بشارة المعمدان وتعميد المسيح
(1) بداية خدمة المعمدان (ع1 – 6):
ذكرت أيضا فى (مت3: 1- 3؛ مر1: 2، 3)
1- وفى السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر، إذ كان بيلاطس البنطى واليا على اليهودية، وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس، وليسانيوس رئيس ربع على الأَبِلِيَّةِ، 2- فى أيام رئيس الكهنة حَنَّاَن وَقَيَافَا، كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا فى البرية. 3- فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن، يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا، 4- كما هو مكتوب فى سفر أقوال إشعياء النبى القائل: “صوتُ صارخٍ فى البرية: أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة. 5- كل واد يمتلئ، وكل جبل وأكمة ينخفض، وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة، 6- ويبصر كل بشر خلاص الله.”
ع1: يحدد القديس لوقا ميعاد بدء خدمة يوحنا المعمدان بالملوك والولادة التابعين للإمبراطورية الرومانية، وهو أيضا ميعاد بدء خدمة المسيح، لأن المعمدان سبقه بستة أشهر.
طيباريوس قيصر: الإمبراطور الرومانى فى ذلك الوقت.
بيلاطس البنطى: الذى حاكم المسيح وكان الوالى الرومانى على كل اليهودية.
اليهودية: الجزء الجنوبى من بلاد اليهود.
هيرودس: هو هيرودس أنتيباس ابن هيرودس الكبير، قاتل أطفال بيت لحم.
رئيس ربع: قسم الرومان المنطقة إلى أربعة ولايات.
الجليل: الجزء الشمالى من بلاد اليهود.
فيلبس: ابن هيرودس الكبير وزوج هيروديا.
اليهودية: هو هيرودس أنتيباس ابن هيرودس الكبير، قاتل أطفال بيت لحم.
إيطورية – ترافونيتس – الأبلية: أماكن مجاورة لليهودية والجليل.
ويذكر أيضا القديس لوقا كمؤرخ اثنين من الولاة على مناطق مجاورة، وهما فيلبس ابن هيرودس الكبير وليسانيوس. والميعاد كما أثبت الآباء هو 26م تقريبا، على أساس أن ميلااد المسيح كان عام 4ق.م تقريبا، ومن هذا يظهر دقته كمؤرخ.
ع2: كلمة الله على: أى عمل الروح فى يوحنا المعمدان ليبدأ خدمته، ويعلن كلام الله للجموع ويدعوهم للتوبة.
البرية: أى صحراء اليهودية.
كان رئيس الكهنة يظل طوال حياته بحسب شريعة اليهود، ولكن الرومان تدخلوا وعزلوا حنان وأتوا بقيافا زوج ابنته، وظل حنان له سلطانه، لذا ذكره لوقا.
ع3: معمودية التوبة: كانت معمودية يوحنا مقترنة بإعتراف الناس بخطاياهم، فكانت تمهيدا لسرى المعمودية والإعتراف.
تربى يوحنا فى البرية حوالى ثلاثين عاما برعاية الله، ثم بدأ خدمته فى البلاد المحيطة بالأردن، مناديا بالتوبة والرجوع لله، ومن يقبل كلامه يعمده فى نهر الأردن ليبدأ حياة جديدة مع الله. كان هذا تمهيدا لبشارة المسيح بالتوبة وتعميده بالروح القدس، فينال البشر الطبيعة الجديدة من المسيح الفادى وتغفر خطاياهم.
ويفهم من الآية أن يوحنا كان يتنقل بين البلاد الواقعة حول نهر الأردن، ولم يكن مستقرا فى مكان واحد.
إن التوبة وسر الإعتراف شرطان أساسيان لغفران خطاياك، فأسرع إلى أب إعترافك لتتحرر من سلطان الخطية وتبدأ حياة البر. كرر هذا بإصرار فى توبة يومية أمام الله وإعتراف كل شهر فى الكنيسة، فتتجدد حياتك دائما.
ع4: هكذا تتحقق نبوءة إشعياء (إش40: 3- 5) عن يوحنا المعمدان، الذى يسبق ويعد طريق المسيح ببشارته فى البرية ودعوته الجموع للتوبة والحياة المستقيمة، كما كان رسل الملوك يسبقونهم منادين الناس أن يبعدوا المعوقات الموجودة فى الطريق الذى يسلكه الملوك. والمقصود هنا التوبة عن الخطايا التى تعطل طريق الله داخل قلوب الناس.
ع5: كل بشر :نبوة عن قبول كل الأمم فى الإيمـان والخـلاص باســم السيد المسيح (إش40: 3 –5).
يتنبأ إشعياء عن الأمم المنحطين فى الخطية كالوديان، أنهم يمتلئون من الروح القدس بإيمانهم وروجوعهم لله. وعن اليهود المتشامخين بكبريائهم واعتزازهم بأصلهم وشريعتهم كالجبال والتلال المرتفعة، فإذ يقبلون للتوبة والإيمان بالمسيح المتضع يتضعون هم أيضا، وينصلح كل من كان معوجا أو وعرا (شعاب) فى حياة الخطية بقبوله خلاص المسيح.
(2) دعوة المعمدان (ع7 –9):
ذكرت أيضا فى (مت3: 7- 10).
7- وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه: “يا أولاد الأفاعى، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتى؟ 8- فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة، ولا تبتدئوا تقولون فى أنفسكم لنا إبراهيم أبا، لأنى أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم. 9- والآن، قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار.”
ع7: إذ نادى يوحنا بالتوبة والمعمودية لغفران الخطايا، خرجت إليه جموع اليهود الكثيرة ليعتمدوا منه حيث شعروا أنه نبى عظيم.
وأعطاه الله مهابة قوية فى قلوبهم، ولكن المعمدان لم ينشغل بكثرتهم لعلمه بعدم توبتهم من كل قلوبهم، وأنهم تمموا المعمودية لأنهم بنوا الأنبياء وأولاد الله، فاضطر أن يوبخهم ليتوبوا بالحقيقة، ووصفهم بأنهم أولاد الأفاعى لأن الأفعى تزحف على بطنها فى الأرض فهى ترمز للتعلق بالأرضيات، وكذلك هى سامة وتضر كل من حولها. وبعض الأنواع تأكل الأبناء بطن أمها فتموت لتخرج هى إلى الحياة، فهى ترمز للسلوك الأنانى والإساءة للآخرين حتى المقربين. وأنذهرهم بغضب الله الديان المقبل عليهم إن لم يتوبوا.
ع8: دعاهم نصنع الخير مع الجميع فهو الدليل على التوبة الحقيقية.
وفاجأهم بقوله أن لا يعتمدوا على شرف بنوتهم لإبراهيم، فهذا لن يوقف غضب الله عليهم، بل أكثر من هذا أعلن لهم أن الله قادر أن يقيم من الحجارة أولادا لإبراهيم.
والمقصود بالحجارة القلوب الحجرية التى فى ابناء الأمم لقسوة قلوبهم مثل الحجر، فهو قادر أن يصيرها قلوبا لحمية تؤمن به وتحبه. وهكذا يهلك اليهود لقسوة قلوبهم وعدم توبتهم، وتخلص الأمم لإيمانهم بالمسيح وسلوكهم فى البر.
لا تعتمد يا أخى على أن إسمك مسيحى، فهذا لن يحميك من غضب الله بل ينبغى ان تقدم دموع التوبة وتندم على خطاياك كل يوم، وتترك أعمالك الشريرة وتصنع الخير مع الجميع وتصير ابنا حقيقيا للمسيح، الذى أحب الكل وبذل نفسه عنهم.
ع9: زاد المعمدان تشددا، فأعلن قرب الساعة، إذ سيبدأ المسيح بشارته بعد قليل، فإن لم يتوبوا ويؤمنوا به فإن الفأس، أى كلمة الله التى مثل سيف ذو حدين، سيدين كل من لا يؤمن به.
ويُقصَد بأصل الشجر، الرؤساء والكهنة المعلمون الذين يدينهم كلام المسيح قبل باقى اليهود لعدم توبتهم، فلا ينتظرهم إلا النار الأبدية.
تذكر الموت والدينونة أمر ضرورى لحياتنا، حتى ننتبه من تكاسلنا وكبريائنا وتلذذنا بشهوات العالم الشريرة وتمادينا فى الخطية التى بررناها لكى لا نتوب.
(3) إجابة المعمدان على الأسئلة (ع10 – 14):
10- وسأله الجموع قائلين: “فماذا نفعل؟” 11- فأجاب وقال لهم: “من له ثوبان فليعط من ليس له، ومن له طعام فليفعل هكذا.” 12- وجاء عشارون أيضا ليعتمدوا، فقالوا له: “يا معلم، ماذا نفعل؟” 13- فقال لهم: “لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم.” 14- وسأله جنديون أيضا قائلين: “وماذا نفعل نحن؟” فقال لهم: “لا تظلموا أحدا، ولا تشوا بأحد، واكتفوا بعلائفكم.”
ع10-11: أثر كلام المعمدان فى قلوب سامعيه، فاستفسروا عن التطبيق العملى لكلامه، وسألته جموع اليهود الفقراء عن معنى التوبة وثمرها، فحدثهم عن الحب والعطاء. فمن له ثوبان (أى فقير لا يملك إلا ثوبين) فليعط أحدهما للعريان .والثوب هو ما يلبس داخليا تحت الملابس الخارجية أى أقل شئ يحتاجه الإنسان. وكذلك من له طعام ولو قليل، فليعط جزءً منه للجوعان.
وهكذا نجد أنفسنا ننتقل من العهد القديم إلى الجديد فى كلام يوحنا، الذى يمهد لمحبة المسيح الباذلة، وحياة الشركة فى الكنيسة، وأن العطاء مطلوب ليس فقط من الأغنياء بل أيضا الفقراء.
ع12-13: العشارون: هم مجموعة من اليهود الفلاحين ولكن أكثر غنى من العاديين، يتقدمون بدفع الضرائب الرومانية عن منطقة يهودية محددة، ثم يستوفونها من الأفراد بمساعدة الجنود الرومانيين، ومن دفع أكثر للدولة الرومانية يُختار لجمع الضرائب، فكانوا يزيدون على الضرائب المطلوبة فصاروا أغنياء، ولكنهم كانوا مثالا لمحبة المال واستغلال الضعفاء مهما كانوا محتاجين.
لم يطلب منهم يوحنا ان يتركوا أعمالهم ولكن أعلن لهم أهمية العدل وترك محبة المال، أى يجمعوا فقط ما دفعوه او أزيد قليلا بما يعولهم.
ع14: كان ممن خرجوا إلى المعمدان بعض الجنود وهؤلاء إذ كان لهم سلطان على الكل، استغلوه فى ظلم الآخرين، وابتزاز أموالهم، ومن لا يطيعهم يلفقون له التهم ويشكونه للسلطة الرومانية، فسقطوا هم ايضا فى استغلال عملهم لجمع الأموال. فطلب منهم يوحنا ان يكتفوا بأجورهم (علائفهم).
هل تشعر بمن هم حولك فتسرع لمساعدتهم حتى لو كان لك قليل من المال أو الجهد؟ هل تستغل عملك ومركزك وعلاقاتك لمصلحتك أم لمحبة الآخرين ومساعدتهم؟ تذكر أن المسيح استغل مكانته كإله لعيطيك حبه كاملاً على الصليب، وأنت ماذا أعطيته؟
(4) شهادة المعمدان عن المسيح (ع15 – 18):
ذكرت أيضا فى (مت 3: 11، 12؛ مر1: 7، 8).
15- وإذ كان الشعب ينتظر، والجميع يفكرون فى قلوبهم عـن يوحنـا، لعلـه المسـيح. 16- أجاب يوحنا الجميع قائلا: “أنا أعمدكم بماء. ولكن، يأتى من هو أقوى منى، الذى لست أهلا أن أحل سيور حذائه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. 17- الذى رفشه فى يده، وسينقى بيدره، ويجمع القمح إلى مخزنه؛ وأما التبن، فيحرقه بنار لا تُطفأ.” 18- وبأشياء أخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم.
ع15: مر أكثر من 400 عام لم يظهر خلالها نبى فى إسرائيل، وكان من المعتقد عندهم أن النبى الآتى سيكون هو المسيا، لذلك عندما ظهر يوحنا ينادى لهم مثل الأنبياء بالتوبة ليخلصوا من العقاب الإلهى، بالإضافة إلى زهده فى الماديات وجرأته فى الكلام، ظنوا أنه المسيح.
ع16: يظهر اتضاع المعمدان، فيعلن نفسه خادما يعد الطريق للمسيح، ومعموديته التى بالماء هى رمز للتطهير من الخطية الذى سيتم فى معمودية المسيح بالروح القدس، ويقترن هذا بالنار لأن الروح القدس يحرق الخطية كالنار. وهنا إعلان بالنبوة عن الروح القدس الذى سيعمل يوم الخمسين على أيدى التلاميذ ثم خلفائهم الأساقفة والكهنة فى تعميد المؤمنين، ويعلن عدم استحقاقه أن ينحنى ويحل سيور حذاء المسيح، فهذا شرف أعظم من أن يناله.
ويثبت القديس كيرلس الكبير لاهوت المسيح من هذه الآية، لأن المسيح يعطى هنا الروح القدس أى روحه، فهو إذا الله ولا يمكن أن يلبس الحذاء إلا من له جسد، فهو المسيح المتجسد والإله المتأنس، فهذا إثبات أيضا لتجسده.
أما القديس غريغوريوس الكبير فيقول: أن الحذاء إذ يشير إلى ناسوت المسيح، فيعلن يوحنا أنه غير قادر على حل سيوره، أى كشف أسرار التجسد الإلهى، فكم هو عجيب تنازل الله ليتجسد من أجلنا!.
لا تنسب المجد لنفسك يا أخى بل لله بالشكر، وخاصة عندما يمدحك الناس.
ع17: يتكلم يوحنا عن المسيح الديان، ويشبه يوم الدينونة بيوم تذرية القمح، أى فصل حباته عن الغلاف المحيط بها الذى يسمى بالتبن وذلك فى ساحة واسعة تسمى بالبيدر (الجرن)، والرفش أى المذراة هى عصا خشبية لها عدة أصابع فى نهايتها مثل الشوكة، ترفع حبات القمح فى الهواء، وبفعل الهواء أو الرياح تطير القشرة الخفيفة المحيطة بالحبة بعيدا،ً أما الحبة فتسقط فى مكانها لأنها أثقل وهكذا تفصل الحبوب عن التبن، ثم يجمع القمح الذى هو المؤمنين الممتلئين بنعمة الله إلى مخزنه أى فردوس النعيم، إذ أًختِبروا بالريح الذى يشير للتجارب فظهرت قوتهم وثباتهم، أما القشور الفارغة التى ليس فيها حبوب، فتشير للناس الفارغين من نعمة الله والإيمان، فتكشفهم التجارب أنهم مجرد تبن يُحرق بالنار أى العذاب الأبدى.
والمسك بالرفش أى المذراة هو المسيح الديان، الذى يكافئ أولاده بالنعيم أما الأشرار فيلقيهم فى النار الأبدية.
لا تهمل دعوة المسيح لك بالتوبة، تمتع بأسراره المقدسة، واثبت فى كنيسته، فلا تضطرب من رياح التجارب، وبهذا تضمن أبديتك السعيدة.
ع18: الهدف الأصلى لبشارة يوحنا كانت دعوتهم للتوبة، تمهيداً لبشارة المسيح وإعلانه عظمة خلاصه الذى يقدمه للبشرية.
يضاف إلى هذا تعاليم كثيرة وتبشير، أى تعزيات شجع بها يوحنا نفوس سامعيه لا يتسع الكتاب المقدس لكتابتها.
(5) سجن المعمدان (ع19-20):
19- أما هيرودس رئيس الربع، فإذ توبخ منه لسبب هيروديا امرأة فيلبس أخيه، ولسبب جميع الشرور التى كان هيرودس يفعلها، 20- زاد هذا أيضا على الجميع، أنه حبس يوحنا فى السجن.
ع19: لم تقف خدمة المعمدان على عامة الشعب، بل امتدت إلى كل الطبقات، حتى إلى الملك هيرودس نفسه، وهو المسمى هيرودس أنتيباس، الذى تميز بكثرة الشرور والخبث وخاصة فى اغتصابه هيروديا زوجة أخيه فيلبس لتصير له زوجة فى حياة أخيه.
ع20: لم يحتمل هيرودس توبيخات يوحنا الجرئ وأراد إسكات هذا الصوت، فحبسه فى السجن، وبعد ذلك قتله، ولكن ظل الصوت يصرخ موبخاً لضميره حتى أنه عندما انتشرت بشارة المسيح، قال أنه المعمدان الذى قتله قد قام ثانية.
خى
وقد سجن هيرودس يوحنا بعد أن عمد المسيح، ولكن القديس لوقا يذكر السجن هنا لأنه مرتبط بتوبيخ يوحنا له.
زاد هذا على الجميع: أضاف فوق جميع شروره التى اشتهر بها، أنه سجن النبى العظيم المحبوب من الشعب وهو يوحنا المعمدان.
لا ترفض صوت الله الذى يوبخك على خطاياك بلسان المحيطين بك، فحتى لو أسكتهم بغضبك وسلطانك، يظل ضميرك يوبخك، وإن أسكته، فالدينونة تنتظرك…. أنها الآن فرصة للتوبة، فتستعيد سلامك ونقاوتك بإتضاعك.
(6) معمودية المسيح (ع21 – 22):
ذكرت أيضا فى (مت3: 16، 17؛ مر1، 9، 10).
21- ولما اعتمد جميع الشعب، اعتمد يسوع أيضا، وإذ كان يصَلّى انفتحت السماء، 22- ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائلا: “أنت ابنى الحبيب بك سررت.”
ع 21: معمودية يوحنا أظهرت حاجة البشرية للتوبة والخلاص، وأتى المسيح ممثل البشرية ليعتمد مع أنه بلا خطية، لكن ليحمل خطايانا ويتمم كل بر عنا، ويكون مثالا لنا فى الإقبال إلى المعمودية ولكن التى بالروح القدس فى العهد الجديد، ويصلى ليكون مثالا لنا فى الصلاة أيضا، فتنفتح لنا السماء ويكون لنا علاقة مع الله.
ع22: يظهر هنا بوضوح الثالوث الأقدس، الابن فى الماء، والروح القدس الموجود منذ الأزل فى الإبن يظهر بشكل جسمى وهو حمامة، وصوت الآب من السماء يعلن أن الذى فى الماء هو الإبن الحقيقى وحده وفيه كمال السرور، ولذا تسمى الكنيسة عيد الغطاس بعيد الظهور الإلهى.
إن كان المسيح قد تمم كل بر عنا، فليتنا نكمل نقائص الآخرين ونستر على عيوبهم ونعمل ما ينبغى أن يعملوه من أجل الله ومحبة فيهم، فنكون ابناء الله بالحقيقة ونستحق المدح السمائى والبركات الإلهية.
(7) نسب المسيح (ع23 – 38):
23- وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِى. 24- بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِى بْنِ مَلْكِى بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ 25- بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ عَامُوصَ بْنِ نَاحُومَ بْنِ حَسْلِى بْنِ نَجَّاى 26- بْنِ مَآثَ بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ شِمْعِى بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَهُوذَا 27- بْنِ يُوحَنَّا بْنِ رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِى 28- بْنِ مَلْكِى بْنِ أَدِّى بْنِ قُصَمَ بْنِ أَلْمُودَامَ بْنِ عِيرِ 29- بْنِ يُوسِى بْنِ أَلِيعَازَرَ بْنِ يُورِيمَ بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِى 30- بْنِ شِمْعُونَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ 31- بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ 32- بْنِ يَسـَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْـمُونَ بْنِ نَحـْشُونَ 33- بْنِ عَمِّينَادَابَ بْنِ آرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا 34- بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ بْنِ نَاحُورَ 35- بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ 36- بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ 37- بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ 38- بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ.
عندما بلغ المسيح يسوع سن الثلاثين، تعمد من يوحنا ومُسحَ بالروح القدس الذى ظهر بشكل حمامة فى عماده ليبدأ خدمته.
وهنا يذكر لوقا الإنجيلى نسبه ليعرفنا به قبل خدمته. وكان سن الثلاثين هو ميعاد بدء الخدمة الكهنوتية عند اليهود (عد4: 3).
يقول الإنجيلى عن يسوع على ما يظن انه ابن يوسف، فقد كان اليهود يعتبروا يوسف أباً له مع أنه لم يلده جسدياً.
توجد بعض الاختلافات بين نسب المسيح المذكور فى إنجيل لوقا وإنجيل متى أهمها:-
- يرجع متى نسب المسيح إلى داود وإبراهيم تحقيقا لوعد الله إلى نبى إسرائيل لأنه يكلم اليهود، أما لوقا فيرجعه إلى آدم الذى هو أب البشرية كلها، لأن لوقا كتب إنجيله إلى الأمم.
- نسب متى ينحدر من إبراهيم إلى يسوع لأنه نزل ليفدى البشرية الساقطة فى الخطية. أما لوقا فيصعد من يسوع إلى الله ليرفع البشرية إلى مكانها الأول.
- يذكر متى النسب الحقيقى أى الأب الجسدى المباشر لكل ابن، أما لوقا فيذكر النسب الشرعى وهو ليس الأب الجسدى أحيانا، لأن شريعة اليهود تقضى إن مات أحد دون أن ينجب يتزوج أخوه إمرأته، ويُنسب النسل للميت.
- يذكر متى نساء خاطئات فى نسب المسيح ليظهر المسيح الآتى لفداء البشر من الخطية، أما لوقا فيكرم البشرية برفع المسيح ابن الإنسان إلى الله ليرفع البشرية فيه.
- يختصر متى أسماء كثيرة، لذا فعدد الاسماء المكتوبة فى لوقا أكبر، ولكن جداول أنساب متى أو لوقا من الجداول المعتمدة عند اليهود بدليل عدم إعتراض اليهود عليها عندما كتبت فى الإنجيل.
إن كان المسيح قد أتى ليرفعنا يا أخى إلى مستوى البنوة لله فإطمئن وإفرح، وإبعد عن كل خطية لا تليق ببنوتك العظيمة.