الســلـوك المسـيحـى
(1) المحبة ورفض الزنا والطمع (ع1-5):
1فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، 2وَاسْلُكُوا فِى الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً.
3وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ، فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، 4وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِى لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِىِّ الشُّكْرُ. 5فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا: أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِى هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ، لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِى مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ.
ع1: يطلب الرسول من أهل أفسس التمثل بالله فى محبته لنا لأننا أولاده الذين نحبه.
ع2: لا تكن لنا مشاعر المحبة فقط بل لتتحول إلى سلوك عملى فى محبتنا بعضنا لبعض، فتكون محبتنا باذلة كما بذل المسيح نفسه لأجلنا طاعة لله الآب. فنحن من أجل محبتنا لله نضحى بحياتنا فى خدمة الآخرين معتبرين حياتنا أقل شئ نقدمه لله كذبيحة حب من أجل محبته الفائقة لنا، فتصعد حياتنا كرائحة طيبة أمامه ويفرح بها.
ع3: كل نجاسة : كل أنواع الزنا والشذوذ.
الطمع : محبة المال والإقتناء.
لا يسمى : لا تذكر أسماءها ولا يتصف بها أحد المؤمنين.
ينهى الرسول عن الزنا بكل أنواعه، وكذلك محبة المال والطمع فى ماديات العالم، فلا يريد التحدث عنها بين المؤمنين القديسين أى المخصصين لله ولا يُدعَى أحد بهذه الخطايا الشريرة.
ع4: القباحة : كلام السخرية عن الأمور الجنسية.
السفاهة والهزل : التنفيس عن التذمر بكلمات السخرية والتفاهات.
اشتهر أهل أفسس بالمزاح الذى يشمل الكلام النجس والهزل الغير مفيد تنفيسًا عن أى ضيق يعانونه، فينبههم الرسول لترك ما اشتهروا به، بل ويدعوهم إلى شكر الله على عطاياه التى تغمرهم.
ع5: عابد للأوثان : الزانى يجعل الشهوة إلهه والطماع يجعل المال إله فيُعتَبرَان عابدًا أوثان.
يحذرنا الرسول من الشهوات الردية ومحبة المال التى نهايتها العذاب الأبدى، حتى نتوب عنها ونتركها.
? إن هدفك هو محبة الله والتى تظهر فى محبة لكل من حولك، وبهذا تترك محبة الخطية وشهوات هذا العالم الزائل. فعلى قدر ما تقدم خدمة لمن حولك تنقذ نفسك وتبعدها عن الخطية، إذ تحل المحبة للآخرين مكان الأنانية وإشباع النفس بلذات الخطية.
(2) أبناء الظلمة وأبناء النور (ع6-14):
6لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِلٍ، لأَنَّهُ، بِسَبَبِ هَذِهِ الأُمُورِ، يَأْتِى غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. 7فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. 8لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِى الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. 9لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِى كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ. 10مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِىٌّ عِنْدَ الرَّبِّ. 11وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِى أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ، بَلْ بِالْحَرِىِّ وَبِّخُوهَا. 12لأَنَّ الأُمُورَ الْحَادِثَةَ مِنْهُمْ سِرًّا، ذِكْرُهَا أَيْضًا قَبِيحٌ. 13وَلَكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ. 14لِذَلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ، وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَيُضِىءَ لَكَ الْمَسِيحُ.
ع6، 7: يحذر الرسول المؤمنين مما يروجه الوثنيون من أفكار تطابق النظرة الوثنية فى الأخلاق والسلوك، وهى أن الزنا والنجاسة من الأمور الطبيعية ولا تدنس النفس، وأما الطمع فيعتبرونه حكمة وليس حب تملك. ويؤكد الرسول تحذيره من الإنخداع بتلك الإدعاءات لأن غضب الله يقع على من يرتكبون هذه الأمور، لأنهم متمردون على الله ويعصون وصاياه، فينهاهم عن أن يشتركوا فى خطاياهم ويعرضوا أنفسهم للعقاب الإلهى.
ع8: الظلمة كناية عن الجهل والشقاء، وهى الحالة التى كان عليها المؤمنون قبل إيمانهم وقبولهم المسيح فاديًا ومخلصًا، فأصبحوا بعد إيمانهم مستنيرين ومصدر بركة ونور لغيرهم. فالمسيح هو شمس البر وتلاميذه يعكسون نوره على الآخرين حينما يسلكون كما يليق بأبناء الله.
ع9: صلاح : أعمال الخير.
بـر : النقاوة والعدل.
الحق : الصدق والاستقامة.
إن قصد الله من جهتنا هو أن تظهر فينا نفس صفاته السامية، فالطبيعة الجديدة التى منحنا إياها تميل إلى عمل الخير وكل ما هو مستقيم.
ع10: إن أبناء العالم يبحثون عما هو مرضى لأنفسهم، أما أبناء النور فيجعلون مشيئة الله هى هدف كل عمل يقومون به أو يمتنعون عنه.
? ليتنا نتعود أن نسأل أنفسنا قبل كل عمل هل عملى هذا يؤول لمجد الرب ؟ وهل هو ما يريده المسيح منى ؟ … إذا قلت هذا القول أو عملت هذا العمل، هل أكون بذلك محققاً لإرادة سيدى ومخلصى ؟
ع11: أعمال الظلمة هى التى يقوم بها الإنسان غير المؤمن لفساد قلبه وضميره وهى غير مثمرة لعدم نفعها، بل هى مضرة للنفوس وتعرضها للهلاك الأبدى. فيجب على أبناء النور عدم الإشتراك فيها، بل وأكثر من ذلك يظهروا بكلامهم عدم رضاهم عنها، فيعلم الجميع مدى دنسها وفظاعتها.
ع12: مرتكبو الأعمال الشريرة يخافون من النور فيعملونها فى الخفاء، وهى أمور قبيحة جدًا، حتى أن مجرد ذكرها يعتبر أيضًا قبيحًا. فيجب علينا أن نمتنع عن ذكرها.
ع13: الكل : كل الخطايا التى تُفعَل سرًا.
كل ما أظهر فهو نور : كل خطية نفضحها نتخلص منها فتستنير حياتنا.
يظهر الرسول قوة الحق الإلهى فى المؤمنين لأنهم يوبخون الشرور التى يفعلها الوثنيون فيعلنون الحق، لأن الشيطان يجد فرصته بتمادى البشر فى شرهم عندما يخفون خطاياهم. ولكن إذا واجه الإنسان نفسه خاصة أمام أناس روحيين يظهر جرم الخطية فيتوب عنها ويستنير بنور الله.
من هنا يظهر أهمية سر الإعتراف عندما يفضح الإنسان خطاياه أمام أبيه الروحى، فيتخلص منها ويبدأ الجهاد ضدها خاصة عندما يتقوى بالتناول من الأسرار المقدسة.
ع14: اقتبس الرسول بولس هذه الآية من (إش 60: 1)، والاقتباس هنا بالمعنى وليس باللفظ. والنداء للإستيقاظ من نوم الغفلة ومن موت الخطية، فهى دعوة للتوبة واليقظة الروحية، وحينما يقوم الإنسان من الموت الروحى بقوة المسيح المحيية، فإن المسيح ينير له الطريق فيعيش بعد ذلك ويسلك فى النور ولا يعود يمشى فى الظلمة.
(3) السلوك بتدقيق (ع15-21):
15فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، 16مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. 17مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ، بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِىَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. 18وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِى فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، 19مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِىَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِى قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. 20شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فِى اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ. 21خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِى خَوْفِ اللهِ.
ع15: السلوك بتدقيق معناه السلوك بحرص ويقظة روحية، منتبهين إلى ما قد يضعه الشيطان من فخاخ فى طريقنا ليسقطنا فيها. فيجب أن نعرف كيف نخطوا كل خطوة، فالحكيم لا يخدع أما الجاهل فيسير فى هذا العالم بدون تقدير لعواقب الأمور.
ع16: مفتدين الوقت : تعنى الإستفادة من الوقت المتاح لنا فى هذه الحياة، فلا نضيعه لحساب العالم بل نستخدمه فى عمل الخير.
الأيام شريرة : المقصود بها كثرة التجارب والأخطار التى تحيط بالإنسان خلال حياته الزمنية، لذلك علينا أن ننتهز كل فرصة متاحة لنكنز لنا الكنوز فى ملكوت السموات بالعبادة المقدسة وعمل الخير.
يدعونا الرسول لاستغلال كل فرصة للحياة مع الله من أجل كثرة حروب إبليس التى تحاول تعطيلنا عنها.
? إن الباب مفتوح أمامنا اليوم لخدمة الرب والعمل للحياة الباقية قبل أن يغلق الباب فنكون كالعذارى الجاهلات حينما أغلق الباب أمامهم. فليتنا نضع خطة فى بداية كل يوم حتى نستغل وقتنا بطريقة أفضل وكذلك نحاسب أنفسنا فى نهاية كل يوم لنتوب عن خطايانا ونحترس من السقوط فيها فى الأيام التالية.
ع17: لا تتصرفوا بحماقة وبدون حكمة، بل يلزم أن تكونوا مدركين مشيئة الرب لأبنائه وهى أن تسلكوا بالقداسة كما يقول الرسول نفسه فى (1تس4: 3)”هذه هى إرادة الله قداستكم”.
ع18: يحذر الرسول من السكر بالخمر لأن روح السكر تهيمن على أفعال السكير وعلى أقواله التى تتسم حينئذ بالفجور والعربدة، الأمور التى لا تليق بأبناء النور الذين يجب أن يسيطر على سلوكهم روح الحق أى روح الله الذى ينتج كل أثمار الحياة المسيحية التقية.
ع19: الممتلئون بالروح القدس يلذ لهم الحديث عن الله الذى يسر بخاصته فيكلمون بعضهم بعضًا عن محبته ونعمته. والصلاة والتسبيح بكلام الله فى المزامير والتراتيل بأناشيد روحية يساعد أيضًا على الإمتلاء بالروح، على أن يكون كل ذلك من القلب وليس بمجرد الشفاه.
ع20: اسم ربنا يسوع المسيح : باسم المسيح ننال الخلاص وكل البركات الروحية كما نختم الصلاة الربانية بكلمات “بالمسيح يسوع ربنا”.
شكرنا لله يكون دائمًا على المراحم الجسدية والروحية التى أنعم بها علينا فى حياتنا الماضية وحتى الآن. والشكر يكون على كل شئ حتى ما قد يبدو لنا مؤلماً، لأننا نعلم أن كل الأشياء فى النهاية تعمل معاً للخير، فنشكر الله على كل عطاياه التى نلناها وننالها بالمسيح الفادى.
ع21: الشكر يشعرنا بأن ما نتمتع به هو من الله، فنتضع أمامه ويقودنا هذا للإتضاع أمام بعضنا البعض لنتعلم فضائل الآخرين، ويكون الله أمامنا فنخافه ولا نتكبر ونرفض كل شر، ويدفعنا هذا إلى اتضاع أكبر بعضنا لبعض، فنحتملهم ونقدمهم فى الكرامة عنا ونتعلم منهم كل ما هو صالح.
(4) الـــزواج (ع22-33):
22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِى كُلِّ شَىْءٍ. 25أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، 26لِكَىْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، 27لِكَىْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَىْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. 28كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. 29فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. 30لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. 31مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 32هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنَّنِى أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ. 33وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هَكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا.
ع22: بعدما دعا الرسول كل المؤمنين أن يتضعوا ويخضعوا بعضهم لبعض سواء الرجال أو النساء، لأن الاتضاع هو صفة جميع المؤمنين ودليل محبتهم لبعض، يخصص هنا كلامه ويدعو النساء أن يخضعن لرجالهن، لأن شخصية الرجل، كما خلقه الله، تميل للقيادة وتحمل المسئولية والبذل لمن هو مسئول عنه، ولكى ما تتم هذه القيادة يستلزم من الزوجة أن تخضع له لأن الأسرة تحتاج لقائد واحد ولا يمكن أن يكونا اثنين وإلا يحدث تعارض ولا يمكن إتمام القيادة. ولأن الرجل المسيحى يقود أسرته بخوف الله، فخضوع الزوجة له هو خضوع لله. وهذا الخضوع ليس معناه عدم إبداء رأيها أو مشاركتها فى أخذ القرار، وليس معناه أيضاً تحكم وسيطرة من الرجل بل هو تنظيم للعمل وأخذ القرارات داخل الأسرة، وهو يناسب نفسية المرأة التى تود أن يكون لها رجل قوى يقود الأسرة وتستند عليه.
ع23: الزواج المسيحى هو صورة للعلاقة المجيدة التى بين المسيح وكنيسته. فكما أن المسيح هو رأس الكنيسة التى هى جسده، كذلك الزوج المسيحى هو رأس المرأة. وكما اهتم المسيح بخلاص وسلام الكنيسة، كذلك على الزوج أن يهتم بسلامة زوجته وإسعادها، فلهذا أعطيت له هذه المكانة وليس للسيطرة عليها والعنف فى معاملتها.
ع24: فعلى مثال وبمقدار خضوع الكنيسة للمسيح يكون مقدار الخضوع الواجب على المرأة للرجل.
فى كل شئ : أى أنه لا يجوز للمرأة أن تخضع فى بعض الأشياء ولا تفعل ذلك فى بعضها الآخر. على أن تكون هذه الطاعة فى الرب، أى لا تخالف وصايا الله طاعة لأمر زوجها.
ع25: يقدم الرسول محبة المسيح للكنيسة كمثال يطلب من الرجال أن يتمثلوا به فى محبتهم لزوجاتهم. فالمسيح أحب الكنيسة لدرجة بذله لنفسه من أجلها، هكذا ينبغى أن يحب الرجل امرأته بهذا الحب المعطاء.
ع26: الهدف الذى من أجله أحبَّ المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها هو أن يقدسها ويكرسها ويخصصها لنفسه، وذلك بتطهيرها من خطايا كل من ينضم لعضويتها بغسل الماء أى بالتغطيس فى ماء المعمودية، وأيضاً بالكلمة أى بالإيمان بالمسيح.
ع27: دنس : نجاسة.
غضن : فساد أو تغير الشئ فلا يصبح جيدًا (كرمشة الثوب).
بفداء المسيح أعطى الخلاص لكنيسته بتجديد طبيعتها من خلال المعمودية، فاستعادت بهذا مجدها الأول فى جنة عدن وتخلصت من شرورها وكل ما يفسد طبيعتها، بل صارت مقدسة ومخصصة للحياة معه. هكذا الزوج بمحبته وبذله يبعد عن زوجته كل اضطراب وشر ويعيشا فى محبة واحدة مع الله.
ع28، 29: كما أن المسيح رأس الكنيسة فقد بذل نفسه من أجل الكنيسة جسده، كذلك الرجال فليعتبروا نساءهم أجسادهم أى جزء منهم، فيحبونهم ويبذلون كل شئ من أجلهم. وبمحبتهم لنسائهم يحبون أنفسهم لأن الإثنين صارا واحداً. وكما أنه لا يتضايق أحد من جسده مهما كانت فيه أمراض أو أوجاع بل يعتنى به ويهتم باحتياجاته، كذلك يجب على الرجل أن يحب امرأته مهما كان فيها من أخطاء أو نقائص بل ويهتم باستكمالها ورعايتها كما يفعل المسيح مع كنيسته.
ع30: كما يقوت المسيح كنيسته ويربيها لأنها جسده غير المنظور، فالنسبة بين المسيح وكنيسته كالعلاقة بين آدم وحواء فحواء أخذت من جسم آدم فهى من لحمه وعظمه، كذلك المرأة هى جسد الرجل فيهتم به ويرعاه.
ع31: هذه الآية اقتبسها الرسول من سفر التكوين (تك2: 24). فالعلاقة المقدسة بين الرجل وامرأته هى أقرب من أية علاقة أخرى، والأساس الذى ينبغى أن يبنى عليه كل واحد من المؤمنين علاقته بشريك حياته هو الإتحاد الدائم بين المسيح والكنيسة.
ع32: السر : ما لا يصل العقل إلى إدراكه.
المقصود بالسر هنا الاتحاد بين الزوجين وهو على مثال الإتحاد بين المسيح والكنيسة، فهو ليس فقط سر من أسرار الكنيسة السبعة ولكنه أيضًا اتحاد عميق مثل اتحاد المسيح بالكنيسة.
ع33: يلخص الرسول علاقة الزوجين بعضهما مع بعض بأن يحب الرجل امرأته كنفسه، وهذا هو المطلب الأول لجميع النساء أن يكن محبوبات ويسمعن تعبيرات الحب دائماً من أزواجهن. أما مسئولية المرأة فهى احترام وتقدير زوجها، وهذا هو المطلب الأول لجميع الرجال.
? ليت كل زوج ينظر إلى امرأته على أنها كنيسته فيحبها ويبذل حياته لأجلها كما فعل المسيح. أما المرأة فتنظر إلى رجلها على أنه مسيحها فتحبه وتخضع له وتطيعه كما تطيع الكنيسة وصايا المسيح.