التسـامح المسيحـى
(1) التحية الرسولية (ع 1-3) : 1بُولُسُ، أَسِيرُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ: إِلَى فِلِيمُونَ الْمَحْبُوبِ وَالْعَامِلِ مَعَنَا، 2وَإِلَى أَبْفِيَّةَ الْمَحْبُوبَةِ، وَأَرْخِبُّسَ الْمُتَجَنِّدِ مَعَنَا، وَإِلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِى فِى بَيْتِكَ. 3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
ع1: بولس أسير يسوع المسيح : لم يدعُ نفسه رسولا بل أسيرًا .. لماذا ؟
- لأنه كان مسجونًا بروما فى ذلك الوقت.
- يتكلم باتضاع مع فليمون ويرجوه أن يعفو عن أنسيمس ليس بسلطان الرسول ولكن باتضاع الصديق المحب.
- بأسره يشارك أنسيمس العبد فى عبوديته، فيظهر محبته له.
- الأسر هو شركة حب مع المسيح الذى فدانا وحمل عنا خطايانا، ليدعو فليمون إلى احتمال خطأ أنسيمس ومسامحته.
تيموثاوس الأخ : من اتضاع بولس، يشرك تلميذه تيموثاوس معه فى إرسال الرسالة إلى فليمون، وليظهر له أن الكنيسة فى شخص بولس وتيموثاوس ترجو من فليمون أن يسامح أنسيمس.
فليمون المحبوب والعامل معنا : فليمون معناه محب، ويصفه بالمحبوب إلى قلب بولس ويدعوه ليس تلميذا له بل باتضاع يصفه أنه عامل معه فى الخدمة.
ع2 : إلى أبفية المحبوبة : هى زوجة فليمون وباعتبارها عضو فى الكنيسة يدعوها بولس بأبوته المحبوبة لله وللكنيسة.
أرخبس المتجند معنا : أرخبس هو ابن فليمون وكان خادمًا فى كنيسة كولوسى كجندى ليسوع المسيح كما كلمه بولس بخصوص خدمته فى (كو4: 17)، وقد يكون كاهنًا.
الكنيسة التى فى بيتك : كان فليمون غنيًا وبيته متسعًا، فاستضاف المؤمنين فى بيته ليصلوا القداسات والاجتماعات الخاصة بهم، إذ كانت الكنائس تقام فى البيوت قبل بناء كنائس مستقلة.
ع3 : يرسل لهم نعمة الله وسلامه ليملأ قلوبهم.
? إن كنت تريد أن تكسب الآخرين، فعبِّر عن محبتك لهم بكلمات رقيقة وتحدث معهم باتضاع فينجذبوا إلى كلامك.
(2) محبته ومدحه لفليمون (ع4-7):
4أَشْكُرُ إِلَهِى كُلَّ حِينٍ ذَاكِرًا إِيَّاكَ فِى صَلَوَاتِى، 5سَامِعًا بِمَحَبَّتِكَ، وَالإِيمَانِ الَّذِى لَكَ نَحْوَ الرَّبِّ يَسُوعَ وَلِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، 6لِكَىْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً فِى مَعْرِفَةِ كُلِّ الصَّلاَحِ الَّذِى فِيكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 7لأَنَّ لَنَا فَرَحًا كَثِيرًا وَتَعْزِيَةً بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ، لأَنَّ أَحْشَاءَ الْقِدِّيسِينَ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكَ أَيُّهَا الأَخُ.
ع4: يبتدئ ق. بولس كعادته فى كل رسائله بتشجيعه لفليمون بشكر الله على فضائله وكذلك يظهر محبته له بذكره الدائم فى صلواته، إذ لا تعوقه القيود عن محبته لابنه فليمون. وإذ يبدأ بهذا الحب يُخْجِل فليمون ويدفعه لمحبة أنسيمس والعفو عنه عندما يطلب منه ذلك بعد آيات قليلة.
ع5 : تظهر أيضًا محبة بولس فى عدم تعطله بالسلاسل عن سماع أخبار فليمون التى سمعها من أنسيمس أو من مؤمنين آخرين أتوا إليه فى روما من كولوسى، وما سمعه يشمل أمرين :
- محبته لجميع القديسين أى المؤمنين المقدسين فى المسيح، فقد استضافهم ككنيسة فى بيته.
- إيمانه بالمسيح الذى عبر عنه بالمحبة نحو المؤمنين. وقد قدم المحبة عن الإيمان لأنها الصورة الظاهرة للناس فتعلن أن داخل فليمون إيمانًا قويًا بالمسيح الباذل حياته فداءً عنه، وهذا الإيمان دفع فليمون أن يقدم حبًا للكنيسة كلها.
ع6: إيمان فليمون ليس نظريًا بل فعَّالا وعاملا بالمحبة نحو المؤمنين، وهذا يساعده على أن يكشف له الله أعماقًا جديدة فى الصلاح والبر فى حياته، فيندفع فى أعمال صالحة أكثر لأجل المسيح.
ع7 : يظهر بولس فرحه الذى يعزيه داخل ضيقات سجنه، وهذا الفرح سببه مشاعر الحب العميقة من المؤمنين نحو فليمون الذى يهتم بهم ويضيفهم فى بيته، ويناديه باتضاع كأخ وليس ابنًا.
? إفتح قلبك بالحب نحو الكل لتظهر لهم المسيح عمليًا. شجع البعيدين والذين ليس لهم أحد يهتم بهم، فتكون صورة للمسيح الذى يجول فى كل مكان يصنع خيرًا.
(3) طلبه قبول أنسيمس (ع8-17):
8لِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ لِى بِالْمَسِيحِ ثِقَةٌ كَثِيرَةٌ أَنْ آمُرَكَ بِمَا يَلِيقُ، 9مِنْ أَجْلِ الْمَحَبَّةِ، أَطْلُبُ بِالْحَرِىِّ، إِذْ أَنَا إِنْسَانٌ هَكَذَا نَظِيرُ بُولُسَ الشَّيْخِ، وَالآنَ أَسِيرُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَيْضًا، 10أَطْلُبُ إِلَيْكَ لأَجْلِ ابْنِى أُنِسِيمُسَ، الَّذِى وَلَدْتُهُ فِى قُيُودِى، 11الَّذِى كَانَ قَبْلاً غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ، وَلَكِنَّهُ الآنَ نَافِعٌ لَكَ وَلِى، 12الَّذِى رَدَدْتُهُ. فَاقْبَلْهُ، الَّذِى هُوَ أَحْشَائِى. 13الَّذِى كُنْتُ أَشَاءُ أَنْ أُمْسِكَهُ عِنْدِى، لِكَىْ يَخْدِمَنِى عِوَضًا عَنْكَ فِى قُيُودِ الإِنْجِيلِ. 14وَلَكِنْ، بِدُونِ رَأْيِكَ، لَمْ أُرِدْ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا، لِكَىْ لاَ يَكُونَ خَيْرُكَ كَأَنَّهُ عَلَى سَبِيلِ الاضْطِرَارِ، بَلْ عَلَى سَبِيلِ الاخْتِيَارِ. 15لأَنَّهُ، رُبَّمَا لأَجْلِ هَذَا، افْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ، لِكَىْ يَكُونَ لَكَ إِلَى الأَبَدِ، 16لاَ كَعَبْدٍ فِى مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخًا مَحْبُوبًا، وَلاَ سِيَّمَا إِلَىَّ. فَكَمْ بِالْحَرِىِّ إِلَيْكَ فِى الْجَسَدِ وَالرَّبِّ جَمِيعًا! 17فَإِنْ كُنْتَ تَحْسِبُنِى شَرِيكًا، فَاقْبَلْهُ نَظِيرِى.
ع8: لذلك : من أجل محبتك للمؤمنين فى كولوسى واستضافتك الكنيسة فى بيتك.
وإن كان لى بالمسيح ثقة كثيرة أن آمرك : أى يستطيع بسلطانه كرسول للمسيح أن يأمر ابنه فليمون.
بما يليق : ما يناسب فليمون وصالح للكنيسة.
ع9: لم يستخدم بولس سلطانه كرسول أو أسقف مسئول عن الكنيسة، بل يتقدم بالمحبة نحو فليمون ليرجوه بلطف، ويثير مشاعر حب فليمون إليه بأن يصف نفسه بالشيخ فقد قارب حينذاك الستين من عمره، فهو أكبر من فليمون ومن المعتاد احترام الكبار وتقدير كلامهم خاصة لو كانوا آباء روحيين يتصفون بالمحبة، ويحرك مشاعره أيضًا بأن يوضح أنه أسير فى السجن لأجل المسيح. وهكذا يطلب من تلميذه فليمون ويقول له من أجل محبة المسيح وبصفتى كبير فى السن كأب لك والآن مقيد فى السجن، أترجى أن تسامح أنسيمس.
ع10: يطلب من فليمون أن يسامح أنسيمس ويصف الأخير بأنه ابنه وولده فى قيوده أى آمن على يديه أثناء سجنه الأول فى روما. وهو ليس ابنا عاديا، بل هو ابن الشيخوخة وابن القيود، فهو عزيز على قلبه.
لعل فليمون قد تعجب عند قراءة هذه الكلمات، لأن العبد كان يُعتَبر حينذاك كالبهيمة، أما بولس فيتكلم عنه كابن قريب إلى قلبه وهذا بالطبع كان له تأثير كبير على فليمون، لأن أنسيمس ببنوته لبولس صار أخا لفليمون وليس عبدا، فأبوهم واحد وهو بولس وأكثر من هذا أن أنسيمس هو ابن جديد لبولس وأخ أصغر لفليمون يستحق منه العطف والإشفاق.
ع11: كلمة أنسيمس باليونانية معناها نافع، ولكنه سلك قبلا أثناء عبوديته عند فليمون بطريقة سيئة وسرق منه وهرب، فكان سلوكه غير اسمه أى غير نافع. ولكن بعد إيمانه على يد بولس صار خادمًا له فى روما وأرسله إلى فليمون معلنًا صفته الجديدة أنها مثل اسمه، أى سيكون نافعًا لفليمون كأخ حبيب يخدمه بأمانة، وذلك طبعًا بموافقة أنسيمس نفسه.
ع12: إذ يعيد بولس أنسيمس إلى فليمون بعد تغير حياته بالإيمان وكذا سلوكه، يعلن أنه يقدم ابنه الذى هو جزء منه بل يحمل له مشاعر الحب العميقة وارتبط به كخادم معاون له، أى يعيد إلى فليمون شخصا جديدا محبوبا جدا إلى قلب بولس ويطلب منه أن يقبله بمحبته.
? حاول أن تظهر فضائل الآخرين لعلك تلين الغضوبين إذ يروا فى هؤلاء المخطئين صفات حسنة فيقبلونهم، ولكن لا تنسَ أولا أن تتعاطف مع الغضوبين وتمتدحهم فيقبلوا كلامك ونظرتك الحسنة نحو المخطئين، وهكذا بالحب تؤلف بين القلوب.
ع13: قيود الإنجيل : السجن الذى يحتمله بولس من أجل الكرازة بإنجيل المسيح.
لكى ما يعلن بولس لفليمون التغير الذى حدث فى أنسيمس، بيَّن أنه يثق فى أنسيمس وأمانته فى خدمته له أثناء سجنه بروما وهذه الثقة لا تقل عن ثقته بفليمون نفسه وخدمته حتى أنه استبدل خدمة فليمون له بخدمة أنسيمس. فهو يعلن هنا مساواة الإثنين، فليمون وأنسيمس، أمام الله كخدام له. ويظهر أيضاً مسئولية فليمون من جهة محبته لبولس أن يخدمه فى سجنه، ولكن أنسيمس كمَّل هذه الخدمة بدلا عن فليمون ليبيِّن قيمة وعظمة أنسيمس كخادم وأنه يكمِّل النقص الذى حدث بعدم وجود فليمون إلى جوار بولس لخدمته. وكذلك يظهر تدقيق بولس فى احترام سلطان فليمون كسيد على عبده أنسيمس، فكل ما سبق من ثقة عند بولس كانت مجرد رغبة ولن ينفذها إلا بإذن فليمون، ولذلك أعاد إليه عبده أنسيمس. هذا كله ليرفع من قيمة أنسيمس أمام فليمون فيسامحه على خطئه بسرقته وهربه من عنده ويعامله كأخ روحى له.
ع14: بدون رأيك : عفوك عن أنسيمس وموافقتك أن يخدمنى.
خيرك : عطاءك عبدك أنسيمس ليخدمنى.
على سبيل الاضطرار : بقاء أنسيمس عند بولس وإحراج فليمون واستخدام عبده أنسيمس فى خدمة بولس دون استئذانه.
يوضح بولس أهمية إحترام حرية الآخر فى إرساله أنسيمس إلى فليمون، حتى إذا سامحه وبإرادته أعاده إلى بولس ليخدمه يكون ذلك باختياره وليس إجبارًا له.
ع15: يشرح بولس حكمة الله فى سماحه بخطية أنسيمس وهى السرقة والهرب ويعبر عنها بأسلوب رقيق وهو افترق، وعن المدة التى هرب فيها وهى مدة قصيرة بالقياس بالأبدية فيعبر عنها بساعة، حتى يتوب أنسيمس ويؤمن بالمسيح ويتمتع بالأبدية السعيدة مع فليمون. وهكذا لا يفترق أنسيمس عن فليمون، ليس فقط طوال العمر بل إلى الأبد يكونان فى الملكوت معًا.
ع16: بإيمان أنسيمس وتغيير حياته، صار خادمًا روحيًا وعضوًا فى جسد المسيح فصار أخا لبولس وهو أب ومعلم لفليمون، فبالأولى يصير أنسيمس أخًا محبوبًا لفليمون ليس فقط فى الجسد أى مع بقائه فى خدمة العبودية عند فليمون، بل كعضو فى الكنيسة فيكون أخًا لفليمون فى الله. لأنه كان يمكن لفليمون أن يستبقيه عبدًا ويسامحه ويعامله بمحبة كأخ له، أو يعتقه ويعطيه حرية أن يفارقه ويحيا فى أى مكان.
ع17: يستدر بولس عطف فليمون ومحبته ويرفع من قيمة أنسيمس، فيقول لفليمون، ما دمت تعتبرنى شريكًا لك فى الإيمان وعضوية جسد المسيح، وهذا اتضاع من بولس لإخجال فليمون، إذ أن بولس هو أب ومعلم لفليمون وليس مجرد شريكًا، وعلى كل حال يطلب من فليمون أن يقبل أنسيمس مثل قبوله لبولس فى نفس المرتبة والإحترام والتقدير.
? إحترام مشاعر الآخرين والإتضاع فى الحديث معهم يسِهِّل عليك كسبهم. فاحرص أن تظهر تقديرك لكل أحد وتحترم رأيه وتسمعه بإنصات وتنفذه قدر ما تستطيع.
(4) إيفاء الدين المسروق (ع18-21):
18ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَىْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاحْسُبْ ذَلِكَ عَلَىَّ. 19أَنَا بُولُسَ كَتَبْتُ بِيَدِى، أَنَا أُوفِى، حَتَّى لاَ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ مَدْيُونٌ لِى بِنَفْسِكَ أَيْضًا. 20نَعَمْ أَيُّهَا الأَخُ، لِيكُنْ لِى فَرَحٌ بِكَ فِى الرَّبِّ. أَرِحْ أَحْشَائِى فِى الرَّبِّ. 21إِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِإِطَاعَتِكَ كَتَبْتُ إِلَيْكَ، عَالِمًا أَنَّكَ تَفْعَلُ أَيْضًا أَكْثَرَ مِمَّا أَقُولُ.
ع18: إن هروب أنسيمس وهو عبد مملوك لفليمون، هو ظلم وسرقة منه لكونه عبد بالإضافة إلى الأموال التى سرقها من فليمون ليسافر بها من كولوسى إلى روما ويعيش بها هناك. وهذه السرقة تعتبر كدين على أنسيمس ولكنه ليس معه ليوفى الدين بعد أن آمن وتاب، فيتقدم بولس بأبوته ليعد فليمون بإيفاء الدين الذى على أنسيمس.
ع19: أنا بولس كتبت بيدى : لم يكن بولس معتادا أن يكتب بيده لأجل ضعف بصره، ولكنه اهتم هنا أن يكتب بيده كإقرار منه بالدين، فيعتبر هذا صك أو شيك على بولس.
يطمئن الرسول بولس فليمون أنه مسئول عن إيفاء الدين الذى على أنسيمس، ولكن فى نفس الوقت يُذَكِّر فليمون أنه آمن على يديه، فهو مديون له بالحياة الجديدة التى يحياها فى المسيح وهى أغلى من كل أموال العالم، أى أنه يُخْجِل فليمون إذ هو مديون لبولس أكثر من دين بولس له بهذا المال المسروق.
ع20: يتمنى بولس أن يفرح بثمار الحياة الروحية التى فى فليمون بأن يسامح عبده السارق الهارب، وهذا ما يريح قلب بولس، أى محبة فليمون واستقرار أنسيمس فى حياة هادئة بدون ديون أو مشاكل.
ع21: يدفع ق. بولس فليمون لمسامحة أنسيمس بقوله له : أنا أثق فى طاعتك لى، بل يدعوه لما هو أكثر أى إطلاق وعتق أنسيمس، وهذا ما فعله فعلا كما يخبرنا تاريخ الكنيسة والسنكسار.
? ليت تمنيات قلبك تكون هى عمل الخير مع كل إنسان ولا تستريح إلا براحة الكل، وتسعى لخلاص نفوسهم وارتباطهم بالكنيسة فيتمتعوا بحياة مطمئنة مع المسيح.
(4) إعداد المنزل والتحيات الختامية (ع22-25):
22وَمَعَ هَذَا، أَعْدِدْ لِى أَيْضًا مَنْزِلاً، لأَنِّى أَرْجُو أَنَّنِى بِصَلَوَاتِكُمْ سَأُوهَبُ لَكُمْ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَبَفْرَاسُ الْمَأْسُورُ مَعِى فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ، 24وَمَرْقُسُ، وَأَرِسْتَرْخُسُ، وَدِيمَاسُ، وَلُوقَا، الْعَامِلُونَ مَعِى. 25نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ رُوحِكُمْ، آمِينَ.
إِلَى فِلِيمُونَ، كُتِبَتْ مِنْ رُومِيَةَ عَلَى يَدِ أُنِسِيمُسَ الْخَادِمِ
ع22: ومع هذا : بالإضافة إلى العفو عن أنسيمس.
كان بولس يتوقع قرب الإفراج عنه من سجنه فى روما، وبأبوته كان يشتاق أن يزور كنيسة كولوسى لافتقادها ورعايتها. فطلب من فليمون، لاتصافه بإضافة الكنيسة والغرباء ولأجل صداقته معه، أن يعد له مكانا فى منزله ليقيم فيه أثناء فترة وجوده فى كولوسى. ويظهر اتضاع بولس فى استناده على صلوات فليمون وزوجته أبفية وابنه أرخبس، حتى يطلقه الله من سجنه ويمنحه نعمة زيارة كنيسة كولوسى.
ع23: يختم الرسالة بتحيات تلاميذه الخدام المعروفين لفليمون، ولعله بهذا أيضًا يتشفع بهم للعفو عن أنسيمس. ويذكر منهم أبفراس ويصفه بأنه المأسور معه وهذا معناه إما أنه كان مسجونًا مع بولس فى نفس الوقت بروما أو أنه كان خادمًا لبولس أثناء سجنه، فهو أسير المسيح وخدمته، وهو الخادم والمؤسس لكنيسة كولوسى ولاودكية وهيرابوليس.
ع24: مرقس : هو مرقس الرسول كاروز مصر وهو كاتب الإنجيل المسمى باسمه.
أرسترخس : من تسالونيكى، وهو أحد تلاميذ بولس الذى رافقه فى رحلاته التبشيرية، وكان معه فى سجنه الأول بروما.
ديماس : أحد تلاميذ بولس الذى رافقه فى رحلاته التبشيرية، ولكن فى سجن بولس الرسول الثانى بروما عام (67م) لم يحتمل مواصلة التعب فى الخدمة، فترك بولس وعاد لحياته الأولى فى العالم وذهب إلى تسالونيكى (2تى4 : 10).
لوقا : هو أحد تلاميذ بولس وهو كاتب الإنجيل المسمى باسمه وسفر أعمال الرسل.
ع25: يختم الرسالة بطلب نعمة الله أن تكون مع فليمون وأسرته، لتربطه بالله وتنميه فى محبة الجميع. وقد حمل هذه الرسالة إلى فليمون عبده أنسيمس، الذى صار خادمًا فى الكنيسة وأسقفًا فيما بعد.
? إستند على صلوات القديسين وصلوات من حولك لتحنِّن قلب الله عليك، فيهبك عطاياه الكثيرة وسؤل قلبك، لأن الله يفرح بمحبتك للقديسين ولإخوتك فى الكنيسة ويفرح أيضًا باتضاعك.