نصائح لفئات الشعب المختلفة
(1) نصائح لكبار السن (ع 1-3): 1وَأَمَّا أَنْتَ، فَتَكَلَّمْ بِمَا يَلِيقُ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ: 2أَنْ يَكُونَ الأَشْيَاخُ صَاحِينَ، ذَوِى وَقَارٍ، مُتَعَقِّلِينَ، أَصِحَّاءَ فِى الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالصَّبْرِ. 3كَذَلِكَ الْعَجَائِزُ فِى سِيرَةٍ تَلِيقُ بِالْقَدَاسَةِ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، غَيْرَ مُسْتَعْبَدَاتٍ لِلْخَمْرِ الْكَثِيرِ، مُعَلِّمَاتٍ الصَّلاَحَ،
ع1: يؤكد الرسول بولس على تلميذه تيطس أن ينادى بالتعاليم الإيمانية المستقيمة، فينير العقول ويكشف ضلال تعاليم المبتدعين المنحرفة.
? إهتم أن تعلم من حولك، وخاصة أولادك، كل شئ صحيح، لأنك لو قصَّرت فى هذا سيتعلمون من المجتمع ومن الأشرار أمورًا خاطئة. فحصِّنهم بالتعليم السليم فى كل مجالات الحياة ولا تستهن بحداثتهم.
ع2: أعطى ق. بولس وصايا خاصة بكبار السن من الرجال ليعلمها لهم أسقفهم تيطس وهى :
- صاحين : فلا يستهينون بالخطايا معتمدين على اتزانهم لكبر سنهم، لأن الإنسان معرض للسقوط فى أى وقت، فيجب أن يحترس من مصادر الخطية التى يمكن أن يسقط فيها الشباب.
- ذوى وقار : لهم اتزان واحترام يليق بسنهم فى كل كلامهم وسلوكهم، فلا ينزلقون فى خطايا السفاهة والهزل.
- متعلقين : يسلكون باتزان وحكمة تليق بسنهم.
- أصحاء فى الإيمان : لا يندفعون وراء تعاليم المبتدعين بل يتمسكون بتعاليم الكنيسة المستقيمة إذ هم مرجع وقدوة للشباب.
- المحبة : يتميز كبار السن بالحنان الأبوى فيسهل عليهم تقديم المحبة لمن هم أصغر منهم ويلزمهم أن يحترسوا من الأنانية التى تحاربهم بسبب خوفهم وقلقهم على أنفسهم.
- الصبر : يعانى كبار السن من ضعف طول الأناة عندهم وقلة مرونتهم ولذا يسقطون بسهولة فى الغضب، فيوصيهم بالصبر على تصرفات الآخرين التى لا تعجبهم ولم يتعودوها، بل يلتمسوا العذر لهم لأن الظروف المعاصرة للشباب قد تكون مختلفة عما صادفهم عندما كانوا فى سنهم.
ع3: كذلك يعلم بولس الرسول تلميذه تيطس أن يوصى السيدات الكبار السن أن يكن :
- فى سيرة تليق بالقداسة : فلا تستهن العجوز بسبب كبر سنها فتنشغل بكثرة الملابس والزينة، أو تتهاون فى كلماتها وهزلها فتكون بعيدة عن السلوك المقدس الذى يليق ببنات الله.
- غير ثالبات : نظرًا لقلة أعمالهن بسبب كبر السن قد يقضين وقتًا طويلا فى راحة فيكثرن من الإدانة للآخرين فى حديثهن.
- غير مستعبدات للخمر الكثير : يبدو أن شرب الخمر كان منتشرًا فى كريت مصاحبًا لكثرة الأطعمة، فينبه السيدات العجائز لعدم الإستهانة والتمادى فى شرب الخمر فيؤدى إلى سكرهن، وهذا لا يليق بهن كمؤمنات وهو ضد وصايا الله.
- معلمات الصلاح : من الناحية الايجابية، يليق بهن لكبر سنهن أن يعملن الأعمال الصالحة ويشجعن الآخرين على عمل الخير، بل ليكن هذا هو عملهن الأساسى بدلا من تضييع الوقت فيما لا يليق.
? ليتك تنظر إلى كل ما تعلمته من الله فى حياتك الماضية لتشكره وتحيا بهذه التعاليم بل تعلمها أيضًا للآخرين فتمتلئ حياتك بعمل الخير.
(2) نصائح للشباب (ع 4-8) :
4لِكَىْ يَنْصَحْنَ الْحَدَثَاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ وَيُحْبِبْنَ أَوْلاَدَهُنَّ، 5مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِكَىْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ اللهِ. 6كَذَلِكَ عِظِ الأَحْدَاثَ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَقِّلِينَ، 7مُقَدِّمًا نَفْسَكَ فِى كُلِّ شَىْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، وَمُقَدِّمًا فِى التَّعْلِيمِ نَقَاوَةً، وَوَقَارًا، وَإِخْلاَصًا، 8وَكَلاَمًا صَحِيحًا غَيْرَ مَلُومٍ، لِكَىْ يُخْزَى الْمُضَادُّ، إِذْ لَيْسَ لَهُ شَىْءٌ رَدِىءٌ يَقُولُهُ عَنْكُمْ.
ع4: تيطس مسئول أن يوصى السيدات العجائز بعد أن تحلين بالقداسة والإتزان فيستطعن أن يعلمن الشابات، لأنهن كنساء يفهمن الشابات منهن، وحتى لا يتعرض الأسقف للتحدث مع الزوجات الشابات فى مشاكل خاصة يخجلن من التكلم فيها معه، وحتى لا يسئ أحد النظر إلى الأسقف كأن له غرض فى التحدث مع هؤلاء الشابات، فيطلب من العجائز أن يعلمن الزوجات الشابات ما يلى :
- أن يكن محبات لرجالهن : فيظهرن محبتهن لرجالهن بكلمات وأعمال طيبة تعطى جوا طيبًا فى البيت وتفاهما بين الزوجين وميلا للعطاء والبذل.
- يحببن أولادهن : فى الإهتمام باحتياجاتهم وإظهار الأمومة والرعاية الكافية، وهذا لا يشبع الأبناء فقط بل الأمهات أنفسهن، لأن من يعطى محبة للآخرين يشبع هو أولا.
ع5: 3- متعقلات : يسلكن باتزان وحكمة.
- عفيفات : يضبطن شهواتهن فى الملبس والمأكل وحب الإقتناء وكل شئ.
- ملازمات بيوتهن : فينشغلن باحتياجات بيوتهن، فهذا يخرجهن من الأنانية للإهتمام براحة من معهن فى البيت ويوفِّرن جوًا من الحب يريح الأسرة، ويحميهن من السقوط فى أفكار العالم الغريبة التى تنتج عن الفراغ النفسى.
- صالحات : يملن إلى عمل الخير وكل عمل مفيد للآخرين.
- خاضعات لرجالهن : المطلب الأول لأى رجل هو الإحترام والتقدير، فخضوع المرأة لزوجها يريحه ويجعله مستعدًا للتضحية بآرائه محبةً لزوجته المتضعة بخضوعها. وبهذا تعيش الأسرة مترابطة ولا يستطيع غير المؤمنين أن يجدوا شكاية أو أخطاء فى أسر المؤمنين، فيصفوا المسيحيين بالفشل فى الحياة الزوجية ويكونوا بهذا لعنة لاسم المسيح.
ع6: أما بالنسبة للشبان فيعلِّمهم عدم الإندفاع فى التصرفات والكلام لصغر سنهم، والإحتراس من الشهوات والتجارب فيكونوا منضبطين ومتزنين فى كل شئ.
ع7، 8: يوصى ق. بولس تلميذه تيطس أن يكون قدوة للشبان بل للكنيسة كلها فى :
أ – الأعمال الحسنة : أعمال الخير والتصرفات المنضبطة والمتزنة.
ب – التعليم : يتصف تعليمه المسيحى بما يلى :
- النقاوة : أى لا يكون له غرض شخصى بل إظهار اسم المسيح فقط وخلاص النفوس.
- الوقار : كلمات متزنة تليق باحترام كلمة الله واتزان المعلم.
- الإخلاص : فيهتم بصلاح السامعين ويتفانى فى خدمتهم.
- كلامًا صحيحا غير ملوم : أى تعليما مستقيما خاليا من الضلال وأفكار العالم، فلا يستطيع غير المؤمنين أن يجدوا فيه خطأ ليدينوه به.
? أنت نور للعالم وملح للأرض ودون أن تشعر أنت قدوة لمن حولك، فدقق فى كلامك وتصرفاتك لكى لا تعثر أحدًا، بل تجذبهم للمسيح حتى دون أن تتكلم.
(3) نصائح للعبيد (ع 9، 10):
9وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِى كُلِّ شَىْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ، 10غَيْرَ مُخْتَلِسِينَ، بَلْ مُقَدِّمِينَ كُلَّ أَمَانَةٍ صَالِحَةٍ، لِكَىْ يُزَيِّنُوا تَعْلِيمَ مُخَلِّصِنَا اللهِ فِى كُلِّ شَىْءٍ.
ع9، 10: يوصى العبيد أيضًا ليسلكوا حسنا فيكونوا قدوة لساداتهم، بل يستطيعوا أن يجذبوهم إلى الإيمان أو على الأقل تمجيد إلههم، كما شعر فوطيفار من نحو يوسف عبده. فيطلب من العبيد:
- الخضوع لأوامر ساداتهم وألا يعترضوا عليهم فى شئ فيما عدا ما يخالف وصايا الله طبعًا.
- الأمانة وعدم السرقة سواء من ممتلكات البيوت التى يخدمون فيها أو الأعمال التجارية التى كان ساداتهم يستخدمونهم فيها، فيتجرون أو يمارسون أى حرفة لصالح ساداتهم.
فقد كان من السهل عليهم أن يسرقوا منها دون أن يدرى السادة، ولكنه طالبهم بالأمانة الكاملة، فيظهروا بذلك سمو المسيحية ويزينوها بفضائلهم ويمجدوا المسيح فى حياتهم.
? لا تستهن بوضعك مهما كنت صغيرًا فى السن أو المقام أو القدرات، فأمانتك فى حياتك مع الله تؤثر فيمن حولك، بل أن المسيح يعلن باتضاع حاجته إلى فضائلك ليتمجد فيك وتزيَّن تعاليمه بسلوكك الحسن.
(4) نصائح للجميع (ع 11-15):
11لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ النَّاسِ، 12مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِى الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، 13مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 14الَّذِى بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَىْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِى أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ. 15تَكَلَّمْ بِهَذِهِ وَعِظْ وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ؛ لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ.
ع11: لكى ما يعضد الرسول فئات الشعب المختلفة ويعطيهم قوة لتنفيذ النصائح السابقة، يعلن أن نعمة الله التى ظهرت فى المسيح الفادى على الصليب مقدمة لجميع البشر حتى أن كل من يؤمن بالمسيح ويحيا فى الكنيسة يتمتع بمساندة هذه النعمة فى كل كلامه وسلوكه.
ع12: هذه النعمة الإلهية تسندنا فى اتجاهين :
- سلبى : وهو رفض الشهوات الشريرة والفجور أى استباحة الخطية والتفاخر بها.
- ايجابى : وهو السلوك باتزان وانضباط أى بتعقل والميل لأعمال الخير، وكذلك التقوى أى مخافة الله والسلوك بقداسة فى أيام عمرنا على الأرض إستعدادًا للحياة الأبدية.
ع13: منتظرين الرجاء المبارك : إنتظار مجئ المسيح الثانى يشجع النفوس التى تعانى من الآلام فتحتملها بصبر، ويدفع المؤمنين بحماس فى كل الممارسات الروحية ويجعلهم يستهينون بشهوات العالم.
ظهور مجد الله العظيم : فى يوم مجئ الرب يظهر مجده بشكل يفوق كل تصور لكل البشر فى جميع المسكونة فيبهج أولاده ويخيف الأشرار. هذا المجد قد يكون بشكل نور عظيم وملائكة مسبحين وأمور لا نستطيع إدراكها الآن.
مخلصنا يسوع المسيح : وسط هذا المجد العظيم يظهر ربنا يسوع المسيح بنفسه ليحتضن أولاده ويرفعهم للمجد.
الرجاء فى مجئ المسيح الثانى بنوره ومجده يشجع كل المتألمين من أجله.
ع14: الذى بذل نفسه لأجلنا : المسيح الظاهر بمجده العظيم هو إلهنا الحبيب الذى مات عنا على الصليب ليشترينا بدمه بحب لا يُعَبَّر عنه.
لكى يفدينا من كل إثم : غرض تقديم حياته لأجلنا هو أن يخلصنا من كل خطايانا ويحملها عنا على صليبه.
يطَّهر لنفسه شعبًا خاصًا : يصير المؤمنون به أنقياء، يحيون فى البر ملتصقين به كأعضاء فى جسده الذى هو الكنيسة ويتميزون عن العالم بتبعيتهم له واتحادهم به.
غيورًا فى أعمال حسنة : من أجل الحب الإلهى المبذول لأجل المؤمنين، يتحركون بحماس لعمل ما يرضى الله وهو الأعمال الصالحة.
المسيح العظيم فى مجيئه الثانى هو نفسه مسيحنا المحب الذى بذل نفسه لأجلنا ليطهرنا من خطايانا ويقدِّسنا لمحبته وعمل الخير.
ع15: تكلم بهذه وعظ : يوجه بولس تلميذه أن يعلم شعبه التعاليم السابقة فى هذا الأصحاح ويفسر ويعظ فى كل مناسبة روحية بهذا الكلام.
ووبحْ بكل سلطان : من يخالف هذه التعاليم، كن حازمًا معه ووبخه ليتوب، وتكلم بسلطان الأسقف المُعطَى لك من المسيح لترعَ شعبه.
لا يستهن بك أحد : لا تفعل شيئًا غير لائق يجعلهم يستهينون بك، وتكلم بثقة فى المسيح الذى يتكلم على لسانك مهما عارضك المقاومون.
يوصيه أن يعلم بكل التعاليم السابقة ويوبخ من يرفضها، واثقًا من قوة الله التى معه رغم صغر سنه.
? أنظر كل يوم للمسيح الآتى ليأخذك للمجد حتى تترك عنك كل خطية وتتحمس لعمل الخير مع كل إنسان. ليكن هذا تدريبًا يوميًا لك، فيغير حياتك ويزيد أشواقك للملكوت.