المسيح حجر الزاوية وسمات أولاده
(1) المسيح حجر الزاوية (ع 1-10): 1فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، 2وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِىَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَىْ تَنْمُوا بِهِ، 3إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. 4الَّذِى، إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَرًا حَيًّا مَرْفُوضًا مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ، 5كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. 6لِذَلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِى الْكِتَابِ: «هَئَنَذَا أَضَعُ فِى صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِى يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى.» 7فَلَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تُؤْمِنُونَ الْكَرَامَةُ، وَأَمَّا لِلَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ، فَالْحَجَرُ الَّذِى رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ، 8وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ. الَّذِينَ يَعْثُرُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْكَلِمَةِ، الأَمْرُ الَّذِى جُعِلُوا لَهُ. 9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِىٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَىْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِى دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. 10الَّذِينَ قَبْلاً لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ.
ع1: بالمعمودية نصير أولاد الله، وفى حياتنا الجديدة ينبغى أن نتخلَّص بالتوبة من كل الخطايا ومنها :
الخبث : عدم الإخلاص.
المكر : الخداع.
الرياء : إظهار غير ما هو باطن.
الحسد : تمنى الفشل للآخرين.
المذمة : الغضب مع الشتيمة.
ع2: اللبن العقلى : الغذاء الروحى ويشمل التناول وكلمة الله وكل الممارسات الروحية.
يشبِّه المؤمنين المولودين ولادة ثانية من المعمودية بأطفال يشتهون شرب اللبن النقى غير المغشوش من أمهم الكنيسة، أى يهتموا أن يتغذوا بالأسرار المقدسة والكتاب المقدس والعظات والصلاة وكل الأمور الروحية، وذلك ليستمروا فى نموهم الروحى.
ع3، 4: إن كنتم : بما أنكم، “إن” هنا تفيد التأكيد لا الشك.
لأنكم ذقتم لبن الكنيسة الأم واختبرتم حلاوة العشرة مع الرب الصالح الحنون الذى تقتربون إليه بالصلوات والعبادة والتناول من الأسرار المقدسة، ستعاينونه حجرًا حيًا ترتكز عليه حياتكم كلها. فتشبيه المسيح بالحجر لتأكيد أنه أساس البناء الروحى لأى مؤمن به وهو حجر حى لأنه هو الله الحى ومعطى الحياة للمؤمنين به.
وقد رفض رؤساء كهنة اليهود المسيح وقتلوه معتمدين على عظمة هيكلهم وعبادتهم والتى كلها ترمز إليه. ولكن المسيح هو الابن الوحيد المختار من الله لفداء البشرية وهو أكرم وأعظم إنسان، فهو مثال الإنسان الكامل الذى ينبغى أن نقتدى به.
وقد رمز الكتاب المقدس للمسيح بالحجر فى الصخرة التى أعطت ماءً فى البرية لبنى إسرائيل (خر17: 6)، والحجر الذى قُطِعَ بغير يد إنسان كما قال دانيال النبى (دا 2: 45) ، وبحجر المعونة الذى أقامه صموئيل (1صم7 : 12).
? لا تنزعج إن رفض الناس كلامك واتَّهموك بغير ما فيك ما دمت متمسكًا بوصايا الله. أطلب معونته واثبت فى إيمانك بوداعة ولطف وثق أن الله سيُظْهر فى النهاية برَّك.
ع5: إن كان المسيح قد شُبِّه بالحجر الحى الذى نأتى إليه بالإيمان والعبادة المقدسة، فالرسول يطلب منهم أن يكونوا :
حجارة حية : أى ثابتين وراسخين فى الإيمان به فنحيا بحياته.
بيتا روحيًا : نصير كلنا أعضاءً فى جسد واحد هو الكنيسة وتشمل القديسين فى السماء وهم الكنيسة المنتصرة والمؤمنين المجاهدين على الأرض وهم الكنيسة المجاهدة، الكل بيت واحد. وتصير حياة كل مؤمن بيتًا روحيًا لله يسكن ويعمل فيه بروحه القدوس لتقديم عبادة وأعمال صالحة.
كهنوتًا مقدسًا : كل مؤمن يقدم جسده وحياته ذبيحة حب لله بالصلوات والتسبيح وأعمال الخير، وهذا هو الكهنوت العام. وكذلك يقود الكهنة الكنيسة فى تقديم الأسرار المقدسة أمام الله وهذا هو الكهنوت الخاص.
ذبائح روحية : مثل الإتضاع والتوبة عن الخطايا ورفض الأنانية، والجهاد فى العبادة والتعب فى الخدمة والشكر كل حين.
بيسوع المسيح : كل جهاد الحياة مستند على الخلاص الذى يهبه لنا المسيح الفادى.
ع6: أعلن الله فى العهد القديم على فم أنبيائه (إش 28: 16) أنه يخرج من اليهود المسيح مخلص العالم الذى يشبهه بحجر الزاوية أى الذى يربط الحائطين المتعامدين، فهو أساس البناء وهو مختار من الله لفداء البشرية وكريم لأنه الابن الوحيد الجنس ومن يؤمن به يخلص، وإذ يحيا حياته كلها فيه ينتصر على إبليس ولا يخزى فى الأبدية بل يتمتع بالملكوت.
ع7: كل من يؤمن بالمسيح ويحيا بالإيمان حتى نهاية حياته، ينال كرامة لا يُعَبَّر عنها ومجدًا فى السماء. وأما الذين يرفضون الإيمان بالمسيح فسيكتشفون فى اليوم الأخير أنه هو أساس الخلاص وكل الذين رفضوه ينتظرهم العذاب الأبدى، وقد قال المسيح ذلك عن نفسه فى (لو20: 17).
ع8: حجر صدمة وصخرة عثرة : تنبأ إشعياء بهذا عن المسيح (إش8: 14)، فيكون صدمة للشهوانيين إذ يحرمهم من لذاتهم الشريرة، وعثرة للمتكبرين من اليهود الذين تمنوه ملكًا أرضيًا يخلصهم من الرومان، وكذلك للمتكبرين فى العالم مثل اليونانيين الذين أرادوه عظيمًا على الأرض وليس مصلوبًا وضعيفًا فى مظهره الخارجى.
غير طائعين للكلمة : الذين يرفضون الإيمان لا يطيعون وصايا المسيح.
الأمر الذى جعلوا له : فى علم الله الأزلى يعرف أنهم سيرفضون الإيمان وينالون عذابًا أبديًا مع أن هؤلاء اليهود كان ينبغى أن يكونوا شعب الله وأول من يؤمن به.
يوضح الرسول أن غير المؤمنين سيكون إنجيل المسيح ضد شهواتهم وأفكارهم الأرضية، فلا يطيعونه وبالتالى سيدينهم فى اليوم الأخير ويلقون فى النار الأبدية.
ع9: بعد أن تكلم عن رافضى الإيمان يتحدث مع المؤمنين ويلقبهم بالآتى :
جنس مختار : شعب الله المختار هو من يؤمن بكلامه وبالمسيح المخلص؛ فالله وعد اليهود قديمًا أن يكونوا شـعبه المختار إن سمعوا كلامه ولكن إن رفضوا فلن يكونوا شعبه (خر19: 6).
كهنوت ملوكى : لأن رئيسه هو المسيح ملك الملوك.
أمة مقدسة : يصير المؤمنون كنيسة واحدة مقدسة فى المسيح.
شعب اقتناء : المسيح اشترانا بدمه لنحيا له.
تخبروا بفضائل الذى دعاكم : التبشير بالمسيح.
فالمؤمنون بالمسيح يصيرون شعبًا مقدسًا يحيون معه فى كنيسته ويبشرون باسمه فى العالم كله.
ع10: يخاطب اليهود الذين لم يكونوا شعبًا لله بسبب خطاياهم وكذلك الأمم البعيدين عن الله، ولكن لما آمنوا جميعًا، يهود وأمم، صاروا شعب الله المسيحى. وقد كانوا أيضًا بعيدين عن رحمة الله بسبب تماديهم فى الخطايا ولكن بإيمانهم وتوبتهم نالوا رحمة الله وخلاصه من خلال الأسرار المقدسة وتنتظرهم مراحم وبركات بلا حدود فى السماء.
(2) سمات المسيحيين (ع 11-17) :
11أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِى تُحَارِبُ النَّفْسَ، 12وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَىْ يَكُونُوا فِى مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ، كَفَاعِلِى شَرٍّ، يُمَجِّدُونَ اللهَ فِى يَوْمِ الافْتِقَادِ، مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِكُمُ الْحَسَنَةِ الَّتِى يُلاَحِظُونَهَا. 13فَاخْضَعُوا لِكُلِّ تَرْتِيبٍ بَشَرِىٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ. إِنْ كَانَ لِلْمَلِكِ، فَكَمَنْ هُوَ فَوْقَ الْكُلِّ، 14أَوْ لِلْوُلاَةِ، فَكَمُرْسَلِينَ مِنْهُ لِلانْتِقَامِ مِنْ فَاعِلِى الشَّرِّ، وَلِلْمَدْحِ لِفَاعِلِى الْخَيْرِ. 15لأَنَّ هَكَذَا هِىَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ، فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ. 16كَأَحْرَارٍ، وَلَيْسَ كَالَّذِينَ الْحُرِّيَّةُ عِنْدَهُمْ سُتْرَةٌ لِلشَّرِّ، بَلْ كَعَبِيدِ اللهِ. 17أَكْرِمُوا الْجَمِيعَ، أَحِبُّوا الإِخْوَةَ، خَافُوا اللهَ، أَكْرِمُوا الْمَلِكَ.
ع11: يتكلم هنا عن صفات المؤمنين وهى :
1- رفض الشهوات : باعتبار أن المؤمنين غرباء عن العالم فيشعرون أن وطنهم هو السماء وحياتهم على الأرض مؤقتة، وهم أيضًا نزلاء كمن يقيم فترة صغيرة فى فندق أو ضيف فى بيت ولكن قلبه متعلق بالمكان الذى سيعود إليه أى الملكوت لذلك يطلب منهم الإبتعاد عن الشهوات الشريرة وكل مصادرها وعدم الإختلاط بالأشرار وأماكن الشر.
ع12: 2- سيرة حسنة : يطالب المؤمنين بالسلوك الحسن بمحبة وأمانة فى معاملاتهم مع الآخرين مهما كان شرهم.
فى ما يفترون عليكم : ستتعرضون لاضطهادات واتهامات باطلة من غير المؤمنين فاحتملوها واستمروا فى معاملتكم الحسنة لهم.
يمجدون الله فى يوم الإفتقاد : عندما يفتقد الله غير المؤمنين فيؤمنوا به، سيمجدونه بسبب حسن سيرتكم واحتمالكم لهم.
يدعوهم للسلوك المستقيم مع البعيدين عن الإيمان مهما افتروا عليهم باتهامات باطلة، فهذا سيساعدهم عندما يؤمنون على تمجيد الله بسبب احتمال المؤمنين لهم وثباتهم فى السلوك الحسن.
ع13، 14: 3- الخضوع للسلطات : يعلن الرسول أن رئاسات العالم معيَّنون بسماح من الله، ويسميها الترتيبات البشرية، فالملك هو الرئيس الأعلى والولاة أو الحكام هم المساعدون له. ويوصينا بالخضوع لأوامرهم وكل قوانين الدولة، فالخضوع لهم من أجل الله الذى سمح بوجودهم فى هذه المراكز وقد سمح الله بإقامتهم لمعاقبة الأشرار ومدح فاعلى الخير. فينبغى أن يكون المؤمن مواطنًا صالحًا يحترم كل قوانين المجتمع.
ع15: 4- عمل الخير : المؤمنون هم أولاد الله صانع الخيرات، فينبغى أن يهتموا بعمل الخير فى كل وقت ومع كل إنسان وبمحبتهم يغلبون الشر فلا يجد الجهلاء الذين هم بعيدون عن الإيمان فرصة أن يجدوا خطأ فيهم.
ع16: 5- الحرية الحقيقية : يلزم أيضًا أن يكون المؤمنون أحرارًا من الخطية وهذه هى الحرية الحقيقية بسلوكهم المستقيم فيبتعدون عن سلوك الأشرار الذين يتسترون وراء الحرية المزيَّفة لتبرير خطاياهم. فالحرية الحقيقية لا تتعارض مع وصايا الله وليست على حساب راحة الآخرين.
ع17: 6- محبة الجميع : فنعتبر كل البشر إخوتنا فنحبهم ونساعدهم فى كل احتياجاتهم.
7- مخافة الله : إذ نشعر بوجود الله العادل الذى يرى كل أعمالنا وأفكارنا، نرفض الخطية ونخضع لأوامر الدولة التى يمثلها الملك فنحترمه ونكرمه بطاعة أوامره.
? خلاصة علاقتك بالله ومحبتك له تظهر فى محبتك لمن حولك وتسامحك عندما يخطئون فى حقك بل وسعيك لخدمتهم. فإن وجدت قصورًا فى خدمتك، حاسب نفسك لتتوب عن خطاياك وراجع علاقتك بالله لتنميها.
(3) وصايا للعبيد والعاملين (ع 18-25):
18أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا. 19لأَنَّ هَذَا فَضْلٌ إِنْ كَانَ أَحَدٌ، مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ، يَحْتَمِلُ أَحْزَانًا مُتَأَلِّمًا بِالظُّلْمِ. 20لأَنَّهُ، أَىُّ مَجْدٍ هُوَ، إِنْ كُنْتُمْ تُلْطَمُونَ مُخْطِئِينَ فَتَصْبِرُونَ؟ بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهَذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ، 21لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَىْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ. 22الَّذِى لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِى فَمِهِ مَكْرٌ، 23الَّذِى، إِذْ شُتِمَ، لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ، بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِى بِعَدْلٍ. 24الَّذِى حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِى جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَىْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِى بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ. 25لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لَكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِى نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا.
ع18: الخدام : يقصد العبيد وكل العاملين بالأجرة.
واجهت المسيحية مشكلة العبيد ليس بإثارتهم ضد سادتهم ولكن بتغيير قلوبهم ليحبوا من يعملون عندهم، فيعيشون فى سلام معهم بل وأحيانًا كان السادة يحرَّرونهم. وهنا يطلب من العبيد والعاملين أن يخضعوا بالمحبة لمن يعملون عندهم، ليس فقط السادة المترفقين بل أيضًا العنفاء قساة القلوب لأن العنف خطية تعلن أن صاحبها ضعيف ويحتاج للمعاملة بمحبة لنزع الطبع الوحشى عنه، “لأن المحبة قوية كالموت” (نش8: 6) ومن يؤمن بها يستطيع أن يحيا فى سلام ويغيِّر من حوله.
? قدِّم محبتك واحترامك للكل باتضاع واثقًا أن الإتضاع والحب أقوى من كبرياء وقساوة الآخرين، وثق أن صلواتك ستعطيك نعمة فى أعينهم فتكسبهم أو على الأقل تحتفظ بسلامك وتحيا معهم فى سلام.
ع19: من يحتمل الآلام دون أن يخطئ، أى تكون هذه الآلام ظلمًا له، فالله يعوضه بتعزيات فى داخله وبركات فى السماء ويعتبر احتماله فضيلة يكافئه الله عليها.
ع20: من ناحية أخرى لا يُعتَبرَ احتمال الظلم فضيلة إن كان الإنسان قد أخطأ فقابل معاملة سيئة من الآخرين، فهذا ليس ظلمًا بل نتيجة طبيعية لأخطائه. ولكن من يتمسك بعمل الخير ثم يظلمه الآخرون، فهذا عظيم عند الله الذى يدعونا لمحبة الأعداء ومباركة المسيئين (مت5 : 44-48).
ع21: يؤكد أن الدعوة المسيحية هى احتمال الآلام وتقديم المحبة عوض الإساءة للعالم كله، كما فعل المسيح نفسه فى احتماله للآلام وموته عنا ليكون مثالا لنا.
ع22: يؤكد الرسول أن المسيح مثال لنا فى احتمال الآلام وهو مظلوم، فيقتبس من إشعياء (إش53: 9) ليوضح أنه بلا خطية بل هو بار وقدوس.
ع23: تظهر محبة المسيح أثناء احتماله الآلام فى عدم مقاومة الشر بالشر، فصلى من أجل صالبيه وشاتميه وكان مثالا لنا فى تسليم حياتنا لله العادل الذى يجازى كل واحد بحسب أعماله.
ع24: إحتمل المسيح عقاب خطايانا على الصليب ليرفعها عنا فنحيا بالبر ونرفض الخطية التى سببت كل هذه الآلام لفادينا، وهكذا ننال الفداء والشفاء من خطايانا بسبب احتمال المسيح الآلام عنا كما قال إشعياء (إش53: 5).
ع25: بسبب الخطية كنتم ضالّين عن الحق مثل الخراف الضالَّة، ولكن عندما آمنتم بالمسيح صرتم أعضاءً فى كنيسته وهو راعى الكنيسة المسئول عنها وأسقفها أى الناظر عليها بعين عنايته والمدبِّر لكل احتياجاتها.