أبوة بولس وأشواقه
(1) الكرازة بلا مقابل (ع 1-9):
1لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، تَعْلَمُونَ دُخُولَنَا إِلَيْكُمْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَاطِلاً، 2بَلْ بَعْدَ مَا تَأَلَّمْنَا قَبْلاً وَبُغِى عَلَيْنَا كَمَا تَعْلَمُونَ، فِى فِيلِبِّى، جَاهَرْنَا فِى إِلَهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُمْ بِإِنْجِيلِ اللهِ، فِى جِهَادٍ كَثِيرٍ. 3لأَنَّ وَعْظَنَا لَيْسَ عَنْ ضَلاَلٍ، وَلاَ عَنْ دَنَسٍ، وَلاَ بِمَكْرٍ، 4بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ هَكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِى النَّاسَ، بَلِ اللهَ الَّذِى يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. 5فَإِنَّنَا لَمْ نَكُنْ قَطُّ فِى كَلاَمِ تَمَلُّقٍ كَمَا تَعْلَمُونَ، وَلاَ فِى عِلَّةِ طَمَعٍ، اللهُ شَاهِدٌ، 6وَلاَ طَلَبْنَا مَجْدًا مِنَ النَّاسِ، لاَ مِنْكُمْ وَلاَ مِنْ غَيْرِكُمْ، مَعَ أَنَّنَا قَادِرُونَ أَنْ نَكُونَ فِى وَقَارٍ كَرُسُلِ الْمَسِيحِ. 7بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِى وَسَطِكُمْ، كَمَا تُرَبِّى الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا، 8هَكَذَا، إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ، كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيَكُمْ، لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا. 9فَإِنَّكُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ تَعَبَنَا وَكَدَّنَا، إِذْ كُنَّا نَكْرِزُ لَكُمْ بِإِنْجِيلِ اللهِ، وَنَحْنُ عَامِلُونَ لَيْلاً وَنَهَارًا، كَىْ لاَ نُثَقِّلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ.
يتحدث بولس الرسول عن نفسه وعن العاملين معه، مظهرًا أبوته لأهل تسالونيكى، لأنه عندما أرسل إليهم تيموثاوس تلميذه ظنوا أنه غير مهتم بهم فأرسل تلميذه فقط. فهنا يظهر أبوته وحنانه وبذله بل وأشواقه إليهم.
ع1: لأنكم أيها الإخوة تعلمون من أنفسكم بأن مجيئنا فى وسطكم لم يثبت أنه بلا جدوى، ليس فقط لأن مجيئنا نحن خدام المسيح فى وسطكم كان له أثره العظيم فى وقته، بل إن عملنا قد تبين فيما بعد أنه ثابت ومتأصل وناجح فالثمار استمرت وتزايدت.
ع2: الآلام البدنية التى وقعت علينا فى فيلبى كالضرب والسجن وتمزيق الملابس والآلام الأدبية من تحقير وازدراء، لم تعقنا عن الحضور إليكم والمجاهرة بالإنجيل مهما قابلنا من اضطهاد، فخدام المسيح الأمناء لا يتراجعون لأنهم يحسبون أنفسهم غير مستأهلين لأن يهانوا من أجل اسمه.
ع3: لأن كرازتنا ليست أكاذيب بل بالحق المؤكد، ولا بفكر غير طاهر يهدف إلى أغراض أنانية، أو بالتواء لإخفاء شئ لغرض فى النفس، بل بكل صراحة ووضوح.
ع4: لأن الله إختارنا بنعمته، وائتمنا على التبشير باسمه بما يتضمنه هذا من أسمى مراتب المسئولية، فنحن نخدم لنرضى الله لا لنرضى الناس على حساب رضا الله الفاحص القلوب والمختبر الأفكار.
ع5: أنتم أنفسكم تشهدون أننا لم نستخدم كلمات كالتى يقتضيها تملق الناس حينما يكون لهم غرض فى أنفسهم، ولم نتكلم بكلام ناعم أو جمل رقيقة بدافع الجشع وحب المال وطمعا فى الربح القبيح. وإن كانت هذه كلها يشهد بها التسالونيكيين على سلوكه الخارجى، فتوجد شهادة أخرى على الفكر الداخلى يعرفها الله الذى يعرف خفايا القلوب.
ع6: وقار كرسل المسيح : إذ تعب ق. بولس وعمل بيديه ليسد احتياجاته الشخصية مع أنه غير ملتزم بهذا ومن حقه أن يوفروا له احتياجاته مثل باقى تلاميذ المسيح الذين يبشرون فى البلاد المختلفة.
خدام الله الحقيقيون لا يطلبون مجد أنفسهم، بل يخفونها ليظهروا المسيح كما قال يوحنا المعمدان “ينبغى أن ذلك يزيد وأنا أنقص” (يو3: 30). ولم يستعمل الرسول سلطانه الرسولى إلا فيما لزم، ولم يطلب شيئا لإرضاء ذاته بل كان هدفه الوحيد هو مجد الله.
ع7: يظهر بولس أنه هو وتلاميذه كانوا لطفاء ومترفقين، وبكل وداعة وتواضع ومحبة كانوا يجلسون فى وسط إخوتهم بكل ألفة، كما تجلس الأم المرضعة وحولها صغارها تضمهم إلى صدرها فى حنان.
ع8: هكذا كانوا يعاملونهم بكل حنو ومحبة، باذلين كل جهد فى سبيل بنيانهم فى المسيح، معطين لهم ليس إنجيل الله فقط بل أنفسهم أيضا، فهم على استعداد أن يضعوا أنفسهم لأجلهم كما فعل المسيح لأجلنا جميعا، كل ذلك بدافع محبتهم لهم.
ع9: يذكرهم الرسول بالجهاد والآلام التى تحملوها من أجل بنيانهم، وكانوا خلال كرازتهم يعملون بأيديهم ليسدوا حاجاتهم من غير أن يثقلوا عليهم. فقد كان الرسول يقدم الإنجيل مجانا حتى لا يكون هناك أى غبار على الخدمة، مع أن من حقه أن يعيش من الإنجيل لأنه ينادى بالإنجيل. وقد كان بولس يعمل فى صناعة الخيام.
كما يوضح الرسول أن الخدمة ليست مجرد تعليم، بل هى تربية أيضا بكل متابعة وجهد ليصل المخدوم إلى النجاح الروحى.
إن كنت خادما أو أبا أو أما فليتك تكون حنونا على من تخدمهم ومستعدا أن تبذل حياتك لأجلهم كما فعل المسيح معك. أنظر إلى جسده المبذول لأجلك على المذبح كل يوم حتى تتحمس للتضحية من أجل من تخدمهم، عالما أنهم محتاجون لمحبتك كما يحتاج الأطفال الرضع لمن يربيهم، وثق أن مكافأة الله لك عظيمة وحنانه الذى سيفيض عليك يفوق كل توقعاتك.
(2) أبوته ونقاوته فى الخدمة (ع 10-12) :
10أَنْتُمْ شُهُودٌ، وَاللهُ، كَيْفَ، بِطَهَارَةٍ وَبِبِرٍّ وَبِلاَ لَوْمٍ، كُنَّا بَيْنَكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ. 11كَمَا تَعْلَمُونَ كَيْفَ كُنَّا نَعِظُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ كَالأَبِ لأَوْلاَدِهِ، وَنُشَجِّعُكُمْ، 12وَنُشْهِدُكُمْ لِكَىْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلَّهِ، الَّذِى دَعَاكُمْ إِلَى مَلَكُوتِهِ وَمَجْدِهِ.
ع10: لا يستطيع البشر أن يحكموا إلا على ظاهر السلوك فقط، لذلك إلى جانب طلبه شهادتهم على سلوكه، يستشهد أيضا الله عليه. فالإنسان البار ليس من يقوم بأعمال البر فحسب، ولكنه هو الذى يقوم بأعمال البر فى فكر يليق بالإنسان البار. وهنا يعدد الرسول مظاهر سلوكه وهى :
الطهارة : أى النقاوة.
البر : أى السلوك القويم.
بلا لوم : أى بلا تبكيت من أحد على خطأ يفعله.
ع11:كما رأيتم كيف كنا نقدم خطابنا الروحى إلى كل فرد فيكم بكل إخلاص، كما ينصح الأب أولاده، وكنا نشجعكم على أن تسلكوا كما يحق لله وكما يحق للدعوة التى دعيتم إليها.
ع12: نشهدكم : تعنى هنا جانب التحذير والإنذار.
عندما كان التسالونيكيون يعبدون الأوثان، كانوا يسلكون كما يحق للأوثان، أما عندما رجعوا إلى الله الحقيقى فالسلوك أصبح كا يحق لله، الذى حقق لهم الخلاص بابنه وفتح لهم أبواب المجد الأبدى فى ملكوته.
وهكذا تتضح حرارة قلب الرسول الذى يتابع كل واحد على حدة فى اهتمام حقيقى مثل الوالد بأولاده، فبعدما أظهر أبوته لهم، يدعوهم للسلوك المسيحى المستقيم، وهكذا يكون الخادم.
لا تبحث عن مصلحتك أو راحتك عندما تخدم الله، سواء فى رعايتك لأولادك أو فى خدمتك بالكنيسة. وكن نقيا فى كلماتك وأفكارك حتى تكون مرضيا أمام الله ولا تعثر من تخدمهم أو تربيهم. واهتم بكل فرد واظهر محبتك له حتى لا يضيع وسط الجماعة بل يتقوى مهما كان ضعفه.
(3) احتمال الإضطهادات (ع 13-16):
13مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ، إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا، لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِىَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِى تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ. 14فَإِنَّكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِكَنَائِسِ اللهِ الَّتِى هِىَ فِى الْيَهُودِيَّةِ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لأَنَّكُمْ تَأَلَّمْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ عَشِيرَتِكُمْ تِلْكَ الآلاَمَ عَيْنَهَا، كَمَا هُمْ أَيْضًا مِنَ الْيَهُودِ، 15الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوعَ وَأَنْبِيَاءَهُمْ، وَاضْطَهَدُونَا نَحْنُ. وَهُمْ، غَيْرُ مُرْضِينَ لِلَّهِ وَأَضْدَادٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ، 16يَمْنَعُونَنَا عَنْ أَنْ نُكَلِّمَ الأُمَمَ لِكَىْ يَخْلُصُوا، حَتَّى يُتَمِّمُوا خَطَايَاهُمْ كُلَّ حِينٍ. وَلَكِنْ، قَدْ أَدْرَكَهُمُ الْغَضَبُ إِلَى النِّهَايَةِ.
ع13: بعد أن تحدث بولس الرسول عن نفسه وعن تلاميذه فى الأعداد من (1 : 12)، يتجه إلى الحديث عن أهل تسالونيكى فى الأعداد (13، 14). فيتقدم الرسول أولا بالشكر إلى الله على دخول التسالونيكيين فى الإيمان. وهو بهذا يعلمنا أن نرجع الفضل دائما إلى الله الذى يكلل أعمالنا بالنجاح وليس لأنفسنا، ويكون الشكر دائمًا فى حياتنا. وقد قبل أهل تسالونيكى الكلمة لا ككلمة أناس، أى بولس وسيلا وتيموثاوس، ولكن ككلمة الله بكل وقار وإجلال وإيمان.
لقد سمعوا من خلال بولس وتلاميذه صوت الله نفسه ورسالته التى تدعوهم للحياة الأبدية وكلمة الله التى تعمل فيهم فتنقيهم وتطهرهم.
دراسة كلمة الله تكشف لنا عن حالتنا الروحية، فإن كنا مجتهدين ومواظبين على دراستها تكون حياتنا نقية ومرضية للرب. فليتنا نهتم كل يوم بقراءة جزء من الكتاب المقدس ونختار آية نطبقها فى حياتنا فتكشف بعض أخطائنا وتوجهنا فى طريق النمو الروحى.
ع14: فى المسيح يسوع : تعبير يستخدمه بولس الرسول فى كثير من رسائله، ويقصد به الإتحاد والشركة مع المسيح كاتحاد الرأس بأعضاء الجسد الذى هو كنيسته.
قد تألمتم من الأمم المحيطين بكم الذين رفضوا الإيمان كما تألمت كنيسة أورشليم أيضا من اليهود الذين لم يؤمنوا. فالمسيحى من أصل يهودى أو أممى مُضْطّهَد، لأن الشيطان ضده ويثير الأشرار عليه. فهنا نرى أيضا وحدة الآلام كما أن هناك أيضا وحدة الثمار والمكافأة.
وهكذا يتضح أنه لا كرازة أو إيمان بدون ألم حتى لا ينزعج أحد.
ع15: لقد قبض اليهود على المسيح وسلموه للأمم الرومان الذين قتلوه، فاعتُبِرُوا أنهم القاتلون؛ وكذلك قتلوا أنبياءهم كما قال عنهم السيد المسيح” يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها…” (مت 23 : 37). وهم الآن يضطهدوننا نحن الرسل ولا يهتمون بإرضاء الله، مع أنهم يتظاهرون بأن هذه هى مهمتهم ودعوتهم. وهم أعداء للبشرية جمعاء، فقد ميزهم الله عن الأمم الذين يعبدون الأصنام بجعلهم شعب خاص له ليكونوا قدوة لباقى الشعوب ويجذبوهم للإيمان، ولكنهم على العكس قتلوا الأنبياء والمسيح نفسه وصاروا مثالا سيئا فحجبوا نور الله عن العالم وبهذا صاروا ضده، ولكبريائهم احتقروا الشعوب والأجناس الأخرى.
ع16: لا يريد اليهود خلاص الأمم بل يحتقرونهم ويعتبرونهم كالكلاب ولا يريدون أن تصلهم بشارة الخلاص ونصيبهم فى المسيا ويريدون أن يحل الهلاك الأبدى بالأمم جميعا. وهذا هو سر حقدهم على بولس لأنه كان ينادى بيسوع المسيح للوثنيين قائلا أن الله هو إله اليهود والأمم. لقد قتلوا الأنبياء ثم الرب يسوع واضطهدوا الرسل وهكذا إلى أن يكملوا مكيال شرهم كما كان نهجهم فى القديم. ولكن الله حول اضطهادهم للرسل وعدم قبولهم الرسالة إلى توجيه البشارة للأمم الذين قبلوا الإيمان، فتحول الشر إلى خير بعمل الله المدبر. لكن اليهود، بسبب دماء الأنبياء التى تلطخ حياتهم وتاريخهم، وعلى الأخص بسبب دم المسيح، قد جلبوا على أنفسهم جرم الدماء، وهكذا حل عليهم غضب الله. وظهر ذلك فى اضطهاد الرومان لهم حتى خربوا أورشليم عام70م بل ولحقتهم الاضطهادات.
- احتمال الآلام أمر صعب ولكنه دليل بنوتنا لله لأنه شركة فى آلامه وإعلان لمحبتنا له. فليتنا نقبل بشكر الضيقات التى تمر بنا على شرط ألا نكون مخطئين فى شئ.
(4) اشتياقه إليهم (ع 17-20):
17وَأَمَّا نَحْنُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَإِذْ قَدْ فَقَدْنَاكُمْ زَمَانَ سَاعَةٍ، بِالْوَجْهِ لاَ بِالْقَلْبِ، اجْتَهَدْنَا أَكْثَرَ، بِاشْتِهَاءٍ كَثِيرٍ، أَنْ نَرَى وُجُوهَكُمْ. 18لِذَلِكَ، أَرَدْنَا أَنْ نَأْتِىَ إِلَيْكُمْ أَنَا بُولُسَ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، وَإِنَّمَا عَاقَنَا الشَّيْطَانُ. 19لأَنْ مَنْ هُوَ رَجَاؤُنَا وَفَرَحُنَا وَإِكْلِيلُ افْتِخَارِنَا؟ أَمْ لَسْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَمَامَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِى مَجِيئِهِ؟ 20لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَجْدُنَا وَفَرَحُنَا.
ع17: فى هذا العدد نلتقى بالحب المتدفق الذى يتمثل فى عواطف بولس الرسول الفائضة، فيتحدث عن شوقه الشديد إليهم ورغبته المُلِحَّة فى رؤيتهم، بعد أن غاب عنهم فى الفترة من وقت وجوده عندهم إلى أن كتب إليهم هذه الرسالة، وهى فترة تقرب من أربعة أشهر، ولكن غيابه عنهم كان بالجسد بينما قلوبهم كانت مرتبطة، إذ كان يذكرهم بلا انقطاع فى صلواته.
ع18: لقد جاهد بكل رغبة صادقة ليجد طريقة ليأتى إليهم ويراهم، وحاول ذلك أكثر من مرة، ولكن الشيطان منعه من الحضور إليهم عن طريق اليهود المقاومين.
وهنا يُثَار تساؤل : هل يقدر الشيطان أن يعوق عمل الرب وخدامه ؟ والإجابة هى نعم. إنه يثير عليهم الإضطهاد ويعطلهم.
والسؤال الثانى : هل يعمل الشيطان كما يشاء ؟ الإجابة : كلا، لأنه يعمل فى حدود ما يسمح له الرب به، فنجاح الشيطان أيضا فى أى شئ مرهون بإرادة الله.
ع19، 20: يبين الرسول مكانة أهل تسالونيكى فى قلبه، فيعلن لهم أن خدمته لهم هى التى تعطيه الإكليل والفخر فى يوم الدينونة والفرح أمام المسيح ربنا.
- إهتم أن تعبر عن مشاعر حبك للآخرين حتى تتغلب على أفكار الشكوك أو صغر النفس التى قد تحاربهم. فكل الناس محتاجون إلى التشجيع خاصة وأن الشيطان يخلق سوء تفاهم باستمرار بأشكال مختلفة، فيلزم أن نغلبه بإظهار الحب المستمر لكل من حولنا.