مشيئته ولخيرهم.
ع9-11: يقـدم لنا المسيح دليلا منطقيا على محبته الأبوية. إن الأبوة البشرية تهتم بطلبات الأبنـاء، ولا يمكن أن تعطيهم عكس طلباتهم، ما دام الاحتياج حقيقيا وضروريا ومفيدا. فلا يعطى أى أب لابنه حجرا بدل الخبز، أو ثعبانا بدل السمك ليأكلهما.
فإن كانت الأبوة الجسدية لها هذه المحبة، فكم بالأحرى الله، مصدر الأبوة والحب، الذى يعطى الخيرات لأولاده الذين يثقون به، ويطلبون احتياجاتهم منه؟!
“أشرار”: كل البشر، لأنهم يسقطون فى الشر، ولكن بالغريزة يهتمون بعطايا جيدة لأولادهم.
“أبوكم الذى فى السماوات”: إظهار أن الله هو مصدر الأبوة والحنان.
“خيرات”: أى عطايا جيدة يحتاجها أولاده.
“للذين يسألونه”: المتمسكون بصلواتهم فى إيمان ولجاجة، ومتكلين على الله.
لا تَصْغِ لشكوك إبليس إذا تأخر الله فى الاستجابة لطلباتك، بل ألح عليه، واثقا من محبته، وأنه يعطيك فى الوقت المناسب ما هو لخيرك.
ع12: لكيما يستجيب الله لطلباتنا، ينبغى أن نعمل الخير مع الآخرين. فإن كنا نريد أن يعملوا الخير معنا، فلنبدأ نحن أولا بذلك؛ فمحبة الآخرين هى كمال الوصية والناموس.
عندما تقابل أى إنسان، ضع نفسك مكانه، وفكر ماذا ينتظر منك، حتى تقدم له ما يحتاجه من حب، أو ما ينتظره من اهتمام وتعاطف ومساندة. وإذا أساء إليك أحد، لا تتسرع فى الرد عليه أو إدانته فى قلبك، بل اشعر بظروفه لتلتمس له العذر وتحنو عليه ولو بصلاة فى قلبك.
(3) الباب الضيّق (ع 13-14):
13- “ادخلوا من الباب الضيّق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه. 14- ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه.”
يدعونا المسيح للدخول من “الباب الضيّق”، أى احتمال الآلام لأجل الملكوت. ويحذرنا من الباب الواسع والطريـق الرحب المريـح، أى الذى يوفر للإنسان ملـذات وشـهوات العالم المختلفة، لأنه يـؤدى إلى الهـلاك. ولكن للأسـف، من أجل إغراء شهوات العالم، يسير الكثيرون فى هذا الطريق المميت.
أما طريق الخلاص، فهو “الباب الضيّق”، الذى هو الصليب، والطريق الكرب، الذى هو احتمال الآلام، وهذا ما اجتازه المسيح لأجلنا.
“قليلون هم الذين يجدونه”: ليس لأن طريق الخلاص غامض ومخفى عن العيون، لكن لأن الشهوات الشريرة ومشاغل العالم تبعد الناس عنه، فلا يجدونه.
لكيما نكون تلاميذ لمخلّصنا، لابد أن نحمل صليبه وراءه، أى نتنازل عن شهواتنا الشريرة بالتوبة، ونتجرد من انشغالات العالم، لنُفرِغ قلوبنا للاهتمام بمحبة الله، فيملك على قلوبنا الآن وإلى الأبد.
(4) الأنبياء الكذبة (ع 15-20):
15- “احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. 16- من ثمارهم تعرفونهم، هل يجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا؟ 17- هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا ردية. 18- لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارا ردية، ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارا جيدة. 19- كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا، تُقطَع وتُلقَى فى النار. 20- فإذًا من ثمارهم تعرفونهم.”
ع15: “الأنبياء الكذبة”: هم من يعلمون تعاليم غريبة عن الكنيسة، ويخدعون الناس بمظهرهم اللطيف، ولكن قلوبهم فى الداخـل وحشية قاسـية. يفكرون فى داخلهم ما هو لمصلحتهم، وليس لمجد الله كما يدعون؛ فينبهنا المسيح للابتعاد عنهم والثبات فى الكنيسة.
“ثياب الحملان”: أى أنهم ذئاب لهم مظهر الحملان، ومعناه تظاهرهم بالتقوى والفضائل ليخدعوا البسطاء، ويبعدوهم عن الكنيسة واجتماعاتها، ويجعلوهم يرتبطون باجتماعات غريبة، ويخدعوهم بأن هذا هو التفسير الصحيح لكلام الله.
ع16-18: لنعرف حقيقة هؤلاء الأنبياء، ننظر إلى “ثمارهم”، أى طباعهم وأفعالهم، لأنه إن كان القلب قاسيا، فمهما تظاهر، ستُفضَح قسوته فى بعض المواقف.
“الشوك”: يمثل عدم البركة والإساءة للآخرين، فلا يبذلون أية تضحية (المرموز إليها بالعنب الذى يُعصَر، فيعطى خمرا، أى فرحا)، فالأنانى القاسى لا يهتم بالبذل لأجل الآخرين.
“الحسك”: هو نبات جاف يشبه الشوك فى ضآلته، لا يمكنه أن يعطى تينا.
ثمرة التين: مكونة من حبـات صغيرة اتحـدت معا بالحب داخـل غلاف واحد، فترمز للوحدانية والحب.
فالإنسان المنعزل فى أنانية وحده، لا يمكن أن يتحد بوحدانية حب مع الآخرين.
فمن الطبيعى أن الشجرة الجيدة، أى القلب المحب لله، سيعطى ثمارا صالحة. والعكس صحيح، فالإنسان الشرير سيفعل شرورا.
فلابد من تغيير القلب بالتوبة، لتصير الثمار صالحة.
ع19-20: “تُلقَى فى النار”: كما أن العادة هى حرق الأشجار غير المفيدة، كذلك هؤلاء المعلمون الكذبة، لا ينتظرهم إلا العذاب فى النار الأبدية.
فإن تمـادى هؤلاء الأشـرار فى تعاليمهم المضـلة، سـتكون نهايتهم الهـلاك، أى النار الأبدية. فينبغى التدقيق قبل أن نتبع أى إنسان، ونتأكد من سلوكه وفضائله، وأنه ابن الكنيسة وخاضع للآباء الروحيين.
كن مميزا لمن حولك مع احتفاظك بمحبتك لهم. لا تنساق وراء تعاليم غريبة عن روح الكنيسة، أو تحضر اجتماعات ليس لها الصفة الرسمية والتبعية الكنسية، أو تستضيف أناسا لا تعرفهم بدعوى أن يحدثوك عن الله. اثبت فى كنيستك وأسرارك المقدسة واجتماعاتك الروحية، فتنمو فى معرفة الله ومحبته.
(5) الأعمال الصالحة (ع 21-23):
21- “ليس كل من يقول لى: يا رب، يا رب، يدخل ملكوت السماوات، بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى السماوات. 22- كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم: يا رب، يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة. 23- فحينئذ أُصَرِّحُ لهم، إنى لم أعرفكم قط، اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم.”
“من يقول لى: يا رب، يا رب”: أى ينتمى إلى المسيح وينادى باسمه، ولكن لا يطبّق وصاياه، وتكرار كلمة “يا رب”، تعنى تأكيد ارتباطهم الظاهرى بالمسيح.
“يفعل إرادة أبى”: أى يطيع الله ويحفظ وصاياه، ويتبع تعاليم الكنيسة.
“ذلك اليوم”: هو يوم الدينونة الأخير.
“لم أعرفكم”: أى لم يعرفهم كبنين له، مرتبطين بالحقيقة به.
يُظهر المسيح نفسه كديّان عادل فى نهاية الأيام، يعرف أولاده الحقيقيين الخاضعين له، الذين يطيعون وصاياه. أما من ظنوا أن مواهب الله المعطاة لهم دليل على خلاصهم، فسيرفضهم الله ويلقيهم فى العذاب الأبدى، لأنهم لم يستخدموا مواهب الله مثل، التنبؤ أى التعليم الروحى، أو إخراج الشياطين، أو عمل المعجزات، ليتوبوا عن خطاياهم الشخصية ويلتصقوا بمحبة الله. فالموهبة ليست دليلا على خلاص الإنسان، بل ثمار الروح القدس، أى الفضائل.
كن أمينا فى استخدام عطايا الله لك، لتقودك للتوبة ومحبة الله وكل إنسان.
(6) البناء على الصخر (ع 24-27):
24- “فكل من يسمع أقوالى هذه ويعمل بها، أشبّهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. 25- فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الريـاح ووقعت على ذلك البيت، فلم يسـقط، لأنه كان مؤسسـا على الصخـر. 26- وكل من يسمع أقوالى هذه ولا يعمل بها، يشبّه برجل جاهل بنى بيته على الرمـل. 27- فنزل المطـر، وجـاءت الأنهـار، وهبت الريـاح وصـدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيما.”
ع24-25: يختتم المسيح عظته على الجبل بتأكيد أهمية العمل بوصاياه، وليس مجرد سماعها والإعجاب بها.
“عاقل”: أى يفحص حياته ويدقق فى تصرفاته.
فمن يعمل بالوصية، يشبّهه برجل أراد أن يبنى بيتا يسكن فيه، فحفر فى الأرض وعَمَّقَ الحفر حتى وصل إلى الصخر، فوضع أساس بيته عليه، ثم بناه وارتفع به فى الهواء، فعندما أمطرت السماء بسيول عنيفة، وهجمت السيول كأنهار وصدمت هذا البيت، وكانت تصحبها رياح عاصفة، لم تستطع أن تزعزعه، لأنه كان مؤسسا على الصخر.
“الصخر”: يشير إلى المسيح، إذ قال عن نفسه أنه هو حجر الزاوية (ص 21: 42)، وقال بولس الرسول أن المسيح هو الأساس الذى يُبْنَى عليه البيت الروحى (1كو 3: 11)، فيلزم وضع الأساس عليه، أى الإيمان به، لبناء حياتنا الروحية، ثابتين فى الكنيسة، جسده، ومتحدين به فى الأسرار المقدسة.
“المطر… الأنهار”: ترمز للشهوات المادية.
“الرياح”: ترمز للتجارب وحروب الشيطان.
إن قامت هذه علينا، فلن تستطيع أن تزعزع حياتنا، لأننا نطيع وصايا المسيح.
ع26-27: “جاهل”: لا يريد أن يفهم أو يتعب فى الاهتمام بخلاص نفسه. فالذى يكتفى بمعرفة المسيح، ولا يريد أن يتعب فى تنفيذ وصاياه، يشبه من لا يريد التعب فى الحفر العميق، أى رفض حمل الصليب، والتعمق فى معرفة الله وتنفيذ وصاياه، إذ أنه محب للمظاهر.
“الرمل”: يرمز لضعف الإيمـان، وكذلك كلام الهرطقـات المزيف، الذى يعـد الناس بالخلاص دون جهاد.
فإذ يرفضون التعب فى تنفيذ الوصية إذا قامت عليهم التجارب وحروب إبليس، يسقط كل بنائهم الروحى، ويبعدون عن الله، ويكون مصيرهم الهلاك الأبدى.
“عظيما”: أى انهيار كامل للإنسان، وهلاك أبدى.
التزم بتدريب روحى محدد كل يوم، ليتحول كلام الله الذى تقرأه إلى تنفيذ عملى فى حياتك.
(7) إعجاب الجموع (ع 28-29):
28- فلما أكمل يسوع هذه الأقوال، بهتت الجموع من تعليمه. 29- لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة.
“كمن له سلطان”: لأنه هو الذى خلق الإنسان ويفهم أعماقه، وهو واضع الشريعة، ويصاحب كلامه قوة روحه القدّوس.
كان تأثر الجموع بكلام المسيح فى هذه العظة شديدا، لأن كلام معلميهم من الكتبة والفرّيسيّين لم يكن بهذه القوة، أى قوة الروح القدس المؤثرة فى القلوب، إذ كان المسيح يتكلم بما هو مقتنع به ويحياه، فكان مؤثرا فى النفوس.
طبِّق ما تقوله فى حياتك قبل أن تُعَلِّم به غيرك، حتى يؤثر فيهم.