شروط الكهنوت وتحذير من المعلمين الكذبة
(1) افتتاحية الرسالة (ع 1-4) : 1بُولُسُ، عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لأَجْلِ إِيمَانِ مُخْتَارِى اللهِ وَمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، الَّذِى هُوَ حَسَبُ التَّقْوَى، 2عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِى وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَّزَهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، 3وَإِنَّمَا أَظْهَرَ كَلِمَتَهُ فِى أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ، بِالْكِرَازَةِ الَّتِى اؤْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيْهَا، بِحَسَبِ أَمْرِ مُخَلِّصِنَا اللهِ، 4إِلَى تِيطُسَ، الابْنِ الصَّرِيحِ حَسَبَ الإِيمَانِ الْمُشْتَرَكِ. نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا.
ع1: عبد الله : أسلوب متضع من بولس ويعنى أيضًا أن حياته ملك لله وخدمته.
مختارى الله : الذين يعرف الله بسابق علمه أنهم سيؤمنون، وهذا يشجع الأسقف تيطس أن فى شعبه من سيؤمنون فيتشجع فى تبشيرهم، ومن ناحية أخرى لا يتكبر إذا آمنوا ناسبا الفضل لنفسه، لأن الله هو الذى اختارهم.
حسب التقوى : ليست معرفة نظرية عن الله كما ينادى الغنوسيون المتبعون، بل معرفة مطبقة فى حياة الأسقف والشعب.
باتضاع يعلن بولس هدف حياته وهو خدمة الله، فهو رسول ومكرَّس للتبشير بالإيمان المسيحى والحياة الروحية العملية المملوءة برًا وصلاحًا.
ع2 : على رجاء : فى الأصل اليونانى “المستريح فى الرجاء”.
المنَّزه عن الكذب : الله صادق فى وعوده وليس مثل آلهة كريت المعروفة بالكذب وبالتالى جعلت أهل كريت يتَّصفون بالكذب.
وعد الله المؤمنين به بالأبدية السعيدة معه وهذا كان فى قلب الله من قبل تأسيس العالم، أن يخلق الإنسان ويمتعه معه بالملكوت، ووعوده صادقة. وهذا الرجاء يجعل المؤمنين يتعبون لاكتساب الفضيلة ويحتملون الآلام لأجل التمسك بالإيمان حتى النهاية.
ع3 : الرب يسوع جاء بالخلاص فى وقت محدد من الله الآب والذى رأى بحكمته المتناهية أنه أنسب الأوقات. وقد اختار الرسول بولس ليؤتمن على التبشير بهذا الخلاص الذى أتمه الرب.
ع4 : الابن الصريح : تظهر قرب تيطس من قلب بولس وفى الترجمة القبطية “ابنى الحبيب”.
يوجه الرسول رسالته إلى تيطس ابنه المؤمن الحقيقى، بالإيمان الواحد المشترك الذى سُلِّم مرة للقديسين وهو إيمان الكنيسة كلها والذى يجمع بين اليهود والأمم الذين عرفوا الإيمان الصحيح.
يختم بولس الرسول افتتاحية الرسالة بالبركة الرسولية التى تشمل هبات النعمة للمؤمن وتمتعه بالرحمة والسلام الداخلى الذى مصدره الله الآب والرب يسوع المسيح مخلصنا.
? أنظر ما هو هدفك فى الحياة حتى لا تتوه عنه، فإن كان هدفك هو خلاص نفسك، فلتعطِ وقتًا كافيًا لعلاقتك بالله وتسرع بالتوبة لتبقى فى نقاوتك، وإن كان أيضًا خدمة الله فلتنتهز كل فرصة لتقديم حبك لكل من تقابله.
(2) صفات الأسقف والكاهن (ع5-9):
5مِنْ أَجْلِ هَذَا، تَرَكْتُكَ فِى كَرِيتَ لِكَىْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِى كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ. 6إِنْ كَانَ أَحَدٌ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، لَهُ أَوْلاَدٌ مُؤْمِنُونَ لَيْسُوا فِى شِكَايَةِ الْخَلاَعَةِ وَلاَ مُتَمَرِّدِينَ، 7لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ، غَيْرَ مُعْجِبٍ بِنَفْسِهِ، وَلاَ غَضُوبٍ، وَلاَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ فِى الرِّبْحِ الْقَبِيحِ، 8بَلْ مُضِيفًا لِلْغُرَبَاءِ، مُحِبًّا لِلْخَيْرِ، مُتَعَقِّلاً، بَارًّا، وَرِعًا، ضَابِطًا لِنَفْسِهِ، 9مُلاَزِمًا لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِى بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَىْ يَكُونَ قَادِرًا أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ وَيُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ.
ع5: تركتك فى كريت : هذا معناه أن بولس بشَّر فى كريت ومعه تلميذه تيطس، ولكن لأجل استكمال التبشير ترك كريت وفيها تيطس ليكمل الخدمة بها، ولذا يعتبر تيطس هو أسقف كريت أو رئيس أساقفتها والمسئول عن رعايتها.
تكمل ترتيب الأمور الناقصة : لم يتسع الوقت لتنظيم الكنيسة فى كريت بالكامل، وقد علَّم بولس تيطس شفاهيا ما يختص بهذه التنظيمات وهذا يبين أهمية التقليد الرسولى أى التعاليم الشفاهية من الرسل إلى خلفائهم حتى هذ اليوم بالإضافة إلى تعاليم الكتاب المقدس.
تقيم فى كل مدينة شيوخًا كما أوصيتك : من أهم الترتيبات إقامة الرعاة. وقد أوصى بولس تيطس بذلك ويؤكد هنا إقامتهم أى سيامتهم وتكريسهم للخدمة. والترجمة الصحيحة لكلمة شيوخ هى قسوس ويقصد بها الرتب الكهنوتية كلها وتشمل الأساقفة والكهنة والشمامسة.
ويلاحظ أن كريت كان بها مدن كثيرة فى هذا الوقت تبلغ حوالى مائة مدينة كما يقول هوميروس الشاعر.
يُذَكِّر بولس الرسول تيطس بمسئوليته الرعوية كأسقف على كريت لتعليم الشعب وترتيب الخدمة بها وخاصة سيامة الكهنة.
ع6 : يذكر القديس بولس فى الأعداد (من 6 : 9) شروط الأسقف أو الكاهن وهى :
- بلا لوم : يقصد الخطايا الظاهرة المعثرة وليس أى خطية، فلا يوجد إنسان واحد بار تماماً.
- بعل امرأة واحدة : لو كانت زوجته قد ماتت لا يتزوج مرة ثانية بعد الترمل، ولكن فى مجمع نيقية (عام 325م) قرر الآباء أن يكون الأسقف بتولا.
والمقصود بعدم الزواج مرة ثانية هو التعفف، فإن كان قد تزوج الزواج الأول لأجل احتياج الطبيعة فليكتفِ بهذا إن ماتت زوجته ويحيا لله ولتربية أبنائه إن كان له. فالزواج الثانى والثالث غير ممنوع لأفراد الشعب ولكن المتقدم للرتب الكهنوتية ينبغى أن يكون أكثر تعففًا من شعبه.
- له أولاد مؤمنون ليسوا فى شكاية الخلاعة ولا متمردين : من اهتم بتربية أولاده الجسديين يصلح لرعاية أبناء الكنيسة، فيجب أن يكون أولاد المتقدم للرتبة الكهنوتية مرتبطين بالإيمان وطاعة الكنيسة وليس لهم شهوات شريرة تجعل الناس يشتكون منهم.
ع7: لأنه يجب أن يكون الأسقف : هذا يؤكد أن كلمة شيوخ فى (ع5) المقصود بها الأساقفة والقسوس وليس القسوس فقط.
بلا لوم كوكيل الله : مسئول من قبل الله عن رعاية الشعب ويقدم حساب وكالته أمام الله، فهو صورة لله فيكون بلا خطية معثرة للشعب.
- غير مُعجَب بنفسه : غير أنانى أو مغرور فيهتم بشعبه قبل نفسه ولا يستبد بهم، بل يكون متضعًا ومحتملا للكل مثلما كان المسيح متضعًا ودعانا للإقتداء به (مت11: 29).
- ولا غضوب : تقابل الأسقف مشاكل كثيرة مثيرة، ولكن ينبغى أن يضبط نفسه، وإن كان حازمًا أو هاجمه الغضب الداخلى فينبغى ألا يعثر من حوله ويسقط فى الغضب الكثير.
- ولا مدمن خمر : غير معتاد شرب الخمر لأنه قد يحتاج الخمر كعلاج كما كان يُستخدم قديمًا لعدم وجود أدوية كافية. والمقصود عدم الإنهماك فى اللذات المادية.
- ولا ضرَّاب : أى كثير الضرب، فإن كان فى بعض الأحوال والحالات الخاصة يلجأ للشدة، فلا يكون متسرعًا ومكثرًا فى الضرب. والمقصود هو عدم القسوة بل الترفق والإحساس بالشعب وتشجيعه.
- ولا طامع فى الربح القبيح : لا يكون محبًا للمال أو يقبل الربح بطرق غير مشروعة بل على العكس متعففًا وزاهدًا، يكتفى بأقل ما يمكن من الإحتياجات المادية وغير محب للقنية والإمتلاك.
ع8 : ينتقل فى هذه الآية إلى الشروط الايجابية للأسقف فيقول :
- مضيفاً للغرباء : محب للجميع فيهتم بمن ليس لهم أحد يهتم بهم.
- محبًا للخير : مثل المسيح سيده الذى كان يجول فى كل مكان يصنع خيرًا، فيبحث عن عمل الرحمة وإن وجد مشكلة لا يتضايق منها بل يحاول حلها.
- متعقلا : أى متزنا غير مندفع فى كلامه أو تصرفاته بل يتفهم ويفحص كل شئ بهدوء.
- بارًا : يميل للحياة النقية وينقى نفسه بالتوبة دائمًا والتزين بالفضائل.
- ورعًا : مبتعدا عن الشرور ويخاف الله ويتقيه.
- ضابطًا لنفسه : يستخدم كل شئ بالمقدار المناسب ولا يتساهل مع أى شهوة ردية وحريصًا فى فكره ونظره وكلامه وأفعاله.
ع9 : 15- قادرًا أن يعظ : يتعلم لكى يكون قادرًا أن يعلِّم باستمرار حسب التعليم الصحيح الذى استلمه من الآباء، ويوبِّخ الهراطقة ولا يتركهم يفسدون فكر شعبه بآرائهم المنحرفة.
? راجع نفسك على هذه الشروط التى ينبغى أن تتحلى بها سواء كنت خادمًا أو أحد أفراد الشعب، وثق أن هذه الفضائل سلسلة متشابكة توصِّل كل منها للأخرى. فأكثر فضيلة تجد نفسك محتاجًا إليها، إبدأ بها فتوصلك للباقى.
(3) تحذير من المعلمين الكذبة (ع10-16):
10فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ مُتَمَرِّدِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ مِنَ الْخِتَانِ، 11الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ، فَإِنَّهُمْ يَقْلِبُونَ بُيُوتًا بِجُمْلَتِهَا، مُعَلِّمِينَ مَا لاَ يَجِبُ، مِنْ أَجْلِ الرِّبْحِ الْقَبِيحِ. 12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ نَبِى لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِمًا كَذَّابُونَ، وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ، بُطُونٌ بَطَّالَةٌ.» 13هَذِهِ الشَّهَادَةُ صَادِقَةٌ. فَلِهَذَا السَّبَبِ وَبِّخْهُمْ بِصَرَامَةٍ، لِكَىْ يَكُونُوا أَصِحَّاءَ فِى الإِيمَانِ، 14لاَ يُصْغُونَ إِلَى خُرَافَاتٍ يَهُودِيَّةٍ، وَوَصَايَا أُنَاسٍ مُرْتَدِّينَ عَنِ الْحَقِّ. 15كُلُّ شَىْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ، وَأَمَّا لِلنَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ شَىْءٌ طَاهِرًا، بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضًا وَضَمِيرُهُمْ. 16يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلَكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ، إِذْ هُمْ رَجِسُونَ غَيْرُ طَائِعِينَ، وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ مَرْفُوضُونَ.
ع10: متمردين : أعضاء فى الكنيسة لا يخضعون لتعاليم الكهنة والخدام.
الباطل : تعاليم خاطئة غريبة عن تعاليم الكنيسة.
من الختان : مسيحيين من أصل يهودى.
توضيحًا لكلام ق. بولس فى (ع9) عن أحد شروط الأسقف أو الكاهن، وهو أن يكون قادرًا على الوعظ بالتعليم الصحيح وتوبيخ المناقضين، ينبه تلميذه تيطس إلى وجود مسيحيين من أصل يهودى بعدما قبلوا الإيمان بالمسيح مازالوا ينادون بضرورة التمسك بالتعاليم اليهودية مثل الختان والابتعاد عن بعض الأطعمة، وهذه كلها كانت رموزًا للعهد الجديد. وهؤلاء يظهر شرهم فى :
- إصرارهم على التعاليم الخاطئة وعدم الخضوع لقيادة الكنيسة.
- ترويجهم لأفكارهم الخاطئة فيخدعون بعض البسطاء من أعضاء الكنيسة.
ع11: سد أفواههم : الرد عليهم وإقناعهم بالحجج والأدلة حتى لا يجدوا كلمة يردون بها على ضلالهم.
يقلبون بيوتًا بجملتها : يضلون أسر كاملة، الوالدين والأبناء، ويبعدونهم عن الإيمان المستقيم.
معلمين ما لا يجب : تعاليم منحرفة عن الإيمان الصحيح.
الربح القبيح : استغلال من يتبعونهم فى جمع الأموال منهم.
يقرر بولس الرسول ضرورة إيقاف هؤلاء المبتدعين عن ترديد كلامهم المعثر، لأنهم بتعاليمهم يضلون أسرًا مسيحية بكاملها، وأكثر من هذا فهم طمَّاعون يبغون كسب الأموال التى يجمعونها من تابعيهم الذين يضلونهم.
ع12: واحد منهم : الشاعر أبيمندس أحد حكماء اليونان السبعة المشهورين وهو من القرن السادس قبل الميلاد.
نبى لهم : كانوا يعتبرون هؤلاء الشعراء والحكماء المشهورين فى مرتبة الأنبياء.
وحوش ردية : تميزوا بالعنف والشراسة.
بطون بطالة : شرهون فى محبة الأطعمة وشهوانيون.
أراد ق. بولس تنبيه تلميذه تيطس إلى الحذر من شرور الكريتيين، فاستخدم كلمات أحد شعرائهم المشهورين، الذى يكرمون كلامه ويصدقونه، ويصفهم بأنهم اعتادوا الكذب ويميلون للعنف والشهوات الجسدية خاصة محبة الأطعمة.
ع13: يعلن بولس موافقته على حكم هذا الشاعر على الكريتيين. ويقصد من هذا الكلام تنبيه تيطس راعى هذه الجزيرة لتوبيخ المؤمنين حتى لا ينساقوا فى الخطايا التى تعودوها قبلا والتى يمكن أن تبعدهم عن الإيمان المستقيم فيهلكون.
ع14: يوصى تلميذه تيطس بتنبيه المؤمنين إلى عدم الإنصات لتعاليم المبتدعين وهم المسيحيون من أصل يهودى، الذين ينادون بضرورة التمسك بالختان وعوائد الناموس لنوال الخلاص. فهؤلاء المبتدعون بعدما آمنوا يرتَّدون عن الإيمان بالمسيح المخلِّص بدعوى أن الرموز اليهودية شرط للخلاص.
ع15: يعلن الرسول فكر المسيحية التى تنادى بأن كل الأطعمة طاهرة لأن الله هو خالقها، فمن يؤمن بهذا يكون طاهر القلب وتصير له هذه الأطعمة طاهرة ونقية. أما الشريعة الموسوية فعندما نهت عن بعض الأطعمة كان ذلك لأنها ترمز إلى النجاسة ولكنها ليست نجسة فى ذاتها. وقد انتهت الرموز ببداية العهد الجديد.
أما المبتدعون ومن يتبعهم وكل إنسان يسلك فى الشر، فقد تنجس قلبه ويستخدم الأطعمة لإشباع شهواته الخاصة فتصير بالنسبة له نجسة لأن قلبه قد تنجس بأفكار الشر.
وطبعًا إن كان هناك أى شر فهو نجس ولا ينبغى أن نسلك فيه خاصة وإن كانت الوصية تحرِّمه مثل الزنا والسرقة…
وتناول الأطعمة بطهارة وقلب نقى لا يتعارض مع الصوم، لأن من يصوم فى المسيحية متيقن أن كل شئ طاهر ولكنه يتنازل عنه انشغالا بمحبة الله والصلاة، ثم يعود فيستخدمه فى أوقات أخرى غير الصوم مؤكدًا طهارته.
? ليتك تنقى فكرك من كل شر وتبحث عن فضائل الآخرين وتتعامل معهم على أنهم صورة لله، فتكون طاهرًا فى نظراتك وكلامك وكل تصرفاتك، حتى وإن أساءوا إليك فاحتفظ بهدوء قلبك ونقاوتك من نحوهم، وصلواتك من أجلهم تعيدهم إلى طهارتهم وتبعد عنهم حروب إبليس وتحميك أيضًا من هجماته لأجل طهارتك واتضاعك وتمسكك بالله.
ع16: يدَّعى المعلمون الكذبة معرفتهم الكبيرة لله أكثر من باقى المؤمنين فى الكنيسة، ولكن للأسف هذه المعرفة نظرية وبعض معتقداتهم منحرفة، بل هم بعيدون عن الله بدليل أعمالهم الشريرة التى لا يوصى بها الله، فهم فى نظره أشرار ونجسون ومن جهة الكنيسة متمردون وغير طائعين لتعاليمها، ولا يصلحون لأى عمل صالح لأن قلبهم قد امتلأ شرًا.
? إحرص على تنفيذ وصايا الله التى تعلنها أو تعلِّمها للآخرين ليكون كلامك عن خبرة علنية ومفيدًا لك ولمن يسمعونك.